خبراء: تعزيز الأمن السيبراني بين البلدين يحمي الفضاء الرقمي للمنطقة

البلدان يستشرفان فرصاً أكبر للتعاون الرقمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء في الأمن الإلكتروني أن المبادرة التي وقعتها الإمارات والسعودية في إطار تعزيز الأمن السيبراني لدى البلدين ستؤدي إلى تعزيز منظومة درع الفضاء الرقمي للمنطقة وتساهم بفعالية في تحسين إمكانات الصمود في وجه الهجمات السيبرانية في الدولتين وقدرة الجهات الأمنية للقبض على المسؤولين عن تخطيط الهجمات .

وبالتالي خفض وتيرة الهجمات السيبرانية في المنطقة، خصوصاً وأن نشاط المجرمين الإلكترونيين أصبح يتجاوز حدود الدول من جهة وازدياد تبني الشركات في البلدين الشقيقين لمسيرة التحول الرقمي والحلول التقنية المتطورة.

وقال شكري عيد المدير التنفيذي لدول منطقة الخليج لدى سيسكو الشرق الأوسط: «نرى في سيسكو بأن التحالف السعودي الإماراتي في مجال الأمن السيبراني يمثل نموذجاً فريداً يحتذى به ويصب في مصلحة رؤساء أمن المعلومات في المنطقة والذين بدورهم يؤمنون بضرورة وجود بنية تحتية شاملة وموحدة للأمن السيبراني خاصة مع ازدياد تبني الشركات لمسيرة التحول الرقمي والحلول التقنية المتطورة».

وأكّد عيد أن اتفاقية الأمن السيبراني ستدر منافع عديدة أبرزها تعزيز منظومة درع الفضاء الرقمي للمنطقة وتحسين قدراتها المعنية بالهجمات السيبرانية والاستجابة لها والتعافي منها.

وأضاف: كوننا في سيسكو نؤمن بإيجاد وترسيخ عامل الأمن داخل كل شيء يحاكي العالم الرقمي، نرى بأن هذه الاتفاقية تترجم رؤيتنا في تطوير حلولنا المعنية بالأمن السيبراني. فنحن في سيكسو نخوض عملية تطوير مستمرة لحلولنا لجعلها مواكبة للمتغيرات العديدة التي تطرأ على هذا العالم، ونعمل بشكل حثيث على توفير حلول تتمتع بقدرات استباقية ذكية».

فضاء موثوق

وأكّد جيف أوغدن، المدير العام في «مايم كاست» المتخصصة في الأمن السيبراني في الشرق الأوسط والهند أهمية المبادرة التي وقعتها الإمارات والسعودية في إطار تعزيز الأمن السيبراني لدى البلدين.

ودعم توفير فضاء سيبراني موثوق لكل بلد يمكن من خلاله تقديم خدمات وتعاملات إلكترونية آمنة، إذ سيعمل التعاون بين البلدين عل دعم جهودهما في الوقاية من الهجمات السيبرانية التي تستهدف البلدين وتخفيف أضرارها، خاصة الأضرار الكبيرة التي يحتمل حدوثها نتيجة للهجمات السيبرانية.

وفي مجالات متعددة، مثل الأضرار الاقتصادية والأضرار السياسية وغيرها، ومن المتوقع أن يكون لهذا التعاون أثر إيجابي كبير نتيجة تفادي تلك الأضرار المحتملة.

وأضاف: بات يمتد نشاط المجرمين الإلكترونيين بما يتجاوز حدود الدول، ومن المهم أن نتخذ جميعاً نهجاً مشتركاً لتعزيز إمكانات الصمود في وجه الهجمات السيبرانية في المنطقة، وهي مبادرة بالغة الأهمية.

حيث تتطلب مشاريع التحول الرقمي طرقاً جديدة وأكثر انفتاحاً للعمل. كما أن الاعتماد على التقنيات الجديدة من شأنه إيجاد أهداف جديدة للهجوم. تعتمد الاستثمارات الرامية إلى تعزيز الأفضلية الاقتصادية، بما فيها التجارة والسياحة والتصنيع، على الوصول الفوري للبيانات المخزنة في البنية السحابية أو في مكان آخر عبر سلسلة التوريد.

ومن خلال العمل معاً سيكون بوسع شركاتنا وحكوماتنا تحسين جاهزية تقنية المعلومات ومنح الموظفين والعملاء الوعي التقني الضروري. كما أن مشاركة معلومات استقصاء التهديدات بين البلدين الشقيقتين يساهم بفعالية في تحسين إمكانات الصمود في وجه الهجمات السيبرانية وقدرة الجهات الأمنية للقبض على المسؤولين عن تخطيط الهجمات.

نموذج رائد

وقال أمير كنعان، العضو المنتدب في شركة «كاسبرسكي» في الشرق الأوسط: بما أن الإمارات والسعودية من أكبر الاقتصادات في الشرق الأوسط، فإننا نعتقد بأن التعاون بين البلدين في مجال تعزيز الأمن السيبراني سوف يقلل بشكل كبير من مشهد تهديد الأمن السيبراني في المنطقة.

وستمهّد الاتفاقية إلى تهيئة بيئة رقمية آمنة يمكن للمبادرات عبر الإنترنت والرقمية من خلالها الوصول إلى كامل إمكاناتها، دون قلق بشأن المخاطر والاحتيال.

ونحن في «كاسبرسكي»، نعتقد أن تأمين وصول الأفراد والمؤسسات والحكومات إلى شبكة الإنترنت يجب أن يكون أولوية الجميع على حد سواء. وسيكون هذا التعاون نموذجاً رائداً لقادة الدول الأخرى لتعزيز الأمن السيبراني وجعله أولوية وطنية كذلك، وتحديد الشراكات والنماذج والعمليات المناسبة لضمان الأمن للجميع.

دعم الاستثمار

وقال هاني نوفل نائب الرئيس لحلول الشبكات الذكية وأمن المعلومات والتنقل لدى شركة الخليج للحاسبات الآلية إن الاتفاقيات والمبادرات التي أبرمت بين الإمارات والمملكة العربية السعودية ستسهم في دعم البيئة الاستثمارية ودفع عجلة التنمية بين البلدين.

وفي هذا السياق، تحمل الاتفاقية الخاصة بالأمن السيبراني أهمية خاصة، كونه أضحى اليوم من أكثر المواضيع أهمية وإلحاحاً على الصعيد العالمي، وحيث أصبح يشكل محوراً رئيسياً لدفع عجلة التنمية والتقدم في معظم الدول.

أهداف

قال هاني نوفل، نائب الرئيس لحلول الشبكات الذكية وأمن المعلومات والتنقل لدى شركة الخليج للحاسبات الآلية، إن دعم منظومة الأمن السيبراني من قبل الشركات المحلية والعالمية ومؤسسات القطاع العام أمر في غاية الأهمية لتحقيق الأهداف والطموحات المنشودة، وينبغي العمل معاً على جميع المستويات لتعزيز التكاتف والتعاون بين مختلف الأطراف بدءاً من المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية والجمعيات المعنية، وانتهاء بمؤسسات القطاع العام والخاص».

Email