أفادت هيئة البيئة في أبوظبي بأنها بصدد تبني العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي الفترة المقبلة، ومن ضمنها البدء بدراسة إمكانية استخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار «الدرون» والاستشعار عن بعد لتقييم ومراقبة جودة التربة وتقييم مستويات الملوثات وتحديد الأراضي التي تحتاج إلى معالجة بدقة وبكفاءة عالية. وكشف التقرير السنوي الذي أطلقته الهيئة أخيراً عن أنها قامت بوضع إرشادات تقنية لتقييم تلوث التربة في الأراضي التابعة لإمارة أبوظبي، كان الهدف منها إنشاء هيكل عمل قائم على المخاطر لتحديد وتوثيق مواقع تلوث التربة وطبيعة هذا التلوث ونطاقه في المواقع المختلفة داخل الإمارة.

أولوية

وأشار التقرير إلى أن التربة باعتبارها أحد أهم الموارد الطبيعية غير المتجددة، وكونها مصدراً أساسياً للحياة لقطاع كبير من الكائنات الحية، إذ تقدم مجموعة هائلة من الخدمات الحيوية للأنظمة البيئية، إلا أن تدهور التربة يقلل من قدرتها على تقديم هذه الخدمات، ويمكن أن ينتج هذا التدهور عن أسباب طبيعية وأخرى بشرية، ولذلك تضع هيئة البيئة - أبوظبي حماية الأراضي والتربة ضمن قائمة أولوياتها الاستراتيجية، ولضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذه الأولوية تم وضع المبادئ الإرشادية اللازمة وتطبيقها، وتنفيذ عدد من البرامج والمبادرات.

مراقبة تلوث التربة

وانطلاقاً من إدراك هيئة البيئة - أبوظبي لأهمية حماية التربة، قامت في عام 2018 بإطلاق برنامج مراقبة تلوث التربة لمتابعة أي تغيرات قد تطرأ على مستويات تلوث التربة، ولضمان التدخل السريع قبل أن تصبح هذه التغيرات مثيرة للقلق، ويعمل البرنامج على مراقبة 270 موقعاً مقسمة على مستوى الإمارة تشمل مواقع سكنية وزراعية وصناعية، ويتم تقييم عينات التربة التي نجمعها من هذه المواقع بناءً على الملوثات المحتملة في كل موقع، كما تتضمن اختبارات التقييم على المعادن الثقيلة ومبيدات الحشرات والآفات وإجمالي الهيدروكربونات النفطية وغيرها من العوامل، ثم تجري مقارنة هذه المعايير بالمبادئ الإرشادية لمعايير تلوث التربة في إمارة أبوظبي، وسوف تكون نتائج برنامج المراقبة هذا أساس خطط الإدارة المستقبلية وسياسات الحماية واللوائح المرتبطة بالتربة.

قاعدة بيانات

طوّرت هيئة البيئة - أبوظبي منشأة لحفظ عيّنات التربة والحفاظ على قيمتها العلمية حتى يأتي المستقبل بتقنياته وقدراته التحليلية الجديدة، توفر هذه المنشأة معلومات حيوية حول التغيرات البيئية التي قد تحصل على جودة التربة عبر الزمن مما يسهم في إثراء الدراسات العلمية في مجال التربة والبيئة، ويتجاوز عدد العيّنات المحفوظة لدى الهيئة حوالي 5000 عيّنة تم جمعها على مدار أكثر من 8 سنوات من كافة أنحاء إمارة أبوظبي، ويتم التعامل مع جميع العيّنات المحفوظة من خلال قاعدة بيانات جغرافية مكانية مرتبطة بقاعدة بيانات التربة التي تملكها الهيئة.

قياس ملوحة التربة

وأفادت الهيئة بأن من أهم الأهداف الرئيسية لمشروع قياس ملوحة التربة هي مراقبة تغيرات ملوحة التربة وكيفية تأثرها بجودة مياه الري، وذلك بهدف مساعدة الجهات المعنية على إدارة وضبط الموارد على نحو فعال، هذا بالإضافة إلى تعزيز قاعدة البيانات الخاصة بالتربة في هيئة البيئة - أبوظبي لتزويد صناع القرار بمعلومات حديثة ودقيقة بما يساعدهم على اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ واستدامة كل من قطاعي الزراعة والغذاء في إمارة أبوظبي. كما يساعد المشروع القطاع الزراعي في مواجهة أهم تحدياته - ملوحة التربة - من خلال اقتراح خطط لإدارة الملوحة لخفض الآثار السلبية لملوحة التربة على الإنتاج الزراعي.

تحديات

وحول أهم العوائق والتحديات التي تواجه الأراضي الزراعية في إمارة أبوظبي، أشار التقرير إلى أن انخفاض معدل هطول الأمطار وارتفاع مستوى ملوحة مياه الري والمياه الجوفية المالحة من أكبر التحديات التي تواجه الأراضي الزراعية في الإمارة، حيث إن أكثر من 80% من أراضي الري في إمارة أبوظبي تتأثر بالملوحة ومن ثم تؤثر سلباً على إنتاجية المحاصيل، وقد أجرت الهيئة مسحاً لقياس ملوحة التربة للتأكد من الفهم الشامل للمشكلة ومشاركة المعرفة والمعلومات وزيادة الوعي حول جودة التربة، وكذلك لوضع خطة إدارة لتقليل آثار ملوحة التربة على إنتاجية المحاصيل منذ عام 2015 وحتى نهاية عام 2018، أجرى المشروع مسحاً على 4000 مزرعة في إمارة أبوظبي لقياس مستوى جودة التربة وجودة مياه الري، وجرى تحليل أكثر من 3900 عينة تربة للتعرف إلى ملوحة التربة، من أجل وضع خريطة بمستويات الملوحة ومراقبة التغيرات الموسمية التي تطرأ على مناطق أبوظبي والعين والظفرة.

إنتاجية المحاصيل

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 33.3% و25.63% و15.3% من مناطق المزارع في منطقة أبوظبي ومنطقة العين ومنطقة الظفرة على التوالي، تحتاج إلى المزيد من الجهود في إدارة ملوحة التربة، وإذا لم تتم السيطرة على هذه المشكلة فإنها يمكن أن تتسبب في انخفاض ملحوظ في إنتاجية المحاصيل، ومن ثم، فإن الهيئة تعمل على وضع خطط لإدارة ملوحة التربة مع شركائها الاستراتيجيين للتعامل مع مشكلات الملوحة لتجنب زيادة المزارع المهجورة.