نظم بـرعايــة حمدان بن محمـد واختتـم أعماله بمشاركة واسعـة من الخــبراء والباحثيــن

«أسبـوع دبـي» يحتفي بابتكـارات مستقبليــة في القطاعات الحيوية للمجتمع والإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، اختتمت، أمس، فعاليات أسبوع دبي للمستقبل، المبادرة الأولى من نوعها في دولة الإمارات، التي نظمتها «مؤسسة دبي للمستقبل»، بهدف إشراك المجتمع في تخيل وصناعة المستقبل، وتعريفه بالأدوات التكنولوجية الحديثة وآثارها على حياته في السنوات المقبلة.

وتضمنت فعاليات الأسبوع، التي شهدت مشاركة واسعة من أفراد المجتمع والخبراء والمتخصصين والباحثين من مختلف دول العالم، مجموعة رئيسية من الفعاليات، التي تم من خلالها إشراك المجتمع بالمبادرات والتصورات الخاصة بالمستقبل.

ووفرت منصة ملهمة للشباب لدعمهم وحثهم على المشاركة في مسيرة التطور، التي تشهدها دولة الإمارات في توظيف التقنيات الناشئة لإيجاد الحلول المبتكرة لأبرز التحديات في القطاعات الحيوية.

3 محاور

وركز أسبوع دبي للمستقبل على ثلاثة محاور رئيسية للوصول إلى جميع فئات المجتمع، عبر تنظيم واستضافة مجموعة متكاملة من الأنشطة والفعاليات وورش العمل التي مكنت الزوار من المشاركة في تجارب حية وعملية وتفاعلية من خلال منطقة تخيل المستقبل، ومنطقة تصميم المستقبل، ومنطقة تنفيذ المستقبل، حيث اختبروا حلولاً لتحديات الغد باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وتنوعت الفعاليات ضمن المحاور الثلاثة، فسافر الزوار إلى المستقبل عبر تقنيات «السينما الصامتة»، واستمتعوا بالأطعمة المعدة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنتاج الموسيقى الافتراضية، وإبراز قدرات العقل من خلال التحكم بالطائرات بدون طيار.

إضافة إلى استكشاف عمليات ترقية الإنسان بالمستقبل من خلال «تجربة الإنسان 2.0»، والاستمتاع بفن الواقع الافتراضي، من خلال استخدام التقنيات الناشئة برسم الجرافيتي، والشطرنج مع الذكاء الاصطناعي والهوكي الافتراضي والكاريكاتير الرقمي.

وعي مجتمعي

وقال خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «جسد أسبوع دبي للمستقبل، عبر فعالياته المبتكرة، التي تنظم للمرة الأولى في دولة الإمارات، رؤية قيادة دولة الإمارات لتعزيز الوعي والمعرفة بالتقنيات الناشئة ودورها في تصميم وصناعة مستقبل جميع القطاعات الحيوية، وبما يشكل حلولاً مبتكرة للتحديات المستقبلية».

وأضاف بلهول أن الأسبوع شكل احتفالية مجتمعية بالمستقبل، ووفر منصة لالتقاء العقول والخبرات من مختلف دول العالم لبحث آفاق استشراف المستقبل، وإلهام الشباب، لتوظيف طاقتهم للابتكار في تقنيات المستقبل الذي تبدأ ملامحه اليوم.

وأشاد بالمشاركة المميزة للشباب العربي في فعاليات الأسبوع، مؤكداً المستوى المميز للابتكارات التي تقدم بها الشباب ودورها في إحداث تغييرات جوهرية في عمل القطاعات الحيوية، وما ستشكله من حافز للشباب العربي لمواصلة الابتكار لخدمة مجتمعاتهم والبشرية.

وأكد أن الشباب العربي يمتلك كل مقومات الإبداع والابتكار، وأن أسبوع دبي للمستقبل الذي ستحرص المؤسسة على تنظيمه بشكل سنوي سيشكل منصة لهم لعرض إنجازاتهم والالتقاء بالعقول والخبرات والانطلاق نحو العالمية.

حوارات تفاعلية

وشهدت المساحات التفاعلية المبتكرة في منطقة 2071 بأبراج الإمارات، حوارات تفاعلية، قدمها خبراء في مجالات استشراف المستقبل في قطاعات التعليم والعمل والاقتصاد والنقل.

