تحت رعاية رئيس الدولة .. أبوظبي تحتضن الحفل الرسمي الأضخم «إرث الأوّلين» غداً

حصاد وافر من الإنجازات يتوّج احتفالات الإمارات باليوم الوطني

استاد مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي يحتضن الاحتفال | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يقام الاحتفال الرسمي باليوم الوطني الـ 48 للإمارات غداً في استاد مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي تحت شعار «إرث الأوّلين».

وأعلنت اللجنة المنظمة للاحتفال استكمال جميع الاستعدادات لتنظيم الاحتفال الأضخم في تاريخ الاحتفالات باليوم الوطني.

استذكار

وتحتفل الإمارات كل عام في 2 ديسمبر باليوم الوطني، الذي يستذكر فيه أبناء الوطن الإنجاز الخالد الذي أسس له الآباء المؤسسون بوضع حجر أساس نهوض دولةٍ قوية تلتحم فيها القيادة والشعب تحت راية الوطن الواحد، حيث يحرص الجيل تلو الآخر على صون المكتسبات الوطنية والإسهام في دفع مسيرة ازدهارها.

وانسجاماً مع عام التسامح، سيصحب العرض الحضور في رحلةٍ نوعية على ضوء القمر، حيث يصوّر 900 عارضٍ من مختلف أنحاء العالم بأدائهم المتميز مجموعة من القصص الخالدة من إرث الوطن لتسليط الضوء على القيم النبيلة التي عاشها الأجداد وأورثوها لأبنائهم لتحافظ على تجذرها اليوم في نسيج مجتمع دولة الإمارات، كقيم الشجاعة والمروءة والتصميم والصبر والتسامح والحكمة.

وبالتزامن مع عام التسامح وقيمه النبيلة، أكّدت اللجنة المنظمة أن فكرة العرض الذي من المتوقع أن يحضره 20 ألف شخص تبلورت على يد الخبرات الإماراتية الشابة، التي تعاونت في تنفيذها مع أفضل الخبرات العالمية لتقديم عرضٍ استثنائي يلائم مكانة هذا اليوم وأهميته.

حصاد وافر

تحتفل الإمارات في الثاني من ديسمبر المقبل بذكرى اليوم الوطني الـ 48 وسط استعدادات رسمية وشعبية كبيرة، حيث تكتسب المناسبة هذا العام أهمية خاصة لتزامنها مع «عام التسامح» الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وواصلت الإمارات مسيرتها المظفرة نحو المستقبل الزاهر، وشكلت في «عام التسامح» 2019 نموذجاً تنموياً استثنائياً من خلال ما تحقق من إنجازات علمية واقتصادية واجتماعية مثلت إضافة حقيقية لمسيرتها الرائدة التي انطلقت منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وعانقت الإمارات في عام 2019 الفضاء، وعززت حضور المرأة برلمانياً مناصفة مع الرجل، كما واصلت نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية.

وتابعت الإمارات تطوير بنيتها التشريعية، فيما شهدت أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات إطلاق أربع استراتيجيات وطنية في مجالات القوة الناعمة والثورة الصناعية الرابعة والتعليم العالي والأمن المائي.

ميزانية

واعتمدت الإمارات الميزانية الاتحادية لعام 2020 بإجمالي 61.354 مليار درهم، ومن دون عجز، والتي تُعد الأكبر منذ تأسيس الدولة، في حين توقعت وزارة الاقتصاد ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 1.65 تريليون درهم بنهاية العام الجاري بنسبة نمو 3.77 % مقارنة مع عام 2018.

في موازاة ذلك، حققت العديد من القطاعات الاستراتيجية والحيوية في الدولة نجاحات باهرة.

في نهاية عام 2018 أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 «عام التسامح»، استكمالاً لمجموعة من الإجراءات والمشاريع التي اتخذتها دولة الإمارات لترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والثقافات داخل الإمارات وحول العالم.

وثيقة الأخوة

وشكلت مبادرات وثيقة الأخوة الإنسانية، والقداس البابوي في أبوظبي، وبيت العائلة الإبراهيمية، وقمة التسامح، أبرز المبادرات الفارقة التي عبّرت عن القيم الإنسانية العميقة التي تنطلق منها سياسة التسامح الإماراتية، وقد لاقت تلك المبادرات تأييداً وإعجاباً عالمياً لما لها من تأثير فارق في تصفية الأجواء بين أبناء الأديان المختلفة للوصول إلى عالم أكثر تعايشاً وتقبلاً للآخر.

