«فخر الوطن».. أبيات الشعر تبث البِشر

لقاءات متواصلة تعزّز مسيرة التنمية الزاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على تبادل معاني الأخوة والمودة عبر نسيج الشعر، لتختزل كلمات القصائد الجزلة عمق المحبة التي تربط بينهما في توافق تام بشتى القضايا التي تهم الوطن والمواطنين.

واستمراراً لهذا النهج، حشد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بكلمات معدودة، وبأبيات محدودة أنبل مشاعر المودة، في سياق ترحيبه بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من خلال بيتين من الشعر حملا جملة من المعاني العميقة، إثر لقائهما في دبي الأسبوع الماضي.

في تلك الكلمات العفوية، والأبيات الشعرية، التي صدرت عن فارس الشعر والكلمة، تجسدت الأسس الإنسانية والوطنية الراسخة، التي تنظم علاقات قيادتنا الرشيدة فيما بينها، وبينها وبين شعبها ووطنها، في استحضار ملهم للإرث الذي قامت عليه الدولة وأرساه المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وهو ما يواصله ويرعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

لقد أوجز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقال في بيتين من الشعر، ما يضع إطاراً، يشع بالإيجابية، يؤكد على سمات البيت متوحد، مستمدة من المرونة والإيجابية التي قامت عليها أسس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تمثل لليوم التجربة الوحدوية الوحيدة الناجحة والفاعلة في العالم العربي، وواحدة من التجارب القليلة في العالم.

وهنا، من الملاحظ أن فارس الشعر والكلمة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استطاع بيسر تحويل لقاء معتاد، ومتكرر بينه وبين أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى لحظة غنية بالدلالات والمعاني، لا، بل وزاخرة بالبشائر و«فيهـــا للأمجــــاد ميـــلاد».

وبهذا، فإن مشهد لقاء سموهما يختزل التواصل الإنساني والتوافق الوطني، معاً؛ فعلى المستوى الشخصي، ذلك الانسجام والعواطف الأخوية، والاهتمام الصادق المتبادل. وعلى المستوى الوطني، نرى بوضوح اتفاق الرأي، وانسجام الرؤية، واجتماع الإرادة. وبما لا يقل عن ذلك أهمية تلك الديناميكية في التواصل الحثيث، التي من شأنها أن تضمن بقاء الدولة وأجهزة الحكومة على مستوى من المتابعة اليومية للشؤون العامة.

وباختصار، فإن العافية التي يشهد عليها هذا التواصل الشخصي الحثيث هي الإشارة الدالة على العافية التي تحيط بالتوافق الوطني المتجسدة بـ«البيت متوحد». وبالمقابل، فإن سلاسة هذا التوافق الوطني نفسها تترجم تلقائياً بانسجام يحرسه الحب والوفاء والصدق والإخلاص.

في نفس المعادلة، وبإشعاع من الإيجابية ذاتها، والحكمة ومعرفة معادن الرجال وتقدير شأنهم، وإنزالهم في منازل التقدير التي هم جديرون بها، فإن حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمثل هذه الروحية عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والإشادة بما اجتمع في شخص سموه من قيم وطنية وإنسانية، إنما ينبع من عقل يقدر أحسن التقدير ركائز الحكم والقيادة الحقة، ومن قلب مطمئن لمعطيات الواقع ومعدلات الإنجاز، وصحة المسار.

في بيتي الشعر، اللذين أفضى بهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بما يشبه البوح التواق للإفصاح، تتركز ثلاثة معانٍ أساسية، تسير باتجاه واحد، تؤكد بعضها بعضاً:

• المعنى الأول منبثق من الإيجابية التي تشع من المحمولات الانفعالية في منطوق البيتين؛ فهما يجريان لفظاً بسلاسة منقطعة النظير، لا يتعثران بوعورة، ولا يترددان في قول. وهما في مضمونهما، بالتالي، لا يحتملان تأويلات جانبية، تحيد عن منطوقهما الصريح الواضح، فلا إمكانية لوقوع لبس، ولا احتمال لنشوء أي التباس.

• الثاني يتمثل في حقيقة أن الوطن حاضر في مبتدأ القول وفي عمق مضمونه؛ والحفاوة الشخصية تتسع حدودها لتشمل آفاقاً أوسع بكثير مما يحيط بأية علاقة بين إنسانين. وهي هنا تتسع في شمول كامل شؤون الوطن وأهله، وكل المتعلقين بأهدابه، المنتمين إلى تجربته. وفي هذا ما يؤشر على تلك الكفاءة التي تعمل فيها أجهزة هذا الوطن من حكومة ومؤسسات ومجتمع. كما أنها بالأساس تؤشر على أن مصادر الرؤية والعزيمة، التي يستمد منها الوطن طاقته ورؤيته وعزيمته، تعمل معاً، وتتكاتف عضداً لعضد، وتنسجم في رؤية واحدة.

• المعنى الثالث يتجسد في الإيماءة المبشرة في «زيارته فيهـــا للأمجــــاد ميـــلاد»؛ وهذه ليست مجرد إشارة تتوخى إثارة التفاؤل. فهي في روحها، وبالمضمون المباشر الذي أشارت إليه، تتقصد بثقة مليئة بالارتياح التبشير بالخير. ويكفي هنا القول، إن الشعر كان دوماً حاضراً في العلاقة بين سموهما، اللذين أوقفا عمريهما على دولة الاتحاد، وتوطيد أركانها، وقد تبادلا مراراً القصائد. ولم يسبق أن ساقت تلك القصائد القول على غير محامله، أو زلّت فقالت أكثر أو أقل مما أراد لها فرسان الشعر والكلمة أن تقول؛ لذا، لن يخطئ قارئ البيتين إن تهلل وجهه استبشاراً بإشارته لمناسبة لقاء القائدين أن «فيهـــا للأمجــــاد ميـــلاد».

هذه المناسبة، وبصورتها التي اختزلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شعرياً، أثارت العواطف والاهتمام الواسعين. وهي علاوة على ذلك، كانت مناسبة لقول شعري، لم يزد على بيتين، بعثا الكثير من الإيجابية في النفوس، وأثارا قريحة المهتمين، قراءة وتحليلاً، ومن ذلك قراءتان أفاض بهما قلمان محبان؛ الأولى بعنوان «فيوض المحبة والصفاء» بقلم الأستاذ الدكتور محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء، والثانية بعنوان «زيارة للأمجاد ميلاد» بقلم الدكتور عارف الشيخ.

Email