أمراض الصيف.. تناول السوائل وعدم التعرض للحرارة للحماية من مضاعفاتها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تزداد العديد من الأمراض مع حلول فصل الصيف وما يحمله من ارتفاع في درجات الحرارة واشتداد وطأة شمسه، فتظهر العديد من العوارض والمضاعفات، إذ مع ارتفاع درجات الحرارة تنتشر العديد من الأمراض الموسمية، وتكثر العديد من الأمراض، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.

أطباء عديدون ركزوا على تأثيرات حرارة الصيف على الصحة، ناصحين بتجنب مخاطرها عبر إجراءات وقائية وتفادي التعرض لها، مؤكدين ضرورة التزود بالسوائل للحماية من الأمراض الناجمة عن التعرض للحر، وارتداء النظارات الشمسية لتفادي جفاف العين.

وقال الدكتور علي خماس، استشاري ورئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى راشد، إن العمليات تسير في المستشفى وفق الجداول والمواعيد المقررة لها، في فصل الصيف، لافتاً إلى أن العمليات غير المستعجلة مثل السمنة مثلاً يمكن تأجيلها حسب رغبة المريض.

وأضاف أن فصل الصيف وارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة لا علاقة لها بالعمليات ولا تتأثر، وإنما تسير وفق الخطة الموضوعة مسبقاً، لافتاً إلى أن إدارة الأقسام تقوم بمنح الإجازات بما يضمن وجود عدد من الاستشاريين في القسم للتعامل مع الحالات الطارئة، إضافة إلى المراجعات اليومية.

حماية

بدوره قال الدكتور محمود غنايم، استشاري ورئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي، إن التزود بالسوائل أهم عامل للحماية من الأمراض الناجمة عن التعرض للحر، حيث يعتمد الجسم في تبريد نفسه على عملية التعرق، ولذلك فإن عدم تناول السوائل أو انخفاضها إلى مستوى متدنٍ في الجسم يسبب توقف التعرق، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وبداية الشكوى من الأمراض الناجمة عن الحرارة كالإجهاد الحراري وضربات الشمس.

وقال الدكتور غنايم: من الضروري تشجيع العاملين المعرضين لحرارة الجو على التزود بالماء عند الالتحاق بالعمل اليومي، وشرب الماء بشكل منتظم أثناء العمل خلال اليوم بتناول لترين من الماء كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، والاحتفاظ أثناء العمل بقارورة ماء سعة لترين، واستهلاكها بين كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

وأشار إلى أن من الأمراض الناجمة عن ارتفاع حرارة الجو، الإجهاد الحراري، حيث يحدث عند التعرض للحرارة الشديدة، ما يؤثر في قدرة الإنسان على الحفاظ على حرارة الجسم الطبيعية، ولذلك يجب التخلص من الحرارة المتولدة نتيجة العمل الجسدي بواسطة عمليتي التعرق والتبخر، لكن المناخ الحار والرطوبة المرتفعة يجعلان من حدوث عملية التعرق أكثر صعوبة، ما قد يؤثر في الأداء الذهني والجسدي معاً، وبالتالي فإن عدم القدرة على التخلص من حرارة الجسم بشكل كافٍ يؤدي إلى إمكانية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

وأشار إلى أن ضربة الشمس من أخطر الأمراض الناتجة عن التعرض للحرارة الشديدة، وكثيراً ما تأتي بعد ممارسة الأعمال الثقيلة لفترات طويلة في بيئات عمل شديدة الحرارة مع تناول كميات غير كافية من السوائل، ما يجعل ضربة الشمس حادة، وتهدد الحياة، وذلك بفقدان آليات الجسم الطبيعية للتعامل مع الإجهاد الحراري، على سبيل المثال وقف التعرق وفقدان التحكم في درجة الحرارة.

ترطيب

من جانبه، أكد الدكتور عبد الرزاق القدور، استشاري أمراض القلب والأمراض الباطنية في مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء بأبوظبي، أن الحر الشديد يؤثر سلباً على مرضى القلب والسكري وضغط الدم والكلى، وذلك مع الجفاف الذي يترافق مع الأجواء الحارة أو شديدة الحرارة، وبالنسبة لمرضى القلب فإن الحر الشديد يزيد لديهم الحاجة إلى ما يسمى بالحصيل القلبي أو حاجة القلب للعمل، ولذلك يجب على المرضى تجنب التعرض للحر الشديد وأخذ كميات كافية من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم وتحسين عمل القلب.