وعززت تلك المبادرات مكانة الإمارات، كونها من أبرز الدول التي حملت رسالة التسامح إلى آفاق رحبة ومناسبات عظيمة ستبقى راسخة في صفحات التاريخ البشري كأبرز اللحظات التاريخية في مسارات تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك بين شعوب العالم. وأهدت أبوظبي في فبراير الماضي العالم وثيقة الأخوة الإنسانية التي شكلت إعلاناً مشتركاً ودليلاً للأجيال القادمة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك بمباركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.

واحتضن استاد مدينة زايد الرياضية في الخامس من فبراير الماضي أول قداس بابوي في المنطقة أحياه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وبمشاركة أكثر من 180 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، حيث شكل الحدث لحظة مهمة في تاريخ المنطقة والعالم، لما له عظيم الأثر في تعزيز أجواء من التسامح والمحبة والسلام التي تتبناها الإمارات.

وفي مبادرة تاريخية أعلنت الإمارات عن «بيت العائلة الإبراهيمية»، المقررة إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه عام 2022، ويضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد ليشكل فور افتتاحه رمزاً ومَعلماً دينياً يعكس حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع دولة الإمارات.

حكومة الإمارات

وفي 25 نوفمبر الجاري ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي عقدت في العاصمة أبوظبي، بمشاركة أكثر من 450 من سمو أولياء العهود والوزراء والمسؤولين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية.

المجلس الوطني

وشهدت الإمارات هذا العام تنظيم الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي سجلت ارتفاعاً في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية لتصل إلى أكثر من 337 ألف ناخب، فيما بلغ مجموع الأصوات على مستوى الدولة 117,592 صوتاً، وبنسبة 34,81% من عدد أعضاء الهيئات الانتخابية.

وكانت المحطة الأبرز في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019 قرار صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 بالمئة، انطلاقاً من سعي دولة الإمارات المستمر لتمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات.

وشهدت الدورة الرابعة من الانتخابات تخصيص 39 مركزاً انتخابياً في مختلف أنحاء الدولة، و118 مركزاً للتصويت في خارج الدولة لتمكين المواطنين الموجودين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي والمشاركة في الاستحقاق الوطني.

معانقة الفضاء

وفي 26 سبتمبر دخلت دولة الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998. وأجرى المنصوري، خلال مهمته في المحطة الدولية للفضاء، 16 تجربة علمية، كما أجرى عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي، حيث شارك في الجلسات عدد كبير من طلاب المدارس من مختلف إمارات الدولة، وكانت الجلسات فرصة للمشاركين لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي أجاب عنها هزاع حول الحياة على متن محطة الفضاء الدولية.

التنافسية العالمية

وتابعت الإمارات مسارها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية لهذا العام، حيث واصلت صدارتها على المستوى العربي واحتلت المركز الأول، فيما بلغت المركز الـ 25 على المستوى العالمي متقدمة مرتبتين عن الترتيب العام للسنة السابقة، وذلك وفقاً لتقرير التنافسية العالمية 2019 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، الذي يقيّم تنافسية 141 دولة.

وجاءت دولة الإمارات ضمن أفضل خمس دول في 19 مؤشراً عالمياً، وضمن أول 20 دولة على الصعيد العالمي في 57 مؤشراً، أي أكثر من نصف المؤشرات التي رصدها التقرير لهذا العام.

البنية التشريعية

كما واصلت الإمارات مسيرة تطوير بنيتها التشريعية وعملت على استصدار عدد كبير من المراسيم والقوانين الاتحادية والقرارات الوزارية الهادفة إلى تعزيز أمن المجتمع وسلامته وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأبناء الدولة وإرساء مبادئ المسؤولية والشفافية والكفاءة في مختلف الأجهزة الحكومية.

وبرز في عام 2019 قرار رئيس الدولة رقم (1) لسنة 2019 الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، والذي دخل حيز التنفيذ مع انتخابات المجلس التي شهدتها الإمارات في أكتوبر، والمرسوم بقانون اتحادي رقـم (6) لسـنة 2019 في شأن تنظيم علاقات العمل، والمرسوم بقانون اتحادي رقـم (10) لسـنة 2019 في شأن الحماية من العنف الأسري.

قرارات وزارية

وعلى مستوى القرارات الوزارية اعتمد مجلس الوزراء في مارس قراراً بتعديل بعض أحكام القرار الخاص باستقدام العاملين الأجانب لأسرهم في الدولة، نص على استبدال شرط المهنة النافذ سابقاً واعتماد شرط الدخل بدلاً عنه في استقدام أفراد الأسرة للعاملين الأجانب، كما اعتمد الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030.

