الثقافة نافذة تعزز أواصر العلاقات الإماراتية الروسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر التعاون الثقافي بين روسيا والإمارات في أكثر من فعالية هامة كانت تقام على مدار العقود السابقة، وتعيد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الأذهان، زيارة سابقة قام بها الرئيس بوتين خلال العام 2007 وافتتح خلالها معرض (ترسانة القياصرة الروس، كنوز الكرملين في موسكو) الذي كان قد أقيم برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله». وما بين ذلك التاريخ واليوم العديد من الفعاليات التي تعبر عن الجهود المبذولة لتعميق الجانب الثقافي والفني بين البلدين.

حضور إبداعي

إن افتتاح الرئيس فلاديمير بوتين لمعرض «ترسانة القياصرة» في أول زيارة له للإمارات، يؤكد على تقديره للتراث والفن، وهو نهج تتبعه دولة الإمارات، التي تتبادل مع روسيا الكثير مما تمتلك الدولتان من فنون وثقافة، مما يجعل الفرصة متاحة أمام الشعبين للاطلاع على الفنون بأنواعها، بجانب التعرف على أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، وتجلى هذا بحضور مسرح البلوشي وتقديمه للعديد من العروض الأوبرالية منها عرض «بحيرة البجع» للموسيقار تشايكوفسكي، خلال مهرجان أبوظبي، وعروض أخرى في أيام أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، بجانب معارض فنية أخرى تبين تجربة الفن الروسي للجمهور المحلي، مثل «الفن الروسي السوفييتي للقرن العشرين - الحرب والسلام» والذي كان قد أقيم على هامش مهرجان أبوظبي في قصر الإمارات.

كما تحرص دولة روسيا على الحضور في مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يقام سنوياً في الوثبة، من خلال جناح خاص يعرض الكثير من منتجات الصناعات الشعبية والتقليدية.

وبالمقابل تشارك الإمارات في الفعاليات التي تقام في روسيا، وكانت المشاركة من قبل عدد من الهيئات والدوائر المحلية، في معرض موسكو الدولي للكتاب في دورته 32 آخر هذه المشاركات، حيث عُرضت على الجمهور الروسي آخر الإصدارات الأدبية والفكرية، بجانب الاحتفاء بالشارقة بصفتها ضيف شرف مميزاً على هذه الدورة.

لتسجل الشارقة بذلك أنها أول المدن عربية في تاريخ هذا المعرض تحظى بهذا التكريم. وبالمقابل استضافت سانت بطرسبرغ الروسية يوليو الماضي فعاليات «أسبوع الشارقة»، وهو ما يدل على تعزيز فرص تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات التاريخية بين الثقافة العربية والروسية.

فعاليات مقبلة

تدل الفعاليات الروسية التي ستقام على مدار الأشهر المقبلة على عمق التبادل الثقافي بين روسيا والإمارات، وعلى استمرارية تقديم ما هو جديد للجمهور الإماراتي، منها اختيار إدارة لجنة معرض أبوظبي الدولي للكتاب روسيا ضيف شرف دورة 2020، التي ستقام في الفترة من 15-21 أبريل المقبل.

وخلاله سيتم عرض أحدث الإصدارات الروسية بجانب العديد من الفعاليات الأدبية والفنية التي تحتفي بالثقافة الروسية العرقية، وتعرف بأحدث مبدعيها الذين كان لهم القدرة على الوصول إلى العالمية أمثال ديستوفسكي وأنطون تشيخوف وغيرهما من الأدباء الروس.

كما تعاونت جمعية الناشرين الإماراتيين مع جمعية الناشرين الروس من أجل تبادل حقوق الملكية والنشر، وهو ما يعزز أهداف الجمعية بتقدير إنتاج المبدعين.

وتستمر الاحتفالية بإعلان مشروع «كلمة» التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، عن ترجمته لأكثر من 20 عنواناً لكتّاب كلاسيكيين، ولمبدعين من الجيل الجديد من الكتاب الروس الذين سيتعرف إليهم القارئ العربي للمرة الأولى، كما تتضمن العناوين المترجمة كتباً للأطفال والناشئة وكتب ألبومات عن الفنون الروسية.

ومن بين الكتب: «مختارات من القصص الروسية المعاصرة» من إعداد سيرغي شرفونوف، و«مختارات من أعمال الكتاب من شمال القوقاز ومنطقة الفولغا» من إعداد كانطا إبراهيموف وإيرينا يرماكوفا، و«سيجال» من تأليف ك. إبراهيموف، بالإضافة إلى عدد من قصص الأطفال وقّعت اتفاقياتها مع مؤسسات ودور نشر روسية رائدة مثل سمكات، كومباس غيد، ناستيا ونيكيتا، وغيرها.

ووقّع مشروع أيضاً «كلمة» اتفاقيات مع عدد من المترجمين القاطنين في روسيا. ومن المقرر أن تنشر جميع العناوين الجديدة خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

منحة البردة

خصت منحة البردة التي قدمها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، في دورتها الأخيرة 2019، لإحدى الفنانات الروسيات لقدرتها على إبراز جماليات الفنون الإسلامية، وهي الفنانة التشكيلية الروسية فاطمة أزدينوفا.

Email