برعاية محمد بن راشد

مؤتمر وزارة الدفاع يستعرض وسائل النصر في الحروب الرقمية

■ محمد البواردي وعمر العلماء وضاحي خلفان وقيادات عسكرية خلال افتتاح مؤتمر وزارة الدفاع | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت أمس أعمال مؤتمر وزارة الدفاع السنوي الرابع لحروب القرن الواحد والعشرين بعنوان «كسب الحرب الرقمية» ويستمر يومين في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ونادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي.

ويركز المؤتمر في أعماله بهذه الدورة على مناقشة تحديات الحروب الرقمية، وتأثيرها على الأمن الوطني للدول، بما في ذلك البحث عن أفضل السبل والوسائل لتحقيق النصر في مثل هذه الحروب.

ويكتسب هذا المؤتمر أهمية بالغة نظراً لتناوله أحد أخطر التحديات التي تواجه دول العالم علماً بأن الحروب الرقمية والمعلوماتية تندرج في إطار الحروب الحديثة، وهي تستهدف التأثير على القدرات الحيوية في الدول وقت السلم بعيداً عن ساحات المعارك التقليدية بما في ذلك التأثير على القدرات العسكرية حتى قبل أن يبدأ القتال والحرب الرقمية تدور عبر منصات إلكترونية وأجهزة ذكية وغالباً ما تكون نتائجها كارثية.

وأكد خبراء مشاركون في المؤتمر أن دولة الإمارات مستمرة في بناء الدولة الذكية المعتمدة على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي وهي تتمسك بحقها المشروع بالدفاع عن أمنها ومكتسباتها الوطنية ضد التهديدات المختلفة بما فيها السيبرانية وتطوير قدراتها البشرية للقيام بذلك.

فيما تستمر وزارة الدفاع بالقيام بجميع واجباتها الوطنية والعمل على رفع درجة الوعي العام بمخاطر الحرب الرقمية ودعم الجهود الدولية الرامية للحد من السباق الدولي نحو عسكرة الفضاء.

ريادة

وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع أن دولة الإمارات تأتي في المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وفي قائمة الدول العشر الأولى في مجال تقنية المعلومات الرقمية ومجالات تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

حيث سخرت قيادتنا الرشيدة جميع الإمكانات لتطوير وتحديث هذه المجالات باستمرار وقدمت كل الدعم للتحول إلى أنظمة المدن الذكية عبر الشبكة العنكبوتية ووجهت استثمارات ضخمة لتطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.

وقال معاليه في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إن الثورة الصناعية الرابعة والتطور التكنولوجي غير المسبوق الذي تم تحقيقه إلى اليوم قائم أساساً على تطور العلوم الرقمية والمعلوماتية والتي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود، لتنعكس تأثيراتها على واقع وأنماط الحياة العصرية التي نعيشها.

حيث أصبحت إدارة جميع المجالات الحيوية في الدول تتم من خلال الوسائل والتقنيات الرقمية المختلفة وهي تتناول أدق تفاصيل شؤون البشر الخاصة والشؤون العامة والأعمال الحكومية بما في ذلك مجالات التعليم والبحث العلمي والحركة المالية والاقتصادية والتجارية والصناعية وكذلك قطاع الطاقة والاتصالات والمواصلات والإعلام وإدارة العمليات العسكرية والأمنية ومراقبة الفضاء الخارجي وغيرها من المجالات.

شبكات عنكبوتية

وذكر معاليه أن جميع هذه المجالات الحيوية ترتبط فيما بينها عبر شبكات عنكبوتية رقمية تشبه الجهاز العصبي في جسم الإنسان، مكونة بذلك كياناً أو فضاءً جديداً قائماً بذاته في الدول ويسمى الفضاء الرقمي أو السيبراني.

وقال: «لقد بات عالمنا اليوم يتميز بكونه العصر الرقمي وليصبح معه التطور التكنولوجي الرقمي الهائل الذي يشهده العالم مقياساً لتطور وتقدم الدول علماً بأننا تجاوزنا نقطة اللاعودة إلى الأنماط التقليدية في إدارة شؤون الحياة، وما زالت مسيرة التطور التقني والرقمي تتقدم بوتيرة متسارعة لتخلق معها سباقاً رقمياً محموماً بين الدول».

وأضاف‏ معاليه أنه في الوقت الذي نشهد فيه تزايد وتيرة الجرائم الإلكترونية التي يرتكبها قراصنة الإنترنت أو بعض الجهات الحكومية المعادية، سواء بهدف التخريب أو التجسس عبر شبكات الإنترنت إما لدوافع أمنية أو سياسية أو تجارية فإنه يترتب علينا تسخير كل الخبرات والعقول البشرية، وتطوير الوسائل التقنية لمواجهة مثل هذه التهديدات والتغلب عليها بشكل فعال وحاسم.

