سردا تفاصيل أول رحلة فضاء إماراتية في لقاء إعلامي استضافه «دبي للصحافة»

المنصوري والنيادي: حققنا حلم زايد ونتطلع لمهامنا المقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم نادي دبي للصحافة اليوم مؤتمراً صحافياً على صعيد عالمي  استضاف خلاله رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي وبمشاركة سالم المرّي، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية،  لتسليط الضوء على  تفاصيل رحلة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية وما تضمنته من تجارب علمية تم إجراؤها.

وبهذه المناسبة، أعربت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، رئيسة نادي دبي للصحافة، عن تقديرها للدور المهم الذي يضطلع به مركز محمد بن راشد للفضاء وما يتبعه من مبادرات وبرامج بالغة الأهمية، مؤكدة اعتزاز النادي بتنظيم هذا اللقاء الإعلامي الموسّع الذي أتاح فرصة أكبر للإعلام الإماراتي والدولي للاقتراب أكثر من هذه التجربة الفريدة التي سطرت بها دولة الإمارات فصلاً جديداً من فصول قصة نجاحها وريادتها في مجال صناعة المستقبل. ومنوهة بأهمية تعريف المجتمع بكافة التفاصيل التي صاحبت تلك الرحلة التاريخية لتبقى دائماً درساً ملهماً خاصة للأجيال الجديدة ومصدراً لفخر واعتزاز الشباب والنشء وقدوة لهم للتحلي دائماً بشغف الاستكشاف والابتكار، لكي يواصلوا تحقيق طموح زايد الذي شاهدناه، والعالم معنا، يصل إلى الفضاء كما أراد له مؤسس دولة الاتحاد طيّب الله ثراه.

وأضافت المري: "نحن أمام حدث تاريخي يعكس حرص دولة الإمارات على المشاركة في تشكيل ملامح المستقبل من خلال التواجد المؤثر في القطاعات وثيقة الصلة بذلك ومن أهمها قطاع الفضاء الذي ينصب عليه اهتمام العالم أجمع لما لأبحاثه وعلومه من أثر في اكتشاف آفاق جديدة تعين الإنسان على التصدي للتحديات التي يواجهها على الأرض، والذهاب إلى أبعد من ذلك لاستكشاف ما يحمله الفضاء من أسرار قد تخدم مستقبل الإنسان، وتقدم له الحلول ما يمكنه من الحصول على نوعية حياة أفضل، مؤكدة دور الإعلام في نقل تفاصيل هذه التجربة ومواصلة دعم البرنامج الوطني للفضاء بكل ما يسعى لتحقيقه من أهداف استراتيجية ترسيخاً للريادة الإمارات في شتى المجالات".

من جهته، أعرب يوسف حمد الشيباني، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، عن شكره لـ «نادي دبي للصحافة»، على استضافة رائدي الفضاء الإماراتيين، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي.

وقال: "يعد الإعلام شريكاً محورياً واستراتيجياً، في دعم مسيرة البناء والتنمية، من خلال دوره الرائد في تسليط الضوء على أبرز الإنجازات بالدولة، ولاسيما قطاع الفضاء، حيث لعب دوراً فعالاً في زيادة الوعي بأهمية هذا القطاع الرائد في الإمارات". وأضاف سعادته، "شارك الإعلام بشكل كبير في دعم رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، منذ بداية التدريبات على المهمة مع مختلف الشركاء الدوليين، ومرورًا بكافة الاختبارات، وحتى تنفيذ المنصوري، مهمته العلمية على متن المحطة الدولية، وعودته سالماً إلى الأرض، وما بعد ذلك وفي كافة المهمات الفضائية التي يشرف عليها وينفذها مركز محمد بن راشد للفضاء".

وعن المرحلة المقبلة، أكد الشيباني، "نحن نرى اليوم، أن الاستثمار في قطاع الفضاء أكسبنا الكثير من الخبرات العلمية والعملية، والتي تساهم في دفعنا للاستمرار بهذا البرنامج المستدام في قطاع الفضاء، والذي نهدف من خلاله تدريب فريق من رواد الفضاء الإماراتيين القادرين على المشاركة في أبحاث علمية في الفضاء لخدمة البشرية".

