خلال الملتقى السنوي لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بأبوظبي

قادة ورجال دين يوقّعون «حلف الفضول الجديد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت أمس في أبوظبي فعاليات الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، تحت شعار «دور الأديان في تعزيز التسامح – من الإمكان إلى الإلزام».

ووقع قادة وزعماء ورجال دين من مختلف دول العالم ميثاق حلف الفضول الجديد، الذي أطلقه المنتدى بمشاركة 1000 شخصية، من المسؤولين الحكوميين، وممثلي ديانات العائلة الإبراهيمية، ورجال الفكر والإعلام، معتبرين الميثاق انتقالاً بالبشرية نحو إنهاء الخطاب القائم على الصراع الديني أو العرقي، ويمهد لتشكيل حلف قوي للدفاع عن السلم والسلام في العالم.

وكانت فعاليات اليوم الثاني للملتقى قد بدأت بجلسة ترأسها الدكتور محمد مطر الكعبي الأمين العام لـمنتدى تعزيز السلم استعرض خلالها مفهوم التسامح الذي تؤيده القوانين في دولة الإمارات. كما تحدث خلال الجلسة اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺷﻮﻗﻲ ﻋﻼم ﻣﻔﺘﻲ اﻟﺪﻳﺎر اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﺒﺮوﻓﻴﺴﻮر اﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻓﺸﻴﻠﻮ أﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ وﺑﺎﺣﺚ أﻛﺎدﻳﻤﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ عن الحرية في تطبيق الشعائر الدينية، والحوار والتعاون والتعايش بين المجتمعات المدنية.

وتحدثت اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺛﺮﻳﺎ ﺑﺸﻌﻼﻧﻲ الأمين اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة عن الانفتاح على الآخر، واحترام المعالم الدينية، والحفاظ على دور العبادة.

وتناولت اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺳﺎرة ﺳﻨﺎﻳﺪر ﻣﺪﻳﺮة ﻣﺆﺳﺴﺔ روز ﻛﺎﺳﻞ باﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة موضوع احترام دور العبادة، وعلاقته بالهوية، مشيرة إلى أن الانعزال المجتمعي يؤدي إلى الاستخفاف بدور العبادة.

العدو المشترك

وأكد فضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي الديار المصرية - أن العدو المشترك للأديان هو الإلحاد ولا بد من تكاتف أتباع الأديان للتصدي لهذا الخطر الداهم مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية أقرت الحرية الدينية للناس جميعاً حيث صرح القرآن الكريم بأن اختلاف الناس في معتقداتهم من سنن الله تعالى في خلقه.

وأضاف في بحث عرضه خلال جلسة ميثاق حلف الفضول الجديد إن هذا يقتضي ضرورة التعامل مع هذه السنة الإلهية الربانية بإيجابية لأنها تحمل في طياتها أبعاداً ومضامين تُنظِّم علاقة المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى.

واستعرضت جلسات اليوم الثاني نص ميثاق حلف الفضول الجديد وبنوده، ومناقشته في ضوء الوثائق والمواثيق والإعلانات التي مهّدت له، مثل إعلان مراكش لحقوق الأقليات، وإعلانات أبوظبي للسلم، وإعلان واشنطن ووثيقة الأخوة الإنسانية ووثيقة مكة المكرّمة.

وتنص بنود ميثاق حلف الفضول الجديد على ضرورة احترام مبدأ الكرامة الإنسانية، على اعتبار أن الناس، وإن اختلفت أديانهم وألسنتهم وألوانهم وأعراقهم، فقد كرمهم الخالق القدير؛ ومبدأ حرية الاختيار وحرية ممارسة الدين؛ ومبدأ التسامح؛ ومبدأ العدالة؛ ومبدأ السلم؛ ومبدأ الرحمة، ومبدأ البر بالآخرين، ومبدأ الوفاء بالعهود والمواثيق؛ والتضامن.

ويؤكد الميثاق دور القادة الدينيين، للإسهام في نشر السكينة وبناء السلم، من خلال التنسيق بين معتنقي أديان العائلة الإبراهيمية، وبين أتباع الديانات الأخرى من العائلة الإنسانية، والتصدي للتطرف والفكر العنيف، وخطابات التحريض والكراهية، وانتهاج مقاربة تصالحية في كل دين، لترسيخ التسامح بشتى أبعاده.

تكريم

وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، الفائز بجائزة الإمام الحسن بن علي للسلم الدولية، في دورتها الخامسة لعام 2019.شهد التكريم الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، في ختام أعمال اليوم الأول من فعاليات الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم.

تقدير

اختار مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ لنيل الجائزة في دورتها الخامسة تقديراً لدوره الشخصي والقيادي على رأس رابطة العالم الإسلامي، وإسهاماته العلمية والفكرية ومبادراته العملية الخلاقة، التي تعزز قيم التسامح وثقافة السلم في العالم، ومن أهمها مؤتمر التواصل الحضاري، الذي نظمته الرابطة في نيويورك مطلع العام الجاري؛ بحضور نحو أربعمئة وخمسين شخصية فكرية ودينية من ست وخمسين دولة حول العالم.

نصّ ميثاق حلف الفضول الجديد

Email