تثقيف

وفيما يخص مرضى ضغط الدم، أشار الدكتور عبد الرزاق إلى أن الحر الشديد للمرضى الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع أو السكري معاً، خاصة الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، يُحدث لديهم اضطرابات في الاستقلاب أو الأيض، وقد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بصورة مقلقة، وكذلك ارتفاع ضغط الدم، ولذلك يجب تثقيف مرضى السكري بالابتعاد عن الحر الشديد، لأن الوقاية خير من العلاج، كما أن عليهم مراجعة الطبيب المختص لإعادة تنظيم أدويتهم وتقليل جرعات مدرات البول.

وأضاف أن قوانين دولة الإمارات تحظر العمل في الحر وقت الذروة، وهذا يساعد على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة للعمال الذين يعملون في مواقع العمل المفتوحة، وعلى العمال الذين يعملون في أجواء حارة المداومة على شرب السوائل وترطيب الجسم بالماء باستمرار، لافتاً إلى أن هذه النصائح تنطبق أيضاً على المصطافين الذين يجلسون أوقاتاً طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة.

بدورها، نصحت الدكتورة أحلام عبد الظاهر استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية في أبو ظبي، بتجنب العديد من الأمراض والمشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على سكان الدولة في فصل الصيف، منها ضربة الشمس والجفاف والتهابات الجلد والتسمم وأمراض العيون.

وأشارت إلى أن الجفاف يمكن أن يحدث بشكل سريع ومفاجئ خلال الصيف، خاصة لكبار السن والأطفال، وأيضاً بعد ممارسة التمارين الرياضية القاسية، وللوقاية والعلاج يجب الإكثار من تناول الماء للمحافظة على ترطيب الجسم، أما ضربة الشمس فتعتبر حالة خطيرة جداً ويصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم وعدم التركيز وزيادة وتيرة التنفس والتعرق وتسرع نبضات القلب، ويجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وإسعاف الشخص المصاب فوراً.

وأشارت إلى تأذي العين من الأمراض الشائعة في فصل الصيف، حيث تؤدي الحرارة إلى جفاف العين ويجب ارتداء النظارات الشمسية بشكل دائم وتجنيب الأطفال من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، محذرة من القيادة في ذروة درجات الحرارة خلال فترة الظهيرة.


ودعت إلى اتباع مجموعة من الاحتياطات لتجنب الإصابة بتلك الأمراض، منها الإكثار من تناول السوائل، وخاصة الماء للمحافظة على ترطيب الجسم وارتداء الملابس الخفيفة، وأخذ حمام بشكل منتظم خلال النهار والابتعاد عن التعرض للشمس خلال ساعات الذروة من 10 صباحاً حتى 4 عصراً، وتناول الطعام الصحي.

جفاف

من جهته، أكد الدكتور عارف النورياني المدير الفني لمستشفى القاسمي واستشاري أمراض القلب، أن الجفاف يعد العدو الأول لأمراض الصيف، لأنه يزيد من نسبة صلابة الدم ويقلل من السيولة، الأمر الذي يسهم في تكوين جلطات حادة، خاصة مع قدوم فصل الصيف، خصوصاً بالنسبة للمدخنين ومرضى السكري، مبيناً أنه لتفادي تلك الأمراض لا بد من تناول السوائل بشكل مستمر لتجنب الأزمات القلبية، لافتاً إلى أن العوامل الصحية التي تزيد من مخاطر ضربة الشمس تشمل الغدد العرقية غير الفعّالة والتغيرات في الجلد الناجم عن عملية الشيخوخة العادية وأمراض القلب والرئة والكلى، إضافة إلى أي مرض يسبب الضعف العام أو الحمى وارتفاع ضغط الدم أو غيرها من الحالات التي تتطلب تغييرات في النظام الغذائي، إضافة إلى زيادة الوزن أو نقصه بشكل كبير.

وقال الدكتور النورياني إن من أبرز أمراض الصيف حالات الربو والحساسية الصدرية التي تزداد صيفاً ونوبات الحساسية الصدرية والأزمة الربوية الحادة بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الاعتماد على المكيفات الهوائية، لافتاً إلى أن الأعراض تظهر في شكل سعال دائم مع حدوث ضيق في الصدر وزيادة ضربات القلب وضيق شديد في التنفس.

