سموهما أعـربا عن خالص تعازيهما بوفاة الفقيد

محمد بن راشد ومحمد بن زايد: سيف الغرير ابن دبي البار وصاحب مسيرة طويلة في الكفاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سيف بن أحمد الغرير الذي وافته المنية أمس. وأكد سموهما أن الفقيد كان رجل اقتصاد وصاحب رؤية، وأعطى وطنه من فكره وجهده الكثير، كما كان صاحب مسيرة طويلة في الكفاح والطموح والنجاح.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر حسابه على تويتر: «ودّعت الإمارات سيف بن أحمد الغرير.. ابن دبي البار وأحد رجالها الأوفياء. كان رجل اقتصاد وصاحب رؤية، أعطى وطنه من فكره وجهده الكثير. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه».

ونشر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر «تويتر» صورتين تجمعان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع سيف بن أحمد الغرير، وعلق سموه على الصورتين قائلاً: «خالص تعازينا ومواساتنا في وفاة سيف بن أحمد الغرير.. رائد من رواد الأعمال والاقتصاد وصاحب مسيرة طويلة في الكفاح والطموح والنجاح.. نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

إلى ذلك، قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، واجب العزاء في وفاة المغفور له سيف بن أحمد الغرير.

فقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، بزيارة مجلس العزاء في منطقة الخوانيج في دبي مساء أمس، حيث أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لنجلي وذوي الفقيد عن صادق تعازيه ومواساته، راجياً الله تبارك وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أسرته جميل الصبر وحسن العزاء - «إنا لله وإنا إليه راجعون».

وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عبر «تويتر»: «بعد حياة حافلة بالعطاء والتميز في مجال الاقتصاد ودعت الإمارات سيف بن أحمد الغرير.. كان رحمه الله من أبرز رواد الأعمال وصاحب مواقف مشهودة وقدم الكثير لبلاده. نسأل الله أن يرحمه ويلهم أهله الصبر والسلوان».

هزاع بن زايد: مسيرة حافلة بالنجاحات

أعرب سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عن خالص التعازي في وفاة سيف بن أحمد الغرير، مؤكداً سموه أنه كان للراحل مسيرة حافلة بالنجاحات. وقال سموه عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «أحر التعازي بوفاة سيف بن أحمد الغرير، أحد رواد الاقتصاد والأعمال في الإمارات، وقد كان للراحل مسيرة حافلة بالنجاحات، ومسيرة لا تنسى أسهم خلالها في النهضة الإماراتية، وقدم صورة بهيّة لرجل الأعمال الملتصق بوطنه.. أسكن الله الفقيد فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

أنور قرقاش: الفقيد من جيل الرواد

أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الفقيد سيف بن أحمد الغرير كان من جيل الرواد وقصص الكفاح ومبادرات البناء ودروس الحياة. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «إنا لله وإنا إليه راجعون انتقل إلى رحمة الله سيف بن أحمد الغرير أبو عبدالرحمن من جيل الرواد وقصص الكفاح ومبادرات البناء ودروس الحياة افتقدناه في مرضه ونفتقده اليوم تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته».

حنيف القاسم: رجل ثقافة وعلم

أعرب معالي الدكتور حنيف حسن القاسم عضو معهد الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية، عن بالغ الحزن والأسى على رحيل سيف بن أحمد الغرير، معتبراً فقدان الإمارات له خسارة كبيرة، ليس فقط لأنه قدم خلال عمره المديد نموذجاً متفوقاً في التجارة وعالم الأعمال، بل أيضاً لأن المغفور له بإذن الله كان رجل ثقافة وعلم.

وقال القاسم: كنا في مرحلة شبابنا وحتى وقت قريب، نحرص على حضور مجلسه لننهل من بحر أخلاقه وروحه المتواضعة، وأذكر أن سيف الغرير رحمه الله، الذي ينتمي إلى جيل شحت فيه الكتب، كان يتبادل مع أقرانه ديوان المتنبي، وكان يحفظ ألفية ابن مالك عن ظهر قلب، ويحلو له إلقاء مقاطع منها.

عبد الله العويس: أحد أعمدة الاقتصاد

أكد عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن الفقيد سيف بن أحمد الغرير أحد أعمدة الاقتصاد في الدولة.

وقال العويس: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الأخ سيف بن أحمد الغرير، أحد أعمدة الاقتصاد في الدولة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وبوفاته فقدت الإمارات واحداً من أبرز رجال الأعمال الإماراتيين والعرب، الذي أسهمت أعماله واستثماراته في مجال العقارات والمصارف والتصنيع بدعم جهود قيادتنا الرشيدة نحو ترسيخ اقتصاد تنافسي وبناء الصناعة الوطنية وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز سمعة الدولة عالمياً».

الفقيد قامة اقتصادية وطنية مفعمة بروح الريادة

يعد سيف بن أحمد الغرير، أحد كبار رجال الأعمال في الإمارات ومؤسس «مجموعة الغرير»، قامة اقتصادية وطنية مفعمة بروح الريادة، وأسهم بفاعلية في تطور حركة التجارة والأعمال في دبي، وواكب خلال رئاسته مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، نمو الإمارة وتطور مكانتها على الساحة التجارية الإقليمية والعالمية، ونقل أبرز خبراته وتجاربه، كونه أحد أكبر رجال الأعمال في دبي إلى الغرفة، وأسهم في كتابة فصل أساسي ومهم من تاريخ الغرفة، وينسب إليه المساهمة الفعّالة في المكانة التي وصلت إليها غرفة دبي بوصفها إحدى أهم غرف التجارة في العالم.