وأوضح معاليه أن موضوع الأمن الرقمي أصبح هاجساً يؤرق بال القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين والشركات الكبرى حول العالم، باعتباره يشكل مصدراً خطراً على أمن الدول ويهدد مصالحها الوطنية في حال تمكن الخصوم من اختراق منظومتها الرقمية وفضائها السيبراني وشله علماً بأن العديد من الدول قامت بتشكيل جيوش متخصصة في الدفاع عن الفضاء السيبراني والكيان الرقمي.

وقال: «يكاد لا يمر يوم دون أن نقرأ خبراً عن اختراقات على مستوى الشبكة الرقمية العالمية، أو لمواقع إلكترونية رسمية في بعض الدول، إما بهدف تعطيلها وشل الخدمات الأساسية فيها، أو بهدف التجسس وسرقة البيانات السرية أو التلاعب بها بغرض التضليل والتأثير على آراء وسلوكيات المواطنين وقراراتهم المصيرية بما في ذلك التأثير على الانتخابات الوطنية فيها مثلاً».

وتطرق معاليه خلال كلمته إلى أن حجم البيانات والمعلومات الرقمية المتداولة في الفضاء السيبراني وسرعة معالجتها تفوق سرعة الضوء وقدرة البشر على مواكبتها، داعياً للتفكر بشأن السبل الكفيلة بتطوير إمكانيات الذكاء الاصطناعي واستخدام قدراته الذاتية والخارقة في مراقبة الفضاء السيبراني لضمان حمايته والدفاع عنه بكفاءة عالية.

وذلك من خلال الرصد التلقائي والفوري لأي هجوم محتمل ورصده وتتبع مصدره، ومن ثم عزل الأجهزة والأجزاء المصابة من الشبكة والعمل على استعادة الموقف، والمباشرة باتخاذ الإجراءات الرادعة علماً بأن بعض الدول بدأت فعلاً بالتعاون مع المؤسسات المتخصصة للعمل على تطوير مثل هذه القدرات إلى جانب تطوير قدرات الخبراء والمتخصصين في إدارة ومراقبة منظومة الحماية، مع أهمية تحديد دور الإنسان في هذه العملية.

وقال معاليه إنه ومع هذا التطور الهائل في قطاع التقنيات الرقمية تواجه الدولة تعرض شبكاتها الإلكترونية لهجمات متزايدة عاماً بعد عام، وقد بلغ عدد الهجمات السنة الماضية حوالي خمسة وعشرين مليون هجمة شهرياً علماً بأن الأجهزة المختصة في الدولة تمكنت من التعامل مع هذه الهجمات وتمكنت من رصدها وصدها جميعاً بنجاح.

وذلك باستخدام التقنيات الحديثة وبرامج الحماية الفاعلة، ولهذا تولي القيادة أهمية خاصة لتطوير القدرة على حماية الفضاء الإلكتروني بالوسائل والسبل الممكنة كافة.

إجراءات قانونية

ونوه بأن الجهات المعنية في الإمارات اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات القانونية والمؤسساتية لضمان حماية الأمن السيبراني بكفاءة عالية وقد أطلقت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات خلال شهر مايو الماضي الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني.

والتي تهدف إلى تكوين منظومة سيبرانية ذكية قائمة على الابتكار والإبداع وتطوير الثقافة الرقمية في المجتمع وتطوير التعاون بين مختلف الأجهزة الوطنية، بما فيها المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والقوات المسلحة والأوساط الأكاديمية، بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء الدوليين من أجل حماية الفضاء السيبراني، وتحقيق الأمن الوطني المشترك.

وأشار إلى أن نجاح الجهود الوطنية لتحقيق الأمن السيبراني يعتمد على فهم أبعاد المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفضاء السيبراني الوطني واستيعاب تأثير التهديدات على الأمن الوطني اليوم وفي المستقبل.

ولهذا يتطلب الأمر التطوير المستمر للأساليب والتقنيات للتعامل مع هذه التهديدات، بما في ذلك القوانين المنظمة لاستخدامها.

ومن جهة أخرى لا بد من نشر ثقافة الأمن السيبراني والوعي لدى المجتمع بأساليب ووسائل حماية المنظومة الإلكترونية من أنواع التهديدات كافة، ولا بد أيضاً من تضافر جهود جميع المؤسسات الوطنية والتعاون مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق الغايات المشتركة في حماية المنظومات الرقمية وكسب الحرب الرقمية في مواجهة المعتدين.