حروق

من جهته، أكد الدكتور عصام الزرعوني رئيس قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى القاسمي، أن أبرز الأمراض التي يتعرض لها الأشخاص ضربات الشمس، والتي تتدرج من أشياء بسيطة مثل الإحساس بالدوخة والتقلصات العضلية إلى حالات متقدمة تؤدي إلى الصرع، ومن ثم إلى الوفاة، كما أن التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى حروق في الجسم، لذلك لا بد من أخذ كل الاحتياطات التي أبرزها عدم التعرض إلى أشعة الشمس ما بين الثانية عشرة إلى الرابعة عصراً، إضافة إلى الإكثار من تناول السوائل التي تحوي الأملاح في حال التعرض للشمس، لافتاً إلى أن قسم الطوارئ يستقبل العديد من الحالات خلال فترة الصيف والتي تتراوح ما بين 250 ـ 280 حالة، وقد تشمل حالات مصابة بضربة الشمس والإنهاك الحراري.

أنفلونزا

وأضاف أن العديد من الأمراض المختلفة في فصل الصيف قد يكون البعض منها بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتعرق والإجهاد، الأمر الذي يجعل الجميع كباراً وصغاراً عرضةً لهذه الأمراض، والتي أبرزها مرض الأنفلونزا، وهو من أكثر الأمراض الشائعة في الصيف والشتاء، ولكنها تكون أكثر صعوبة في الصيف بسبب الاستحمام الدائم بمياه باردة والخروج في الهواء، إضافة إلى السعال الذي دائماً ما يرتبط بفصل الشتاء ولكن هناك بعض الأفراد الذين يعانون من هذا المرض في الصيف، لذلك يجب تجنب المشروبات الباردة واستخدام الثلج لتخفيض درجات الحرارة، لأنه من الممكن أن يسبب مشكلات قلبية، إضافة إلى مرض جدري الماء، وهو من أشهر أمراض الصيف بسبب الإصابة الفيروسات والحشرات التي تنمو في مناطق مختلفة، لذلك يجب متابعة ورش خزانات المياه والحدائق، وكذلك من الأمراض الشائعة صيفاً مرض الحصبة، وهو مرض يصيب الأطفال، إضافة إلى آلام في الظهر والطفح الجلدي، وهو مشكلة شائعة بين الأطفال بسبب الحر والتعرق، والصداع نتيجة للتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.

عدوى

وبيّن الدكتور الزرعوني أن أمراض الجهاز الهضمي كذلك تعد من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً بين الأطفال في فصل الصيف، لارتباطها المباشر بالإرضاع أو التغذية، ودرجتي الحرارة والرطوبة، وحالة الجو والتلوث المحيط، ووسائط العدوى المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب صعوبة السيطرة على وسائط نقل العدوى خلال فصل الصيف، أو صعوبة التحكم والسيطرة على كل ما يتناوله الطفل في عمر رياض الأطفال أو الطفولة المتأخرة التي تشهد نشاطاً حركياً، وتفاعلاً كبيراً بين الأقران في هذه المرحلة من العمر، لافتاً إلى أنه ينبغي للوقاية من ضربة الشمس أو الإنهاك الحراري عدم تعرض الأطفال لأشعة الشمس المباشرة، لا سيما وقت الظهيرة، وتغطية الرأس عند الخروج للأماكن العامة، وتناول السوائل بكثرة وارتداء ملابس خفيفة فضفاضة، ويفضل أن تكون قطنية، والإكثار من شرب الماء والسوائل،وتناول وجبات طعام صحية غنية بالخضراوات والفواكه والحبوب، وتقليل شرب العصائر المحلاة والحلويات، فهي تزيد الطاقة الحرارية الداخلية، وبالتالي تزيد الإحساس بحرارة الجو.

علاج

كما أكد أن علاج ضربة الشمس يتطلب نقل المصاب من الشمس إلى مكان بارد، ويفضل أن يكون في مكان مكيف الهواء، وشرب الكثير من السوائل مع تجنب الكحول والكافيين، ويفضل المياه وعصائر الفاكهة والاستحمام بالماء البارد، مع استلقاء الشخص والراحة.

