تحت شعار «معاً لترسيخ مفاهيم الصيد المستدام»، انطلقت في العاصمة أبوظبي صباح أمس فعاليات النسخة السابعة عشرة من معرض الصيد والفروسية، والذي يعد العرس التراثي الذي يستقطب كوكبة من المهتمين بالثقافة والصيد وفنون الفروسية من كافة أنحاء العالم، برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، وذلك بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، خلال الفترة من 27 إلى 31 أغسطس 2019، بحضور لفيف من المهتمين من كافة أنحاء العالم.

وافتتح فعاليات المعرض بورشة عمل مشتركة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالطيور الجارحة، باعتبار هذه القضية إحدى أهم القضايا ذات الأولوية على الصعيد العالمي، نظراً لما تمثله من أهمية في النظام الإيكولوجي، وفي الموروث الحضاري والثقافي في مختلف دول العالم.

مكانة خاصة

وبهذه المناسبة قال معالي ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، في كلمة ألقاها: «تحظى الطيور الجارحة، وخاصة الصقور، بمكانة خاصة وأهمية كبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي لصلتها الوثيقة بتاريخ وتراث المنطقة، وارتباطها بالتقاليد والعادات العربية الأصيلة. وأكد الزيودي أنه قد انعكست هذه الأهمية في الجهود التي بذلناها للمحافظة على التنوع البيولوجي بشكل عام، والطيور الجارحة بشكل خاص.

حيث وضعت دولة الإمارات إطاراً قانونياً يحمي هذه الطيور من مختلف التهديدات التي تتعرض لها، وفي مقدمتها الإخلال بالموائل والصيد الجائر والاتجار غير المشروع بالأنواع، فعلى سبيل المثال، ينظم القانون الاتحادي رقم 11 لسنة 2002 إجراءات الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض بما يتفق مع أحكام اتفاقية CITES وأحكام المعاهدة الدولية للمحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات المهاجرة CMS، التي نتشرف باستضافة مكتبها الإقليمي في العاصمة أبوظبي، واتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية بدول مجلس التعاون الخليجي.

تطوير القدرات

وقال معاليه إنه إلى جانب ذلك، عملت دولة الإمارات على بناء وتطوير القدرات البشرية والمادية المعنية بمراقبة عمليات الاتجار غير المشروع بالأنواع، سواء في المنافذ الحدودية أو في الأسواق المحلية أو عبر الوسائل الإلكترونية، ونشر الوعي بممارسات الصيد المستدام والاتجار المشروع بالأنواع.

كما عملت على إنشاء العديد من المستشفيات والمراكز لعلاج الصقور، ومراكز البحوث والإكثار داخل الدولة وخارجها، ورفدها بأفضل الخبرات العلمية وأحدث التقنيات، إضافة إلى تحديد المواقع الهامة للطيور في الدولة، وتحديث القائمة الوطنية الحمراء لأنواع الطيور المهددة بالانقراض.

مكافحة

ومن جهته قال ماجد المنصوري، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة، وأمين عام نادي صقاري الإمارات، إن استراتيجية الاتحاد العالمي للصقارة تركز على مكافحة التجارة غير المشروعة في الطيور الجارحة من خلال معالجاتٍ جادةٍ على المدى القصير والمتوسط والطويل بهدف تحسين وسائل مراقبة التجارة الدولية مع تطوير القدرات على إعادة تأهيل الطيور الجارحة وإعادة إطلاقها، ودعم جهود الدول لكي تتمكن من تقوية وسائل الضبط والرقابة وتوعية المجتمعات المحلية.

مزاد يومي للصقور

وتشهد الدورة السابعة عشرة من المعرض لأول مرة مزاداً يومياً للصقور ينظم طيلة أيام المعرض اعتباراً من الثلاثاء الموافق 27 أغسطس وحتى آخر أيام المعرض الموافق 31 أغسطس، فضلاً عن تنظيم أول عرض دولي للكلاب في دولة الإمارات، وهي العروض التي من شأنها إتاحة الفرصة للجماهير والزوار لمشاهدة أكثر من 200 سلالة من الكلاب المدربة من أكثر من 15 دولة.

تشارك شرطة أبوظبي في فعاليات الدورة السابعة عشرة» للمعرض الدولي للصيد والفروسية - أبوظبي 2019 «، والتي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، في الفترة من 27 إلى 31 أغسطس الحالي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وأكد العميد سالم حمود البلوشي رئيس اللجنة الأمنية المنظمة، جاهزية شرطة أبوظبي لتأمين الفعاليات وتوفير الإمكانات الضرورية التي تسهم في إنجاح هذا الحدث المميز.