حضر المؤتمر السنوي الرابع لوزارة الدفاع معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي ومعالي سيف سلطان العرياني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي والفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة ومطر سالم الظاهري وكيل وزارة الدفاع ومنصور إبراهيم المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام .

والدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء إضافة إلى نخبة من كبار المسؤولين وأبرز الخبراء والمتخصصين والأكاديميين على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات الاستشراف الاستراتيجي للمستقبل والقضايا الأمنية والعسكرية.

من جانبه قال معالي عمر بن سلطان العلماء إن ‏تقنيات وأدوات حروب المستقبل في تطور مستمر وعلى اختلاف أنواعها واستخداماتها إلا أن معظمها يعتمد بشكل كلي أو جزئي على نظم الحاسوب والشبكات.

وأضاف معاليه خلال كلمته في المؤتمر أن العالم أصبح مرتبطاً بتوأمه الرقمي بحيث أنه يمكن زعزعة استقرار أو تخريب وتجميد البنية التحتية للدول عن بعد باستخدام أدوات حاسوبية متاحة للجميع.

وأشار إلى أن أدوات الأمن الإلكتروني الهجومية والدفاعية ليست حكراً على الحلفاء والدول الصديقة فلا يصعب سقوطها في أيدي الجماعات المتطرفة والإرهابية لذا يلزمنا أن نستعد ونبني ونرفع جاهزية أنظمتنا الدفاعية ضد هجمات رقمية متقدمة.

وذكر معاليه أن أهم جدار أمني لدولتنا شبابها فلا يمكن الاعتماد فقط على المنتجات والخبرات الخارجية فمن المهم إعداد وتأهيل كادر مواطن قادر على تعلم وبرمجة علوم وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتصميم الأدوات الدفاعية الرقمية بشكل داخلي وحصري بنا.

وقال إن عالمنا الرقمي يحتاج إلى تحليل فوري واتخاذ قرارات سريعة، لافتاً إلى أن البرمجيات الخبيثة وأدوات الحرب الرقمية يسهل نقلها ونسخها إلى جميع أرجاء العالم، مشيراً إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط العسكري المتقدم وتحديد أفضل الوسائل والطرق لنشر القوات إضافة إلى تحديد المهارات لدى الأفراد وإعداد البرامج المناسبة لتدريبهم وتأهيلهم.

وأوضح معاليه أن 61% من المنظمات حول العالم تتطلب وجود نظام ذكاء اصطناعي لاكتشاف التهديدات والهجمات الحرجة بينما تصل المدة المستغرقة لاكتشاف اختراق في النظام إلى 197 يوماً.

الإمارات تمتلك قطاعاً فضائياً متطوراً

أكد المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن قيمة سوق الفضاء العالمي تقدر حالياً بنحو 350 مليار دولار سنوياً، وبنمو بمقدار 7% سنوياً، وهناك حوالي 50 مليار دولار تصرف سنوياً على القدرات الدفاعية في مجال الفضاء.

مشيراً إلى أن استثمارات الإمارات في مجال الفضاء تجاوزت 22 مليار درهم، وهناك أكثر من 1500 شخص يعملون في القطاع الفضائي، ولدينا أول رائد فضاء هزاع المنصوري، وهو أحد أبناء المؤسسة العسكرية.

وأضاف خلال محاضرة في مؤتمر «كسب الحرب الرقمية» الذي تنظمه وزارة الدفاع بمركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية في أبوظبي، إلى أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في مجال الفضاء واستثمرت فيه استعداداً للمستقبل، وأصبح لدى الدولة قطاع فضائي متميز ومتطور ومتنوع من حيث القدرات.

وتوجد لدى دولة الإمارات حاليا 10 أقمار صناعية في المدار و8 أقمار صناعية تحت التصنيع وستدخل الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة، ولدينا 3 مشغلين حالياً للأقمار الصناعية للاتصالات ومجال التصوير الفضائي ولدينا 4 مراكز بحثية في الجامعات و3 جامعات وطنية توفر التعليم الفضائي.

وأشار إلى أن التوجهات العالمية للفضاء الذي بدأ في فترة الستينيات بسباق كان بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهدف منه استعراض القدرات العلمية والعسكرية، ولكن هذا المفهوم تغير وأصبح هناك مفهوم جديد يحترم التعاون والمشاركة، فلم يعد مجال الفضاء في الوقت الحاضر تنافسياً بقدر ما بات يركز على التعاون والاستفادة من الخبرات العالمية.

