تتوالى فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية، الذي يختتم فعالياته اليوم السبت بحضور جماهيري لافت وسط رائحة القهوة العربية التي هَندست أروقة المعرض بعبق التراث والماضي الأصيل.
وشهد المعرض في يومه الرابع حضوراً لافتاً للزوار من خارج الدولة خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي الذين حضروا للبحث عن الجديد في عالم المقناص وللتبضع استعداداً لمواسم «الكشتات» والقنص في الأشهر القليلة المقبلة، فيما قام عدد من العائلات باصطحاب أطفالهم، ما أضفى جواً أسرياً مميزاً على أجواء المعرض.
وخصصت بعض الجهات في أجنحتها ركناً خاصاً بالأطفال، كما قامت بعض دور الحضانات في أبوظبي بعمل حضانة مصغرة داخل أروقة المعرض ليستمتع الأطفال بالأجواء التراثية، كما تم توفير لوحات رقمية لحيوانات قد تتعرض للانقراض، وتعريف الأطفال بطرق الحفاظ على الحيوانات ومفاهيم الاستدامة بطرق مبسطة، ودفعهم ليكونوا شركاء في الحفاظ على البيئة.
وإلى جانب أجنحة الأسلحة والصقور كان لأجنحة المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بالتراث حضورها اللافت، حيث منحت زوارها تذكرة العودة بالذاكرة إلى ماضي الإمارات الأصيل وتراثها العريق.

التفتيش الأمني
قدّمت إدارة التفتيش الأمني الـ(K 9) في شرطة أبوظبي عروضاً حية مميزة للكلاب البوليسية، تمتع بمشاهدتها زوّار المعرض الدولي للصيد والفروسية 2019.
وأبدى رواد المعرض وزواره إعجابهم بأداء الكلاب البوليسية المتميز، خاصةً في عمليات المواجهة والاقتحام والقتال، والتي ظهرت بمستوى عالٍ من القدرة البدنية والرشاقة والتدريب المتقن، والتناغم بينها وبين مدربي إدارة التفتيش الأمني (k9) بشرطة أبوظبي.
وقال العميد جمال جمعة حبش، مدير إدارة التفتيش الأمني الـ(K 9): إن المشاركة شملت عروضاً في مجالات العمل الشرطي إلى جانب عروض ترفيهية تبرز مهارات الكلاب البوليسية، واستعراضية جديدة تضمنت القفز على الحواجز بالاشتراك مع الخيول، وأيضاً مشاركة الجمهور بالتعامل الأمثل مع الكلاب وطرق العناية بها، وأيضاً عرض مهارات فريق البحث والإنقاذ في الكشف عن الأحياء تحت الأنقاض، وتستهدف إبراز القدرات التدريبية لشرطة أبوظبي تحقيقاً لأهدافها واستراتيجيتها في تقديم خدمات متميزة بمستويات عالية الجودة.
وذكر النقيب حمد مبارك العزيزي، مدير مكتب مدير إدارة التفتيش الأمني (k9) الذي يتولى الإشراف على عروض الكلاب البوليسية، وجناح إدارة التفتيش الأمني في المعرض، أن مشاركة الكلاب البوليسية في معرض الصيد والفروسية، وغيرها من الفعاليات، تهدف إلى إبراز الدور الكبير الذي تقوم به شرطة أبوظبي في مجال مكافحة الجريمة والوقاية منها، تحقيقاً لأهداف واستراتيجية شرطة أبوظبي في تقديم خدمات أمنية متميزة بمستويات عالية الجودة.
كلنا شرطة
وشارك 80 عضواً من عناصر كلنا شرطة في فعاليات معرض الصيد والفروسية 2019، وذلك على فترتين صباحية ومسائية، وأسهموا بدور كبير في عملية التنظيم من حيث استقبال زوار المعرض.
وأوضح العقيد الدكتور حمود سعيد العفاري مدير إدارة الشرطة المجتمعية، أن مبادرة «كلنا شرطة» تأتي ضمن اهتمام شرطة أبوظبي بالدور المجتمعي إلى جانب المهام والمسؤوليات الأمنية والشرطية والخدمية والمشاركة الفعلية في استكمال الخطط الرامية والجهود المبذولة في تعزيز مكانة الدولة في استضافة المعارض العالمية والإسهام في إسعاد العارضين ومساعدتهم.
من جانبه ذكر المقدم الحاج مبخوت المنهالي رئيس قسم كلنا شرطة، أن مبادرة «كلنا شرطة»، تحظى باهتمام مجتمعي كبير، ليكون أفراد المجتمع العون والسند لعناصر الشرطة في القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم الأمنية، مشيراً إلى مشاركة عناصر من «كلنا شرطة» في مساعدة دوريات المرور أو المشاركين والترحيب بالضيوف ضمن جهود الشرطة في تعزيز التواصل مع المجتمع.