كما شهدت تنظيم ورش عمل تفاعلية ناقشت مع الحضور موضوعات المستقبل 4.0 والتحول الثوري للنمو في المستقبل، وتجربة البلوك تشين، والسحابة والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء في العالم الرقمي الجديد ومنظور الأمن السيبراني، و«بلوك تشين لايف».

كما شهد الأسبوع تنظيم محاضرات حول مكعبات روبكس وماين كرافت، ومستقبل المدارس، ومتجر الأفكار 4.0 وبناء الشركات الثورية، وإعادة ابتكار الهندسة المعمارية عالمياً، ومستقبل الحياة البرية: قوة الشباب، والقيادة الإيجابية: تحدي إدارة المواهب في القرن الحادي والعشرين، ومستقبل العمل، مع توفير تجربة تفاعلية للشباب من خلال مبادرة مواهب المساحات الواسعة.

تقنيات ناشئة

وضمن فعالياته المتنوعة شهد الأسبوع تنظيم الدورة الثانية لمؤتمر «إيمتيك مينا» للتقنيات الناشئة بالشراكة بين مؤسسة دبي للمستقبل و«إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية»، الذي استمر على مدى يومين واشتمل على أكثر من 75 محاضرة وورشة عمل تفاعلية قدمها 48 متحدثاً منهم 5 متحدثين من 5 وزراء ومسؤولين وصناع قرار من دولة الإمارات، بالإضافة إلى مشاركة 200 خبير من مختلف دول العالم.

وبحث المؤتمر الذي شهد حضور أكثر من 600 مشارك من مختلف دول العالم، استكشاف آفاق أهم الاتجاهات المستقبلية والتقنيات الناشئة، التي ستحدث تغييراً نوعياً في مستقبل القطاعات الحيوية ولا سيما في مجالات الصحة والتعليم والطاقة والاستدامة وشكل مدن المستقبل الذكية.

كما استضاف المؤتمر الشباب المبتكرين الفائزين بمبادرة «مبتكرون دون 35»، وقدم لهم منصة لعرض قصص نجاحهم، والتواصل مع الخبراء من مختلف دول العالم، والبحث عن آفاق التطور والارتقاء بابتكارات الشباب العربي لخدمة المجتمع.

استشراف المستقبل

ونظمت مؤسسة القمة العالمية للحكومات سلسة «حوارات المستقبل»، التي تضمنت 5 جلسات حوارية و6 مسارات رئيسية هي التعليم، والاقتصاد، والحوكمة، والاستدامة، والمدن الذكية، والمجتمع وجودة الحياة، إلى استشراف المستقبل والتوجهات المؤثرة في العمل الحكومي عام 2020.

وجاء تنظيم حوارات المستقبل استكمالاً لمسار حكومة الإمارات في مجالس المستقبل العالمية، وضمن فعاليات أسبوع دبي للمستقبل، بهدف استشراف مستقبل القطاعات الحيوية وقيادة الفرص لغد أفضل، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين في دولة الإمارات، والخبراء ورواد الأعمال في المنطقة والعالم، ولاستكشاف المهارات التي تساعد على صياغة الرؤى المستقبلية للقطاعات الحيوية.

وبالتزامن مع أسبوع دبي للمستقبل عقدت أعمال الدورة الرابعة لمجالس المستقبل العالمية، التي تم تنظيمها على مدى يومين، بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، بمشاركة 700 من المسؤولين والمستشرفين والخبراء من 70 دولة، بحثوا من خلال 41 مجلساً مستقبل القطاعات الحيوية، وشكل عملهم خلاصة أكثر من 30 ألف ساعة في التفكير للمستقبل.

وكان أسبوع دبي للمستقبل انطلق يوم الأحد 3 نوفمبر 2019، في مبادرة تشكل منصة جديدة ومبتكرة لإشراك أفراد المجتمع وإلهام الموهوبين وأصحاب العقول والأفكار والمبتكرين في دولة الإمارات ودبي.

تحفز مشاركتهم في استشراف وصناعة المستقبل، من خلال طرح 5 محاور رئيسية لدور التقنيات الناشئة في مستقبل البشرية، تتمثل في توظيف التكنولوجيا في مجالات مستقبل العمل، ومستقبل الصحة الرقمية، ومدن المستقبل، ومستقبل تقنيات الواقع الافتراضي، ومستقبل الطاقة والاستدامة.

