دم الحبل السري.. يعيد 20 مريضاً إلى حياتهم الطبيعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت فاطمة الهاشمي رئيسة وحدة الإدارة وباحثة إكلينيكية في مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث التابع لهيئة الصحة في دبي لـ «البيان» أن «حملة «كنز الحياة»، التي أطلقتها الهيئة بداية العام الجاري وتستمر حتى نهاية العام، نجحت في رفع نسبة الوعي لدى الأمهات والمقبلات على الزواج حول أهمية تخزين دم الحبل السري، والذي استفاد منه لغاية الآن 20 مريضاً بالثلاسيميا وأنيميا الدم.

 

وقالت فاطمة الهاشمي: «إن الحملة قامت خلال النصف الأول من العام الجاري بتنظيم حملات توعوية ومحاضرات تعريفية بأهمية دم الحبل السري في كل من بلدية وشرطة دبي وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، والعديد من الدوائر الأخرى التي يشكل العنصر النسائي فيها نسبة عالية، مشيرة إلى أن المرحلة الثانية والتي تمتد حتى نهاية العام ستشمل ندوات ومحاضرات في مستشفيات الولادة في القطاع الخاص في دبي». وبينت: «إن الحملة تستهدف رفع نسبة الإقبال على عملية التخزين بما يقارب 70%».

وتفصيلاً أوضحت الهاشمي: «إن الخلايا الجذعية التي يتم استخلاصها من دم الحبل السري، الذي عادة ما يؤخذ من المشيمة بعد الولادة مباشرة أسهمت في علاج 20 مريضاً من مرضى الثلاسيميا وأنيميا الدم بعد أن قاموا بعملية زرع نخاع العظم وتخلصوا من الآلام».

نجاحات مبهرة

وأوضحت أن عدد العينات المخزنة في البنك وصل أكثر من 7000 عينة منها ما هو مخصص للاستخدام من قبل الغير ومنها ما هو خاص فقط بالأمهات وعائلاتهم، مشيرة الى أن المركز حقق نجاحات مبهرة في مجال علاج أمراض الدم عن طريق الخلايا الجذعية، التي يتولى المركز جمعها واستخلاصها وتخزينها لفترات تصل إلى أكثر من 30 عاماً.

وبينت فاطمة الهاشمي أن عملية جمع دم الحبل السري تتم ببساطة بعد ولادة الجنين مباشرة وقبل ولادة المشيمة، حيث يتم جمع بين 120 إلى 150 ملليمتراً من الدم في كيس يشبه كيس التبرع بالدم، حيث يتم غرس إبرة مثبتة في الكيس البلاستيكي وتترك ليمتلئ الكيس عن طريق الجاذبية، في عملية تستغرق بين 2 إلى 4 دقائق، وهي عملية سهلة وغير مؤلمة بالنسبة للأم والجنين».

وأضافت: «بعد سحب عينة الدم يتم تثبيت المعلومات المطلوبة على الكيس، بعد أن يتم إغلاقه بإحكام، ويتم كذلك أخذ 3 عينات مخبرية من دم الأم، وتنقل العينات مع كيس دم الحبل السري إلى مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث، وهناك يتم التأكد من بيانات المريضة ومطابقتها لوحدة الدم وعينات الأم، ثم يتم تجهيز عينات لإرسالها للفحوص الجرثومية والأمراض المعدية الفيروسية وفصيلة الدم وعمل التطابق النسيجي وفحص عدد أنوية خلايا الدم الحمراء ومعدل تكاثر الخلايا الجذعية، وبعد ذلك تتم عملية تحضير الخلايا الجذعية وفصلها على مرحلتين في ظروف معقمة».

تجميد

وتابعت: «يتم تجميد عينات دم الحبل السري في النيتروجين المسال تدريجياً لمدة ساعة، ثم وضعها في ثلاجة خاصة مؤقتة لمدة شهرين عند درجة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، وبعدها يتم الاتصال بالأم مرة ثانية لأخذ عينة دم، للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية، والتأكد من عدم وجود أي نوع من الفيروسات في فترة الحضانة».

وأضافت الهاشمي: «في حال قبول الأم وتلبيتها واستيفائها للشروط يتبعه توقيع العقد ودفع الرسوم الأولى «للبنك الخاص»، أما البنك العام فهو بالمجان. ويتم تزويد الأم بصندوق عدة سحب وتجميع دم الحبل السري والخلايا الجذعية للمولود».

