تواصل تعزيز مكانتها عبر سلسلة شراكات وتحالفات مع كيانات دولية

«أدنوك».. نموذج عالمي لتطوير الاستكشاف والإنتاج

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقود شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، التي تأتي في المرتبة الـ12 كأكبر شركة نفط في العالم، صناعة النفط الخام في الإمارات ونجحت الشركة على مدار السنوات الثلاث الماضية في توقيع سلسلة من الشراكات والتحالفات مع كيانات دولية لتعزز مكانتها في مجال التنقيب والاستكشاف والإنتاج.

وتصل القدرة الإنتاجية لـ«أدنوك» إلى 3.15 ملايين برميل نفط، وأكثر من 9.8 مليارات قدم مكعّبة قياسية من الغاز يومياً، وهي تقوم بإدارة واستثمار 95% من احتياطي النفط في الإمارات و92% من احتياطي الغاز.

ولدى «أدنوك» شبكات واسعة لعمليات التكرير المتطورة، إضافة إلى أسطولها الحديث من الناقلات والسفن الخاصة بنقل الغاز الطبيعي المسال والنفط، ما مكنها من مواصلة دورها كمورّد موثوق به للطاقة، نظراً إلى مرونتها وقدرتها على الاستجابة للنمو المتوقع للطلب على النفط.

وعلى صعيد الشراكات والتحالفات، وقعت الشركة في فبراير الماضي اتفاقية مع «أوكسيدنتال بتروليوم» لترسية منطقة برية جديدة (المنطقة البرية رقم 3) لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز، وتعد هذه أول منطقة برية تتم ترسيتها من خلال المزايدة التنافسية التي طرحتها أدنوك في أبريل 2018 ضمن استراتيجية أبوظبي لإصدار تراخيص لمناطق جديدة، وبموجب الاتفاقية، ستحصل الشركة الأمريكية على حصة 100% في مرحلة الاستكشاف، وستستثمر 893 مليون درهم، بما في ذلك رسم المشاركة.

وفي يونيو وقعت اتفاقية أخرى في مجال البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط، بقيمة 14.7 مليار درهم مع شركتي الاستثمار الأمريكيتين «كيه. كيه. آر» و«بلاك روك»، ليضاف إلى سجلّ «أدنوك» في مجال توسع شراكاتها الاستراتيجية التي بدأتها منذ 2017.

وفي أغسطس الماضي أرست الشركة عقوداً ثلاثةً لشراء وتوريد أنابيب حفر وتغليف تعد الأكبر من نوعها في العالم مع مؤسسة اتحاد الموردين تمثل شركة «تيناريس إس إيه» (لوكسمبورغ)، و«أبوظبي لخدمات حقول النفط - ادوس»، تمثل «فالوريك إس إيه» (فرنسا)، و«حبشان التجارية» تمثل «ماروبيني» (اليابان) نحو 13.2 مليار درهم.

وأعلنت «أدنوك» في نوفمبر 2018 عن خططها لإطلاق استراتيجيتها الشاملة للغاز، وزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط، لتصل إلى 4 ملايين برميل نفط يومياً بحلول نهاية عام 2020، وإلى 5 ملايين برميل نفط يومياً بحلول عام 2030.

استثمارات رأسمالية

وأعلنت تنمية استثماراتها الرأسمالية بقيمة 486 مليار درهم، للفترة من عام 2019-2023، إضافة إلى اكتشافات جديدة لمليار برميل من النفط. وفضلاً عن ذلك أعلنت «أدنوك» اكتشافات قياسية جديدة من الغاز، تصل قيمتها الإجمالية إلى 15 تريليون قدم مكعبة، ما يضع في عين الاعتبار ضرورة اغتنام فرص النمو التصاعدي في مجال الغاز الطبيعي المسال ومجال استخداماته في إنتاج البتروكيماويات.

إمكانات غير مستكشفة

لا تزال هناك إمكانات غير مستكشفة وغير مطورة في العديد من المكامن الغنية بالنفط والغاز في أبوظبي، حيث تقع في واحد من أكبر الأحواض التي تزخر بالموارد الهيدروكربونية على مستوى العالم.

