الأنشطة اللاصفية اكتساب للمهارات التعليمية وارتقاء بقدرات الطلبة

■ هدى الشحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت تربويات أن الأنشطة اللاصفية جزء أساسي وفعّال في العملية التعليمية والتربوية في المدارس، ولا تنفصل عن المقرر الدراسي، بل هي عنصر مكمل أساسي له، إذ تسهم بشكل ملاحظ في بناء شخصية الطالب، وتدريبه على روح القيادة والتعاون الفعّال بينه وبين زملائه الطلاب، وتزوده بالمعرفة، حيث تدربه على تطبيق ما تعلمه منها في حياته العلمية، وأشاروا إلى أن الأنشطة اللاصفية تساهم في خلق جيل قادر على اكتساب المهارات التعليمية، وترتقي بقدرات الطلبة، وتنمي معارف الطلاب وتفعل مواهبهم وطاقاتهم الإبداعية الكامنة، فيما طالب أولياء أمور بأن تكون الأنشطة مدروسة على أسس وبرامج مفيدة ونافعة، لا سيما وأنها تعمل على تعميق ورعاية القيم وتنمية المواهب والابتكارات.

حاجة

وقالت هدى الشحي: إن الأنشطة اللاصفية هي حاجة وليست تسلية، بمعنى أنها تساعد الطلبة والطالبات على تنمية مهارة التعلم الذاتي لديهم، وأستغرب فعلياً من عدم اهتمام بعض المدارس بتفعيل الأنشطة اللاصفية من حيث إدراجها في قائمة أهدافها وبرامجها السنوية، وعدم الدقة في اختيار الأصلح والمفيد منها.

وأضافت: «يجب أن تحرص إدارات المدارس على أن تلامس تلك الأنشطة بشكل مباشر المناهج الدراسية ومحتواها وأهدافها التعليمية والتربوية، ومن ثم تصبح وسيلة فعّالة تساعد الطالب على استيعاب وفهم المنهج أو المقرر الدراسي».

 

وأكدت ناديا الكعبي أن الأنشطة اللاصفية تلعب دوراً مهماً في تجديد حيوية الطالب ونشاطه الذي ينعكس إيجاباً على تحصيله الدراسي وإبعاده عن روتين الدراسة الممل واكتشاف موهبته وصقل إبداعه، منوهة إلى أن الأنشطة تساعد على خلق روح الإبداع، وخلق جيل واعٍ وقادر على اكتساب المهارات التعليمية المختلفة.

 

صقل

وقالت بخيتة الظاهري، أخصائية اجتماعية، إن الأنشطة اللاصفية تصقل شخصية الطالب وتساعده على اكتشاف جوانب القوة والضعف في شخصيته، وتسهم في تحسين الجو الدراسي من خلال الجو الترفيهي والإيجابي والهادف، كما أن التفاعل مع هذه الأنشطة يعكس إمكانات الطلاب وقدراتهم الذاتية، وهناك الكثير من التجارب الواقعية لطلبة وطالبات شاركوا بفاعلية في تلك الأنشطة اللاصفية في مدارسهم، الأمر الذي جعلهم أكثر حيوية، وكان ذلك دافعاً لهم أيضاً لبذل مزيد من الجد والعمل والاجتهاد.

 

وأكدت لطيفة الحوسني، مديرة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية، أن الأنشطة اللاصفية تقدم تعليماً نوعياً ومميزاً للطلبة والطالبات، فضلاً عن كونها من الأساليب المتطورة لإثراء العملية التعليمية للطلاب والطالبات.

تغيرات

وعبّر عدد من أولياء الأمور عن ارتياحهم للتغيرات الإيجابية التي تطرأ على نفسية أبنائهم وبناتهم مع التزامهم بالأنشطة اللاصفية في مدارسهم، والتي من شأنها أن تكسبهم مهارات جديدة، حيث قال عمر محمد سعيد إن الأنشطة اللاصفية تثري المناهج الدراسية، كما تصقل شخصيات ومواهب الطلبة والطالبات، وهي أيضاً ترفد الوطن بالمواهب والخبرات.

وأضاف: «لا ينبغي إطلاق الأنشطة اللاصفية في المدارس بعشوائية حتى لا يمل منها الطالب، وإنما يجب أن تكون مدروسة على أسس وبرامج مفيدة ونافعة، لا سيما وأنها تعمل على تعميق ورعاية القيم وتنمية المواهب والابتكارات».

وأكدت حنان أحمد المازم أن الأنشطة اللاصفية تبعد الملل عن الدروس التي تعتمد على التلقين والحفظ، ولا تتفق المازم مع فئة من أولياء الأمور الذين يعتبرون الأنشطة اللاصفية مضيعة لأوقات أبنائهم وبناتهم.

أجواء

وقالت موزة الشحي: إن الأنشطة اللاصفية من شأنها أن تبعد عن الطلبة والطالبات ملل الدروس الجامدة التي يتلقونها في مدارسهم، وتحسن أيضاً الأجواء النفسية للطالب في ظل وجود الامتحانات التقويمية المستمرة.

واقترحت الشحي ضرورة تنوع الأنشطة اللاصفية المقدمة في المدارس، وزيادة هذه الأنشطة بما يتوافق مع احتياجات ومواهب وميول الطلبة والطالبات.

وشدد سالم حسن الرفاعي على أن الأنشطة اللاصفية تصقل مهارات الطلبة، إذ إن الأمر هنا لا يتعلق فقط بملء الفراغ، وإنما باستثمار وقت الطالب من خلال تشجيعه على التنسيق ما بين المذاكرة وتعزيز الهوايات والمواهب الإبداعية.

وأضاف الرفاعي: «ينبغي على أولياء الأمور ضرورة استيعاب أن تلك الأنشطة لها دورها في بناء الشخصية وغرس مفاهيم التنوع المعرفي».

Email