التغير المناخي حجر عثرة لتحقيق النماء الاقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد إليوت هاريس، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية، لـ«البيان» على هامش أعمال اجتماع أبوظبي للمناخ أن التغير المناخي يعد حجر عثرة في طريق تحقيق النماء الاقتصادي، ويضع الاقتصاد على شفير الهاوية.

وأكد هاريس، على أهمية حث المجتمع الدولي على إعطاء مزيد من الاهتمام لتأثير تغير المناخ على الاقتصاد العالمي، مع التشديد على الحاجة إلى تسريع التحول بعيداً عن الاعتماد على الوقود القائم على الكربون، مثنياً على دور دولة الإمارات في تعبيد الطريق وفتح باب الحوار للوصول إلى حلول مستدامة تنقذ العالم من كوارث لا تقتصر على الاقتصاد فحسب بل على الصحة والحياة.

مخاطر

وقال كبير الاقتصاديين في تصريحاته لـ «البيان»، إن المناخ كان يعتبر ذات يوم مخاطرة «طويلة الأجل» ولكنه أصبح ذا تأثير قصير المدى بشكل متزايد وبوتيرة مخيفة، وقال إليوت: إن التقرير البيئي المنشور مطلع العام والمعنون بـ«التوقعات الاقتصادية في العالم 2019»، والذي يسرد عدداً من المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي، يشير إلى أن مخاطر المناخ سوف تتزايد بشكل كبير، حيث يشهد العالم عددًا متزايدًا من الظواهر المناخية القاسية، على مدار السنوات الست الماضية، كما تشير التقارير أن التغيرات المناخية المستمرة تؤثر على الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، مما يعرض المجتمعات الكبيرة لخطر النزوح ويسبب أضراراً بالغة للبنية التحتية الحيوية.

ناقوس خطر

وقال هاريس: «في العام الماضي، رأينا العديد من الكوارث الكبرى المرتبطة بالطقس، وهذه الكوارث تحدث بشكل متكرر، وهي أكثر ضرراً مما كانت عليه من قبل».

وأشار كبير الاقتصاديين بالأمم المتحدة، الذي تولى المهمة في مارس من العام الماضي، إلى ضرورة بذل الجهود لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، حتى يتم تحقيق أهم البنود التي جاء بها اجتماع باريس، وأوضح أنه لتحقيق هذه الالتزامات فإنه لابد من إعادة توجيه السياسات، وتحويل الاستثمارات نحو مصادر الطاقة المتجددة، والتكنولوجيات الجديدة، والتقنيات ذات الكفاءة في استخدام الموارد التي تسمح لنا بأن نكون أكثر استدامة في أنماط الإنتاج لدينا، كما أكد هاريس على إعجابه بالتجربة الإماراتية والسياسات الوطنية المستدامة القائمة على بنية تحتية من الدراسات والأبحاث التي تسعى بشكل دؤوب إلى دراسة التغيرات المناخية على الدولة، والتصدي لها بطرق مستدامة من خلال المشاريع الاقتصادية المتطورة التي تدعم الاقتصاد الأخضر.

الأثر الاقتصادي

وحول مدى تأثير تغير المناخ على الاقتصاد العالمي، أوضح هاريس أنه في أجزاء معينة من العالم، تغيرت أنماط هطول الأمطار وانخفضت الإنتاجية الزراعية بشكل كبير ولافت، كما تسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بالفعل في مشاكل هائلة لبعض جزر المحيط الهادئ وفي المناطق الساحلية الكبيرة مثل بنغلاديش، حيث أصبحت الفيضانات أكثر تواتراً، وباتت تلحق أضراراً أكثر مما كانت عليه من قبل، وهذا جزء بسيط جداً من أضرار التغير المناخي على الاقتصاد.

وقال هاريس في عام 2017، أدت كوارث الطقس إلى 18 مليون نازح داخلي في 135 دولة، كما بلغت الخسائر المالية العالمية الناتجة عن الكارثة الطبيعية 335 مليار دولار أمريكي.

وأوضح إليوت أنه من عام 1998 إلى عام 2017، وصلت الخسائر بسبب الكوارث المتعلقة بالمناخ إلى 2245 مليار دولار، بزيادة 151 في المائة عن الفترة من 1978 إلى 1997، وفق ما أشارت له التقارير البيئية مؤخراً.

وأضاف: إن المشكلات المتعلقة بالمناخ «أصبحت أكثر إلحاحًا»، مضيفًا أنه «لم يعد بإمكاننا التفكير في الأمر كمسألة بيئية فحسب، إنما هي مسألة اقتصادية واجتماعية أيضا».

حلول مستدامة

وحول أهم الحلول المستدامة التي يمكن أن تكون بداية البحث عن حل ناجع، أكد إليوت على أهمية تسريع تحولنا بعيداً عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري، وأكد أنه إذا لم ننجح في الابتعاد عن اعتمادنا على الطاقة المستندة إلى الوقود الأحفوري، فلن نتمكن من تخفيف التأثير على تغير المناخ.

وقال الخبير الاقتصادي إنه يجب توليد الكهرباء بطرق نظيفة ومتجددة، وأصبحت هذه التقنيات أكثر سهولة وأرخص في التكلفة، وأضاف هاريس أنه يتعين على جميع الدول إجراء هذا الانتقال، فكلما طال انتظارهم، كلما كان التحول أكثر كلفة على البيئة والصحة والحياة والاقتصاد على حد سواء، كما شدد على أهمية تناقل الخبرات، إذ يمثل اجتماع أبوظبي للمناخ فرصة مثمرة لتلاقح التجارب والبحث عن سياسات ملهمة للمضي قدماً نحو اقتصاد أخضر.

Email