منصات
وتشارك في معرض الصيد والفروسية العديد من المنصات التطوعية التي تسهم في دفع الشباب والصغار إلى خوض تجربة العمل التطوعي وغرس روح المبادرة والوطنية، وفي هذا الصدد قالت شمة البلوشي، نائب رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في جمعية «واجب» في حديث مع «البيان»: «تعد هذه مشاركتنا الأولى في معرض الصيد والفروسية هذا العام، ودورنا تنظيمي، حيث نستقطب المتطوعين لتنظيم الفعاليات التراثية والثقافية والمعارض، وجناحنا في المعرض يشكل بؤرة تعريفية لتعريف الناس بأساس العمل التطوعي، وكيفية مشاركة الجمهور في الأحداث الخيرية والوطنية والتطوعية عبر منصة الجمعية، وأكدت البلوشي حرص الجمعية على التعاون مع الجهات الأخرى مثل «كلنا شرطة»، وتأتي مشاركتنا لغرس حب التطوع في نفوس الصغار والكبار، وأهمية العمل التطوعي للشخص وما يسهم به من تعزيز الهوية الوطنية».
وفي جولة حول معرض الصيد والفروسية 2019، بحث عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سبل التعاون وتعزيز أواصر العمل المشترك بين الأفراد والمؤسسات الحاضنة للتراث والبيئة والموروث الثقافي والاجتماعي.
وأعرب بن دلموك عن شكره وتقديره للجنة المنظمة وما بذلته من جهد في جمع المؤسسات الحاضنة للتراث والأفراد على حد سواء، وقال: «قمنا بتوجيه إدارة البحوث والدراسات بالمركز للتعاون مع عدد من الأفراد العارضين في هذا الملتقى السنوي، وتلقينا مجموعة من العروض للتعاون ومد جسور العمل المشترك تجسيداً لأطر العمل بروح الفريق الواحد لخدمة المسيرة الوطنية».
من جهتها قالت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: «على غرار السنوات الماضية، يستمر المركز بإقامة فعاليات ومسابقات للتدريب على الرماية عبر جهاز المحاكاة، وإثراء تجربة الزائرين للمعرض، كما تأتي هذه الخطوة تشجيعاً للشباب على تعلم فنون الرماية وحافزاً للمشاركة في البطولات التراثية».

«القرية التراثية»
وشهدت القرية التراثية المصغرة التي يشارك بها نادي تراث الإمارات في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية المقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، زيارات لسمو الشيوخ وكبار المسؤولين، كما شهدت تفاعلاً نوعياً من زوار المعرض ومشاركيه الذين استوقفتهم أركانها التراثية المختلفة، وأبهرهم واقعها التراثي الحي، وجذبتهم أنشطتها الثقافية المتنوعة.
فقد واصلت القرية التراثية المصغرة التي تعرض مشاركات النادي في المعرض استقبال زوار المعرض من مختلف الفئات وكبار المسؤولين، الذين اطلعوا على القرية وإصدارات مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، لا سيما الإصدارات الحديثة التي أعدتها شمسة حمد العبد الظاهري، ومنها «الخيل موروث وحضارة في دولة الإمارات العربية المتحدة»، و«الأسلحة التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وكذلك إصدارات مركز سلطان بن زايد المتنوعة.
وبيّنت فاطمة مسعود المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، أن النادي الذي غدا معروفاً كمؤسسة ريادية في دعم الحفاظ على الموروث ونشره وترسيخه في نفوس النشء، يضطلع بأكثر من دور في التميز في أداء رسالته ويعمل على خلق حراك نوعي يتواءم مع الفعاليات، وأصبح ذلك من سماته المعهودة.
وحظي جمهور المعرض أمس بلقاء محمد موسى الخالدي «أبو راكان»، المصور الخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحد الرجال الذي أسهموا إسهاماً بالغاً في تدوين سيرة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من خلال ما أجاد به عبر كاميرته من أعمال فنية خلاقة، وذلك في محاضرة بعنوان: «مقناص زايد عن قرب».
كما أطلعت هيئةُ أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية زوارَ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2019 على خدماتها المبتكرة في مجال الثروة الحيوانية، والتي تسعى من خلالها إلى مواكبة التطورات.
