المكيفات.. خطر لاهب يترصّد المنازل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت إدارات في الدفاع المدني أن المكيفات من أهم أسباب الحرائق المنزلية في الصيف، مشددة على ضرورة صيانتها والاستعانة بفنِّيين مختصين في تركيبها، لاسيما مع زيادة الأحمال أو استخدام توصيلات كهربائية غير معتمدة ومقلدة.

توعية

وقالت الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي إنه في موسم الصيف تكثر الحرائق المنزلية لأسباب مختلفة، منها حدوث ماس كهربائي وزيادة الأحمال، أو نتيجة الضغط الكبير على الشبكات الكهربائية، وارتفاع حرارة الجو، أو استخدام توصيلات كهربائية غير معتمدة ومقلدة، مما يسبب ارتفاع مستوى الحرارة في الأجهزة أو الشبكات إلى درجة التوهج فالاشتعال.

ونوهت الإدارة بضرورة توعية العمالة المساعدة في المنازل بالإجراءات الصحيحة للوقاية من الحوادث المنزلية، وتدريبهم على التصرف السليم في حال تعرض المنزل لخطر الحريق، بما في ذلك أهمية ضبط درجة البرودة في المكيف على درجة مرتفعة، بهدف منح هذه الأجهزة فترة استراحة، مؤكدةً أن ضبطه على درجات منخفضة يتسبب في عمله بصورة متواصلة ساعات طويلة، حتى يوفر درجة الحرارة المطلوبة، مما يجعله مصدر خطورة في بعض الحالات.

وأشارت الإدارة إلى أنه من الواجب مراعاة بعض الأمور قبل فصل الصيف، وهي التأكد من أجهزة التكييف ذات الجودة العالية، والتأكد من صلاحيتها قبل البدء في تشغيلها، وتنفيذ التوصيلات الكهربائية للتكييفات من قبل الفني المختص، والتأكد من أن الأسلاك بحالة تسمح بتحمل عمل التكييف فترات طويلة، مع ضرورة فصل التيار الكهربائي عن التكييف عند الخروج من المنزل وعند انقطاع التيار الكهربائي.

كما يجب عدم إضافة تكييف جديد دون التأكد من أن الدائرة الكهربائية تتحمل القوة الإضافية الجديدة، والتأكد من أن الفاصل الكهربائي الأوتوماتيكي يعمل بصورة جيدة، وتركيب فلتر الهواء وتنظيفه بشكل دوري، وعدم استعمال الجازولين والبنزين أو أي مواد كيماوية في عملية تنظيف التكييف، كما لا يجوز تنظيف المكيف بوساطة سكب الماء عليه مباشرة حتى لا يؤدي ذلك إلى تلف مواد العزل الكهربائية.

أسباب

من جانبه، أكد المقدم رائد عبيد الزعابي، نائب مدير إدارة المراكز بالإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان، وقوع العديد من حوادث حريق المكيفات خلال النصف الأول من العام الحالي في إمارة عجمان، وأرجع السبب إلى استخدام مواد وأسلاك كهربائية مقلّدة في التمديدات الخاصة بالمكيفات، وفي حالات أخرى قيام أشخاص غير مختصين بتركيب المكيفات العادية، وعمل توصيلات خاطئة تؤدي إلى نشوب الحريق، لا سيما خلال فصل الصيف مع ازدياد درجة الحرارة وغياب الصيانة الدورية.

تكثيف التوعية

وأشار إلى أهمية إخلاء المنزل مباشرة عند وقوع حادث حريق المكيف، وعدم المحاولة الإطفاء إلا بعد فصل التيار الكهربائي، ويستحسن استخدام طفاية من قِبل شخص ملمّ بعملية باستخدام الطفاية، بسبب وجود دخان كثيف قد يؤدي إلى حدوث حالات إغماء، ثم تتطور إلى حالة وفاة، وعليه ضرورة الاتصال في أسرع وقت إلى الإدارة العامة للدفاع المدني. وطالب الجمهور عند شراء مكيف جديد من محل تجاري بوجود فني مختص أو شركة مختصة تقوم بعملية التوصيلات الكهربائية.

بدوره، أكد العقيد الدكتور سالم حمد بن حمضة، مدير إدارة الدفاع المدني بأم القيوين، أنه تم رفع جاهزية الفرق الميدانية على مستوى الأفراد والآليات، من خلال الخطة السنوية التي يتم وضعها، للتركيز على سرعة الاستجابة، وتعزيز التدابير الاحترازية لتفادي مخاطر الحرائق في فصل الصيف، إضافة إلى الحملات التفتيشية للوقوف على إجراءات الوقاية والسلامة في المنشآت الصناعية.