متحف يعرض «إنسان الغد»

لم تعد الأسئلة الوجودية هي الأعلى صوتاً في حياتنا، ولم يعد السؤال الأهم «من نحن» و«أين نحن»، بل أصبح، ما الذي سنكون عليه، عبارة بسيطة: «استكشف مستقبلاً تتجدد فيه الإنسانية»، وهي أولى الكلمات التي تستقبلك في متحف مصغر يعرض «تجربة الإنسان 2.0»، ضمن «أسبوع دبي للمستقبل»، تشكل إجابة وافية.

في هذه التجربة الفريدة استكشف الزوار والمشاركون في فعاليات أسبوع دبي للمستقبل، الجيل المستقبلي للإنسان، الإنسان المعزز بالتكنولوجيا وليس الآلة أو نظم التشغيل، ربما لأن الآلات والنظم ستندمج معنا وتزيد قدراتنا العقلية والجسدية.

العناصر المعروضة عبارة عن نماذج وأفكار مستقبلية مبتكرة تم اختيارها بعناية من معرض «HUMANS 2.0»، لدورها المتوقع في إحداث تأثيرات إيجابية مذهلة في حياة كل إنسان في المستقبل، حيث سيتمكن العلماء عام 2080 من تطوير أدوات تتيح وجود الإنسان خارج حدود الجسد وتنقل وعيه من شكل لآخر.

وستتيح القفزات الكبيرة في علم الأعصاب لجنسنا البشري إجراء عمليات تخطيط للدماغ وتشكيل نسخة عنه بجميع تفاصيله باستخدام مكونات أخرى، وستسمح عمليات مسح الدماغ القياسية بإجراء عمليات نقل للأفكار والحصول على نموذج مطابق عنها بالإمكان الاحتفاظ به على شكل سجل من خلال عملية الطباعة، فيما أصبح بإمكاننا اليوم أن نحصل على نماذج رقمية وروبوتية وحتى بيولوجية.

طباعة

محطة مهمة في رحلتنا التطورية تقدمها المنصة، تتمثل في الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث تطبع أعضاء وأنسجة حية باستخدام خلايا ومواد حيوية تتطابق مواصفاتها مع جسم المريض، ما يعزز سبل العلاج. وسيتضمن القلب الهجين للإنسان شبكة مطبوعة تعمل كجهاز لتصحيح نبضات القلب ما يدعمه ويحسن وظائفه، وستدعمه شبكة من أجهزة الاستشعار والأقطاب الكهربائية مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

مرحلة أخرى هي استخدام هندسة الخلايا الجذعية بحيث تتحول لأنواع محددة من الخلايا أو الأنسجة أو الأعضاء ويتم استخدامها في تعويض أو تعزيز خلايا الجسم، ومن ثم إنتاج الأعضاء الاصطناعية.

نظام لاستكشاف الميكروبات بالمياه

لم يرغب المبتكر بابار خان بأن يحبس نفسه بــين جدران المختبر، لإيمانه بأهمية البحــوث العلميــة التي يمكــن ترجمتها إلى مشاريع صناعية تساعد الناس، وفــي السعودية التي عاش فيهــا فتـرة من الزمن وعــاد إليهــا بعد إنهاء دراستــه الجامعية في الولايات المتحدة، وجــد أن موضوع تحلية المياه في غاية الأهميــة.

واستطاع بـابـار خان (أمـريكي الجنسية من أصول باكستانية) أن يطور بحوثه وأعماله بفضل المنصة العلمية التي توفــرت له خلال تقديمه الدكتوراه وتطويره مشروعــه ليكتسب شكلاً تجارياً، واليوم أصبــح زميل ما بعــد الدكتــوراه بقسم الابتكــار والتنمية الاقتصادية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنيــة.

ويعتمد المشروع العلمي على استخدام كيمــاويات تشكل ما يشبه نظام إنذار مبكر لاكتشاف تكون البكتيرـيا في منقيات الميــاه، بحــيث يمكن التعامل معها مبكراً.

أبحاث

بابار البالغ من العمر 32 عاماً، والحائز على جائزة «مبتكرون تحت 35»، والتي كرّمت في دبي 20 مبتكراً شاباً من العالم العربي، قدّم ضمن فعاليات «أسبوع دبي للمستقبل» شرحاً عن أبحاثه.

