رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية لـ« البيان »:

تجارة البضائع المقلدة متورطة بالإرهاب وغسل الأموال

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف اللواء عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية، أنه تبين تورط تجارة البضائع المقلدة بأنواعها في جرائم الإرهاب والمخدرات وجرائم غسل الأموال، موضحاً أن دولة الإمارات حريصة على محاربة هذا النوع من التجارة، ولفت إلى تعزيز التعاون مع الجهات الدولية لمحاربة هذه الجرائم.

وتفصيلاً أشار اللواء العبيدلي، في حواره مع «البيان»، إلى قيام أشخاص بإدخال الأموال المحصلة من المخدرات على شكل تجارة البضائع المقلدة كذلك تقليد العلامات التجارية، وأن هذا الأمر اتضح جلياً خلال توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع منظمة الإنتربول الدولي لمحاربة البضائع المقلدة.

وأكد اللواء العبيدلي أن الجمعية بصدد المضي قدماً في إنشاء مسار أكاديمي معتمد في مجال حماية الملكية الفكرية، وأنه في سبيل إبراز جهود الإمارات في مجال حماية الملكية الفكرية خارج الدولة وضعت استراتيجية للتواصل مع الجهات المعنية في مجال الملكية الفكرية ومنها المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية الويبو، وبذل فريق العمل جهوداً كبيرة لإتمام هذا العمل، ومنها الدعم الذي تلقيناه من وزارة الاقتصاد، والمكتب الاقتصادي للإمارات في جنيف، وتم توقيع اتفاقية في شتى المجالات وخاصة في مجال التدريب والاستشارات، وتم تخصيص عدد من خبراء الويبو للتدريب في الدورات التي تعقدها الجمعية وكذلك ترسيخ جهود الدولة في مجال الملكية الفكرية عالمياً، ونشر أهداف الجمعية ورفع المستوى الثقافي للجمهور.

دراسة

وقال اللواء العبيدلي: إن الجمعية قامت بإعداد دراسة عبر إحدى الشركات المتخصصة حول حقوق الملكية الفكرية، ومن أجل محاربة هذا الأمر الذي لا يشكل ظاهرة لجأنا إلى التعاون مع المنظمات العالمية لإثبات أن الدولة ترفض هذا النوع من التجارة وأنها جادة في التصدي لهذا النوع من التجاوز لجأنا إلى عقد اتفاقية مع دولة اليابان ومع كوريا الجنوبية مع مكتب البراءات، ومع المكتب الفرنسي للملكية الفكرية والذين لديهم باع طويل في مجال حقوق الملكية الفكرية وانعكس علينا في الجمعية عبر إطلاق برنامج إعداد قادة الملكية الفكرية وهذه الجهات تساعد في تدريب القادة في إدارة الملكية الفكرية في الإمارات والذي عمل على خفض التكاليف ورفع مستوى الوعي.

وأشار اللواء العبيدلي إلى أنه تم التواصل مع وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض للاطلاع على المؤشرات العالمية لتصنيف الدول حول جهودها في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية وترسيخ جهود الدولة في هذا الشأن.

وعي

وأفاد اللواء العبيدلي بأنه فيما يتعلق بجهود الجمعية في رفع الوعي المجتمعي بحقوق الملكية الفكرية تمكنت الجمعية من رفع مستوى الوعي عبر العامين الماضيين بنسبة زادت على 50% والتي حققت قفزة كبيرة، وأن الجهود مستمرة، عبر العديد من المبادرات منها التعاون مع المدارس والجامعات، وتطوير برنامج إعداد القادة ودبلوم الملكية الفكرية، منوهاً بأن العديد من الجهات بحاجة إلى مزيد من الجهود خاصة وأن الجمعية وقعت اتفاقية تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدريس مبادئ الملكية الفكرية منذ 5 سنوات، إلا أن الأمر لم يشهد مردوداً إيجابياً على الرغم من اهتمام وزير التربية والتعليم بالأمر إلا أنه لم تتم متابعة تطبيقه فعلياً.

تهريب

ولفت رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية إلى أن كافة دول العالم تعاني من تهريب البضائع المقلدة وأن الأمر لا يتوقف على دولة دون أخرى وأنه ليس بإمكان أي دولة أن تفتش جميع الحاويات التي تدخل إليها، وأن هذا الأمر صعب جداً أن يتم اكتشاف البضائع المقلدة المغلقة وسط ملايين الأطنان من هذه البضائع، وأنه لا يوجد جهاز حتى الآن يمكنه كشف ما إذا كانت البضائع مقلدة أم لا داخل الصناديق المغلقة، مؤكداً أن محاربة تلك التجارة من رفع مستوى وعي الجمهور في الامتناع عن شراء البضائع المقلدة إلى جانب تضافر الجهود من مختلف الجهات.