وأصبح اليوم أكثر من 60 دولة لها أنشطة فضائية، وأكثر من 50 وكالة فضاء، فيما تنوعت الأهداف فلم تعد تقتصر على الأهداف العسكرية بل أصبحت مجالات متعددة مع التقدم التكنولوجي السريع، مشيراً إلى أن الشركات الخاصة اليوم تقوم بإطلاق الأقمار الصناعية بعد أن كانت قاصرة على الدول.

وتحدث الأحبابي عن «مسبار الأمل» والمهمة العلمية التي سينفذها على سطح المريخ خلال العام المقبل، وقال هو بالأساس مشروع علمي، حيث ارتأت الإمارات أن يكون لها حضور عالمي فيما يتعلق بالمهمات العلمية العالمية، وسينطلق المسبار في 14 يوليو من العام المقبل وسيصل إلى المريخ في شهر فبراير من عام 2021.

لافتاً إلى أن الإمارات تستخدم هذا المشروع الطموح منصةً للتعليم والتدريب ونقل الخبرات في مجالات الفضاء وتقوم الوكالة بالإشراف على المشروع بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء وعدد من الجامعات المتخصصة.

مشيراً إلى أن وكالة الإمارات للفضاء التي تعد أول وكالة فضاء عربية حظيت باستحسان وإشادة العالم، وهي وكالة اتحادية تتولى مهام تنظيم القطاع الفضائي وتطوير الكوادر البشرية، وهي أيضاً مسؤولة عن التعاون الدولي في مجال الفضاء وتعزيز البحث العلمي والإشراف على مسبار الأمل وفريق العمل المكون من 60 موظفاً.

استراتيجية

وأوضح أن الوكالة أصدرت استراتيجية للقطاع الفضائي خلال السنوات العشر المقبلة تتكون من 6 أهداف رئيسية و18 برنامجاً و70 مبادرة خلال العقد المقبل، لافتاً إلى وضوح الرؤية والخطط الموضوعة والمستهدفات المحددة بتوقيتات معلومة.

وفيما يخص التعاون الدولي أشار الأحبابي إلى أن دولة الإمارات تعتز ببرنامجها السلمي في مجال الفضاء ووقّعت على 4 اتفاقيات عالمية، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى مع عدد من الدول الصديقة، مشيراً إلى أن الشراكة الدولية في مجال الفضاء تعد حجر الزاوية لنقل المعرفة والخبرات العلمية وأحدث التطورات، وعلى المستوى المحلي.

وأشار إلى أن دولة الإمارات ارتأت أن من واجبها الوطني والعربي دعم مفهوم التعاون العربي في مجال الفضاء، وتم إطلاق مبادرة بقيادة الإمارات لتأسيس تعاون فضائي عربي، وخلال مطلع العام الجاري تم تدشين المجموعة العربية للتعاون الفضائي بحضور 11 دولة ستعمل من خلال مؤسساتها العلمية على تفعيل التعاون العربي.

وقامت دولة الإمارات بتفعيل هذه المبادرة من خلال تمويل قمر صناعي عربي يهدف إلى خدمة المنطقة العربية ويكون منصة للعمل العربي لجلب الخبرات والمهندسين العرب لإنجاز هذا المشروع، وأشار إلى أن مشروع القمر الصناعي العربي سينفذ في دولة الإمارات في المركز الوطني لعلوم الفضاء بجامعة الإمارات مع شراكة بعض المؤسسات ومراكز الفضاء العربية.

أكاديمية ربدان تشارك في المؤتمر

شاركت أكاديمية ربدان في ورشة عمل تخصصية في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي ضمن أجندة المؤتمر السنوي لوزارة الدفاع الذي ينعقد هذا العام تحت شعار «كسب الحرب الرقمية».

ونظّمت أكاديمية ربدان ورشة العمل، وقادها وأشرف على تنفيذها مجموعة من خبراء الأكاديمية المتخصصين بمجالات الأمن والدفاع والسلامة والتأهب لحالات الطوارئ وإدارة الأزمات، وتمحورت الورشة حول تأثير الفضاء الرقمي على المؤسسات الدفاعية الوطنية، وكيفية استشراف التهديدات الرقمية، وأخيراً تحليل الحلول الاستباقية، وكيفية التأهب لمواجهتها قبل حلول الأزمة.