حيث قام وفريقه في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بابتكار نظام يدمج علم الأحياء، والتقنيات الرقمية، والأتمتة لإنشاء وحدة استشعار يمكن تركيبها في أي محطة لتحلية المياه. وفي الوقت الحالي، يتم تركيب النظام في محطات تحلية المياه بالمملكة العربية السعودية، حيث تصفّى مياه البحر لتصبح صالحة للشرب.

ويعتمد الاختراع على أخذ عينــات سائلة تلقائياً (مثل الماء) بشكل متزامـن ودوري، بالاعتماد على طريقة للكشف عــن المواد الكيميائية لمعرفــة عدد الميكروبــات الموجودة فيها.

وهــو يعتمــد علــى النشــاط الإنزيمي الطبيعــي للميكــروب لتفكيــك جــزيء يهــدف إلى الكشــف عن الميكروبات، ما يسمح بإمكانية الكشف عنها دون تأخير وبسرعـة ودقــة عاليــة، ودون الحاجة إلى استخدام كاميرات باهظة الثمن أو أنظمة فيزيائية، ومن ثم يتم جمع كافـة البيانات وإرسالها إلى غرفة التحكم، حيث يمكن لمسؤولي العمليات عندها تشغيل بروتوكول التنظيف المناسب.

روبوتات تؤدي الخدمات وتتفاعل مع البشر

يزداد الاعتماد عالمياً على التكنولوجيا الحديثة والروبوتات حتى أصبحت واقعاً وجزءاً من حياتنا اليومية خصوصاً في قطاع الأعمال والعمليات التشغيلية.

وقد عرفت فعاليات أسبوع دبي للمستقبل الذي نظمته مؤسسة دبي للمستقبل ببعض هذه الروبوتات التي رآها الزوار تتجول بينهم خلال الفعاليات بهدف إيصال رسالة مفادها أن المستقبل يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة، وأن هذه الروبوتات ستقدم للبشرية الكثير من الخدمات.

ويمكن خلال السنوات القليلة المقبلة رؤية الروبوت «أنيمال» يتجول بصحبة البشر ضمن بيئات الأعمال المختلفة، وسيتمكن من مساعدتهم في تنفيذ المهام المطلوبة منهم خصوصاً الأمور الروتينية والخطرة والوصول إلى الأماكن المرتفعة والضيقة والتي تحتوي مواد سامة.

ويتميز «أنيمال» بإمكانية إضافة كاميرات وأيد آلية إليه ليقوم بأكثر من مهمة في الوقت ذاته كما يمكن تزويده بالذكاء الاصطناعي ليتعلم من البيئة التي يعمل ضمنها، وستبدأ مؤسسة دبي للمستقبل بتطوير هذا الجهاز الذي استلمته بداية العام من الشركة المصنعة «Anybotics»، لتكون الأولى في المنطقة التي تستخدمه، وقد تلقت طلبات من جهات حكومية لاستخدامه وتوظيفه في أعمالها.

ويعمل الروبوت لساعتين من الحركة المستمرة بعد شحنه ست ساعات كاملة، ويمكن له الحركة بعد شحنه ساعة ونصف، علماً أنه قادر على صعود وهبوط الأدراج، ويحتوي 12 محركاً.

تطبيقات صناعية

وعرضت «آي كيو روبوتكس» للخدمات التكنولوجية بعض روبوتاتها ضمن فعاليات أسبوع دبي للمستقبل، وهذه الشركة جزء من «آي كيو القابضة» الشركة الأم لثلاث علامات تجارية متخصصة في سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، وهي «آي كيو روبوتيكس» للخدمات التكنولوجية، و«آي كيو فولفيلمنت» المركز اللوجستي المتكامل لحلول الروبوت، و«آي كيو إكسبريس» لخدمات التوصيل في الميل الأخير.

وتسعى «آي كيو هولدينغ»، إلى استخدام التقنيات المبتكرة، لإحداث نقلة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية من خلال الحلول الروبوتية والذكاء الاصطناعي.

.. وآلي لمهام الإنقاذ الصعبة

عرضت شرطة دبي خلال مشاركتها في فعاليات أسبوع دبي للمستقبل جهاز محاكاة افتراضية تم تطويره في مركز التكنولوجيا الافتراضية في شرطة دبي، يجنب رجال الإنقاذ المخاطر التي من الممكن أن يتعرضوا لها خلال تأديتهم مهامهم، حيث يقوم الروبوت بتنفيذ المهمة، إلا أن عمليات التحكم تبقى بيد البشر عبر جهاز المحاكاة، ما يتيح إنجاز المهمة المطلوبة بأسرع وقت وبشكل آمن وأكثر دقة.

