هزاع المنصوري يعود إلى الأرض في خــــتـام رحـلة تاريخيـــة حملت «طمـوح زايد» إلى الفضاء

محمد بن راشد ومحمد بن زايـد: متفائــــلون وماضون بعزم أبناء زايد لتحقيق طموحنا

القيادة الرشيدة دعمت قطاع الفضاء للوصول إلى الريادة في المستقبل | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فخره بإنجاز هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، وعودته سالماً إلى الأرض، بعد رحلة استمرت 8 أيام إلى محطة الفضاء الدولية.

وقال سموه في تدوينة عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نحمد الله على وصول ابن الإمارات هزاع المنصوري سالماً للأرض، بعد أول رحلة لرائد فضاء عربي لمحطة الفضاء الدولية... فخورون بالإنجاز.. وفرحون بالمعرفة والخبرة التي اكتسبناها.. ومتفائلون بالطريق الجديد الذي فتحناه لأجيالنا نحو الفضاء».

بدوره، بارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لشعب الإمارات هذا الإنجاز التاريخي.

ودون سموه عبر حساب «تويتر» الرسمي لأخبار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «الحمد لله على عودة هزاع المنصوري سالماً إلى الأرض، بعد رحلة ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية.. نبارك لشعب الإمارات هذا الإنجاز التاريخي... ماضون بعزم أبناء زايد لتحقيق طموحنا للوصول إلى المريخ».

وفي ختام الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، عاد هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، إلى الأرض بسلامة الله وحفظه، على متن مركبة «سويوز إم إس 12»، والتي حملت أيضاً رائدي الفضاء الأمريكي نيك هيج، والروسيّ أليكسي أوفشينين.

وذلك عقب ثمانية أيام، أجرى خلالها المنصوري مجموعة من التجارب العلمية المكثفة، حيث هبطت المركبة في منطقة سهلية جنوب شرقي مدينة جيزكازجان في كاراغندا، وسط كازاخستان، في تمام الساعة الثانية و59 دقيقة من بعد ظهر أمس الخميس.

وكشف مركز محمد بن راشد للفضاء، عن تفاصيل رحلة العودة، والتي بدأت بإغلاق مدخل مركبة «سويوز إم إس 12» في تمام الساعة الثامنة والثلث بتوقيت دولة الإمارات، من صباح يوم الخميس 3 أكتوبر، وبعد إجراء فحوصات التأكد من عدم وجود أي تسرب، أُعطيت إشارة الجهوزية التامة، وانفصلت المركبة عن المحطة في تمام الساعة 11 و37 دقيقة صباحاً، متخذة مسارها في اتجاه الأرض.

وكان في استقبال المنصوري في موقع الهبوط، المهندس سالم المري مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وسعيد كرمستجي مدير مكتب رواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء.

إضافة إلى فريق طبي دولي متخصص، في حين تابع رحلة العودة إلى الأرض من مركز التحكم التابع للمحطة الأرضية لوكالة الفضاء الروسية في موسكو، كل من حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، ويوسف حمد الشيباني مدير عام المركز، بالإضافة إلى عدد من أعضاء فريق المركز.

وتم نقل رواد الفضاء فور هبوطهم لإجراء الفحوصات اللازمة، وفق الإجراءات المتبعة مع الرواد لدى عودتهم من الفضاء، وبعد انتقال الرائدين أليكسي أوفشينين وهزاع المنصوري إلى مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء في مدينة النجوم، في موسكو، قامت الدكتورة حنان السويدي، بمعاينة هزاع المنصوري، للتأكّد من حالته الصحية.

قصة نجاح

وقال حمد عبيد المنصوري «اليوم، وبكل فخر، نستقبل سفير الإمارات في الفضاء، هزاع المنصوري، عائداً إلى الأرض، حاملاً نتائج تجارب علمية مهمة للبشرية والمجتمع الدولي، أجراها على متن محطة الفضاء الدولية، ليفتح الطريق أمام الشباب العربي لآمال وأحلام جديدة في هذا القطاع».

وأضاف: «اليوم نحقق نقلة تاريخية في قطاع الفضاء، باكتمال قصة نجاح جديدة لدولة الإمارات، انطلق خلالها أحد أبنائها حاملاً معه «طموح زايد»، وعلم الدولة، ليرتفع عالياً بين نجوم السماء، المنصوري اليوم نموذج يحتذى به، ليس لشباب الإمارات فحسب، وإنما للشباب العربي جميعاً، وقدوة تنير الطريق أمام الأجيال القادمة».

