مريم الحمادي لـ«البيان»: دراسة لتطوير برامج نوعية لكبار المواطنين بدبي

الإمارات تشارك العالم الاحتفاء بـ«يوم المسن»

■ الدولة تولي كبار المواطنين عناية خاصة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك الإمارات دول العالم الاحتفال بـ«يوم المسن العالمي 2019» والذي يصادف الأول من أكتوبر كل عام، وذلك عبر تنظيم أنشطة تنموية واجتماعية تُحفز مختلف الشرائح المجتمعية، الأسرة وطلبة المدارس والمتطوعين من أفراد المجتمع وسواهم، للتواصل والتفاعل مع كبار المواطنين.

وتنظم وزارة تنمية المجتمع مجموعة من البرامج والفعاليات موزعة على 4 أسابيع، تبدأ اليوم وتتواصل حتى نهاية الشهر، في مراكز التنمية الاجتماعية الـ10 التابعة للوزارة على مستوى الدولة.

وقالت حصة تهلك وكيل وزارة تنمية المجتمع المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية: «إن احتفال الوزارة عبر مراكز التنمية الاجتماعية التابعة لها والمنتشرة في شتى إمارات ومناطق الدولة، بيوم المسن العالمي، يترجم أهداف ومحاور السياسة الوطنية لكبار المواطنين، التي تعكس جهود القيادة الرشيدة في مجال التنمية والتمكين وتفعيل جوانب الحياة النشطة لكبار المواطنين على مستوى المجتمع.

لافتة إلى حرص الوزارة على إشراك مختلف أفراد الأسرة وفئات المجتمع، احتفاءً بالكبار الذين خصّتهم السياسة الوطنية بالأولوية المجتمعية والتقديرية، انطلاقاً من قناعة التشبّث بعادات أصيلة متجذرة في المجتمع الإماراتي، وتتوارثها الأجيال أباً عن جد».

وأضافت: «إن فعاليات وأنشطة المراكز بمناسبة يوم المسن العالمي، تهدف إلى الارتقاء بجودة حياة كبار المواطنين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة ضمن النسيج المجتمعي في الدولة، استناداً إلى 7 محاور أساسية هي: الرعاية الصحية، التواصل المجتمعي والحياة النشطة، استثمار الطاقات والمشاركة المدنية، البنية التحتية والنقل، الاستقرار المالي، الأمن والسلامة، جودة الحياة المستقبلية، وهذه المحاور تتكاتف معاً لتُحقق في 4 أهداف رئيسية للسياسة الوطنية، هي:

التركيز على التدابير الوقائية التي تضمن سلامة وحقوق الكبار في المجتمع، وتشجيع العمل المشترك لتوفير خدمات تنافسية في المجالات المختلفة، وتشكيل قنوات مبتكرة لنقل المعرفة ومشاركة الخبرات عبر الأجيال، وتعزيز البيئة الداعمة للحياة النشطة للكبار في المجتمع».

تفاعل

ويتضمن جدول احتفال وزارة تنمية المجتمع بيوم المسن العالمي عبر مراكز التنمية الاجتماعية، عشرات الأنشطة والفعاليات موزعة على 4 أسابيع متخصصة، بمسميات محفزة للتواصل والتفاعل والعطاء والتقدير، والتي تقام في مراكز التنمية في كل من: دبي، الشارقة، خورفكان، كلباء، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، جلفار، الفجيرة، دبا الفجيرة.

وتتضمن هذه الأسابيع والفعاليات، زيارات ميدانية لشخصيات مجتمعية، ورحلات ترفيهية، وورشاً وأنشطة صحية، ومحاضرات ودورات تثقيفية، وزيارات للمرضى، وأنشطة رياضية وجولات في مراكز التسوق والمرافق السياحية، حيث تتم بمشاركة موظفي مراكز التنمية، وأفراد المجتمع المحيط بها، والأسرة والأبناء وطلبة المدارس والمتطوعين.

نسب

وفي إطار آخر كشفت مريم الحمادي مديرة إدارة كبار المواطنين في هيئة تنمية المجتمع بدبي لـ«البيان» أن الهيئة تعكف حالياً على إعداد دراسة تهدف للخروج بتوصيات من أجل تطوير مبادرات وبرامج نوعية لدمج فئة كبار المواطنين في المجتمع وتضمن توافر الخدمات الاجتماعية لهم، وذلك تمهيداً لعرضها على المجلس التنفيذي بدبي، لاسيما وأن نسبة كبار المواطنين بدبي مرشحة للارتفاع تدريجياً لتراوح بين 10 و15% بحلول عام 2030.

وقالت: «أن الدراسة تتضمن عدة محاور أبرزها الرعاية والحماية والدمج والمشاركة المجتمعية، ودراسة الخدمات المقدمة وإمكانية تحديثها وتطويرها، وبحث التحديات التي تواجه هذه الفئة، والحلول لهذه التحديات والفجوات بين القطاع الحكومي والخاص في المشاركة المجتمعية، بهدف تقديم خدمات متكاملة تغطي جميع احتياجات كبار المواطنين، وذلك بناء على استبيانات وورش عمل ولقاءات مباشرة مع كبار المواطنين».

