خلال جلسة التحوّلات الاقتصادية العربية العقد القادم

عائدات النفط عصب التنمية وضمانة الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجّلت جلسة «التحولات الاقتصادية العربية خلال العقد القادم» المنعقدة ضمن أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي، مجموعة توقّعات استراتيجية أبرزها صعود النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل واستمراره في القرن القادم كمصدر الطاقة الرئيسي وأنه سيبقى المصدر الرئيسي للثروة العربية وضمانة أساسية لاستدامة نموها الشامل بشرط استثماره في تنويع مصادر الدخل، وأنه لن يكون هناك بديل عن النفط في القرن الحادي والعشرين إلى جانب بروز مصر كقوة اقتصادية تسجل معدلات نمو عالية.

مقاربات مختلفة

وبدأت الجلسة التي أدارتها زينة صوفان المذيعة في تلفزيون دبي بمداخلة قدمها ألان بجاني، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمجلس الأطلسي تطرق فيها إلى فرص التكامل الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلاً إن فكرة التكامل وإن لم تكن جديدة ولكنها تتطلب حالياً مقاربات مختلفة نظراً لعدم تمكننا سابقاً من الوصول إلى النمو الاقتصادي المستهدف، حيث إن أداءنا الاقتصادي دون المستوى بمؤشرات مختلفة، كما أننا متأخرون عن الدول المماثلة لنا في محاور عدة، فرغم أن تعدادنا يبلغ 8.5% من مجموع سكان العالم إلا أن نسبة مساهمتنا في الناتج العالمي 3.4% ولا تتجاوز حصة المنطقة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة 4%.

وأوضح ألان بجاني أن التكامل والتعاون بين القطاعين العام والخاص يجب أن يتجاوز مجرد تمويل مشاريع يعجز القطاع العام عن تمويلها بسبب أولويات تنموية، وأن يتحوّل إلى تكامل في التفكير بين القطاعين، وهنا لدينا مثال ملهم هو دبي التي أعطت مثالاً للتكامل بين الطرفين على حد وصفه.

مصدر الثروة

وأكد الدكتور ممدوح سلامة، خبير النفط العالمي وأستاذ اقتصاد النفط والطاقة في كلية ESCP بزنس سكوول في لندن، أن النفط سيبقى المصدر الرئيسي للثروة العربية ولكن بشرط استثماره في تنويع مصادر الدخل موضحاً أنه لن يكون هناك بديل عن النفط في القرن 21.

وأبدى ثقته باستمرار صعوده بالمدى البعيد إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، علماً بأن دول الخليج العربي تحتاج إلى 80-85 دولاراً للبرميل لموازنة ميزانياتها، علماً أن ما يحول دون ارتفاع الأسعار هي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي قللت النمو الاقتصادي العالمي بنحو 1% بحسب صندوق النقد.

وقال إن استخدام السيارات الكهربائية سيقلل نمو الطلب بشكل بسيط، وبين أنه لن يكون هناك تحول فوري بالاستغناء عن النفط والغاز لصالح الطاقة البديلة، وأنه في عام 2030 سيزيد الطلب العالمي اليومي على النفط عن 110 ملايين برميل يومياً.

وأكد عبد الرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي أهمية ريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر للتصدي لمعدلات البطالة التي وصلت إلى 18% أي ضعف معدلاتها العالمية البالغة 9% علماً بأن البطالة بين الشباب تبلغ 29% وتصل إلى 50% في بعض الدول.

وأشار إلى أن 65% من الطلاب في عمر 12 سنة سيعملون في وظائف غير موجودة حالياً وهو ما يستدعي ضرورة إجراء الدول لتغييرات سريعة وجوهرية في سوق العمل وفي النظام التعليمي التقليدي.

وأضاف أن ما يشكل تحديات هو بالوقت نفسه ميزة، فالهرم السكاني صحيح والشباب هم الغالبية بينما تعاني مجتمعات أخرى من الشيخوخة، داعياً إلى تمكين الفئة الشابة في الاختراعات.

وحذر الحميدي من أن أي أزمة مالية عالمية قادمة ستكون أصعب من الماضية بسبب ازدياد الديون. وأبدى الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية تفاؤله بالسنوات العشر القادمة وإن كانت القلاقل ستستمر فيها بعد العقد المنصرم، لكن المؤشرات تشير إلى تناقص العنف، وأن العقد القادم سيكون أفضل خصوصاً مع الرجوع لفكرة الدولة الوطنية وتجاوز الطائفية.

Email