خطط

وشدد على ضرورة تأكد أولياء الأمور من إغلاق كل المكيفات والشواحن والأجهزة الكهربائية ليلاً، محذراً في الوقت ذاته الأسر من سوء استخدام التمديدات الكهربائية وترك الغاز وسخانات المياه الكهربائية والمكيفات تعمل فترات طويلة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى وقوع كوارث محققة تصل إلى انفجارها.

التشغيل المفرط

من جانبه، أكد المهندس محمد حسن علي، المدير التنفيذي لشركة تارجت للأعمال الفنية، أن أغلب حالات أعطال واحتراق أجهزة التكييف المنزلية خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يتحمل صاحب المنزل منها 70%، نتيجة عدم التزامه بمعايير السلامة واختيار التمديدات الكهربائية وجودتها ونوع المكيف، وتجاهل عمليات الصيانة اللازمة شهرياً خلال فصل الصيف.

وأضاف: «تتركز 30% من أسباب الأعطال والحرائق حول شركة المقاولات المنفذة للتركيبات الكهربائية واختيار الموقع المناسب لتركيب الوحدة أعلى أسطح المنازل التي تتعرض بشكل مباشر على مدى اليوم لأشعة الشمس، والالتزام بمعايير الجودة الخاصة بوحدات التكييف التي أقرتها الجهات المعنية في دولة الإمارات، إضافة إلى العوامل الأخرى، مثل ارتفاع أو انخفاض التيار الكهربائي، ومفتاح التشغيل، أو وجود تسريب، أو تلف الماتور أو الكمومبيريسر، والعمر الافتراضي للمكيف نفسه». 

الصيانة الدورية

وأكد المهندس محمد إمام، المختص بالتمديدات الكهربائية وأعمال التكييف، أن التشغيل المفرط لوحدة التكييف، وعدم إجراء الصيانة اللازمة شهرياً خلال فصل الصيف، وخاصة الأجزاء الداخلية المسؤولة عن التشغيل، يسهمان كذلك في حدوث الحرائق، وعدم وضع أي عوائق أمام الوحدة الخارجية حتى لا تمنع الهواء الساخن من المرور.

وأشار إلى أن تكييف «الويندو» يتصدر قائمة حرائق المكيفات نتيجة الاستخدام المفرط في التشغيل، إضافة إلى فصل التيار الكهربائي وإعادة تشغيله مباشرة، ما يتسبب في عدم توفير الوقت الكافي لتبريد زيت التبريد في الكمبروسور، ويؤدي إلى زيادة احتكاك مكونات الكمبروسور وانفجاره، إذ يجب عدم تشغيل الوحدة إلا بعد 10 دقائق من فصل التيار الكهربائي، مقارنة بوحدات الأسبلت التي تأتي في المرتبة الثانية من ناحية الحرائق، لوجود أجهزة الحساسات التي تفصل المكيف وتعيد تشغيله بحسب درجات حرارة المنزل أو المكتب.

65 % يعتبرون التكييف ضرورة حياتية

كشفت دراسة حديثة بتكليف من شركة «تكييف» المتخصصة بحلول تكييف الهواء، أن 65٪ من المشاركين يعتبرون التكييف ضرورة حياتية، ويصنفونه في مرتبة أعلى من الإنترنت والهواتف الذكية والسيارات.

وقام المسح، الذي أجرته شركة (Censuswide) بسؤال ألف شخص في الإمارات عن مدى اعتمادهم على المنتجات والخدمات الرئيسية. ليكشف عن ارتباط التكييف ارتباطاً وثيقاً بنوعية الحياة والسعادة والصحة في المنطقة، وأن أي عطل فيه هو مصدر قلق كبير.

واعترف 20٪ من المستطلعين بأن أعطال التكييف هو مصدر القلق الأكبر لهم مقارنة بأعطال الخدمات الأخرى، وذكر أكثر من النصف 56٪ أن أجهزة التكييف هي الشيء الوحيد الذي لن يتمكنوا من الاستغناء عنه حتى ليوم واحد. متبوعاً بالإنترنت 36% والسيارة 27٪ والهاتف 25٪.

وكانت هذه النتيجة أعلى بين سكان دبي 62٪ تلتها الشارقة 57٪ وأبوظبي 57٪ ورأس الخيمة 50٪. وقال طارق الغصين، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في «تكييف»: «بالنظر إلى المناخ في دول الخليج، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة، ليس من المستغرب أن يعتبر السكان التكييف ضرورة حياتية. ومن المؤكد أن أي عطل فيه سيسبب ضيقاً كبيراً، خاصة عندما تصل معدلات الحرارة إلى 40 مئوية في الخارج.

ونحن ننصح دائماً بفحص وحدات التكييف وتنظيفها بانتظام للتأكد من عملها بكفاءة وتمديد فترة حياتها، وتجنب أي مشاكل عندما تكون في أمس الحاجة إليها. وسيساعد القيام بذلك أيضاً في تقليل التأثير البيئي في منطقة لا يمكن فيها تجنب استخدام المكيفات».

Email