تحليل إخباري

آفاق زيارة الرئيس الروسي للدولة

محمد جلال الريسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في زيارة هي الثانية له منذ العام 2007 يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم زيارة للدولة تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين ونقلها إلى آفاق أرحب.

ولا شك أن توقيت الزيارة يؤكد على حجم التنسيق وتقارب الرؤى بين البلدين الصديقين وهو ما أكد عليه الرئيس بوتين عشية الزيارة بقوله: «لن أكشف سراً كبيراً، إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك، لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها».

التنسيق السياسي المميز والعلاقات الاقتصادية والعلمية والسياحية والفضائية كل ذلك أثمر العام الماضي عن إعلان الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين البلدين إذ تنظر روسيا إلى الإمارات العربية المتحدة كما يقول بوتين «كأحد شركائنا الواعدين، والقريبين جداً، وليس من قبيل الصدفة أن نتوصل إلى توقيع هذه الوثيقة، فهذا يدل على نوعية، وطابع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية».

الملفات المشتركة وفي مقدمتها الاقتصادية واحدة من بين أهم الملفات التي ستتطرق إليها الزيارة، بالنظر إلى حجم وثقل اقتصاد البلدين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2018، بنسبة 21 بالمئة، مقارنة بعام 2017، بقيمة 3 مليارات دولار.

وتشهد السياحة الروسية إلى الدولة انتعاشاً ورواجاً وأصبحت الإمارات تشكل إحدى الوجهات المفضلة للسياح الروس الذين يتصدرون قائمة أكثر الجنسيات زيارة للدولة خلال السنوات الثلاث الماضية.

وكان البلدان قررا الإلغاء المتبادل للتأشيرات بينهما وذلك اعتباراً من شهر فبراير 2018 وهو القرار الذي أسهم في زيادة عدد السياح الروس إلى الدولة.

ويتجاوز عدد الشركات الروسية التي تعمل في دولة الإمارات 3 آلاف شركة، في حين تخطى حجم الاستثمارات الإماراتية في العديد من المشاريع الروسية حاجز 3.8 مليارات درهم من خلال الصندوق المشترك بين البلدين.

لا شك أن إعلان الشراكة الاستراتيجية يمثل إطاراً مؤسسياً لتطوير العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الصديقين في مجالات التجارة والاقتصاد والمالية والاستثمار والثقافة والعلوم والتقنية، والفضاء.

لقد برهنت المشاركة الإماراتية الواسعة الفاعلة في قمة «أقدر» التي استضافتها العاصمة الروسية «موسكو» سبتمبر الماضي والتي تمثلت بتواجد 12 مسؤولاً بينهم 8 وزراء حجم ومستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتي توجت برحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري منطلقاً على متن سفينة فضاء روسية، وتؤكد أن أفق العلاقات بين البلدين مثمر ومزدهر ليشمل كذلك مجال الطاقة النووية السلمية عبر اتفاقية تهدف إلى توثيق التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة النووية السلمية، كما يتعاون البلدان بحثياً بين جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومعهد موسكو لهندسة الطاقة التي تهدف إلى تبادل الخبرات في مجالات الذكاء الاصطناعي وهندسة الطاقة والقوى الكهربائية.

وسيكون الملف الثقافي حاضراً بقوة خلال الزيارة إذ من المقرر أن تشهد الزيارة انطلاق الأسبوع الثقافي الإماراتي الروسي حافلاً بالعديد من الفعاليات الفنية والتراثية.

لا شك أن الزيارة والملفات التي ستناقشها تؤكد على متانة وقوة العلاقات بين البلدين الصديقين وعلى الآمال المعقودة عليها، خاصة أنها تأتي بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى موسكو والتي أرست ركائز صلبة لمسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.

 

 

Email