وقال الملازم أول عبد الرحمن بن فهد رئيس قسم تصميم السيناريوهات في شرطة دبي: إن الجهاز يمتاز بإمكانية استخدامه من مختلف الأعمار، ويتكون من رجل آلي وشاشة ونظارة الرؤية الافتراضية التي تمكن المستخدم من التحكم بالروبوت بشكل مشابه للتحكم في الطائرات بدون طيار، ويضم الجهاز واجهة استخدام باللغتين العربية والإنكليزية.

مشيراً إلى أن الجهاز تم تطويره داخلياً بواسطة كوادر شرطية متخصصة بتطوير الألعاب التعليمية والتوعوية والتدريبية وأفلام رسوم متحركة ثنائية وثلاثية الأبعاد.

ويضيف أن الجهاز يحتاج فترة من الزمن للدخول في الخدمة الفعلية، وهو مرتبط بمدى دقة أداء تكنولوجيا الروبوتات لمهمة الإنقاذ المرسومة لها حسب البرنامج، لكن حتى ذلك الحين فإن أحد الجوانب المهمة لهذا الجهاز هو إشراك الجمهور برؤية شرطة دبي المستقبلية لاستخدامات الروبوتات، والاستفادة من آراء واستطلاعات الجمهور.

تحكم بشري

وأضاف بن فهد: «إن البعض يتخوف من استحواذ الروبوتات على الوظائف المستقبلية، وهو السؤال المتكرر الذي تعرض له خلال مشاركته في فعاليات أسبوع دبي للمستقبل، خصوصاً من المشاركين الذين جربوا الجهاز، إلا أن الإجابة كانت واضحة، وهي أن ما يتغير هو طبيعة العمل وليس الأشخاص، فبدل أن تتم المخاطرة بالإنسان يتقدم الروبوت لأداء المهمة وتنفيذها، ولكن بتحكم بشري عن بعد».

وتسعى إمارة دبي للوصول بنسبة رجال الشرطة الآليين إلى 25% من قوى الشرطة بحلول العام 2030، وتستخدم حالياً الشرطي الروبوت لتقديم عدد من الخدمات، وهو يتمتع بالقدرة على القيام بدور المرشد السياحي.

آلاء القرقوش.. إعادة توجيه الصوت وحفظ طاقته في مكان محدد

كيف تكون الفضاءات الهندسية ذات قيمة فنية وإنسانية في مدن المستقبل وتخطيطها العمراني ومشاريعها الإنشائية؟ وما هو الاستخدام الأمثل للمكونات والمواد المتقدمة لتحقيق ميزات جديدة في المباني والمساحات المفتوحة للناس؟ وكيف يمكن للتصميم الذكي والمبتكِر أن يحيل المتخيّل إلى واقع ويمنح الأشياء بعداً جديداً؟

شكلت هذه الأسئلة جانباً من اهتمامات المخترعة السعودية آلاء القرقوش، الشغوفة بالتصميم الهندسي والداخلي منذ تخصصت في العمارة الداخلية عام 2007 في «جامعة الملك فيصل» وحصلت على الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة الدمام عام 2012، وانتقلت باحثة دكتوراه في الهندسة المعمارية بجامعة متشيجين في الولايات المتحدة الأمريكية.

آلاء القرقوش الحاصلة على جائزة «مبتكرون دون 35» التي تنظمها مؤسسة دبي للمستقبل بالشراكة مع منصة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية»، تعرض في دبي أحدث اختراعاتها وهو «الموزع الصوتي المرئي» الذي يقلل العيوب الصوتية وينقّي الأصوات من الصدى والشوائب، عن طريق تطبيق نماذج مدروسة تعيد توزيعه في الأماكن بدقة عالية.

أفكار

وترى القرقوش خلال مشاركتها في «أسبوع دبي للمستقبل»، الذي يسلط الضوء على أبرز الأفكار والابتكارات المستقبلية التي ستحسّن جودة الحياة وتخدم المجتمعات البشرية، أن مفهوم الابتكار اليوم أصبح شاملاً، لا يقتصر على أفراد بل هو جهد جماعي.