وتبلغ تكلفة تخزين دم الحبل السري للبنك الخاص 11 ألف درهم، تشمل رسوم التسجيل 1000 درهم و8 آلاف درهم رسوم المختبر والتخزين و2000 درهم رسوم فحص تطابق الأنسجة. ويتم معالجة وتخزين وحدات دم الحبل السري والخلايا الجذعية مجاناً «للتبرع العام» أي أنه بإمكان أي شخص الاستفادة من الخلايا الجذعية في حال وجود تطابق مع المتلقي.

 

جهاز مطابقة الأنسجة

وإلى ذلك قال الدكتور حاتم عباس مدير مركز دبي لدم الحبل السري: «إن عملية إرسال المريض ومجموعة من المتبرعين المحتملين إلى خارج الدولة للقيام بالفحوصات كان يكلف الدولة الكثير من النفقات، وقد توقف تماماً بعد إدخال الهيئة بداية العام الجاري جهاز فحص التوافق النسيجي وفحوصات مطابقة الأنسجة وفحوصات الأجسام المضادة لتحديد قابلية المرضى لعمليات الزراعة المختلفة وخصوصاً نقي نخاع العظم والكلى، مبيناً أن الجهاز يعد الأحدث في مجال مطابقة الأنسجة، ويقوم بقراءة المورثات على مستوى الحمض النووي بصورة دقيقة جداً، تتيح للطبيب اختيار المتبرع الملائم للمريض وذلك تجنباً لعوامل الرفض الناتجة من عدم المطابقة الدقيقة.

فحوصات

وأوضح الدكتور عباس أن المركز يقدم الفحوصات بكل مستوياتها وذلك حسب حاجة ونوعية كل عملية، حيث تحتاج عمليات نقل الكلى لما يسمى بمطابقة الأنسجة الوسيطة، وأما عمليات نقل نقي العظم ونقل الخلايا الجذعية، فتحتاج لما يسمى بالتطابق النسيجي عالي الدقة، وذلك لأسباب مناعية تخص هذا النوع من العمليات.

وبين: «إن هناك اختبارات تتم لتحديد توافق وتطابق أنسجة المتبرع مع المريض عن طريق أخذ عينات الدم لكليهما واختبارها في مختبر المناعة في ما يسمى بمطابقة الأنسجة، حيث إن مطابقة الأنسجة لها تاريخ طويل ومع مرور الوقت أضاف العلماء إلى عدد العلامات التي يتضمنونها لتحديد أفضل تطابق بين المتبرع والمتلقي، حيث يمكن الآن تقييم أكثر من 10 علامات لمطابقة الأنسجة بصورة روتينية بينما كان التقييم يتم لنحو 5 علامات للمطابقة».

توفير

وأضاف الدكتور عباس: «إن توفير هذه الخدمة المتقدمة في مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث يعتبر خطوة كبيرة أدت إلى تقليل نفقات العلاج، كما ستؤدي إلى توفير وكسب الكثير من الوقت الذي يستغرقه المريض في إيجاد المتبرع الملائم خصوصاً أنه قد يسافر المريض ومعه المتبرعون المحتملون وعند إجراء هذا الفحص يتضح أن المتبرعين غير مطابقين تطابقاً كاملاً على مستوى عالي الدقة، ما يؤدي إلى تأخير إجراء عمليات الزرع، وذلك للبحث مجدداً عن متبرع آخر».

وتكمن أهمية دم الحبل السري في ظل التطور الطبي عالمياً في إنقاذ حياة بعض المرضى، عبر زراعة الخلايا الجذعية الموجودة في دم الحبل السري، وبفضل هذا التطور يمكن معالجة نحو 80 نوعاً مختلفاً من أمراض جهاز المناعة والدم، لذا فإن تعزيز التوعية في الإقبال على عملية تخزين الدم له فوائد ومردودات إيجابية كبيرة تعود على الأسرة مستقبلاً والمجتمع.

واكتشف العلماء في سبعينيات القرن الماضي أن دم الحبل السري الذي كان في الماضي من الفضلات التي يتم التخلص منها بعد الولادة مباشرة، أنه مصدر مهم لعلاج أمراض الدم التي قد تظهر في وقت لاحق من حياة الطفل أو ربما يكون مصدر شفاء لأخ أو أخت مصابين بأمراض الدم، ومن هنا لجأت معظم الدول المتقدمة لإنشاء بنوك خاصة لدم الحبل السري.

 

تميز

يعتبر ​​​​​مركز دبي لدم الحبل السري والأبحاث، المركز الحكومي الأول والوحيد من نوعه في المنطقة ويعمل المركز على جمع ومعالجة وتخزين الخلايا الجذعية.

Email