تفاخر

أشار اللواء عبدالقدوس العبيدلي إلى أن التفاخر وحب المظاهر الذي ينتشر في وطننا العربي والذي يعد ثقافة عامة لدى الملايين أحد أهم أسباب إقبال الجمهور وخاصة النساء على شراء البضائع المقلدة، على الرغم من أنه في بعض أنواع البضائع التي تتعلق بالمكياج المقلد الذي يتسبب في أمراض وحروق وقد يؤدي إلى سرطان الجلد، والأمر ذاته ينطبق على البضائع المقلدة في البناء أو قطع غيار السيارات والإكسسوار المقلد والتي ثبت أن الأجهزة المقلدة تنفجر في وجه.

الإمارات بوابة المنطقة في حماية الملكية الفكرية

أكد اللواء عبدالقدوس العبيدلي أن الجمعية لديها خطة استراتيجية بعيدة المدى وقريبة المدى، وأبرز ملامحها الوصول إلى الأمم المتحدة وجار التنسيق الآن لفتح مكتب دولي في الشرق الأوسط عبر بوابة الإمارات ليكون المكتب الأول من نوعه في المنطقة، وأنه في إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات دولة الإمارات تم توقيع اتفاقية تعاون بين المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومركز ضاحي خلفان للملكية الفكرية المركز التدريبي لجمعية الإمارات للملكية الفكرية ومضمونها اعتماد البرامج التدريبية وشهادات المركز من قبل أكاديمية المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، وذلك خلال فعاليات اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) الذي عقدت في مدينة جنيف، وتعتبر أول جهة تحصل على اعتراف دولي أكاديمي لبرامج مركز ضاحي خلفان.

كما أكد اللواء العبيدلي أن توقيع مذكرة التفاهم بين اتحاد غرف التجارة والصناعة وجمعية الإمارات للملكية الفكرية مؤخراً، يعتبر ضمن الإنجازات التي تهدف إلى تعزيز أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات ذات الصلة بالملكية الفكرية، وتقديم الدعم اللازم فيما يتعلق بنشر المعرفة وتوعية الشركات وأصحاب الأعمال بثقافة الملكية الفكرية وتطوير السبل اللازمة لحمايتها، لتكون دعامة رئيسية من دعائم التنمية الشاملة والنهضة الحضارية، التي تقودها دولة الإمارات للوصول إلى موقع الصدارة عالمياً.

أهداف

وتسعى جمعية الإمارات للملكية الفكرية إلى تعزيز مفهوم الملكية الفكرية لدى جميع فئات المجتمع من خلال نشر التوعية وإبراز أهمية حماية الملكية الفكرية بين جميع فئات المجتمع بشتى الوسائل المتاحة، وتبادل المعلومات والخبرات مع الجمعيات المشابهة العربية أو الدولية، وإقامة المؤتمرات المحلية والتمثيل الأمثل في المؤتمرات العربية والدولية في مجال الملكية الفكرية، والحث على إجراء البحوث والدراسات في مجال الملكية الفكرية، وتقديم الخبرات الاستشارية الفنية والقانونية والإدارية للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية للنهوض بمستوى الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات في مجال الملكية الفكرية، وإنشاء مركز تدريبي داخل الجمعية بغرض تدريب وتأهيل العاملين في مجال الملكية الفكرية،

وتسخير طاقات المؤسسين وأعضاء الجمعية للحد من جرائم التعدي على حقوق الملكية الفكرية، ورعاية العاملين في مجال الملكية الفكرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعمل على تحسين شروط وإجراءات تسجيل حقوق المؤلف والعلامات التجارية وبراءات الاختراع والقوانين الخاصة بها، والتعاون مع المؤسسات المحلية المعنية بحقوق الملكية الفكرية، والتعاون مع الجهات المماثلة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والوطن العربي والمنظمات العالمية كالويبو WIPO ومنظمة التجارة العالمية WTO، إضافة إلى المشاركة في المعارض والملتقيات المعنية بالملكية الفكرية دولياً ومحلياً.

Email