من جانبه، قال يوسف حمد الشيباني: «نعيش اليوم لحظات تاريخية مضيئة في الإمارات، بعودة أول رائد فضاء إماراتي، بحمد الله، سالماً إلى الأرض، ونثبت أننا قادرون على تحويل أحلامنا إلى واقع، ليس هذا فحسب، بل قادرون على إحياء النهضة الحضارية بالعالم العربي، ونؤكد أنه لا حدود لطموحات وتطلعات أبناء الإمارات في أي زمان ومكان».

وأضاف: «بكل فخر وامتنان، أتوجه بخالص الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة، التي وفرت جميع الإمكانات اللازمة للتأسيس لقطاع فضاء وطني قوي، وأود أن أشيد بجهود كل من أسهم في إنجاح المهمة، ومنهم أول رائدي فضاء إماراتيين:

هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، وشركائنا الاستراتيجيين في وكالات الفضاء العالمية، وفريق العمل من شباب الوطن في مركز محمد بن راشد للفضاء، ونعاهد القيادة الرشيدة على مواصلة العمل لتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الفضاء بأيدي أبناء الإمارات».

وقال سالم المري: «اليوم نرى أهداف برنامج الإمارات لرواد الفضاء، تتحقق بعودة أول رائد فضاء إماراتي سالماً إلى الأرض، متسلحاً بخبرة عملية حول المهمات المأهولة للفضاء. ستساعد هذه الخبرة في بناء قدرات الأجيال القادمة من المهتمين في قطاع الفضاء، ما يضمن استدامة البرنامج».

وأضاف: «يقف وراء نجاح هذه المهمة فريق كبير من مركز محمد بن راشد للفضاء، اهتمّ بكافة جوانب المهمة بكفاءة عالية جداً، ومنهم الفريق العلمي الذي ساهم بتحديد التجارب العلمية للمهمة، وفريق المحطات الأرضية في دبي، وموسكو وهيوستن، الذي جعل التواصل بين هزاع والجمهور ممكناً، والفريق الإداري الذي اهتم بالتفاصيل، حيث لا مجال للخطأ، كل هؤلاء، والشركاء المحليون في الدولة، هم جزء أساسي من نجاح المهمة».

كما قال المري خلال مداخلة له على تلفزيون دبي، إن مهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، كانت مزدحمة بجدول كبير من التجارب، بلغ عددها 16 تجربة، مبيناً أن بعودة المنصوري سالماً، فإنه الآن قد تحقق نجاح هذه المهمة التاريخية «طموح زايد».

وأضاف أن هناك فترة زمنية تتراوح بين 3 ــ 4 شهور، سيتم خلالها إجراء المقارنات على نتائج التجارب التي أجراها المنصوري خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، فيما سيكون هناك دراسات مكثفة، وصولاً لإصدار وإعلان النتائج النهائية التي ستفيد وتضيف للمجتمع العلمي الكثير، وتجيب عن التساؤلات العلمية التي كنا نسعى للإجابة عنها، من خلال هذه المهمة الطموحة.

ولفت المري إلى أنه لا يستبعد انطلاق أول إماراتية إلى الفضاء مستقبلاً.

رحلة الهبوط

وعاد هزاع المنصوري على متن مركبة «سويوز إم إس 12»، التي تتكون من «الوحدة المدارية» و«وحدة الالتحام» و«وحدة الهبوط»، حيث رافقه خلال رحلة العودة، رائدا الفضاء الروسي أليكسي أوفتشينين والأمريكي نيك هيج، الموجودان في المحطة منذ مارس الماضي.

وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية الانفصال بدأت قبل حوالي ثلاث ساعات ونصف من لحظة الهبوط إلى الأرض، وبعد دقائق من عملية الانفصال، عملت محركات المركبة بشكل أسرع، للوصول إلى مسافة آمنة من المحطة، ثم بدأت بالهبوط بسرعة معينة، ومن ثم وجهت المركبة نفسها لتدخل في ما يُعرف بـ «مناورة الكبح»، وذلك للتخفيف من سرعة الهبوط.

وذكر المركز أنه عند وصول المركبة إلى ارتفاع نحو 128 كم من سطح الأرض، بدأت مرحلة «واجهة الدخول»، حيث تخلصت من ثلثي كتلتها، وبدأ احتكاكها بالغلاف الجوي، وفي هذه المرحلة، عمل الطاقم على إبطاء سرعة نزول المركبة، وبعد إجراء هذه الخطوة، بدأت المركبة بالهبوط بسرعة 230 متراً في الثانية.

