عبر وسم #علمتني_الحياة

محمد بن راشد: لا أنتظر إنجازاً ممن يختلقون الأعذار

رؤية القيادة الرشيدة تبث الإيجابية في مسيرة الإنجاز والريادة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن من يجيد اختلاق الأعذار لا يحقق إنجازاً.

مؤكداً سموه في تدوينة أطلقها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ضمن سلسلة «#علمتني_الحياة»، قيم العمل والإنجاز، قائلاً: «لا أنتظر أفكاراً من شخص يجيد تحطيم أفكار الآخرين».

وجاء في تغريدة سموه:

«#علمتني_الحياة..

ألا أنتظر إنجازاً من شخص يجيد اختلاق الأعذار..

ولا أنتظر رأياً من شخص يجيد التلون..

ولا أنتظر أفكاراً من شخص يجيد تحطيم أفكار الآخرين..

علمتني الحياة ألا أنتظر أحداً.. بل أبادر.. وسيلحقني الآخرون..».

قراءة

يُودع سموه في هذه السطور القليلة، كما عودنا دائماً، العديد من المضامين والأفكار الثرية، ذات الصلة القوية بالواقع. إلى جانب التأكيد على حزمة من القيم الإيجابية. وبالدرجة نفسها، تمثل كل كلمة من كلمات سموه، نفحة تحفيزية قوية، تستنهض الهمم، وتستدعي الإرادة الطيبة، وتستثير العقول.

وبين هذا وذاك، تبرز محطات عدة في هذه التغريدة، لا نملك إلا أن نتوقف عندها بالإشارة، من خلال عناوين أساسية:

الرؤية الواضحة

من يذكر حاضره بماضيه، فذلك إنسان يسير على درب مستقيم واضح، تقود بداياته إلى غاياته، ويذكر حاضره ببداياته، وهذا هو الحال هنا، في تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي جاءت ضمن وسم «#علمتني_الحياة»، الذي يخصصه سموه لتأمل وقراءة دروس المسيرة في مجالاتها المتنوعة، وعرض أفكاره ونظراته في القيادة والإدارة.

قيم مجربة

على وجه التحديد، فإن المضامين والأفكار والقيم، التي تضمنتها التغريدة الجديدة، تعد من مكونات الجوهر الأساسي لتجربة ورؤية وفكر سموه، بدأ تجربته الرائدة في الدعوة إليها وإلى تبنيها، وهي أن سموه اليوم، بينما تثير تجربته المتجسدة بنموذج دبي الرائد تثير إعجاب القاصي والداني، يؤكد على هذه المضامين والأفكار والقيم، بوصفها مجربة، تؤكدها الخبرة.

العامل الذاتي

من الملاحظ في هذه التغريدة الجديدة، أن سموه يؤكد على العامل الذاتي، والاستعداد الشخصي. وهو في ذلك لا يقصر رسالته على مستوى معين من المسؤولين أو شركاء مسيرة التنمية والبناء، ويتركها مفتوحة لتشمل كل من ينطبق عليه القول.

وفي فكر سموه، لا يقل العامل الذاتي بمكوناته، التي تتعلق بالإنسان، مثل الاستقامة والصدق والإلهام والطموح وروح المبادرة، أهمية عن العامل الموضوعي بأسبابه المتعلقة بالوفرة والمقدرات والإمكانات، ففي كتاب سموه «قصتي»، يقول سموه:

«الرجال.. هم دائماً المحور الأهم والأكثر حسماً في أي عمل»، و«إن ما يقود الشعوب نحو التطور، ليس الوفرة المادية، بل الطموح، الطموح العظيم. نحن بشر، يحركنا الإلهام والطموح أكثر من أي شيء آخر».

نهج القيادة

إن المسير الواضح لا يكون إلا لمن توافرت لديه رؤية واضحة. وهذه الرؤية واحدة من خصائص تجربة سموه منذ بداياتها، وطوال مسارها..

والتعلم من الحياة، الذي يشير إليه عنوان الوسم «#علمتني_الحياة»، فهو من أهم سمات العقل الحي النابض بالأفكار. العقل الذي يتأمل التجربة والحياة، ويتفكر بها، وبصروفها، وحوادثها، ومجرياتها، أما الجهر بدروس الحياة، فهو تعليم. في حين أن التصدي لمهمات التعليم هو واحد من سمات الرشاد في القيادة.