مؤكدة أن ذلك يعزز أهمية لقاء العقول والخبرات لإيجاد أفضل الحلول للتحديات التي تواجه العالم، وتحتاج إلى وقفات متأنية ومعمقة لدراسة المستقبل والاستعداد المسبق لتحدياته لضمان حياة أفضل للإنسان.

ويرتقي ابتكار آلاء القرقوش الحاصل على براءتي اختراع أمريكية وسعودية بأسلوب التصميم الداخلي للمباني والفضاءات الهندسية إلى مستوى جديد من التصميم النوعي بشكل يحقق الاستفادة المثلى من المواد ويتيح خيارات واسعة ومستدامة.

ولعل أبرز ما يميز اختراعها هو أنه لا يحتاج إلى مصدر طاقة، حيث يعتمد على انعكاسات الصوت بناء على شكل التصميم وأنواع المواد، مستفيدة فيه من الطاقة الساكنة والطاقة الحركية، ما يسمح له بلعب دور يشبه دور الأنظمة الصوتية الإلكترونية.

اختراع

وصممت الموزعات التي يضمها الاختراع الجديد وفق نظام يعرف بـ «تتابع البواقي التربيعي»، والذي يساعد على التحكم بزوايا انعكاسات الصوت ويقدم توزيعاً صوتياً أكثر تجانساً، بدلاً من الاعتماد على الانعكاسات الصوتية المركزة.

ويمكن للموزع الصوتي المرئي أن يعيد توجيه الصوت ويحفظ الطاقة الصوتية في مكان محدد، ما يقلص الحاجة إلى استخدام أنظمة تعزيز الصوت، مثل مكبرات ومضخّمات الصوت. ويمثل ابتكار «الموزع الصوتي المرئي» محاكاة مستقبلية عصرية لآليات تصميم المباني التاريخية والعامة التي كانت تتطلب تضخيم الأصوات في مرحلة ما قبل الأنظمة الصوتية المتطورة.

بهاء أبو نجيم.. تكنولوجيا تعيد بناء الملفات ثلاثية الأبعاد

بحث دائماً عن آليات جديدة لتوسيع استخدامات التكنولوجيا في تسهيل خدمات الأعمال مستقبلاً، وكان من أوائل من ركّزوا على توطين تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في الأردن والعالم العربي، ورأى في توسيع تعلّم لغات البرمجة مساراً سريعاً لتحقيق نقلات نوعية في مجال التكنولوجيا التي تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.

وآمن بأهمية ريادة الأعمال في تحقيق التحول الرقمي والتكنولوجي في المجتمعات لتحسين فرصها المستقبلية.

المبتكِر الأردني بهاء أبو نجيم الحاصل على جائزة «مبتكرون دون 35» التي تحتفي بالمبتكرين المتميزين من العالم العربي، هو رائد أعمال شاب أطلق العديد من المشاريع الناشئة القائمة على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.

رأى بهاء الفرص المستقبلية التي يحملها الجيل الجديد من تقنيات الغد مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ليؤسس مع مبتكرين آخرين مشاريع تكنولوجية سبّاقة في مجالات المحاكاة الرقمية وتجارب الواقع الافتراضي والمعزز والألعاب الإلكترونية المتقدمة التي من المتوقع أن يحقق سوقها الإجمالي في عالم اليوم أكثر من 150 مليار دولار خلال عام 2019.

ويشارك المبتكر ورائد الأعمال في فعاليات «أسبوع دبي للمستقبل» الذي يستشرف أحدث التوجهات والابتكارات لتكنولوجيا المستقبل وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ليعرض تجربته في مجال ريادة الأعمال، ويسلط الضوء على إمكانات النجاح والتميّز المتاحة في متناول الشباب العربي إذا سلك المسارات الصحيحة.

شركة

أطلق مؤسس «ميكسد ديمنشنز» الشركة المتخصصة في الألعاب الإلكترونية والطباعة ثلاثية الأبعاد مع زملائه بدعم من مستثمر واحد في البداية، حتى لفتت أنظار مستثمرين آخرين.

واندمجت مع شركة أمريكية متخصصة في التكنولوجيا تتخذ من مدينة سان فرانسيسكو مقراً لها، واليوم يصمم مع زملاء العمل نماذج واقعية لشخصيات اللاعبين باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وبدلاً من تصوير شاشة نتائج اللعبة، أصبح بإمكان ممارسي الألعاب الإلكترونية طباعة مجسمات شخصياتهم باستخدام هذه التقنية.

