ضمن فعاليات اليوم الأول للاجتماعات

4 أوراق تبحث دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني الوسطي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد اليوم الأول لاجتماعات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في دبي ورشة عمل بعنوان «دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني الوسطي ومكافحة الإرهاب»، قدمت خلالها دول: الإمارات، ومصر، والعراق، بالإضافة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الكسو»، أربع أوراق عمل تمحورت حول التصدي للإرهاب ونبذ الكراهية والتحريض، وتفعيل الخطاب الديني الوسطي، وتدعيم الدور الإيجابي للإعلام لمواجهة تلك الآفة الخطيرة التي تستهدف النيل من المجتمعات ومقدرات الشعوب.

يأتي ذلك في إطار فعاليات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي تنظمها الأمانة بالتعاون مع «نادي دبي للصحافة» و«مؤسسة وطني الإمارات» في دبي خلال الفترة من 17-19 الجاري.

ترأس ورشة العمل الوزير المفوض د. فوزي الغويل مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، وضرار بلهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، الذي قدم خلال الورشة ورقة العمل الإماراتية، كما قدم صالح عبد السميع الصالحي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في جمهورية مصر العربية ورقة العمل المصرية، أما ورقة العمل العراقية فقدمها عصام عباس أمين مدير قسم المصادر العلنية وزارة الدفاع - العراق، وقدم ورقة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الكسو» د. محمد محمود الطناحي رئيس قسم البحوث والدراسات في المنظمة.

الإمارات والتسامح

وتحت عنوان «كيف جذّرت الإمارات ثقافة التسامح في مجتمعها بين المواطنين والمقيمين» استعرضت ورقة العمل الإماراتية تجربة دولة الإمارات في نشر وتعزيز ثقافة التسامح الفريدة من نوعها، وتحويل قيادتها الحكيمة للتنوع الثقافي لمجتمع الإمارات إلى فرصة ذهبية استفادت منها لبناء جسور المودة والتآلف بين مختلف الجنسيات والثقافات المتواجدة على أرضها.

ونوّه ضرار بالهول خلال عرضه لمضمون الورقة أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات رسّخت مفاهيم التسامح من خلال العلاقة الوطيدة بها وبين أفراد المجتمع، ومحبة الناس للحكام والرغبة في الاقتداء بهم واعتبارهم نموذجاً أخلاقياً يُحتذى به، مشيراً إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان الأنموذج الأمثل في هذا المجال، وعلى نهجه تسير اليوم القيادة الإماراتية الحكيمة.

وأكد بالهول أن الدولة اعتمدت منذ بداياتها خطاباً دينياً وسطياً أسهم في تعزيز ثقافة التسامح بين الناس وتقبّل الآخر دون انتقاص من العقيدة والثوابت، وبما يتواءم وأحكام الإسلام الحنيف.

وفي محور التشريع، تحدث بلهول عن المنظومة التشريعية والقانونية القوية والمرنة لدولة الإمارات وقدرتها على حماية وتعزيز قيم التسامح من خلال مجموعة من القوانين المستمدة من دستور دولة الإمارات.

الخطاب التحريضي

وتناولت الورقة العراقية التي قدمها عصام عباس أمين بعنوان «الخطاب التحريضي ودوره في تنمية موارد الإرهاب» الخطاب التحريضي لتنظيم داعش الإرهابي الذي وصفه بأنه أقوى خطاب تحريضي على الإرهاب والكراهية والعنف.

وأوضح أمين أن العمليات العسكرية في العراق حررت المدن والأرض، لكن الخطاب الداعشي ما زال موجوداً في العالم الافتراضي عبر منصاته الكثيرة، ويشكل ذلك تحدياً عالمياً، فرغم عمليات الحجب المستمرة فإن داعش يتمكن من إعادة المواقع الإلكترونية التي يتم غلقها، أو استحداث بدائل عنها، وكلها تبث الأفكار وتسمم العقول.

وناقش صالح عبدالسميع الصالحي، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، من خلال ورقة العمل المصرية «دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني الوسطي ومكافحة الإرهاب»، مشدداً على ضرورة تجديد الخطاب الديني وأنه بات ضرورة حتمية لإيضاح الصورة الصحيحة للإسلام، وتحصين الشباب من الوقوع في براثن الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب.

وأشار الصالحي إلى أن الدول حالياً في حالة صراع عقلي وفكري مع أصحاب الأفكار المتطرفة، وأنه لا مفر من أن يضطلع الإعلام بقضية تجديد الخطاب الديني.

التطرف الديني

أما الورقة الرابعة التي قُدّمت خلال ورشة العمل المنعقدة ضمن أعمال اليوم الأول للاجتماعات الدورية لجامعة الدول العربية فكانت للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وعرضها د. محمد محمود الطناحي، رئيس قسم البحوث والدراسات في المنظمة، تطرق خلاها لمفهوم التطرف وأنواعه ومظاهره، وأشكاله.

إشارة

أشار ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات إلى احتضان دولة الإمارات لتوقيع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية «وثيقة الأخوة الإنسانية» في فبراير الماضي والهادفة إلى تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب والتصدي للتطرف وسلبياته بحضور وأكثر من 400 من قيادات وممثلي الأديان وشخصيات ثقافية وفكرية من مختلف دول العالم.

Email