أكد خليفة الدراي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف أن 271 سيارة إسعاف تعاملت مع 147.923 حالة من بداية العام ولغاية أكتوبر الجاري، بمعدل يومي يصل إلى ما يقرب من 500 بلاغ، أغلبها لحالات عرضية لحالات الأمراض المزمنة فضلاً عن بعض البلاغات الخاصة بحوادث السير والاصطدام، وقد تم وضع مؤشر لسرعة زمن الاستجابة ضمن استراتيجية المؤسسة والذي حدد بـ8 دقائق؛ حيث إن نسبة الاستجابة وصلت إلى 8 دقائق لـ90% من الحالات.

ولفت إلى أن فريق الابتكار في المؤسسة استطاع تطوير مركبات إسعاف ذكية، كجزء من خطة إعداد طويلة الأجل تستخدم الطاقة الشمسية لتشغيل الأضواء، ويمكن تشغيلها لمدة 48 ساعة من دون شحن، مزودة بكاميرات للسماح للأطباء في المستشفيات لمراقبة حالة المريض عن بُعد والإشراف على الرعاية التي يقدمها المسعفون.

وكشف الدراي لـ«البيان» عن مجموعة من الخدمات الإسعافية التي طورتها المؤسسة مؤخراً ومن أهمها تشغيل الخدمات الكهربائية الصديقة للبيئة ومنها الدراجة الكهربائية والسيارة الكهربائية، لافتاً إلى أن المؤسسة أطلقت أولى خدماتها الكهربائية الصديقة للبيئة بداية عام 2019 وهي دراجة كهربائية لا تخلِّف أي انبعاثات ضارة وتستخدم للتدخل السريع والاستجابة الفورية للبلاغات الطارئة خاصة في أوقات الذروة وأماكن الازدحام الشديد، وذلك في إطار سعي المؤسسة المتواصل لتبني التقنيات الحديثة لتعزيز خدماتها، وتطبيق مبادئ التنمية المستدامة في مختلف الأنشطة والخدمات التي تقدمها وضمن محور المدينة الخضراء وتبني وسائل نقل صديقة للبيئة واستكمال أسس مدينة دبي الذكية.

وأكد الدراي أن المؤسسة تستعد لإطلاق السيارة الكهربائية خلال العام 2020 لتكون حاضرة في الحدث العالمي إكسبو 2020، لافتاً إلى أن السيارة الكهربائية سيتم تطوير مكوناتها وأجزائها لتتلاءم مع البيئة الخليجية والمناخ والطقس الحار، مضيفاً أن دبي هي أول مدينة عربية تقتني هذا النوع من سيارات الإسعاف.

خدمات

وأوضح أن المؤسسة وفرت عدداً من الخدمات المتخصصة ومنها المسعف السريع أو الدراجة الهوائية وهناك الدراجة النارية وسيارات الغولف وسيارات الدفع الرباعي والمستجيبات، فضلاً عن السيارات الرياضية فائقة السرعة وأكبر سيارة إسعاف في العالم والتي تعد مستشفى متكاملاً متنقلاً يتسع لعلاج 44 مريضاً في الوقت نفسه، لافتاً إلى أن زيادة عدد السيارات تسير وفق احتياجات دبي، موضحاً أن المؤسسة هي الأولى في احتوائها على مركبات إسعاف متخصصة تشمل مركبات إسعاف الأمومة والطفولة والمستجيب النسائي وإسعاف الأوزان الثقيلة ومركبات إسعاف خاصة بأصحاب الهمم والعناية المركزة، وإسعاف الغرقى بالسيارة البرمائية ومركبات مكافحة الأمراض المعدية كإنفلونزا الطيور والمستجيب البري للمناطق الصحراوية.

وقال خليفة الدراي إن عملية التوطين في المؤسسة تحتل أولوية مطلقة، رغم كل الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في ذلك، لافتا إلى أن الخطة الاستراتيجية تتمثل في تعيين 4% سنوياً في مهنة الطب الطارئ.

