مزارعون يستغربون الترويج لندرته.. ومسؤولو جمعيات: الأرقام غير واقعية

مواقع التواصل ترفع أسعار اللوز لأرقام قياسية

تعزيز التوعية بأهمية أشجار اللوز يساهم في المحافظة عليه كموروث أصيل | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرجع عدد من المزارعين وتجار الفواكه والخضراوات أسباب ارتفاع أسعار اللوز الإماراتي أو «البيذام» كما يعرف باللهجة المحلية، ووصول هذه الأسعار إلى أرقام قياسية إلى موجة من الترويج لندرته بشكل مبالغ على مواقع التواصل، التي قامت بنشر أرقام مضخمة لأسعاره، حيث تردد أن سعر الكيلو غرام منه وصل إلى 1000 درهم.

كما استغل بعض التجار «الأذكياء» هذه الموجة وقاموا بعرض اللوز على نفس النمط الذي يتم فيه بيع سلال الشوكولاته، لتبرير رفع سعره إلى مستويات غير مسبوقة، حتى أنه تردد أن أحد التجار عرض سلة تحوي 15 كيلوغراماً من اللوز بسعر وصل إلى 5000 درهم.

إلى ذلك، نفى مسؤولو جمعيات تعاونية صحة هذه الأسعار على أرض الواقع وأكدوا أنها لم تتجاوز الـ180 درهماً في أحسن الأحوال (وهو سعر مرتفع نسبياً مقارنة بموسم العام الماضي الذي كان يباع فيه بسعر 20 درهماً للكيلوغرام)، مؤكدين أن الأسعار المضخمة للوز في السوق تعد «أسعاراً دعائية أكثر من كونها واقعية».

وذكر المزارعون أن هناك إهمالاً لزراعة هذه الشجرة التي تعيش في جميع أنواع التربة، عازين أبرز الأسباب إلى قلة الوعي بأهمية زراعة شجرة اللوز في الأماكن السكنية الجديدة، وتنقل المواطنين إلى أماكن سكنية حديثة وترك الأماكن التي زرعت فيها، وبتر الشجرة للحد من تساقط أوراقها التي تشكل مصدر استياء لبعض الناس، وعدم وجود مزارع متخصصة لزراعه اللوز، وعدم وجود خطة على مستوى الجهات الحكومية للحد من بترها، والتشجيع على زراعتها.

مزارع

من جهته، قال المهندس يعقوب البلوشي مدير إدارة تجارة الأغذية الطازجة في جمعية الاتحاد التعاونية: إنه لا يوجد مزارع لزراعة اللوز الإماراتي في وقت يعد فاكهة رئيسية في كل بيت إماراتي خلال موسم الصيف، وأصبح جزءاً من التراث الإماراتي، لذلك يحتاج إلى تدخل من الجهات المعنية بالمحافظة على تلك الأشجار التي لم تزرع ولم يكن هناك دراية ووعي بأهمية وكيفية زراعتها.

وأضاف أن شجرة اللوز متواجدة منذ القدم في الدولة، وهي منتشرة في كل أنحاء الدولة ما يجعل ثمارها متوفرة للجميع، فصفات الشجرة مناسبة لأجواء الإمارات ولا تحتاج كمية كبيرة من المياه وتتحمل ملوحة المياه وجفاف التربة.

وذكر أنه لمس ارتفاعاً مبالغاً فيه في أسعار اللوز بلغ 180 درهماً، ما جعله يشجع المزارعين الإماراتيين على زراعة هذا النوع من الفواكه.

وتابع: تصنف إلى أنواع عدة أبرزها والمتعارف عليه الأصفر والأحمر، ويعتبر اللوز الأصفر الأكثر انتشاراً بينما يفضل الأغلب اللوز الأحمر بسبب لذة طعمه وكثرة نسبة السكر فيه وسماكة الثمرة وصغر بذرتها مقارنة بالأنواع الأخرى.

تواصل

بدوره، قال المزارع حمزة الصفار: إن مواقع التواصل الاجتماعي هي سبب رئيسي في ارتفاع أسعار اللوز الإماراتي، وذلك بعد أن تم الترويج لرفع الأسعار وندرته في الأسواق ما دفع إلى زيادة الربح فيها 500%، وأكثر من ذلك، موضحاً أن هذه الشجرة تحتاج إلى حملة توعوية بأهمية زراعتها في وقت أصبح هناك تهافت عليه أسهم في رفع سعر سله تحوي 15 كيلوغراماً من اللوز الإماراتي لتصل إلى 5000 درهم.

وأوضح أن شجرة اللوز أو كما يطلق عليها البعض اللوز الاستوائي أو الهندي متواجدة منذ القدم في الدولة، وهي منتشرة في كل أنحاء الدولة، ما يجعل ثمارها متوفرة للجميع، فصفات الشجرة مناسبة لأجواء الإمارات.

وفي السياق ذاته، قال المزارع بخيت المنصوري: إن شجر اللوز كان سابقاً متاحاً لكل أفراد المجتمع في الشوارع، إذ كانت تزرعه البلدية بهدف الظل وخاصة أنها شجرة لديها أفرع كثيرة وخالية من الشوك وتلائم بيئة الدولة، فكان تواجدها مثمراً، حتى تحول الحصول على تلك الثمرة من مجاناً إلى دفع آلاف الدراهم.

وذكر أنه تفاجأ حينما علم بسعر البيع المتداول خاصة أن سعر الكيلو وصل 1000 درهم، مشيراً إلى أنه يزرع في مزرعته ثمرة اللوز ولكن ليست للبيع، إنما لكونها إحدى الثمار الإماراتية الأصلية التي تحبها عائلته.

من جهته، قال محمد يوسف مدير عام جمعية الإمارات التعاونية: إن فاكهة اللوز أصبحت من الفواكه النادرة، لذلك نجد في هذا الموسم ارتفاع أسعار مبالغاً فيه حيث وصل سعر نصف الكيلو 500 درهم، وهذا يعتبر استغلالاً لحاجة الناس.

وأوضح أن الأسعار التي يشهدها السوق لسعر اللوز الإماراتي تعد دعاية أكثر من كونها واقعية، في ظل عدم معرفة الجيل الحالي بتلك الفاكهة، ما جعل زراعتها قلت مقارنه بالأعوام السابقة.

أزهار

تبدأ شجرة اللوز بطرح أزهارها خلال شهر مارس، لتتحول إلى ثمار خضراء صغيرة «البرما» تكبر وتنضج مع بداية شهر يونيو ويوليو وحتى أواخر الصيف لتكون «اللوز».

Email