لافتاً إلى أن اللجنة الأمنية أعدت خطة تركز على تكثيف جهود التوعية لرواد المعرض وإبراز هذا الحدث العالمي.

أحدث البنادق

تشارك شركة بينونة الوطنية لتجارة المعدات العسكرية والصيد في فعاليات الدورة الـ 17 من المعرض الدولي للصيد والفروسية في أبوظبي، ويضم جناح الشركة الذي يمتد على مساحة 350 متراً مئات القطع الحديثة من البنادق ومسدسات الصيد بالتعاون مع شركات عالمية، وتعتبر بينونة من الشركات الإماراتية المتخصصة في بيع الأسلحة والمناظير ومعدات الصيد البري وأحدث البنادق والأسلحة الخفيفة بمختلف أنواعها.

وقال سعيد الغفلي المدير التنفيذي لشركة بينونة للمعدات العسكرية والصيد التي تتخذ من مدينة العين مقراً لها، إن الشركات المحلية أثبتت تواجدها بقوة في المعرض، وهذا يؤكد إثبات وقدرة أبناء الوطن في هذا المجال، مشيراً إلى أن المعرض يشكل فرصة كبيرة لتبادل الخبرات وعقد الصفقات بين الشركات العالمية المتخصصة وذات الاهتمام.

تشارك هيئة البيئة - أبوظبي في الدورة السابعة عشرة من»المعرض الدولي للصيد والفروسية«، حيث يركز جناح الهيئة هذا العام على المستقبل وأهمية تحقيق التوازن المثالي بين الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا، ليرتبط بذلك ارتباطاً وثيقاً بشعار المعرض الذي يحمل عنوان»معاً لترسيخ مفاهيم الصيد المستدام" انسجاماً مع إعلان 2019 عاماً للتسامح.

ويضم جناح الهيئة شجرة ترمز إلى العالم المترابط الذي نعيش فيه، وإلى الإنجازات التي حققتها الهيئة في مجال المحافظة على البيئة والأنواع من خلال سلسلة من المبادرات الرائدة التي كان لها تأثير إيجابي على مستقبل البيئة والأنواع في العالم.

كما يضم الجناح خريطة الدور العالمي الرائد للهيئة تبرز حضورها القوي في المحافل الدولية عبر أكثر من 35 بلداً، ومشاركاتها في المعارض والمؤتمرات البيئية، وعقدها للشراكات مع المؤسسات البحثية والعلمية المتخصصة حول العالم.

«إطلاق الظبي الآلي» لبطولة السلق

ضمن فعاليات النسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للصيد والفروسية، شارك جناح مركز حمدان لإحياء التراث بجملة من المنشورات التي تنشر لأول مرة، وعرض أفلاماً وثائقية تدعم التراث وتصون مكتسباته، وعرض العديد من التقنيات الحديثة المستخدمة في السباقات والبطولات.

وعرض الجناح لأول مرة الظبي الآلي الذي يستخدم في بطولة السلق، وبهذه المناسبة قال راشد الخاصوني، رئيس قسم الدعم اللوجستي في مركز حمدان لإحياء التراث لـ»البيان«إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الظبي الآلي الذي يعرض لأول مرة في المعرض الدولي للصيد والفروسية، يعتبر مثالاً على دعم التراث وصون مكتسباته بشكل دؤوب، وأكد الخاصوني بأن الدراسات أثبتت بأن كلاب السلق تتميز بقدرتها على العدو لمسافات طويلة وبسرعة تصل إلى ما يقارب 65 كيلومتراً في الساعة، كانت إحدى وسائل الصيد في المنطقة.

من جهته علق جمعة المهيري، رئيس لجنة بطولة السلق في إدارة البطولات بالمركز، إلى أن تطوير معايير البطولات يأتي من أوجه عديدة، مثل إجراء الدراسات اللازمة عن السلق عموماً، ومن ثم معرفة أكثر ما يحفزه على الجري والعدو وقال:»صنعت الطريدة المستخدمة لسباق السلق في شكل ظبي آلي، وبأيد إماراتية، وصُمم ليحفز السلق ويحثه على زيادة سرعته، وبالتالي إضافة التشويق اللازم وبث روح الحماسة وسط المتسابقين، ليسجل السباق أرقاماً جديدة في سرعة عدو السلق المتسابق».