وتم تخفيض سرعتها تدريجياً، إلى أن وصلت إلى أمتار قليلة في الثانية، وقبل دقائق من الهبوط، بدأت مرحلة نشر المظلات، وفيها تم فتح أربع مظلات، منها واحدة كبيرة، تسمى «المرساة»، أو «السحب»، تبلغ مساحتها 24 متراً مربعاً، والتي عملت على إبطاء هبوط المركبة بشكل كبير، حيث وصلت سرعة نزولها إلى نحو 79 متراً في الثانية.

وفي المرحلة الأخيرة من الهبوط، تم إطلاق مظلة عملاقة، بلغت مساحتها 10767 متراً مربعاً، للتحكم بزاوية ودرجة نزول المركبة، إضافة إلى إبطاء حركتها بشكل كبير جداً، لتصل إلى 7 أمتار في الثانية، وقبل الهبوط الرئيس بثوانٍ، بدأت ثلاث محركات صغيرة بالعمل، لتخفيف سرعة هبوطها إلى أبعد درجة للنزول بشكل مريح.

وعقب هبوط المركبة، وتحديد موقعها في منطقة سهلية جنوب شرقي مدينة جيزكازجان وسط كازاخستان، هرع فريق من المنقذين المختصين إلى المكان، وتم قطع حبال المظلة، لمنع سحب الرياح للكبسولة، وفتحت صمامات نظام التنفس في المركبة الفضائية، وتم مساعدة رواد الفضاء وإخراجهم من المركبة.

اتصال تاريخي

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وخلال زيارة سموه إلى مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، يوم الجمعة الماضي، قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع هزاع المنصوري.

حيث هنّأه سموه بسلامة الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، في إنجاز تاريخي لدولة الإمارات، ونقل سموه تهاني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتمنيات سموه لهزاع بالتوفيق، حيث حقق طموح المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الوصول إلى الفضاء.

وأعرب رائد الفضاء هزاع المنصوري، خلال الاتصال، عن شكره وعرفانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدعم والتشجيع والمساندة، مؤكداً أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، تقدم نموذجاً يحتذى في دعم شعبها وتحدي المستحيل، وإتاحة الفرص للشباب في جميع المجالات.

وأعرب «المنصوري» عن فخره بكونه أول إماراتي وأول عربي يخاطب الأرض باللغة العربية من على متن محطة الفضاء الدولية، وأول من يحمل علم الإمارات إلى الفضاء، آملاً أن تسهم التجارب التي يجريها هو وزملاؤه في خدمة البشرية.

تجارب علمية

وأجرى رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، 16 تجربة علمية، بالتعاون مع شركاء دوليين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية، في بيئة الجاذبية الصغرى (Microgravity).

وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء في البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.

لماذا لا يسـمح لرواد الفضاء بالمشي عقب عودتهم؟

شاهد العالم عملية هبوط مركبة الفضاء «سويوز أم أس 12» التي تقل هزاع المنصوري، أول رائد فضاء عربي يزور محطة الفضاء الدولية، حيث لوحظ كيف قامت الطواقم بحمل رواد الفضاء العائدين دون السماح لهم بالسير عقب الهبوط مباشرة.

ويواجه رواد الفضاء لدى عودتهم إلى كوكب الأرض بعد قضاء فترة طويلة بعيداً عنه، عدة اضطرابات بدنية وصحية، مثل عدم القدرة على المشي بسهولة مثلما كانوا يفعلون من ذي قبل.

وبحسب خبراء، فإن رواد الفضاء الذين يقيمون فترة في محطة الفضاء يتأثرون بإقامتهم في موقع تنعدم به الجاذبية والوزن، وفقاً لسكاي نيوز.

وهبط المنصوري رفقة رائد الفضاء الأمريكي نيك هايغ ورائد الفضاء الروسي أليكسي أوشينين، بسلام في النقطة المحددة، حيث باشر الخبراء في استقبال الرواد بإجراءات السلامة الصحية.

ويحرص رواد الفضاء في العادة على القيام بساعتين من التمارين الرياضية كل يوم، حتى يحافظوا على صحة العضلات والعظام التي تضعف بسبب عدم استخدامها في الفضاء، حيث تنعدم الجاذبية ويتحرك الرواد بما يشبه الطيران.

Email