التركيز على النظافة الشخصية للوقاية من التلوث والعدوى

يفرض فصل الصيف تعاملاً خاصاً على صعيد النظافة الشخصية، والابتعاد عن مصادر التلوث والعدوى في المطاعم والأماكن العامة.

كما يجب الانتباه إلى تعرض الصغار وحتى الكبار في حمامات السباحة، إلى الكثير من الإصابات الفيروسية، فالرطوبة وارتفاع درجة الحرارة مناخ مثالي لنمو الفيروسات والبكتيريا.

وقال الدكتور محمد عبد الحليم سعد استشاري أمراض الكلى في مستشفى العين، أحد منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: «يؤدي ارتفاع درجة الحرارة ومعدلات الرطوبة في فصل الصيف، إلى إصابة الناس بأمراض الصيف، إذ يكونون في الوقت ذاته عرضة لنمو البكتيريا والفطريات والميكروبات بشكل سريع.

وأؤكد أنه حتى في السفر، يكون الناس عرضة أيضاً للعديد من الأمراض الفيروسية المسببة للالتهابات، والتي تزيد من نوبات المغص والإسهال والقيء والجفاف. لذا، ينبغي ضرورة عدم إهمال اتباع سبل الوقاية اللازمة في أحيان كثيرة، وأيضاً شرب الكثير من الماء للوقاية من حروق الشمس، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة».

وعي

وأضاف: «إن الوقاية من أمراض الصيف تتوقف على وعي الناس وتثقيفهم الصحي. إلا أنه في المقابل، ينبغي الاهتمام بالصحة العامة، والعناية النظافة الشخصية، ومراجعة الطبيب عند الشعور بارتفاع الحرارة، والشعور بالغثيان الذي يصل إلى حد القيء وآلام بالبطن، مع إسهال أحياناً، يكون شديداً أو متواصلاً، فهذا سيسبب حتماً الجفاف أو الهبوط بالدورة الدموية، خاصة عند الأطفال وكبار السن، ورغم خطورة هذه الأعراض، فإن أغلب المرضى يتماثلون للشفاء خلال أيام قليلة من العلاج المناسب».

وأكد على ضرورة عدم الجلوس أو المشي لفترات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، لا سيما حول حمامات السباحة، خاصة خلال فترة الذروة، أو الإهمال في عدم ارتداء القبعات أو أغطية الرأس، ما يسبب فرص الإصابة بضربة الشمس.

كما نوه بنقطة مفادها أنه مع ارتفاع درجة الحرارة، يؤدي ذلك إلى فقد السوائل في الجسم، وبالتالي، يؤدي ذلك إلى ضعف في أداء الكلى، وفي حالات أخرى يسبب فشلاً كلوياً.

عدوى

بدورها، قالت الدكتورة مريم الحربي اختصاصية أطفال في عيادة خليفة بأبوظبي: «إنه، وللأسف الشديد، يكون الأطفال عرضة للعديد من الأمراض البكتيرية، إثر وجودهم لساعات في أحواض السباحة، لا سيما في فصل الصيف، إذ تنتشر عدوى حمامات السباحة».

ونصحت الدكتورة الحربي أولياء الأمور، بالسماح لأطفالهم بالسباحة فقط في الأماكن المخصصة، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، وارتداء الألبسة الخاصة، بما فيها نظارات الوجه، لحماية العينين من المياه الملوثة.

وأضافت: «هناك أيضاً عدد من أمراض الأطفال التي يكثر حدوثها في فصل الصيف، وفي مقدمها الإسهال الصيفي، والتهاب المعدة والأمعاء، الدوسنتاريا والتيفوئيد، والتهاب الجلد وغيرها. لذا، من الضروري زيادة الاعتناء بالأطفال في هذا الوقت، وضرورة تجنب مشاكل أمراض الصيف، كالإجهاد والإعياء، بالإكثار من شرب المياه.

وأنصح كل ولي أمر بعدم تعريض أطفالهم لأشعة الشمس قدر الإمكان، مع الأخذ في الاعتبار، احتياطات صحية عند الانتقال والسفر، لتجنب أي عدوى ممكنة. ويستوجب أيضاً اختيار المطاعم بعناية، والتأكد من خضوعها للتفتيش والرقابة الصحية، والانتباه إلى نظافة المكان والأدوات المستخدمة وتعليمات السلامة».

 

Email