نظّمت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أمس، دورة تدريبية للمواطنين الباحثين عن عمل، في إطار مبادرة خطة عمل دبي بشأن ملف التوطين التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، نهاية سبتمبر الماضي، والرامية إلى ضمان وظيفة لكل مواطن، وتوفير الأطر اللازمة لتوفير وظائف نوعية وملائمة للمواطنين، وتعزيز تنافسيتهم في سوق العمل، وذلك بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين وهم: «وزارة الموارد البشرية والتوطين، دائرة الموارد البشرية في حكومة دبي، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، وغرفة تجارة وصناعة دبي، ومجلس المناطق الحرة في دبي، و«لينكدإن».

وحضر الدورة عبد الله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وعبد الله الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، وعائشة ميران مساعدة الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي.

وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم اعتمد خطة عمل إمارة دبي بهدف ضمان وظيفة لكل مواطن، والتي تركز على التنسيق مع كافة الأطراف الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، وتوفير أفضل الفرص الوظيفية والبرامج التأهيلية والتدريبية لضمان خلق وظائف نوعية وملائمة للمواطنين، بهدف ضمان عدم تعطل الكفاءات المواطنة، مع التركيز على تحديد احتياجات القطاعات الاستراتيجية التي ينبغي توجيه التوطين فيها.

استثمار بالمواطنين

وخلال الدورة التدريبية استعرض عبد الله البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي تجربته في العمل، وقال: «إن حكومة دبي تستثمر بالمواطنين ونحن ملزمون بتوفير فرص عمل لهم وتدريبهم وتأهيلهم وتقديم جميع السبل لدعمهم ولدينا فريق عمل يعمل على توفير فرص وظيفية للمواطنين في القطاع الخاص، وذلك ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشأن ملف التوطين، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تحقيق الهدف الاستراتيجي «وظيفة لكل مواطن»، مبيناً أن سموه يتابع ملف التوطين.

وتابع: «يجب على الباحثين عن عمل الحرص والالتزام ببرامج التدريب والتأهيل التي تعزز خبراتهم وتصقلها وتسهل أمامهم فرصة الحصول على الوظائف المناسبة لهم».

ورش عمل

وتهدف الدورة التدريبية الأولى في المبادرة إلى تمكين المواطنين من الباحثين عن عمل وإكسابهم المهارات المطلوبة لسوق العمل، حيث توزّع المشاركون في الدورة على ورش عمل متنوعة، ونظمت وزارة الموارد البشرية والتوطين ورشة عمل حول قانون تنظيم العمل، وتناولت ورشة «لينكدإن» كيفية التعرف على الإمكانات الشخصية والاختيار الوظيفي الأمثل، ورسم المسار الوظيفي والبحث عن الفرص الوظيفية وتحقيق الاستقرار الوظيفي، وكيفية استخدام التطبيقات في تطوير الصفحة الشخصية للباحثين عن عمل على المنصات المختلفة ومنصة «لينكدإن».

قانون العمل

وفي ورشة دائرة المواد البشرية لحكومة دبي تم استعراض قانون العمل الاتحادي المطبّق على العاملين في القطاع الخاص، وقانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية، وقدمت شرحاً حول آلية تطوير السيرة الذاتية للباحثين عمل، وتضمنت الورشة عرضاً لقصص نجاح من مواطنين إماراتيين أثبتوا كفاءتهم في القطاع الخاص، لتحفيز المشاركين على اقتناص الفرص الوظيفية المتوفرة في مختلف القطاعات، ونظمت الدائرة ورشة أخرى لإجراء تقييم للكفاءات.

كفاءة مهنية

ومن جانبها أكدت مريم الفلاحي مستشار في إدارة السياسات والاستراتيجيات للتنمية الاجتماعية، ومدير مبادرة التوطين في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن الدورة التدريبية توفر فرصة مثالية للمواطنين المقبلين على العمل للتعرف على مستجدات السوق والوظائف المستقبلية، في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل الكوادر المواطنة للعمل في القطاعات المستهدفة في عملية التوطين، عبر تطوير وتحديث البرامج التدريبية المتوافقة مع متطلبات السوق.

وأشارت إلى التنسيق المتبادل وتوزيع الأدوار من شأنه الإسراع في تنفيذ حزمة القرارات الجديدة الداعمة لملف التوطين، والتي تم الإعلان عنها ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات.

قصص نجاح

وخلال ورشة العمل تم استعراض قصص نجاح وطنية سطرها مواطنون إماراتيون في القطاع الخاص، سواء بالعمل أو من خلال ريادة الأعمال وإنشاء مشروعات خاصة بهم، وعرض تجاربهم الناجحة والعوامل التي أدت إلى نجاح هذه الكوادر الإماراتية.

وتحدث يوسف الملا، شريك في إحدى شركات الاستشارات المالية، عن مسيرته المهنية وتجربته في العمل بالقطاع الخاص، مشيراً إلى كم الفرص التي يوفرها العمل في القطاع الخاص، وشارك الحضور خبراته التي اكتسبها من العمل وقدم شرحاً حول المعايير التي مكنته من النجاح.

وأوضح الملا: «أن بيئة العمل في القطاع الخاص أسهمت بشكل كبير في إثراء خبراته وصقل موهبته من خلال العمل في مشاريع مختلفة والتعلم من مختلف المديرين والزملاء، مؤكداً على ضرورة تعزيز الثقة بالنفس لخوض التجربة بكل تحدياتها وصولاً لتحقيق الهدف المنشود».

تجربة

ومن ناحية أخرى، قدمت عبير المطروشي مدير الكتلة العليا في قسم المتاجر في بنك المشرق، خلاصة تجربتها من العمل في القطاع الخاص مع الحضور، وأكدت على أهمية الاجتهاد والمثابرة لتحقيق الهدف، مشيرة إلى ضرورة عدم الاستسلام أمام التحديات واقتناص الفرص المتاحة والتحلي بالمرونة اللازمة في التعامل مع الآخرين.

حزمة

تأتي الدورة التدريبية في إطار حزمة من المبادرات والبرامج الرامية إلى تأهيل المواطنين وتعزيز كفاءاتهم للمنافـسة وضمان إعداد جيل مؤهل بالمهارات اللازمة وقادر على مواكبة المتغيرات المستقبلية ودعم الاقتصاد الوطني.