وأوضحت أن محاور الدراسة تستهدف كبار المواطنين والمقيمين، مشيرة إلى أن الهيئة تقدم 12 خدمة متكاملة لتمكين ودمج كبار المواطنين في دبي والبالغ عددهم 7050 مسناً مسجلاً في بطاقة ذخر، وأبرزها خدمة «وليف» التي تقدمها لمن يعيش بمفرده من هذه الشريحة، بالإضافة إلى أنها تقوم بتدريب وتأهيل الأشخاص الذين يعيشون مع كبير السن ليقوم برعايته بطريقة مناسبة.

وذلك بالشراكة مع عدد من المراكز والهيئات من القطاع الخاص لتدريب من يقوم برعاية المسن على أساسيات رعاية كبير السن حسب وضعه الصحي.

وأضافت: «إن إجمالي عدد أجهزة الإنذار التي وزعتها الهيئة على بيوت كبار المواطنين ممن يعيشون بمفردهم بلغ 75 جهاز إنذار مربوطاً بغرفة العمليات بالقيادة العامة لشرطة دبي بغرض تأمين الحماية اللازمة لهذه الفئة في حال تعرضوا لأي ظرف طارئ».

53

وذكرت: «أن هيئة تنمية المجتمع عملت جاهدة على دمج كبار المواطنين المسجلين في خدمة الرعاية المنزلية «وليف» ممن يعيشون بمفردهم، في المجتمع من خلال التواصل مع أقربائهم وبحث إمكانية دمجهم عن طريق السكن معهم كي لا يعيشوا بمفردهم، مما ساهم في تقليل أعداد هذه الفئة المسجلين في الخدمة، حيث قامت بدمج 53 مسناً، خلال 6 سنوات».

سيارة إسعاف

وحول خدمة توصيل كبار المواطنين لمواعيد المستشفيات أفادت الحمادي بأن الهيئة عقدت اتفاقية مع «إسعاف دبي» تتيح للمسن الذي يعيش بمفرده طلب سيارة إسعاف مجهزة لتوصيله إلى المستشفيات وذلك للمراجعات العادية والطارئة، حتى لا يضطر المسن لطلب سيارة أجرة.

وأضافت: «إن مبادرة «حدائق كبار السن» تهدف لدعم كبار المواطنين المسجلين في برنامج الرعاية المنزلية «وليف»، ومساعدتهم في إنشاء حدائق خاصة في منازلهم، بهدف شغل أوقات فراغهم بالعناية بالحديقة على مدار العام.

وذلك لتحفيزهم على أداء أنشطة حركية ترفع من مستوى حالتهم المعنوية، وذلك بالتعاون مع بلدية دبي في إطار المسؤولية المجتمعية، وتتضمن زراعة حدائق منازلهم بالنباتات التي يفضلونها سواء كانت مثمرة أو نباتات جمالية، مع تزويدها بشبكة إمدادات الري الأوتوماتيكي».

إنتاجية

وتابعتت: «إن المبادرة انطلقت من أهمية النشاط الحركي، وتحديداً الزراعة، في إسعاد الإنسان لاسيما المسن، وإبعاد شبح الاكتئاب عنه، من خلال تحسين حالتهم النفسية، وتعزيز قدرتهم على الإنتاج في أي مجال يستهويهم».

تواصل الأجيال

وقالت الحمادي: «إن مبادرة «تواصل الأجيال» تعتبر ضمن الخدمات التي تقدمها الهيئة لفئة كبار المواطنين بالإمارة وتهدف إلى ترسيخ علاقة الحوار والروابط الإنسانية بين أبناء الإمارات الأوائل من كبار المواطنين، وجيل المستقبل من طالبات وطلاب المدارس، ويتم عبرها نقل خبرات الماضي وتاريخ وثقافة البلاد التي شهدت مراحل بارزة في مسيرة بناء دولة حديثة، خلال فترة وجيزة نسبياً».

وتتضمن المبادرة توعية الأبناء بالتراث والثقافة المحلية التي قد تتراجع في خضم التطورات الحضارية المتسارعة والكبيرة، كما قد تغيب مجموعة كبيرة من العادات والتقاليد الأصيلة في خضم نمط الحياة العصرية، الأمر الذي يجعل من الضروري نقل الموروث الثقافي المهم والثمين إلى الأجيال الشابة بشكل عملي وملموس، عبر تواصل حقيقي ومباشر مع من عاشوا هذا الموروث بتفاصيله ومارسوا هذه التقاليد لعقود.