وأضاف أن المؤسسة أطلقت بالتعاون مع كليات التقنية العليا، برنامجاً جديداً في مجال الطب الطارئ، فضلاً عن العمل على اختصار المدة الزمنية للدراسة مع ضمان المحافظة على جودة مخرجات التعليم فيها، وبدأ الإقبال بشكل لافت من قبل الطلبة المواطنين على دراسة دبلوم الطب الطارئ، بعد الإعلان عن البرامج، وهذا ما أشعرنا بالارتياح والتفاؤل بأن مهنة الطب الطارئ سوف يكون لها نصيب وافر في سوق العمل من ناحية إقبال العنصر المواطن عليها مستقبلاً لتتحقق رؤية حكومتنا الرشيدة في هذا المجال الحيوي.

وشدد على أهمية التدريب والتأهيل لصقل المهارات وتنمية القدرات والمعارف الخاصة بالكوادر الإسعافية، مشيراً إلى أن جميع خريجي برنامج الطب الطارئ الذي تتبناه المؤسسة بالتعاون مع كليات التقنية العليا يخضعون للدورات التدريبية الفنية والإدارية المكثفة لغرض تجهيزهم للعمل الميداني.

وقال: إن المؤسسة تقوم بابتعاث بعض كوادرها للالتحاق في برامج تدريبية في الخارج لإكسابهم مزيداً من الخبرة والمعرفة، نظراً لما تتوافر في هذه الدول من خبرات كبيرة في مجال الطب الطارئ والإسعاف.

بلاغات

وقال: إن المؤسسة تتلقى يومياً ما يقرب من 500 بلاغ، أغلبها لحالات عرضية لحالات الأمراض المزمنة فضلاً عن بعض البلاغات الخاصة بحوادث السير والاصطدام، وقد تم وضع مؤشر لسرعة زمن الاستجابة ضمن استراتيجية المؤسسة والذي حدد بـ8 دقائق؛ حيث إن نسبة الاستجابة وصلت إلى 8 دقائق لـ90% من الحالات، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل على مراعاة عادات المجتمع المحلي؛ حيث تم توفير فرق نسائية متخصصة تنتقل للحالات المرضية من النساء لمراعاة خصوصية المجتمع الإماراتي.

وأكد أن المؤسسة تسعى لتقليل زمن الاستجابة لمدة تصل إلى 4 دقائق بحلول 2021، موضحاً أن انتشار النقاط الإسعافية وإعادة تغيير مواقع النقاط المتحركة ونقل بعض المعدات من نقطة إسعافية لأخرى حسب المتطلبات والمتغيرات خاصة أوقات الفعاليات والأنشطة التي تنظم في إمارة دبي.

وبين أن سرعة الاستجابة تعد تحدياً عالمياً لخدمات الإسعاف، حيث لم يسبق لأي مؤسسة أن حققت الاستجابة لجميع البلاغات خلال 4 دقائق، ولكن من خلال مشاريع المؤسسة المبتكرة سنتمكن من تحقيق الهدف في الأماكن الحيوية في دبي وتجاوزه بشكل كبير وذلك عن طريق الاستعانة بأفراد المجتمع كمنقذين مؤقتين لحين وصول سيارة الإسعاف المجهزة وطاقمها المتخصص، وتبني الأنظمة المتطورة المعتمدة على تقنيتي الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لتمكينهم من تقديم خدمات الإسعاف الفورية خلال دقائق قليلة قبيل وصول الطاقم المسعف.

وأوضح أن المؤسسة تعمل على تسخير كافة الإمكانيات وطوعت التكنولوجيا في الخدمات الطبية الطارئة، كما أهّلت كوادرها من خلال الدورات المتخصصة، لتنفذ المهام المطلوبة بسرعة وحرفية كبيرة، موضحاً أن المؤسسة لديها خطة لتدريب متطوعي المؤسسة ليصبح كل منهم مستجيباً سريعاً، خلال معرض إكسبو 2020.