واستناداً إلى البيانات المتوافرة من الدراسات التفصيلية للنظام البترولي والمسوح الزلزالية الواسعة وملفات تسجيل المعلومات والعينات الأساسية التي تم الحصول عليها من مئات من آبار التقييم، تشير التقديرات إلى أن المناطق الجديدة تحتوي على موارد كبيرة تقدر بعدة مليارات من براميل النفط وتريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي.

وتحتوي بعض هذه المناطق فعلياً على اكتشافات، حيث يوجد 310 أهداف استكشافية و110 تركيبات محتملة، وإضافة إلى موارد النفط والغاز التقليدية، تحتوي بعض المناطق المطروحة للعطاءات كذلك على موارد محتملة كبيرة غير تقليدية.

وتولي «أدنوك» وشركاتها التابعة لها، المهام المتعلقة باستكشاف وتقييم وتطوير وإنتاج النفط والغاز الطبيعي، عبر مجموعة شركات تعمل في الحقول البرية والبحرية المسؤولة عن الاستكشاف وتطوير إنتاج النفط والغاز في أبوظبي، إضافة إلى تقديم مجموعة واسعة من خدمات الحفر، لكونها تملك وتدير أسطولاً حديثاً من الحفارات البرية والبحرية.

العمليات البرية

تقود شركة «أدنوك البرية» العمليات البرية لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز ضمن مجموعة أدنوك، حيث تقوم بإنتاج 1.6 مليون برميل من النفط و5.6 مليارات قدم مكعّبة من الغاز يومياً، وبموجب اتفاقية الامتياز الجديدة تبلغ مساحة منطقة الامتياز البرية الممنوحة لشركة أدنوك البرية 12 ألف متر مربّع، وتقوم الشركة بإدارة 11 حقلاً، بما في ذلك حقول باب، وعصب، وبوحصا، والضبعية، كما تقوم بتصدير الغاز والنفط من محطّتين في جبل الظنّة والفجيرة.

العمليات البحرية

أدنوك البحرية هي ذراع «أدنوك» المتخصّصة في العمليات البحرية، وتتولّى مسؤولية تطوير وإنتاج النفط والغاز من حقول النفط والغاز في مياه أبوظبي، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 1.4 مليون برميل نفط يومياً، وهو ما يعني مساهمتها بأكثر من 40٪ من إنتاج «أدنوك» اليومي الحالي الذي يبلغ حوالي 3 ملايين برميل. تقوم الشركة أيضاً بإنتاج 3 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً.

أدنوك للحفر

تعد «أدنوك للحفر» أكبر شركة حفر في الشرق الأوسط، وتتولى تشغيل أسطول كبير من الحفارات يتكون من 60 حفارة برية، و20 حفارة بحرية، و11 حفارة مخصصة للعمل في الجُزر النفطية الاصطناعية.

ومنذ أن بدأت أولى حفارات الشركة العمل في عام 1973، نجح أسطولها بحفر ما يزيد على 800 بئر برية وبحرية، وبلغ إجمالي عمق هذه الآبار أكثر من 50 مليون قدم، وهي مسافة تتجاوز طول قطر الكرة الأرضية.

وفي سبتمبر الماضي أعلنت الشركة إكمال أول بئر من خلال تقديم خدمات حفر متكاملة في مجال حفر وتهيئة الآبار، وذلك في حقل «أم اللولو» البحري، وتعد هذه أول بئر بحرية يتم حفرها بطريقة خدمات الحفر المتكاملة.

خطوات مهمة

حققت «أدنوك» خطوات مهمة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وكان أبرزها توحيد أعمال المجموعة وهويتها المؤسسية، وبدء تعاملها مع أسواق رأس المال العالمية أول مرة، وإجراء أول اكتتاب عام على أسهم إحدى شركاتها، وإفساح باب المشاركة في الامتيازات أمام شركاء استراتيجيين جدد، وإطلاق مزايدة تنافسية لمنح تراخيص لمناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز في أبوظبي، وبدء عملية تحول رقمي شاملة، واتخاذ خطوات للتوسع دولياً.

Email