حققت 7.3 مليارات درهم استثمارات تغطي 45 مشروعاً

25.7 ملياراً الشراكة بين «مبادلة» وصندوق روسيا السيادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد كيريل ديميتريف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي (صندوق الثروة السيادي للبلاد)، حرص شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» على تكثيف استثماراتها في الصندوق السيادي الروسي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الصندوقين أبرما اتفاقاً في عام 2013 لإنشاء شراكة استراتيجية طويلة الأمد بقيمة 7 مليارات دولار، تم بالفعل استثمار 2 مليار دولار منها (7.35 مليارات درهم) في أكثر من 45 مشروعاً تشمل كل مجالات الاقتصاد الروسي.

وأوضح ديميتريف، خلال لقائه مع وسائل الإعلام الإماراتية بمقر الصندوق في موسكو عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدولة، أن استثمارات الصندوق الروسي للاستثمار و«مبادلة» تتمثل في تنفيذ مشروعات تندرج ضمن إطار التوجهات الرئيسية لتطوير الاقتصاد الوطني الروسي، بما في ذلك الاستثمار في الرعاية الطبية باستخدام التقنيات العالية، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية، وإيجاد بنية حضرية مريحة، والاستثمار في مشروعات تقلل من التأثيرات السلبية على البيئة.

خبرات عالمية

وتابع: كما يستثمر الصندوقان في تطوير البني التحتية باستخدام خبرات بمستويات عالمية، وأيضاً استخدام أفضل الخبرات والتكنولوجيات العالمية للارتقاء بكفاءة الشركات الروسية، إلى جانب الاستثمار في مجالات الابتكار وتطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في مجالات الرعاية الطبية والنقل والقطاع المصرفي وتجارة التجزئة، وأيضاً الاستثمار في استبدال المستوردات وتعزيز إمكانات التصدير، وتأمين دخول الشركات الروسية إلى الأسواق الخارجية.

وأوضح ديميتريف أن التنفيذ المشترك للمشروعات الكبيرة والتطوير الاقتصادي بين البلدين يقع في صلب التعاون الاستراتيجي بين روسيا والإمارات، وأضاف: تجري الآن هنا صياغة المستقبل الذي نريده، وبالعمل معاً يمكننا أن نحقق أكثر.

وذكر أن الطريقة الفعالة لإظهار العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين هي الاستثمار، مبيناً أن «مبادلة» ضربت خير مثال على ذلك بعد استثمارها في 45 قطاعاً بروسيا، في وقت كان الاقتصاد الروسي يمر بفترة ركود وفترات صعبة قبل 4 سنوات، وهو الأمر الذي خلق فرصاً لمواطنينا، وبعد تعافي الاقتصاد بدأت «مبادلة» في استقبال عوائد مرتفعة أكثر من عوائدها في دول أخرى.

وأوضح أن «مبادلة» استثمرت في «روسيا هليكوبتر»، المتخصصة في تصميم وتصنيع طائرات الهليكوبتر، كما استثمرت في شركة «سيبور للبتروكيماويات»، حيث خلقت 20000 فرصة عمل في الشمال الروسي، أيضاً بنينا من الصفر أكبر شركة للخدمات اللوجستية في روسيا، كذلك في القطاع الصحي استثمرت «مبادلة» في مركزين لمكافحة السرطان في موسكو.

نمو اقتصادي

وقال: «نؤمن بأن العلاقة بين الإمارات وروسيا مهمة جداً للنمو الاقتصادي للبلدين، لذلك نريد أن نقفز فوق حاجز الاستثمار إلى التبادل التجاري، لأننا نرى فرصاً كثيرة بين كبار المستثمرين الروس والإماراتيين». وتابع: لدينا شركة «لوك أويل»، وهي من أكبر شركات البتروكيماويات الروسية، وسوف تبرم عقوداً مع شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وكذلك هناك شركات روسية أخرى تطمح للتعاون نفسه والشراكة مع الشركات الإماراتية، انطلاقاً من النمو الاقتصادي الضخم لدولة الإمارات.

وذكر أن الإمارات تمكنت من استقطاب شركات تكنولوجية عالمية، فأصبحت قطباً لذلك في الشرق الأوسط، ونحن لدينا اهتمام بالغ لتطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي خصوصاً في مجال مكافحة السرطان، وعلم الجينات، ولذلك نعتقد أن ذلك سيكون مهماً في العلاقة بين الإمارات وروسيا.

ولفت إلى أن الشراكة في مجال الطاقة وخاصة البترول تحظى بأهمية كبيرة جداً بين البلدين، موضحاً أن الإمارات كان لها دور بالغ الأهمية كمساهم فعال في ضمان استقرار أسعار النفط من خلال اتفاق «أوبك»، بالتعاون مع السعودية وروسيا، حيث لعبت الدول الثلاث دوراً رئيسياً في ذلك الاتفاق.

زيارة محورية

وقال: إن الشراكة بين روسيا والإمارات تستند إلى الحوار الوثيق والبناء بين قيادتي البلدين، معتبراً أن زيارة بوتين ستكون مثمرة ومحورية لا سيما في ظل العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدولتين، خصوصاً أن الإمارات قطعت أشواطاً إلى الأمام، لذلك فإننا نتطلع إلى نتائج الزيارة والتي ستكون مهمة للشعبين، في سبيل خلق فرص استثمار أكبر وتبادل تجاري وثقافي أعمق، وبالتالي خلق فرص عمل أكثر، وشروط حياة أفضل للجميع.

ولفت إلى أن العلاقة الاستراتيجية بين روسيا والإمارات امتدت لقطاعات عديدة، منها الطيران والطاقة والخدمات اللوجستية والصحة، موضحاً أنه بموجب الاتفاق بين قيادتي البلدين، تم تكليف مؤسستي التنمية الرئيسيتين لكلتا الدولتين، وهما الصندوق الروسي للاستثمار المباشر و«مبادلة» بمهمة تحقيق قفزة نوعية في العلاقات الثنائية الاقتصادية، وهو ما يجري الآن على أرض الواقع، إذ تعد الإمارات شريكاً محلياً موثوقاً.

وتحدث ديميتريف عن مشروع روسيا الوطني، والذي ستضخ فيه بلاده 200 مليار دولار في البنية التحية، والقطاع الصحي وقطاعات أخرى، مشيراً إلى أن هذه فرصة جيدة ومهمة للمستثمرين الإماراتيين.

ونوه بالتعاون بين البلدين في التربية والتعليم، وكذلك القطاع الجامعي، حيث إن جامعة موسكو الحكومية، أقدم جامعة في روسيا، تتعاون مع الجامعات الإماراتية، كما أن هناك تعاوناً ثقافياً كبيراً.

سياحة الإمارات

قال كيريل ديميتريتيف إن القطاع السياحي في الإمارات يشهد رواجاً كبيراً لدى الروس، حيث إن أعداد الروس تزايدت، خاصة مع الفعاليات الكبيرة التي لقيت اهتماماً بالغاً من جانب مواطنينا، وكذلك الأحداث الثقافية المتنوعة في جزيرة السعديات، والفورمولا1، وهذا ما ساعد في الترويج للسياحة داخل الإمارات». وأضاف: «نرى قطاعات أساسية تم التعاون فيها بشكل كبير بين الإمارات وروسيا، خاصة مع النمو الاقتصادي المبهر في الإمارات خلال الـ 15 عاماً الماضية».

Email