إنجازات مستدامة

وتحدث سالم المرّي، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء، خلال المؤتمر الصحافي عن المراحل المختلفة التي تمضي معها دولة الإمارات في مضمار اكتشاف الفضاء وكانت بدايتها البرنامج الوطني للفضاء ومن ثم إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء بينما تترقب دولة الإمارات والعالم معها المهمة التاريخية لمسبار الأمل المقرر إطلاقه في شهر يوليو المقبل، في رحلة هي الأولى عربياً لاكتشاف الكوكب الأحمر، حيث من المنتظر أن تستغرق  7 أشهر للوصول إلى المريخ، مشيراً أن غياب العرب عن مجال الفضاء استغرقت 32 عاماً.

وقال: "بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سيكون لدى دولة الإمارات إنجازات متلاحقة في فترات زمنية متقاربة حتى يبقى العرب في قلب هذا المجال، منوهاً أن المرحلة المقبلة ستشهد استضافة دولة الإمارات للدورة 71 للمؤتمر الدولي للفضاء وهي المرة الأولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر العالمي في العالم العربي".

وأضاف مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن برامج وخطط المركز ستركز خلال الفترة المقبلة على استكمال وتطوير التعاون مع الجامعات حول التجارب العلمية المعنية بعلوم الفضاء، فضلا عن الاستمرار في مشاركة تجاربنا مع القطاع التعليمي في الدولة، حيث سبق وأن أجرينا 25 تجربة مشتركة وصلنا خلالها إلى الاف الطلبة. وأشار إلى أن الإعلان عن إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء شهد اقبالاً غير متوقع من أبناء الدولة وصل إلى 4022 متقدما شكلت نسبة النساء 35% منهم ولدينا خطط لاختيار أنسب الرائدات الإماراتيات وإعدادهن للمراحل القادمة، لافتاً ان اعمار المتقدمين تراوحت ما بين 17-67 سنة. وتم الاختيار في ضوء المعايير المطبقة في وكالات الفضاء الدولية.

وحول تاريخ إعلان النتائج العلمية التي أجريت في الفضاء، أوضح سالم المري، أن قسما من نتائج التجارب الستة عشرة التي أجراها هزاع المنصوري قبل وأثناء وعقب الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية ستكون في متناول المجتمع العربي والدولي مع بداية العام المقبل، بينما سيتم الإعلان عن القسم الثاني في منتصف العام 2020.  وأكد أن برامج وخطط مركز محمد بن راشد للفضاء قائمة على التعاون الدولي والاستفادة من التجارب العربية والعالمية السابقة، مشيراً إلى أن المركز لديه في هذا السياق 60 اتفاقية دولية مع ست دول وأربع وكالات فضاء دولية، وهو على اتصال مستمر مع رواد الفضاء العرب بهدف الاستفادة من تجاربهم، لافتاً بأن المهمات العربية الثلاثة إلى الفضاء على اختلاف مساراتها هي تكمل بعضها.

وعن التعاون على الصعيد العربي لتعميم الفائدة من رحلة رائد الفضاء هزاع المنصوري على أنحاء المنطقة، أضاف مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، خلال المؤتمر الصحافي أن المركز سيبدأ قريباً جولة ستشمل عددا من الدول العربية، لنقل تجربة الإمارات لأشقائنا العرب.

قدوة للأجيال

وفي معرض إجابته عن أسئلة الإعلاميين خلال المؤتمر الصحافي، قال هزاع المنصوري: "إن أهم الدروس المستفادة من مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، والتي سينقلها إلى رواد  الفضاء المستقبلين، تتمثل في كيفية العيش على متن محطة الفضاء الدولية، والتصرف خلال انعدام الجاذبية، والأعمال اليومية". وأضاف: "إنني فخور بإنجاز هذه المهمة وهذه البداية فقط لرحلات مأهولة إلى الفضاء، وبدون شك أن البعد الاخر لهذه المهمة الى الفضاء هو العمل على بناء قدوة جديدة للجيل القادم وتقديم نموذج يحتذى به في الشغف بالعلوم والاستكشاف".

وتحدث المنصوري عن التجارب العلمية التي أجراها وشارك فيها، وقال إنه شارك في 16 تجربة علمية قبل وبعد وأثناء المهمة، بينها 6 تجارب أجريت على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، وذلك بمشاركة وكالات الفضاء العالمية. مؤكداً أن التجارب العلمية التي أجريت هدفها دراسة تأثير الجاذبية الصغرى على القلب والوظائف الحيوية لجسم الإنسان، والتوزان،  ودراسة الإدراك الحسي بالزمن خلال الرحلات الفضائية القصيرة، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، إضافة إلى ديناميات سوائل الجسم في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث بمشاركة رائد فضاء  من المنطقة العربية.