«وليف التطوعية»

وأوضحت مديرة إدارة كبار المواطنين في هيئة تنمية المجتمع بدبي أن خدمة «وليف التطوعية» تقدم بالتنسيق مع بعض الجهات المعنية، وتهدف إلى تطوع أئمة المساجد لزيارة كبار المواطنين الذين يعيشون بمفردهم وتفقد أحوالهم وتبادل أطراف الحديث معهم.

بالإضافة إلى توعية أهالي الحي من خلال خطبة يوم الجمعة بأهمية عيادة كبار المواطنين المرضى وتفقد أحوال كبار المواطنين ممن يعيشون بمفردهم بشكل عام وما سيعود عليهم من الأجر والثواب نتيجة ذلك.

وأضافت: «أن «وليف التطوعية» تضم كذلك عدداً من طلبة المدارس الحكومية، وعدداً من طلبة الجامعات الحكومية والخاصة من المواطنين، الذين تطوعوا لزيارة كبار المواطنين وتفقد أحوالهم من فترة لأخرى».

الشرطة المجتمعية

وأشارت إلى أن الهيئة أطلقت مبادرة «الشرطة المجتمعية» والتي تندرج ضمن خدمة «وليف»، وهي عبارة عن إرسال دوريات من شرطة دبي لزيارة وتفقد أحوال كبار المواطنين ممن يعيشون بمفردهم، في المناطق السكنية بغرض توفير الأمن والأمان لهذه الفئة لاسيما في الفترات المسائية.

وقال: «إن هذه الخدمة توفر لكبار المواطنين الحماية ضد أي إساءة معاملة من قبل الفئات المساندة أو من أي خطر خارجي، مؤكدة أن هذه الخدمة انعكست إيجاباً على نفسية كبار المواطنين».

وأضافت مديرة إدارة كبار المواطنين في هيئة تنمية المجتمع بدبي أن فريق «ذخر التطوعي» عبارة عن فريق تطوعي من كبار المواطنين، ويهدف إلى زيارة المرضى في المستشفيات والأيتام والمشاركة في الفعاليات والبرامج التي تنفذها الجهات.

وأما فريق «ذخر للاستشارات» فهو يتألف من 10 من كبار المواطنين والمواطنات بالمناصفة، ويتم استشارتهم في الخدمات التي تعتزم الهيئة تقديمها لهذه الشريحة والوقوف على التحديات التي تواجههم ومشاركتهم في إيجاد الحلول والمقترحات المناسبة لها.

مغير الخييلي: الدولة تحفظ حقوقهم وترعاهم

أكد الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي: «أن كبار المواطنين يعدون من أهم الفئات المجتمعية في إمارة أبوظبي، وركيزة أساسية وعريقة تعكس ماضي وحاضر المجتمع بما قدموه من إنجازات وإسهامات في تأسيس وبناء الوطن». وأضاف الخييلي، في كلمته بمناسبة «يوم المسن العالمي 2019»:

«أن دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت دائماً على حفظ حقوق كبار المواطنين وتأمين الرعاية اللازمة وتوفير حياة كريمة لهم، وتمكينهم لما بذلوه من عطاء في خدمة الوطن، فهم من ساهموا في الماضي بتوطيد مفاهيم التحلي بالصبر وروح المثابرة، ولا شك أن عطاءهم ساهم في بناء جيل طموح وواثق متمسك بتراثه وأصالته، جيلٍ يمضي على خطى الرعيل الأول من المؤسسين، الذين بذلوا الغالي والنفيس حتى وصلت دولتنا الحبيبة إلى المكانة العالمية المرموقة اليوم».

وأشار إلى أن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أكد أهمية التمسك والاحتفاظ بالقيم الأصيلة والتي تتمثل في ماض بني من جهد هؤلاء المواطنين سعياً منا لحاضرٍ ومستقبل أكثر ازدهاراً. كما ذكر، أن دائرة تنمية المجتمع تعمل على وضع استراتيجية متكاملة لكبار المواطنين.

والتي تتماشى مع أجندة السياسة الوطنية لكبار المواطنين، والتي تسهم في الوصول لرؤية الإمارات 2021، وأهداف مئوية الإمارات 2071، حيث ستمثل سياسة كبار المواطنين، النموذج الأمثل للجهود التي تبذلها إمارة أبوظبي نحو توفير أقصى سبل العيش الكريم لكافة شرائح المجتمع.

مفاهيم

وبيّن الدكتور مغير الخييلي: «أن عطاء كبار المواطنين المستمر وترسيخهم لمفاهيم الانتماء والوطنية ورفدهم المستمر من أجل رفعة الوطن، ساهم في استدامة المشهد التنموي الذي تشهده إمارة أبوظبي في مختلف المجالات». مؤكداً في الوقت ذاته، أن المسيرة العطرة لكبار المواطنين ما زالت مستمرة، وستستمر بلا شك، وذلك لوعيهم الكبير بدورهم في رفعة الوطن والمجتمع، موجّهاً لهم تحية تقدير لهم عن طريق توفير سبل العيش والحياة الكريمة لهم.

 

Email