وُلد سيف الغرير عام 1924 في منطقة ديرة بدبي، وبما أنّه كان الابن الأكبر من أبناء أحمد الغرير الخمسة، سُرعان ما انخرط في مهنة عائلته التي كانت صيد اللؤلؤ في ذلك الوقت، ورغم أنّه كان في مقتبل العمر كان يُمضي أربعة أشهر متواصلة في عرض البحر، يعيش فيها على الأرُز والتمر والسمك.

وبما أنّه كان «النُوخذة»، أو قبطان المركب، كانت أهمّ واجباته هي الحفاظ على حبّات اللؤلؤ، حيث كان يضعها في صناديق خشبية صغيرة داخل المقصورة التي كان ينام فيها.

نمو متسارع

وبحلول الثلاثينيات ومع ظهور اللؤلؤ الصناعي من اليابان، أصبحت مهنة صيد اللؤلؤ غير مجدية وغير مُربحة، فانتقلت العائلة إلى التجارة، وطوّرت مراكب صيد اللؤلؤ الصغيرة لتقوم برحلاتٍ أطول، ولتحمل موادّ أثقل، وبدأ أفراد العائلة بنقل التمور من العراق إلى أفريقيا والهند التي كانوا يعودون منها محمّلين بالأقمشة والمنسوجات والأخشاب التي كانت تُصنع منها المراكب، ولاحقاً أضيف الذهب إلى تجارتهم، حيث أصبحتْ دُبي مركزاً مُهمّاً في تجارة هذا المعدن الثمين.

وخلال إحدى الرحلات إلى الهند، التي تخلّلتها العواصف العاتية والرياح القويّة، سبّب اندفاع الأمواج القوية تهيّجاً مؤلماً في إحدى عينَي سيف الغرير، وقد قال في ذلك: «عندما وصلنا الهند كانت عيني تؤلمني بشدّة، فذهبتُ إلى أحد الأطبّاء الذي أخبرني أنّني إذا أردتُ أن يزول الألم فسأخسر إحدى عينَيّ، فأخبرته أن يوقف الألم، والحمد لله أنّني سأخسر عيناً واحدة فقط».

ومع نهاية الخمسينيات بدأت دُبي تشهد نموّاً مُتسارعاً تحت حُكم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي دعّم رؤيته الطموحة من خلال الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، وهكذا بدأ اقتصاد دُبي بالازدهار.

في تلك الفترة أنشأ سيف الغرير عام 1960 «مجموعةَ الغرير» لتجمع تحت لوائها الأعمال الخاصّة بالعائلة، ومع مرور الوقت وتحت إدارته توسّعت وتنوّعت أعمال المجموعة لتشمل مجالات: البيع بالتجزئة، والصناعة، والعقارات، وقد جرى تقييم كلّ مشروعٍ من مشاريع المجموعة من خلال إسهامه في نموّ المجموعة وازدهارها خاصةً ونموّ اقتصاد دُبي وازدهارها عموماً، بحيث كانت المجموعة مِثالاً يُحتذى.

تميز

لقد زرع الغرير في موظّفيه أهمّية التميُّز في مجال خدمة العملاء من خلال كلماته: «يكمن جوهر نجاح المجموعة في الثقافة المؤسّساتية التي تتمتّع بها، والتي تهدف إلى تعزيز النموّ وإذكاء روح الابتكار، ويكمن أيضاً في استراتيجيّة كسب العميل من خلال تقديم الجودة الأفضل، والحلول المبتكرة، والبحث الدؤوب عن السُبُل المُثلى لخدمة عملائنا».

فبعد ما كانت عائلة الغرير تعمل في صيد وتجارة اللؤلؤ خلال العقود الأولى من القرن العشرين، وسّعت أعمالها لاحقاً لتشمل المجالات التجارية والصناعية، عبر مجموعة الغرير، وقد كانت دُبي في ذلك الوقت تشهد نموّاً اقتصاديّاً وتجاريّاً كبيراً بفضل قيادتها الرشيدة وبمساهمة من عائلات دُبي التي كانت تحترف التجارة، والتي كانت عائلة الغرير إحداها.

وكانت المجموعة أوّل من أسّست معملاً للأسمنت في دُبي، بالإضافة إلى إنشائها مطاحن للقمح، ومعامل لتكرير السُكّر، ومعامل لصهر الألومنيوم، كما شيّدتْ أول مركز للتسوّق في البلاد عام 1981، لتُرسي بذلك أحد أقوى القطاعات الاقتصادية في دُبي.

وخطّ سيف الغرير فلسفة خاصة لمجموعة الغرير الاقتصادية بالاعتماد على أسس متينة في الأسواق الواعدة، وهكذا كان التركيز في المقام الأوّل على الأنشطة التي من شأنها أن تُعزّز اقتصاد دُبي والإمارات العربية المتّحدة، وقد أثبتتْ هذه الرؤية جدواها، حيث لم تستفد المجموعةُ من التطوّر السريع الحاصل في دُبي فحسب، بل أسهمتْ فيه كذلك.

وتسارعت وتيرة التغييرات في المجموعة خلال العقد الأخير، حيث رفعت المجموعة من استعداداتها لإنشاء المشروعات، والقيام بالأعمال على المستوى الدولي في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأستراليا، وأوروبا، وشمال أمريكا.

Email