وأكد المنصوري خلال اللقاء الإعلامي شعوره العميق بالفخر كونه أول عربي يحط على متن محطة الفضاء الدولية، وأول من سجل جولة تعريفية مصورة باللغة العربية داخل المحطة، شرح خلالها مكوناتها والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة، حيث يعد الفيديو الأول من نوعه الذي يزوّد صفحات الإنترنت بمحتوى عربي، عن واحدة من أهم وجهات رواد الفضاء.  

شغف الأجيال

وفي خطوة من شأنها إثارة شغف الأجيال الجديدة بالفضاء وعلومه، أوضح المنصوري إنه قرأ قصتين للأطفال خلال مهمته بعنوان أمل وخليفة، حيث يعد أول رائد فضاء عربي يسجل قصصاً للأطفال على متن محطة الفضاء الدولية، كما تضمنت المهمة تجارب من مدارس دولة الإمارات، ضمن مبادرة العلوم في الفضاء، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، شاركت في إجرائها على الأرض حوالي 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وقد أجراها خلال فترة المهمة في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة، إضافة إلى عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي، شارك فيها عدد كبير من طلاب المدارس من مختلف إمارات الدولة، وكانت الجلسات فرصة للمشاركين لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي أجاب عنها هزاع حول الحياة على متن محطة الفضاء الدولية.

وحول مشاعره أثناء تواجده في الغلاف الخارجي للأرض، قال المنصوري: "إن أكثر الأحاسيس التي راودته في تلك الأثناء، هو جمال صورة الأرض وقد تلاشت الحدود بين دولها حيث تبقى المشاعر الإنسانية مسيطرة على هذه الرؤية. والأمر الثاني شعوره، بمدى حاجة البشر لتضافر الجهود من أجل الحفاظ على كوكب الأرض، وضرورة الاستثمار في أبحاث الطاقة النظيفة وعلوم المناخ بما يسهم في حماية الكوكب وترشيد استهلاك موارده ، وبما  يساهم  في  تحسين حياة البشر على الأرض".

بدوره قال رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، خلال المؤتمر الصحافي،  في عام 2017 ومع بداية مشوار الدولة في علوم الفضاء والاقمار  الاصطناعية، كان يصر على أن ترافقه ابنته إلى المركز لطموحها أن تكون رائدة فضاء إماراتية بعد 10 أو 15 سنة، وقال إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات دائما ما تسبق طموحات شعبها، حيث كان الإعلان عن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، غير طموح  ابنته إليه هو شخصياً حيث كان هذا الإعلان التاريخي بمثابة اختصار للزمن نحو تحقيق هذا الإنجاز الكبير للإمارات والعرب عموما.

وأضاف النيادي، أن عمل والده في تدريب القوات الجوية المسلحة، كان له التأثير الإيجابي على دخوله في مجال هندسة الفضاء، مؤكداً فخره بالمهمة التي أنجزت وسعادته بمشاركة الأجيال الإماراتية الشابة المعرفة العلمية.

بريد إلكتروني
ذكر هزاع المنصوري أنه عمل مع رواد الفضاء في المحطة الدولية بروح الفريق الواحد المتحد في الأهداف التي يعمل عليها، وأنه على تواصل دائم معهم، عبر رسائل البريد الإلكتروني، التي يتابع فيها إنجازاتهم وأعمالهم، مؤكداً أن الجميع يتعامل مع بعضهم البعض، دونما النظر لاعتبارات الجنسيات أو المعتقدات، بل يجمعهم هدف واحد، وهو خدمة البشرية، مشيراً إلى أن نتائج التجارب التي أجراها لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة، لم تظهر نتائجها حتى الآن، وهي تحمل درجة من الأهمية، خاصة أنها تعتبر المرة الأولى التي سيتم فيها إجراء هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية، وسيتم مقارنة ذلك بالتجارب التي أجريت على الأرض.

اقرأ أيضاً:

هل انقطعت علاقة هزاع المنصوري بمحطة الفضاء الدولية!؟

كلمات دالة:
  • هزاع المنصوري،
  • سلطان النيادي،
  • نادي دبي للصحافة ،
  • منى غانم المرّي،
  • مركز محمد بن راشد للفضاء
Email