وأصبحت الشركة التي أسسها بهاء من الشركات العالمية البارزة في الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث قامت بتطوير تكنولوجيا تستخدم الحوسبة السحابية لمعالجة الملفات ثلاثية الأبعاد، كما سجلت براءة اختراع تكنولوجيا تعيد بناء الملفات ثلاثية الأبعاد وتعتبر سابقة في هذا المجال.

كما شارك المهندس المتخصص في هندسة البرمجيات في تأسيس الشركة الناشئة المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي «ستيلث ايه آي» في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتولى بهاء أبو نجيم مهام حيوية عدة في قطاعات الابتكار والإبداع وتطوير التكنولوجيا وريادة الأعمال منها عضويته في مجلس إدارة مصنع الأفكار في الأردن، وفي مجلس فوربس للتكنولوجيا منذ عام 2017، ونال جائزة «مبتكرون دون 35» التي تقدمها منصة «أم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية» بالشراكة مع «مؤسسة دبي للمستقبل».

عمر أبو ضيّة.. شريط ورقي لكشف الأمراض

الحصول على عينة من الدم من أقاصي قرى الكونغو الاستوائية النائية، أو بلدات الأمازون المتباعدة، والمناطق المدارية، إلى مختبرات المدن، للتأكد من الإصابة بالأمراض، كفيروس الإيبولا الفتّاك أو فيروس زيكا، عملية صعبة تنطوي على الكثير من المعاناة والوقت والمال، خصوصاً في المجتمعات التي لا تتوافر فيها الرعاية الطبية المناسبة.

شغلت هذه التساؤلات بال الباحث الفلسطيني عمر أبوضيّة، الذي يشارك في فعاليات «أسبوع دبي للمستقبل»، ليعرض أبحاثه الطبية والتكنولوجية المتقدمة أمام الجمهور العالمي المشارك في أسبوع دبي للمستقبل.

ويقدم تجربته في ريادة الأعمال التكنولوجية، مع منصة «شيرلوك للعلوم الحيوية»، التي أسسها مع 15 عالماً وخبيراً لريادة جيل جديد من تقنيات تشخيص الأمراض والفيروسات والآفات الزراعية، واستطاعت الحصول على تمويلات بقيمة 49 مليون دولار حتى الآن.

حصل أبوضيّة على جائزة «مبتكرون دون 35» نجح عمر أبوضيّة الأكاديمي الحائز على بكالوريوس في الهندسة البيولوجية والميكانيكية، ودكتوراه في العلوم الصحية والتكنولوجيا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

ودكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية من كلية الطب بجامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية، في تطوير منصة مدروسة التكاليف لتحليل التفكيك المحدد للإنزيمات عالية الحساسية، تسهّل اختبار العينات الطبية لتحليل الأمراض والفيروسات وأنواع البكتيريا والأورام.

تقنية مبتكرة

ويمكن استخدام هذه التقنية المبتكرة في أي مكان لتحليل جزيء وحيد من الحمض النووي، لكشف عدد من الأمراض والأورام والفيروسات، بشكل سهل وسريع، من خلال استعمال شريط ورقي صغير، بتكلفة لا تتجاوز دولاراً أمريكياً للتفاعل الواحد، ويمكن الحصول على نتيجة الكشف في وقت لا يزيد على ساعة واحدة، ولا يتطلب سوى توفير درجة حرارة ثابتة عند 37 درجة مئوية.

محمد ضوافي.. أطراف صناعية ذكية

يراقب محمد ضوافي المخترع التونسي، فرسان الإرادة من أصحاب الهمم، ويتأمل إصرارهم وعزيمتهم والإيجابية التي يتمتعون بها وحبهم للمشاركة في بناء المجتمع رغم التحديات الجسدية التي يواجهونها، ويتساءل كيف يمكن أن يساعدهم؟

وقد قرر ضوافي الفائز بجائزة «مبتكرون دون 35» التي تحتفي بالمبتكرين في العالم العربي، أن يبسط أفكاره وابتكاراته لتحفيز أصحاب الهمم ومساندتهم في تحقيق ذاتهم وتوظيف قدراتهم الكامنة.

