الاتصالات.. هدف استراتيجي بآفاق أوسع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واحداً من القطاعات الاقتصادية الحيوية، التي تتميز بالنمو السريع، وتسهم بقوة في الناتج المحلي الإجمالي، ما يجعله قادراً على توفير الفرص الوظيفية المناسبة للمواطنين بما يمكنهم من المشاركة في الاقتصاد المعرفي التنافسي.

ورغم ارتفاع نسب التوطين في شركات الاتصالات العاملة بالقطاع، لكن لا تزال هناك آفاق أوسع وفرص أكبر لمزيد من عمليات التوطين النوعي وتطوير آفاق الشراكة بين كافة الجهات المعنية، والالتزام بالمسؤوليات التي تفرضها هذه الشراكة للوصول إلى النتائج المرجوة خلال فترة زمنية وجيزة، تحقيقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة.

كوادر

ووفق رصد «البيان الاقتصادي»، بلغت نسبة الكوادر المواطنة في مجموعة الإمارات للاتصالات «اتصالات» نحو 47% من مجمل وظائف الشركة مع نهاية العام الماضي، إذ تؤكد الشركة وفق تقرير الحوكمة لعام 2018، حرصها على وضع عملية التوطين على رأس أولوياتها من خلال خطة استراتيجية طويلة المدى وضعتها المؤسسة لتحقيق هذا الهدف في ظل التوسع الكبير الذي شهدته أعمال الشركة في الدولة وبرامج التوسع الدولي لأعمالها في أسواق حيوية في المنطقة والخارج.

بينما وصلت نسبة التوطين في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» مع نهاية العام الماضي إلى 34.01%، موزعة على عدة درجات وظيفية تشمل: رئيس إدارة تنفيذي، ونائب رئيس، ومدير أول، ومدير، واختصاصي، ومساعد. وتوضح الشركة في تقريرها للحوكمة أن مجلس إدارتها يحرص على استقطاب المواهب الإماراتية الشابة، وهو ما أسهم في تحقيق مستهدفات التوطين ضمن الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.

وأكدت «دو» أنها تأخذ بعين الاعتبار العلوم الحديثة في مجال ابتكار تكنولوجيا الاتصالات مع الحرص على توفير التدريب الكافي والجو الملائم لصناعة قادة المستقبل، مشيرة إلى أن مجلس إدارتها أوكل لجنة الترشيحات والمكافآت في الشركة مهام النظر في مسائل التوطين وعملية التخطيط للتعاقب الوظيفي.

استدامة

وقال حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، إن قرارات مجلس الوزراء الموقر تعيد التأكيد على أهمية ملف التوطين، باعتباره إحدى ضرورات الاستدامة في عصر بالتطورات التكنولوجية المتسارعة.

وأضاف المنصوري في إفادة لـ «البيان الاقتصادي»، أن الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات من الجهات الأكثر التزاماً بنهج التوطين، حيث طبقنا ونطبق العديد من البرامج والمبادرات التي تضمن تعزيز الكفاءات الوطنية، وتهيئة الشباب الإماراتي لقيادة دفة هذا القطاع الحيوي الذي يشكل عصب التطور في القطاعات كافة، مبيناً أن من هذه البرامج برنامج قيادة، ومخيم هيئة تنظيم الاتصالات، وهاكاثون الإمارات وغيرها.

تقدم ونمو

وأوضح المنصوري أن الشباب الإماراتي قادر على أن يبهر العالم في المجالات كافة، ولا سيما في مجال الاتصالات والعلوم المتقدمة والمجالات ذات الصلة، وقد عشنا في الأيام الأخيرة فرحة الانطلاق الإماراتي نحو الفضاء، وتابعنا بفخر وصول هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، وكيف أن هذا الشاب صار قدوة للآلاف من أبناء الوطن.

وذكر المنصوري أن قطاع الاتصالات هو بمثابة الشبكة العصبية للقطاعات الأخرى، فهو أساس التقدم في عصر الذكاء الاصطناعي، وهو سر المدينة الذكية، وعنوان عصر البيانات الضخمة. ومن البديهي أن يكون الاهتمام بالعنصر المواطن في أعلى تجلياته في هذا القطاع، باعتبار ذلك من ضرورات الاستدامة الاقتصادية والتنموية.

Email