برفقة سلطان النيادي ورئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء والمدير العام

هزاع المنصوري يصل اليوم أرض الوطن بعد انتهاء الفحوصات والاختبارات الطبية

■ حمد المنصوري ويوسف الشيباني وحنان السويدي مع هزاع المنصوري قبيل العودة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصل إلى أرض الوطن، اليوم، رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، قادمين من العاصمة الروسية موسكو، بعد الانتهاء من الرحلة الناجحة لمحطة الفضاء الدولية التي استمرت 8 أيام، والتي أجرى خلالها العديد من التجارب والأبحاث، فيما يرافق الرائدين حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، ويوسف الشيباني المدير العام للمركز.

فحوصات دقيقة

وخضع المنصوري بعد عودته للأرض الخميس 3 أكتوبر الماضي، لمجموعة من الاختبارات والفحوصات الطبية الدقيقة، تحت إشراف مختصين، وبمتابعة الدكتورة حنان السويدي، طبيب رواد الفضاء، في مركز «يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء»، بمدينة النجوم في العاصمة الروسية موسكو، وذلك لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية للجسم، وتأثير الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان، والتي تجرى للمرة الأولى على شخص من المنطقة العربية.

وانتهت أمس الجمعة جميع الاختبارات والفحوصات الطبية، التي جرت لرائد الفضاء هزاع المنصوري، في مركز «يوري غاغارين» لتدريب رواد الفضاء، فيما شارك المنصوري في 16 تجربة علمية قبل وبعد وأثناء المهمة، بينها 6 تجارب أجريت على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، وذلك بمشاركة وكالات الفضاء العالمية، خاصة أن التجارب العلمية التي أجريت كان هدفها دراسة تأثير الجاذبية الصغرى على القلب والوظائف الحيوية لجسم الإنسان، والتوازن، إضافة إلى دراسة الإدراك الحسي بالزمن، خلال الرحلات الفضائية القصيرة، وأنه من المعروف أن المعلومات المتوفرة عن المهمات القصيرة قليلة جداً.

تجارب مكثفة

وعاد هزاع المنصوري على متن مركبة «سويوز أم أس 12»، بعد أن أجرى مجموعة من التجارب العلمية المكثفة منها تجارب مبادرة «العلوم في الفضاء» والمستوحاة من المناهج العلمية في الإمارات، وقبيل عودته للإمارات صرح المنصوري أنه فخور بإنجاز هذه المهمة، وأن هذه هي البداية فقط لرحلات مأهولة إلى الفضاء، مشيراً إلى أنه ما هو إلا البداية وخلفه سيكون هناك طوابير، وأنه سيشارك هذه الخبرة مع الأجيال القادمة المهتمة بهذا القطاع الحيوي في الإمارات، مبيناً أن الدولة ما دخلت مجالاً إلا استمرت فيه، ونحن الآن في مجال الفضاء والرحلات المأهولة وسنستمر فيه، وأن المهمة كان لها بعد آخر، وهو بناء قدوة جديدة للجيل القادم ونموذج يحتذى به، متوجهاً في الوقت ذاته بشكره الوفير للقيادة الرشيدة التي كانت حريصة على إيجاد بيئة محفزة للجميع.

قطاع الفضاء

وقال المنصوري إنه يعتبر أول شخص من المنطقة العربية أجريت عليه مثل هذه التجارب العلمية، وإن الأبعاد العلمية والبحثية ومشاركة الإمارات للعديد من الدول العالمية في هذا القطاع، مهم جداً وبداية لطريق جديد للدولة إلى الرحلات الفضائية المأهولة، مؤكداً أنه على المنطقة العربية أن تشارك وتنتهز هذه الفرصة كبداية جديدة لوضع خطوة للأجيال القادمة في قطاع الفضاء.

16 تجربة

وأجرى المنصوري خلال 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية 16 تجربة علمية تضمنت تجارب علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، منها وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، فيما تم بالتوازي مع ذلك تنفيذ تجارب مبادرة «العلوم في الفضاء»، وهي تجارب علمية بسيطة تم اختيارها بناء على منهج المدارس في الإمارات، وستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة، بالإضافة إلى تجارب المبادرات التعليمية، بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية.

أبحاث علمية

وتنوعت التجارب بين الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية، حيث أجرى 6 تجارب في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، وذلك لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة، مقارنة بالتجارب التي أجريت على الأرض، وتضمنت التجارب العلمية أيضاً دراسة التنظيم المستقل لنظام القلب والأوعية الدموية، وديناميكا الدم المركزية، وتأثير عوامل رحلة الفضاء على التوزيع المكاني لطاقة انقباضات القلب، ودراسة مؤشرات حالة العظام، وتكوين الجسم، وتنظيم الغدد الصماء في رواد الفضاء قبل وأثناء وبعد الرحلة على المدى القصير، إضافة إلى تأثير الغذاء على العظام.

تأثير الجاذبية

ودرس المنصوري من خلال تجاربه النشاط الحركي لرائد الفضاء في ظروف الطيران الفضائي، ودراسة تأثير الجاذبية الصغرى على نمو الخلايا والكائنات الدقيقة والجينات، ومعدلات إنبات البذور والفطريات والطحالب وتأثير المضادات الحيوية على البكتريا، والتفاعلات الكيميائية الأساسية في الفضاء، ودراسة تصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، وكيفية التحقق من سلوك السوائل تحت الجاذبية، ودراسة أثر العيش على المدى الطويل في الفضاء على تقدم السن، حيث وصفت نتائج التجربة بدقة تأثير العلامة البيولوجية الجينية لتقدم السن بالتعرض للإشعاع أثناء الرحلات الفضائية المطولة، مما سيساعد في كشف العلاقة بين التغيرات الجينية، وعملية التقدم بالسن عند البشر.

وجمعت المنصوري مع رواد الفضاء الثمانية على متن المحطة الدولية علاقات جيدة جداً، حيث كانوا لا يتوانون في تقديم أي مساعدة من معلومات وخبرات، فيما يدل ذلك على أن المهمات العلمية لا تعترف بالحدود والاختلافات أياً كانت، وإنما تتطلع إلى الكفاءات والمتميزين في مجالاتهم، وهو الأمر الذي يؤكد أن الشباب الإماراتي قادر على التميز والمنافسة إذا أتيحت له الفرصة في أي زمان ومكان.

برنامج

تعتبر مهمة المنصوري أولى ثمار برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يحظى بدعم مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويُعتبر هذا الصندوق، الذي أطلق في عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.

Email