إكسبو 2020 دبي

ومع بدء العد التنازلي لعام واحد على انطلاق إكسبو 2020 دبي، وتحديداً في 20 أكتوبر عام 2020، ستكون نحو 200 دولة على موعد ليس فقط للمشاركة في هذا الحدث العالمي، وإنما الاطلاع على مسيرة إنجاز وطن، فدولة الإمارات ستكون حينها على مشارف الاحتفاء باليوبيل الذهبي عام 2021، ومسيرة 50 عاماً من الإنجاز والعطاء، وكذلك مسيرة متجددة شعارها الطموح والريادة.

وسيقام «إكسبو 2020 دبي» تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» على مدار ستة أشهر من 20 أكتوبر 2020 إلى 10 أبريل 2021، بمشاركة نحو 200 دولة، حيث من المتوقع أن يستقطب الحدث 25 مليون زيارة، 70% منها من خارج الدولة الإمارات.

ارتفاع المؤشر

وأكد التقرير أن غالبية المؤسسات الدولية توقعت أن يتراوح نمو الناتج المحلى الإجمالي إلى ما بين 3.1 % إلى 3.9 % خلال العام الجاري، و3.2 % إلى 3.7 % لعام 2020، كما توقعت أن يتراجع معدل التضخم من 3.5 % إلى 1.6% بنهاية العام الجاري.

واعتمدت الإمارات الميزانية الاتحادية لعام 2020 بإجمالي 61.354 مليار درهم، ومن دون عجز، والتي تُعد الأكبر منذ تأسيس الدولة، حيث تم تخصيص ثلث الميزانية لقطاع التنمية الاجتماعية، وثلثه للشؤون الحكومية، والباقي للبنية التحتية والموارد الاقتصادية والمنافع المعيشية.

احتياطات هيدروكربونية

وكان المجلس الأعلى للبترول قد أعلن في مطلع نوفمبر الماضي عن اكتشاف وإضافة احتياطات هيدروكربونية جديدة تقدر بسبعة مليارات برميل من النفط الخام و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطات النفط والغاز العالمية، كما اعتمد قراراً تاريخياً بإطلاق آلية تسعير جديدة لـ«خام مربان» القياسي الذي تستخدمه «أدنوك» لبيع إنتاجها من النفط الخام، وصادق على إلغاء القيود الحالية للوجهات على مبيعات «مربان».

مناسبات ثقافية

وعلى الصعيد الثقافي شهدت الإمارات أحداثاً ومناسبات ثقافية فارقة عززت من خلالها موقعها على خارطة الإبداع العالمية، وبرز هذا العام حدثان رئيسيان، تمثّل الأول في تنصيب إمارة الشارقة عاصمةً عالميةً للكتاب 2019، أما الحدث الثاني فتمثّل في حصول الإمارات على مقعد دائم في مجلس منظمة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم».

وتابع معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 38 تكريس مكانته كأحد أهم ثلاثة معارض عالمية، وذلك من خلال استقباله لنحو 2.52 مليون زائر في دورة 2019، وأكثر من ألفي دار نشر من 81 دولة، بدوره استقطب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ29 أكثر من ألف جهة عارضة مثلت 50 بلداً.

فعاليات رياضية

وعلى الصعيد الرياضي دشنت الإمارات عام 2019 باستضافة فعاليات الدورة الـ 17 من بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم، التي شهدت مشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة، كما استقبلت الإمارات نحو 7500 رياضي قدِموا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في دورة الألعاب العالمية الخامسة عشرة للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، والتي أقيمت لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منذ قيام الدورة قبل 50 عاماً.

أحداث عالمية

واستضافت الإمارات على أرضها خلال عام 2019 عدداً كبيراً من الأحداث والمؤتمرات العالمية، مثل «القمة العالمية للحكومات»، التي حضرها أكثر من 5 آلاف شخصية من 140 دولة، و«منتدى بلوغ الميل الأخير» الذي استضافته العاصمة أبوظبي بهدف القضاء على شلل الأطفال عالمياً، والمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، والدورة الـ 16 من معرض دبي للطيران، و«أسبوع أبوظبي للاستدامة 2019»، ومعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»، وغيرها من الفعاليات التي كرست الإمارات مركزاً عالمياً لاستقطاب الفعاليات والمؤتمرات الدولية.

ريادة دبلوماسية

اتسمت دبلوماسية الدولة بالتحركات النشطة في مختلف دول ودوائر صنع القرار في العالم، وقد أسهمت تلك التحركات في تعزيز مكانة الدولة وتقوية علاقاتها وصداقاتها على المستويين العربي والدولي.

وخلال عام 2019 واصلت الإمارات توسيع آفاق علاقاتها الدبلوماسية مع مختلف دول العالم، حيث شهد شهر مارس الماضي افتتاح مقر سفارة الدولة في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وافتتاح المقر الجديد لسفارة الدولة في العاصمة البلغارية صوفيا في يونيو الماضي، فيما حافظ جواز السفر الإماراتي على ريادته العالمية.

Email