المهندس الحائز على الماجستير في إدارة المنظمات غير الربحية من جامعة تونس والبكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من المدرسة الوطنية للمهندسين بمدينة سوسة التونسية، صمم أيادي الذكية هي نسخة متطورة جداً عن الأطراف الصناعية الاعتيادية لأنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الحيوية.

مجالات طبية

ويمكن لأصحاب الهمم الاستفادة من هذه الأطراف كونها تتمتع بسهولة الاستخدام وتتفاعل مع إشارات الجسم دون الحاجة إلى تدخل جراحي لوصلها.

وشارك ضوافي مؤسس مشروع «كيور» الناشئ المتخصص في التكنولوجيا الطبية والأطراف الحيوية الإلكترونية، في «أسبوع دبي للمستقبل» لعرض ابتكاراته في مجال تمكين أصحاب الهمم من التغلب على التحديات الجسدية التي تواجههم، من خلال توظيف أحدث تقنيات هندسة الإلكترونيات الحيوية «البيونيك»، وخوارزميات التفاعل البشري الآلي، وشرائح أشباه الموصلات.

وعرض المبتكر التونسي من خلال منصة أسبوع دبي للمستقبل، تقنيات الشحن بالطاقة الشمسية وخيارات تخصيص الأغطية الخارجية للأطراف الحيوية التي يمكن تركيبها دون عناء أو تعقيد على طريقة ألعاب «الليجو» التي يسهل التحكم بها بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

وعمل ضوافي على نقل اختراعاته التي طورها فعمل على مرحلة ما بعد تركيب الأطراف الحيوية، لتوفير التدريب لمستخدميها.

هيثم دبوق.. اصطياد الطاقة الشمسية وتخزينها

شغلت فكرة توظيف أشعة الشمس السخية في العالم العربي والمناطق الصحراوية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط التي تضيء سماء هذه الدول بالنور معظم أيام السنة وتحويلها إلى طاقة مستدامة ونظيفة لحماية الموارد الطبيعية والبيئية لأجيال المستقبل، بال المبتكر اللبناني هيثم دبوق منذ فترة طويلة.

جعل دبوق من اصطياد الطاقة الشمسية وتخزينها شغله الشاغل، يجمعها كمن يجمع خيوط الذهب، لا لكنزه بل لتحويله إلى طاقة إنتاجية تسهم في تمكين الأفراد والمجتمعات وتعزيز مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وشارك دبوق الفائز بجائزة «مبتكرون دون 35» التي تكرّم المبتكرين من الشباب العربي المبدع في مختلف قطاعات التكنولوجيا والطب والهندسة لصناعة المستقبل، ضمن فعاليات «أسبوع دبي للمستقبل»، الذي تنظمه «مؤسسة دبي للمستقبل» لإلهام الشباب وتمكين أصحاب العقول المبدعة من تخيل المستقبل وتصميمه وصناعته.

وقد قرر الشاب الطموح خوض غمار ريادة الأعمال، فأسس مشروعه الناشئ «آي جي تي IGT» الذي يطوّر الحلول المبتكرة التي توفر الطاقة المتجددة والخضراء وتعزز كفاءة تخزينها واستخدامها في مختلف المجالات. وعرض دبوق ابتكاراته القائمة على الطاقة الشمسية.

والتي يتم توظيفها والاستفادة منها في مختلف القطاعات والمجالات الحيوية كالزراعة والإنتاج الحيواني، وإعادة التدوير، وتوفير بدائل للطاقة الكهربائية المولدة من الوقود التقليدي الأحفوري المتمثل في مشتقات النفط والغاز.

ابتكارات نوعية

ويقدم المشروع ابتكارات نوعية ذات قيمة مضافة، مثل توفير سخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية تستطيع تسخين المياه إلى درجات حرارة عالية دون الإضرار بهيكل الخزانات، نظراً لتطويره درعاً ذكية تحمي طبقتها الخارجية من التلف والتشققات بفعل الحرارة العالية للمياه.

ويمكن استخدام هذه الخزانات المعززة صديقة البيئة على أسطح المنازل والفنادق وعلى أسقف الزرائب والدفيئات الزراعية التي تحتاج للحفاظ على درجات حرارة داخلية محددة لضمان عدم إصابة الدواجن وقطعان الماشية بالبرد والأمراض أو تعرّض المحاصيل الزراعية للصقيع.

Email