مسابح الأطفال ترفع مخاطر انتقال العدوى والالتهابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يساهم ارتياد الأطفال حمامات وأحواض السباحة خلال فصل الصيف في ارتفاع مخاطر انتقال عدوى العديد من الأمراض البكتيرية والفيروسية، وينصح نخبة من الأطباء أولياء الأمور بالسماح لأطفالهم بالسباحة فقط في الأماكن المخصصة لهم، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وارتداء الألبسة الخاصة بما فيها نظارات الوجه لحماية العينين من المياه الملوثة، كما طالبوا بضرورة الاهتمام بمسابح الأطفال المغلقة بصورة يومية ومستمرة ولا بد من وضع شروط ومعايير وقوانين صارمة.

ونوهوا في الوقت ذاته بأن برك السباحة حتى تلك التي تتم صيانتها جيداً، فهي أيضاً مرتع لانتشار الأمراض والإصابة بها كأمراض العيون، والأمراض الجلدية، وأمراض الأذن، والإسهال، إضافة إلى الأمراض التنفسية، مطالبين الأهالي بشكل خاص بمنع صغارهن المصابين بأمراض فيروسية من السباحة حتى لا ينقلوا العدوى إلى غيرهم من الأطفال.

معايير

وقال الدكتور محمد عبد الحليم سعد، استشاري أمراض الكلى في مستشفى العين أحد منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) في حديثه لـ «البيان»: «لا أبالغ إن أكدت على ضرورة الاهتمام بمسابح الأطفال المغلقة، وذلك بصورة يومية ومستمرة، ولا بد من وضع شروط ومعايير وقوانين صارمة. إضافة إلى الحرص على تجديد مياه المسابح بصورة مستمرة منعاً لانتشار الجراثيم، وضرورة استخدام مادة الكلور في تطهير المياه».

وأضاف: «يمثل التبول في المسابح واحدة من أخطر أسباب تلوث المياه إذ إنه يؤدي إلى إصابة الصغار بالتهابات العين والنزلات المعوية، بالإضافة إلى أنه في بعض الحالات يؤدي إلى إصابة الأطفال بالإسهال».

 

بدورها، أكدت الدكتورة مريم الحربي أخصائية أطفال في عيادة خليفة بأبوظبي على ضرورة أن تحرص الأمهات على منع الأطفال من شرب مياه المسابح مطلقاً، وضرورة الحرص على استحمام أطفالهن عقب خروجهم مباشرة من حمامات السباحة، وذلك بصابونة معقمة لضمان القضاء على أية جراثيم يكونون قد تعرضوا لها خلال فترة وجودهم في المسابح. وأضافت: «من البديهي أيضاً أن تكون مياه حوض السباحة نقية وخالية من الشوائب، بما يتيح الرؤية بالعين المجردة لأرضية حوض السباحة، مع ضرورة استخدام مطهرات ومعقمات المياه المعروفة، والتقيد بإجراءات وطريقة الاستخدام، للحصول على مياه ذات جودة عالية وخالية من أي مسببات مرضية».

 

من جهتها، لفتت نورة الخييلي أخصائية جلدية وتجميل ومديرة الفريق الطبي للأمراض الجلدية في عيادة هيلي إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) إلى أن هناك مسابح تفتقر إلى العديد من المعايير الصحية كالنظافة، وتعرض الأطفال إلى أمراض العيون والربو، كما تثير الحساسية في الشعب الهوائية للرئة.

وأضافت: «تجدر الإشارة إلى أن للكلور تأثيراً سلبياً خاصة بالنسبة للأطفال إذ إنه يؤدي إلى الإصابة بحساسية الجلد والأكزيما والربو الشعبي في حالة استخدام الأطفال للمسابح بصورة مستمرة».

وأكدت أن مادة الكلور التي يتم استخدامها لتعقيم مياه المسابح دون مراعاة الاشتراطات والمعايير المطلوبة تؤدي إلى تهيج القصبات وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي. كما أن انتقال الأمراض الجلدية في المسابح يرجع لوجود فطريات لدى بعض المصابين يكون منشؤها بكتيريا أو فيروسات تنتقل من الأشخاص المصابين بالأمراض. ونوهت الدكتورة الخييلي بأن السباحة تسبب جفافاً للجلد، كما أن مادة الكلور التي يتم إضافتها لمياه المسابح تعمل على تهيج الجلد خاصة لدى المصابين بالحساسية، إلى جانب تعرض الشعر للجفاف.

 

تفتيش

كما أشارت مريم الشناصي دكتوراه في الصحة البيئية والسلامة الغذائية إلى ضرورة التفتيش بشكل دوري على المسابح في المنشآت الفندقيـة، بهدف التأكد من مدى التزامها بكل الاشتراطات والمعايير الصحية المطلوبة، وإخضاع مياه تلك الأحواض للفحوصات والتحاليل المخبرية من قِبل الجهات المعنية للتأكد من سلامتها، إضافة إلى وجوب وجود جهاز تنقية مياه المسبح ووضع المواد المطهرة والمعقمة باستمرار وأخذ عينات من المياه وفحصها. وأكدت الدكتورة الشناصي ضرورة خضوع المسابح لرقابة مكثفة، وفرض عقوبة على المنشآت المخالفة.

Email