دروس

وهنا، يضع القائد المعلم دروسه بلغة واضحة. وهذا ما نجده لدى قراءة تغريدة سموه بمجموعها متكاملة، أو بأجزائها متفرقة، وقد جاء فيها دروس واضحة:

• «لا أنتظر إنجازاً من شخص يجيد اختلاق الأعذار».

• «لا أنتظر رأياً من شخص يجيد التلون».

• «لا أنتظر أفكاراً من شخص يجيد تحطيم أفكار الآخرين».

ويقول سموه في كتاب «قصتي»: «لا أحب الوشاة والنمامين.. يفسدون قلبك، ويوغرون صدرك على الناس، ويحطمون المعنويات في المؤسسات، ويركزون فقط على السلبيات، ولا يذكرون خير الناس ولا الحسنات».

وفي سياق مشابه، يقول سموه في كتاب «قصتي»: «كبرت وشاهدت قادة كباراً لدول عظيمة، كان خطؤهم التاريخي الأكبر، الذي أطاح بهم، هو مستشاروهم المنافقون. نعم، أحاطوا أنفسهم بمن يُسمعهم فقط ما يحبون سماعه، وما زلت أرى الخطأ ذاته يتكرر حتى يومنا هذا. إنّ أسوأ ما يمكن أن يفعله القائد أو الحاكم، هو الاختيار السيئ للمستشارين».

روح المبادرة

يختتم سموه تغريدته الجديدة بعبارة تنبض بالإرادة والعزيمة، وتؤكد روح المبادرة، فيقول: «علمتني الحياة ألا أنتظر أحداً.. بل أبادر.. وسيلحقني الآخرون..».

هذه العبارة الدرس، تمثل صدى قوياً لواحدة من أبهى محطات تجربة سموه، ومن أكثر لحظاتها إثارة للإعجاب، حيث يكتب سموه في كتاب «قصتي»، قائلاً:

«تطوير قطاع السياحة في دبي مر بالكثير من المراحل. كان هذا القطاع جديداً كليّاً علينا. لكنّنا تعلمنا، واستفدنا من تجارب غيرنا، وأخذنا الكثير من المخاطر لتنميته.

وضعنا استثمارات ضخمة من أجل جذب السياح، من خلال بناء المنشآت السياحية والترفيهية، ومراكز التسوق الضخمة، والمرافق والبنى التحتية المتطورة. كان الكثير من الأصدقاء يتساءلون: لمن تبني كل هذا؟ لا توجد لديك أعداد كبيرة من السياح.

كان ردي عليهم: سنبني، وسيأتون.

كانوا يقولون لي: المنطق العلمي يقول «الطلب قبل العرض»، لا بدَّ من وجود طلب لتزيد المعروض وتستثمر فيه. كنتُ أقول: هذه نظرية قد تكون صحيحة، لكننا نعرف كيف نطور بلادنا».

بطبيعة الحال، من يبادر يتبعه الآخرون، ومن ينجح في جعل الآخرين يتبعونه، ويلحقون به، ويتوالون خلفه، لديه بكل تأكيد القدرة على إدارة قانون قوة الجذب القائدة.

إن تحفيز الآخرين على «الاتباع» هو قدر القائد، وقانون القيادة الأزلي، المجرب.

وهنا، مما لا شك، فيه أن الرسائل التي ضمّنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في هذه التغريدة الجديدة، وصلت إلى عناوينها المقررة، ومغزاها الجوهري.

المسيرة مستمرة، وقطار العمل والإنجاز، في وجهته الصحيحة، مندفع إلى غاياته الريادية، ولا يضيره تقاعس المتقاعسين، ولا تلون المتلونين، ولا تثبيط المثبطين.

وقد سبق أن رأينا وتعودنا أنه ما إن يبادر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى شيء، حتى يتبعه الجميع، ويحاولون اللحاق به..

ومن المؤكد اليوم، أن الكثيرين يحاولون اتباعه، والالتحاق بركبه.

سموه:

من يجيد اختلاق الأعذار لا يحقق إنجازاً

لا أنتظر أفكاراً من شخص يجيد تحطيم أفكار الآخرين

لا أنتظر رأياً من شخص يجيد التلون

اقرأ أيضاً:

مثقفون: تدوينات سموه عِبر نتعلم منها ومخزون معرفي وإنساني

Email