أحدث التقنيات

وأشار إلى أن المؤسسة تسعى للحصول على آخر التقنيات وأحدثها تطوراً في مجال الإسعاف والطب الطارئ على مستوى العالم، من خلال فرق متخصصة تطّلع عليها؛ ومن ثم تقوم المؤسسة بالتعاقد عليها ليتم تدشينها بمركبات الإسعاف الخاصة بها، وبعضها يتم تطويره من خلال فريق الابتكار بالورشة الفنية الخاصة بإسعاف دبي لتتلاءم مع متطلباتنا في عملية إسعاف المرضى والمصابين، لافتا إلى أن المؤسسة أدخلت عدداً من تلك الأجهزة في مركبات الإسعاف؛ وصل عددها 105 أجهزة موزعة على مركبات الإسعاف ومن بينها أجهزة إنعاش القلب وأجهزة الصدمات الكهربائية والتنفس الصناعي وأجهزة العلامات الحيوية الذكية التي ترتبط بشكل مباشر بالمستشفيات ليتم رصد الحالة من خلالها وتوجيه المسعفين والتجهيز لاستقبال المريض، بالإضافة لعدد من الأجهزة والأدوات المساعدة التي تعمل المؤسسة على تطويرها.

استعدادات

وحول استعدادات المؤسسة لإكسبو 2020، قال شكلت المؤسسة فريقاً قيادياً بعضوية مديري الإدارات ورؤساء الأقسام وأصحاب الاختصاص؛ حيث تم إعداد خطة استراتيجية وخطط تنفيذية، وتم التنسيق مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ممثلة بإسعاف أبوظبي لتقديم خدمات متميزة وتعزيز الاستعداد والجاهزية لمزيد من التعاون والتنسيق لتبادل المعلومات والخبرات والبيانات والقدرات في الفعاليات الكبرى، خاصة «إكسبو 2020» وفق أحدث المعايير العالمية في خدمات الطب الطارئ.

وأضاف: لدينا خطط استراتيجية تبدأ بتعاون المؤسسة مع أعضاء لجنة إدارة الأزمات والكوارث، والتي تشمل الشرطة وهيئة الصحة وهيئة الطرق والمواصلات والدفاع المدني في إمارة دبي، للتعاون في كل ما من شأنه تسهيل العمل الجماعي وتقديم أفضل الخدمات خلال الحدث العالمي إكسبو 2020.

وقال: لقد زودت المؤسسة منطقة إكسبو بـ10 نقاط متنقلة، فضلاً عن نقطة إسعافية رئيسية تستمر إلى ما بعد انتهاء المعرض، كما ستزود منطقة إكسبو بحوالي 200 جهاز إسعاف متقدم، فضلاً على تمكين متطوعي المؤسسة للقيام بدور فعال خلال فترة انعقاد المعرض، حيث سيتم تنظيم دورات وورش عمل لتدريبهم على استخدام الأجهزة والوصول إلى الحالات مما يسهم في تقليل زمن الوصول وسرعة الاستجابة لبعض الحالات خاصة وأن الكثافة ستكون كبيرة خلال تلك الفترة، مما يجعل من تقليل سرعة الاستجابة تحدياً كبيراً.

855 مسعفاً

بلغ عدد المسعفين بالمؤسسة 855 مسعفاً من بينهم 39 مسعفاً من المواطنين، ونسعى لاستقطاب المزيد من المواطنين، وبلغت نسبة التوطين الكلية بالمؤسسة 13% بشكل عام، كما بلغت نسبة التوطين 100% في الوظائف الإشرافية ورؤساء الأقسام ورؤساء الشعب.

ويعمل في المؤسسة 1495 موظفاً منهم 282 من الإناث. وأكد خليفة الدراي تعاون المؤسسة مع جميع إدارات الإسعاف في الإمارات، من خلال تلبية كافة النداءات الخاصة بعمليات الدعم اللوجستي لكافة الحوادث خارج إمارة دبي.