هكذا هُم عيال زايد

البطل خليفة ينقذ زملاءه من حريق حافلتهم المدرسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في موقف بطولي يعكس يقظة وشهامة عيال زايد، أنقذ البطل الطفل خليفة عبدالله علي الكعبي، الذي يدرس بالصف الثامن في مدرسة القدوة للتعليم الأساسي والثانوي «مدارس النخبة» بمدينة كلباء بالمنطقة الشرقية، زملاءه الطلبة الأربعة الذين كانوا برفقته على متن حافلتهم المدرسية عندما شبت النيران فيها أمس.

وروى الكعبي لـ«البيان» تفاصيل الحادث قائلاً: «عند ركوبي الحافلة المدرسية شممت رائحة دخان، فأخبرت السائق والذي بدوره أوقف محرك الحافلة وتفقدها، ثم طمأنهم بأن لا شيء قد حدث، وعندما تحركت الحافلة عند الساعة السادسة و45 دقيقة تماماً اندلعت نيران كثيفة خلف المقعد الذي أجلس فيه مع زميلي، فدفعت زميلي إلى خارج الحافلة».

كما تصرف الكعبي بحكمة وحنكة، إذ دفع زميلاً له آخر في الصف السادس الابتدائي خارج الحافلة، حتى أصبح جميع الطلاب خارجها، وما هي إلا لحظات بعد خروجهم حتى اندلعت النيران في كامل الحافلة المدرسية، الأمر الذي وقف معه السائق حائراً إلى أن أخذ البطل خليفة هاتف السائق وأبلغ إدارة الشرطة، ثم غرفة العمليات والتي بدورها هرعت إلى موقع الحادث وتمكنت من السيطرة على النيران حتى لا تمتد ألسنتها إلى المناطق المجاورة.

وقال الكعبي إنه شارك في العديد من المسابقات التي نظمتها إدارة المدرسة، إضافة إلى المسابقات الأخرى على مستوى الدولة، ومنها المسابقات الروبوتية والذكاء الاصطناعي، مبيناً أن الطلبة الإماراتيين يتفوقون على نظرائهم في العديد من الدول الأخرى من خلال تطويع التكنولوجيا الحديثة، كما أن الدولة وفرت الكثير من المعينات للطلبة الإماراتيين من خلال الورش التدريبية على مستوى المدارس تشجيعاً لهم على تقديم المزيد من الابتكارات.

تميز دراسي

وقال والد الطفل خليفة، الذي يعمل بقوات الأمن الخاصة منذ 27 عاماً، إن خليفة يعد الثالث بين شقيقاته الثلاث، وإن مستواه الدراسي مميز، والدليل أنه يدرس بمدارس النخبة بمنطقة كلباء، وإن ما قام به يعد عملاً بطولياً، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى سخره لمثل هذا الموقف حتى ينقذ زملاءه في المدرسة من موت محقق، وذلك من خلال ثباته وتصرفه بعقلانية، فرغم صغر سنه فإنه تمكن من التعامل مع الموقف بكل اقتدار، حيث أبلغ الجهات المختصة والتي بدورها هرعت إلى مكان الحادث وتعاملت مع الحريق باحترافية.

وثمّن والد الطفل خليفة دور القيادة العامة لشرطة الشارقة التي تواصلت مع الأسرة، مشيدةً بالموقف البطولي الذي قام به ابنه، محفزة إياه حتى يكون ذلك دافعاً قوياً له ولزملائه حتى يتمكنوا من التصرف بحكمة في مثل تلك المواقف الصعبة، كما ثمّن دور إدارة المدرسة ومعلميها والذين بدورهم قاموا بتكريم ابنه الأمر الذي يعد دافعاً قوياً له ويعزز من ولائه وقيمه التي اكتسبها من العادات والتقاليد الإماراتية. وكانت شرطة الشارقة قد أعلنت بالتعاون مع فرق الدفاع المدني أنها نجحت في تأمين سلامة جميع طلاب مدرسة القدوة بمدينة كلباء، ونقلهم ب أمان إلى مدرستهم بعد أن تعرضت حافلة مدرسية لحادث حريق تمت السيطرة عليه خلال لحظات.

وأشارت إلى أن سائق الحافلة انتبه لوجود دخان ينبعث من أسفل الحافلة، وقام على الفور بإخلاء الحافلة من الطلاب، وعليه تم الاتصال صباح أمس بغرفة العمليات بمركز شرطة مدينة كلباء الذي سارع على الفور بتوجيه عدد من دوريات الشرطة والدفاع المدني إلى موقع الحافلة، حيث تعاملوا مع الحادث وتمكّنوا من السيطرة على الحريق ومتابعة نقل الطلاب إلى مدرستهم دون أن يتعرض أي منهم لأذى.

حافلة بديلة

من جهتها أفادت وزارة التربية والتعليم بأنه تم التعامل مع إخلاء الطلاب من الحافلة بسرعة قياسية، مؤكدةً أن جميع الطلاب بخير.

وأوضحت الوزارة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي «تليغرام» أنه «تم إخلاء حافلة مدرسية على متنها عدد قليل من طلبة الحلقة الثانية بسرعة قياسية بعد تعرّضها لحريق، بفضل شجاعة وحسن تدريب سائقها، ولم يُصب أحد جراء هذا الحادث، في حين تعاملت الجهات المختصة على الفور مع هذا الطارئ، وتم توفير حافلة بديلة لنقلهم ضماناً لسير العملية التعليمية على أكمل وجه».

وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل بالتعاون مع شركائها على متابعة أسباب الحريق مع الجهات المختصة، مؤكدةً حرصها على اتخاذ كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لضمان سلامة وأمن جميع أبنائها الطلبة.

Email