وهدفت الورشة إلى تقديم معلومات حديثة تتعلق بجوانب تخصصية في مجال الحرب الرقمية، ومدى التطور الذي وصلت إليه، بهدف إعداد كوادر وطنية إماراتية مؤهلة لمواجهة كافة أنواع التهديدات الرقمية.

سالم الظاهري: تعزيز قدرات الشبكة الدفاعية وحمايتها من الاختراقات

أكد مطر سالم الظاهري، وكيل وزارة الدفاع، في رسالة موجهة للمؤتمر، أن الوزارة تعي تماماً حجم التحديات التي تواجهها مع هذه الطفرة التكنولوجية، شأنها كبقية دول العالم، سواء مع الاستخدام المتزايد لهذه التكنولوجيا من قبل المجموعات المنفردة والمنظمات التي تعتمد الإرهاب والعمليات التخريبية الموجهة كالوصول إلى بيانات المؤسسات الوطنية والخاصة، بهدف الحصول على المعلومات السرية لها.

في حين أصبحت جل القدرات الدفاعية اليوم تعتمد على التكنولوجيا الرقمية والاتصالات المتقدمة، مما يجعلها أهدافاً دائمة لمحترفي الهجمات السيبرانية، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع لهذه الأسباب تعمل على تعزيز قدرات الشبكة الدفاعية وحمايتها من الاختراقات السيبرانية والتشويش على منظومتها الدفاعية، وهو الأمر الذي يكسبها ميزة التفوق.

وأشار وكيل وزارة الدفاع إلى أن مؤتمر «كسب الحرب الرقمية»، الذي يأتي ضمن خطة مؤتمرات الوزارة التي انطلقت منذ عام 2016، يهدف إلى الإسهام في إعداد قادة المستقبل لمواجهة تحديات حروب القرن الواحد والعشرين، ولما ينتجه الانتشار السريع والتأثير المباشر والفاعل للتكنولوجيا الرقمية التي تدفع نحو طرح ومناقشة التحديات المتعلقة بها ودراسة أنواع التحديات التي يمكن أن تحدثها على الأمن الوطني.

وأوضح أن القرن الحالي تميز بتنامي الاعتماد الرسمي والعام على التكنولوجيا في جميع مناحي الحياة العصرية بما في ذلك أعمال الدفاع، لهذا دخلت الدولة في سباق محموم نحو توظيف التكنولوجيا الرقمية المتطورة لتعزيز قدراتها العسكرية وتحقيق سبق التميز على نظيراتها، ودفع المطورين إلى ابتكار أنماط جديدة من الآلات متقدمة الذكاء التي زادت من وتيرة هذا السباق، ودفع العديد من الدول إلى إنشاء مؤسسات وجهات متخصصة للذكاء الاصطناعي بينما أنشأت بعض الدول جهات خاصة بالدفاع السيبراني.

عبدالله الزعابي: استشراف صور وطبيعة التهديدات المستقبلية

أكد العقيد عبدالله راشد الزعابي رئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الدفاع، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن مؤتمر «كسب الحرب الرقمية» يعد نقلة نوعية في نتائج ومخرجات وزارة الدفاع بالدولة لاستشراف أشكال وصور وطبيعة التهديدات المستقبلية من منطق تطوير حلول استباقية متقدمة تستطيع مواجهة كافة مجالات لمخاطر الناتجة عن السرعة الهائلة لتطور التقنيات في المجالات كافة.

مما يتطلب تخطيطاً ذكياً حول كيفية التعامل مع التحديات المركبة التي تتداخل فيها مؤشرات حروب الجيل الخامس، والتي تتركز حول ازدياد نسبة مخاطر الهجمات الإلكترونية، مستفيدة من حرية الفضاء الإلكتروني الذي لا حدود مادية له.

إضافة إلى تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأنظمة المسيرة وأنظمة الاتصال المتنقلة من الجيل الخامس 5G، والتي أصبحت متاحة لكافة الجهات الفاعلة من الدول والمنظمات الإرهابية وغيرها، وشكلت نموذجاً متقدماً من أشكال التهديدات المعقدة التي تؤثر على الأمن الوطني للدول.

وقال العقيد الزعابي في رسالة للمؤتمر، إن اختيار مسمى كسب الحرب الرقمية من قبل وزارة الدفاع لهذا العام يهدف إلى تسليط الضوء على لمخاطر وتطوير الحلول الاستباقية لمواجهة الاستخدام الخاطئ للتقنيات الإلكترونية الناشئة، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي والفضاء السيبراني لشن هجماتها على مراكز أنظمة التشغيل الإلكترونية والمعلومات للدول بهدف التجسس أو التخريب.

Email