مريم المهيري: الزراعة المستدامة تمثل الأمن الغذائي للعديد من الدول

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة، أن الزراعة المستدامة تشكل أحد أهم ممكنات استراتيجيات الأمن الغذائي الشامل للعديد من الدول اليوم، وذلك سعياً منها للقضاء على الجوع وتعزيز أمنها الغذائي الوطني، والذي يأتي متوافقاً مع هدف توفير الحماية البيئية.. وتركز هذه الممارسة على توفير إمدادات كافية من الأغذية للأفراد دون إضافة المزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.

وقالت في مقال لها: إن تطبيق أفضل الممارسات الزراعية التي تعزز الإنتاج الغذائي الصحي مع الأخذ في الاعتبار الواجب البيئي يعد أمراً ضرورياً لدعم حركة التنمية المستدامة العالمية، مشيرة إلى أن الجهود الرامية إلى تعزيز الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية يضمن حصول الجميع على حاجته من الغذاء ويضمن استمرار تلك الموارد للأجيال القادمة، حيث تعد هذه الموارد المحدودة أمراً ضرورياً للبقاء على قيد الحياة.

وأضافت أن الزراعة المستدامة تتضمن وفق أفضل النظم العالمية على ركائز التنمية المستدامة الثلاث وهي: البعد البيئي والبعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي، منوهة إلى أن نظام العلامة الزراعية المستدامة الإماراتية يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الركائز، كما يركز على نهج إدارة العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء بحيث يتم توظيف الموارد المتجددة لدعم إنتاج الغذاء.

ابتكار

وأوضحت معاليها أنه في ظل هذا المنعطف تأتي أهمية الابتكار والتكنولوجيا الزراعية المتقدمة وبناء القدرات البشرية في تطوير القطاع الزراعي.. لافتة إلى أن الزراعة المستدامة تتضمن ممارسات زراعية تحاكي العمليات الإيكولوجية الطبيعية ولتنفيذ ذلك يتطلب الأمر توظيف الأدوات اللازمة لزراعة الطعام بطريقة طبيعية وصحية.

وأشارت في هذا الصدد إلى التكنولوجيا الزراعية «AgTech» مثل: الزراعة الرأسية، وعلوم البيانات وتطبيقات انترنت الأشياء لخدمة الزراعة، والطائرات الزراعية بدون طيار، والهندسة الجينية، ونظم الزراعة المغلقة..

موضحة أنه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم استيراد 90% من الأغذية، تكتسب هذه التكنولوجيا «AgTech» أهميتها في ظل الجهود التي تبذلها الدولة لإنتاج المحاصيل المزروعة محليًا على الرغم من تحديات ندرة الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة، حيث تساهم هذه التكنولوجيا في إنتاج أغذية صحية ذات قيمة غذائية عالية وتكون خالية من بقايا المبيدات الحشرية والكيماويات مما يرفع من مستوى جودتها وسلامتها الغذائية.

وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري إنه لتحقيق رؤية وأهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي تم إطلاقها عام 2018، نعمل على عدة مرتكزات لتعزيز تكنولوجيا الزراعة وتعزيز سبل إنتاج الغذاء بشكل مستدام في دولة الإمارات.

50 جهة

ولفتت في هذا الصدد إلى العمل في مكتب الأمن الغذائي مع فريق المسرعات الحكومية وأكثر من 50 جهة حكومية اتحادية ومحلية وممثلين من القطاع الخاص على برنامج «تسريع تبني التكنولوجيا الزراعية الحديثة»، والذي حقق عدداً من النتائج أهمها، تطوير دليل موحد لمواصفات ومعايير البناء المخصص لمنشآت الزراعة الحديثة، وإطلاق رخصة الزراعة الحديثة الموحدة المبنية على الأنشطة، وتطوير تشريعات لتنمية قطاع الاستزراع السمكي، بالإضافة إلى إطلاق العلامة الوطنية للزراعة المستدامة الأولى من نوعها المتوافقة مع أطر تقييم الزراعة المستدامة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وأضافت: «كان لنا توجهنا العالمي لتعزيز أمننا الغذائي من خلال إطلاق مسابقة تحدي تكنولوجيا الغذاء مؤخراً والتي تدعو رواد الأعمال والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم لإيجاد حلول ممكنة تكنولوجياً لتحديات الزراعة وإنتاج الغذاء وإدارته في الإمارات، مشيرة إلى أنه سيتم تكريم أربعة فرق فائزة وسوف يتقاسمون جائزة قدرها مليون دولار خلال أبريل المقبل لتمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع غذائية على أرض دولة الإمارات».

وتحقق الزراعة المستدامة تقدماً سريعاً في جميع أنحاء العالم، حيث يواصل عدد متزايد من الدول تبني هذا النهج الاستراتيجي في الزراعة وبالتالي يجب أن نرحب بالطرق الجديدة ونجد باستمرار طرقًا لتوفير الغذاء لمجتمعاتنا المتنامية باستمرار.

Email