وتأتي مشاركة الهيئة في المعرض في إطار حرصها على المشاركة الفاعلة في الأنشطة والفعاليات المتصلة بمجالات عملها، والتزاماً بدورها في تعزيز فاعلية نظام الأمن الحيوي للوقاية من الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية من خلال وضع الخطط والبرامج الفاعلة والإشراف والرقابة على تنفيذها بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وتتمثل مشاركة الهيئة في عرض للمختبر البيطري المتنقل والخدمات التي تقدمها لمربي الثروة الحيوانية وتعريف رواد المعرض والمشاركين بخدماتها العلاجية والوقائية والتشخيصية إلى جانب توزيع نشرات توعوية خاصة بأفضل الممارسات المتبعة في مجال تربية الثروة الحيوانية والأمن الحيوي والترويج لمعرض يوروتير الشرق الأوسط وتسجيل الراغبين بزيارة المعرض من خلال تخصيص موظف من قبل الشركة المنظمة لهذا الغرض.
وتوفر هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية مختبرات بيطرية متنقلة ومجهزة بأفضل وأحدث التقنيات اللازمة للتحليل، والتي يمكن من خلالها إجراء عدد من الفحوصات المخبرية والتشخيص البيطري المتكامل في موقع الحدث، حيث يتم استخدام المختبرات المتنقلة في مواقع المهرجانات والعزب، بالإضافة إلى عمليات الاستجابة لطوارئ الأمراض الوبائية. وتوفر الهيئة مجموعة من التحاليل المخبرية بأعلى معايير ضبط الجودة ووفقاً لمعايير الآيزو 17025 مثل خدمات فحص الدم الشامل للكشف عن مكونات الدم ووظائف الكبد والكلى والفيتامينات كما تقدم مجموعة من التحاليل الميكروبيولوجية.
أهمية
يعد المعرض الدولي للصيد والفروسية أحد أهم وأبرز المعارض الدولية في الشرق الأوسط المتخصص في الصيد والفروسية والرياضات البحرية ورحلات السفاري والفنون والتحف، حيث يتيح للزوار منذ انطلاقته الأولى عام 2002 فرصة اقتناء أحدث معدات التخييم والصيد والفروسية والرياضات الخارجية والبحرية. وتزدحم أجنحة المعرض بأحدث تكنولوجيا الرياضات البرية والبحرية وتقدم أفضل ما توصل إليه العلم الحديث من اختراعات وابتكارات تكنولوجية لها علاقة بالصيد والفروسية وبالرحلات البرية والبحرية، كما حفل المعرض بالعديد من المشاريع الإماراتية الخاصة برحلات الصيد والصقارة وفق أحدث التقنيات وأكثرها تطوراً على مستوى العالم.
سعاد السويدي.. أول مصورة عربية للحياة البرية
استقطب المعرض الدولي للصيد والفروسية هذا العام ولأول مرة المهندسة سعاد السويدي، أول مصورة عربية للحياة البرية، حيث استطاعت سعاد أن تبرهن على أن المرأة الإماراتية لا تحدها حدود، ولا تستسلم لأي عقبات، بل تهندس بعزمها وصبرها وسعيها الدؤوب معمار الأمل والوثوب إلى القمة.

وفي حديث مع «البيان» تحدثت المهندسة سعاد عن خوفها الذي كان دافعاً كبيراً لتحقيق حلمها الأثير، إذ لم يكن عقبة، بل كان اللبنة الأولى للوصول إلى الحلم.
وقالت السويدي الحاصلة على بكالوريوس وماجستير هندسة مبانٍ بمرتبة الشرف الأولى من الولايات المتحدة الأمريكية، إن الكاميرا كانت رفيقة درب منذ الصغر، وإن المسافة الضوئية بين الضغط على زر الكاميرا والحصول على لقطة جميلة كانت هاجساً يراودها في توثيق كل لحظة جميلة، وكأنها كيان وروح ونبض، وكانت أمها خلال هذه الرحلة الملهمة وصانعة الأمل في نفس «سعاد». وعن رحلتها إلى كينيا، بلد الحياة البرية، كانت رحلة محفوفة بالمخاطر، بخيام برية وسط البرية، وسط الحيوانات المفترسة، كانت الكاميرا الأنيسة الوحيدة، وكان شغف اللقطة حافزاً كبيراً لعدم التراجع، فاستطاعت أن تلتقط العديد من الصور واللقطات النادرة لإيمانها العميق بقدرتها، وعزم «ابنة الإمارات» على تحقيق الإنجازات العظيمة، مهما بلغت صعوبتها.
تجربة سعاد السويدي تشكل قصة جديدة وحلماً أثيراً يشار إليه بالبَنان، ويعتز به القاصي والداني.
