محمد بن زايد يبحث وضيف البلاد العلاقات الثنائية وأزمات وتطورات المنطقة

بوتين يبدأ زيارة تاريخية للإمارات اليـوم.. وطاولة النقـاش تزدحم بالملفات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدأ رئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، اليوم، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قادماً من المملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويبحث معه آفاق العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة، علاوة على مناقشة مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة بوتين الثانية إلى الإمارات منذ العام 2007 في إطار الشراكة الاستراتيجية، التي وقّعها البلدان، خلال يونيو العام الماضي، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف القطاعات الحيوية، كما تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً.

فلاديمير بوتين استبق الزيارة بمقابلة إعلامية شاملة ذكر خلالها: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها».

وراح بوتين لأبعد من ذلك في إشارته إلى توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات العام الماضي، وأن بلاده تنظر لدولة الإمارات كونها أحد الشركاء الواعدين والقريبين جداً، مشيراً إلى أن توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية يعكس طابع العلاقات بين الإمارات وروسيا الاتحادية، وأن الشراكة تتوّر مثلما يحدث مع السعودية في جميع الاتجاهات.

ويسعى بوتين خلال الزيارة إلى رفع درجة التعاون الاقتصادي مع الإمارات بحكم ما يملكه البلدان من إمكانات اقتصادية ضخمة جداً.

وتجلّى التنسيق بين البلدين في التعاون الفضائي بوصول أول رائد فضاء عربي إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو هزاع المنصوري، الذي قضى خلالها 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، ضمن بعثة فضاء روسية وبمركبة روسية.

وترتبط دولة الإمارات وروسيا الاتحادية بعلاقات طيبة تتسم بالاستقرار والتطور، ومبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات، والارتقاء بها إلى مستوى أعلى، في ظل الإمكانات الكبيرة المتاحة لذلك.

وخلال أعمال الدورة التاسعة من اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، التي عقدت بأبوظبي، أمس، أكدت الدولة على لسان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي اهتمام الإمارات بالزيارة التاريخية، التي يقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية للدولة اليوم، قائلاً: «نترقب زيارة هامة وتاريخية للرئيس بوتين».

وأكدت اللجنة الأهمية الاستثنائية لاجتماعها كونها تسبق الزيارة التاريخية للرئيس فلاديمير بوتين للدولة، والتي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية».

الإمارات وروسيا بينهما الكثير لنقاشه في هذه الزيارة فمن منطقة عربية تضج بفوضى وإرهاب وغلو وتطرف أخذ إلى اطراد يبحث البلدان مواجهة هذه المفاهيم ليكونا مثالاً لدول أخرى لمواجهة هذه الأفكار والتحديات والعمل سوياً في المستقبل لإعطاء شبابنا والعالم فرصاً أكبر ونماذج أفضل.

قطاعات عدة تطورت خلال السنوات الماضية، بسبب الشراكة والثقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس بوتين، هذه العلاقة انعكست في المجال الاقتصادي والثقافي والعلمي والعسكري وأيضاً في تبادل وجهات النظر السياسية حول التحديات الإقليمية والدولية.

الإمارات وبحسب ما هو مُعلن تتطلع إلى تعزيز الشراكة مع الروس في قطاعات الطاقة النفطية والطاقة المتجددة، والتي تشكل المصدر الرئيسي للطاقة المستدامة للأجيال القادمة، علاوة على أن دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لروسيا الاتحادية على مستوى الخليج العربي.

كما ستعمل الزيارة على بذل المزيد من الجهود في سبيل زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين خصوصاً في قطاعات النفط والطاقة المتجددة والمعادن الأساسية والإنشاءات والأمن الغذائي.

أما السياحة بين الإمارات وروسيا فشهدت قفزات نوعية خلال السنوات الماضية مدفوعة بجملة من المبادرات والاتفاقيات، وفي مقدمتها الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، والذي أدى إلى نمو السياحة الروسية إلى دولة الإمارات ما يقارب 580 ألف سائح إلى قرابة المليون سائح، كما شهدت السياحة الإماراتية في روسيا معدلات نمو متميزة خلال الفترة نفسها بعدما ارتفعت السياحة الإماراتية بنسبة 59%، ومن الأسباب التي أدت إلى ذلك تسهيل الرحلات التجارية بين البلدين، ما حفز السائح الإماراتي والروسي على التعرف إلى مميزات كلا البلدين.

وفي ملف الشركات الروسية القائمة في الدولة فإن عدد الشركات التي تعمل في الإمارات وصل لـ3 آلاف شركة، في حين تخطى حجم الاستثمارات الإماراتية في العديد من المشاريع الروسية حاجز 3.8 مليارات درهم من خلال الصندوق المشترك بين البلدين.

وللثقافة نصيب من الزيارة، إذ من المقرر أن تشهد انطلاقة الأسبوع الثقافي الإماراتي- الروسي حافلة بالعديد من الفعاليات الفنية والتراثية.

زيارة حُبلى بالملفات والمعطيات التي ستكون على طاولة النقاش بين واحدة من الدول العظمى، التي تحمل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ودولة خليجية شرق أوسطية لم يعد للمستحيل معنى في قاموسها، في ظل قيادة خاضت كل الصعاب حتى وصلت بأحلام شعبها الفضاء، وعينها على المريخ.

Email