الدولة وألمانيا شريكتان في مكافحة الإرهاب

الإمارات تكرّس مكانتها الدولية في دعم السلام والاستقرار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى ألمانيا أمس، لتؤكد ذلك التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وهو التحالف الذي يأتي في إطار شبكة العلاقات الدولية المتينة التي نجحت الإمارات في بنائها على مدار السنوات الماضية، لترسيخ للاستقرار في المنطقة والعالم.

واكتسبت هذه الزيارة أهمية خاصة، كون ألمانيا شريكاً أساسياً للإمارات في مكافحة الإرهاب، وقضايا منطقة الشرق الأوسط، خاصةً في ضوء الأزمات الكبيرة، الممتدة من السودان وليبيا إلى سوريا واليمن، وهي الأزمات التي تسعى الدبلوماسية الإماراتية لحلها، انطلاقاً من الطرق السلمية والحوار.

ويرى دبلوماسيون وخبراء علاقات دولية في هذا السياق أن السياسة الخارجية النشطة التي تتبناها دولة الإمارات بشأن قضايا المنطقة والعالم تقوم على نهج يمثل الحكمة والاعتدال والدعوة إلى تبني المواقف الدبلوماسية والحلول السياسية في حل النزاعات بالدول التي تشهد مظاهر من التوتر وغياب الأمن، مؤكدين أن هذه الدبلوماسية أوصلت الإمارات لأن تصبح من أهم الدول الداعمة للاستقرار الاستقرار والسلم الدوليين بشكلٍ فاعل، وتحقيق أمن الشعوب، واحتواء حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة.

وفي رأي وزير خارجية مصر الأسبق محمد العرابي، فإن دولة الإمارات دائماً سباقة في القيام بدور لحل الكثير النزاعات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، منطلقة في ذلك من أن الدبلوماسية ستظل دائماً السبيل الأساسي لحل الأزمات في المنطقة والعالم، موضحاً أن ألمانيا تحتاج إلى شريك موثوق وقوي مثل دولة الإمارات لتقدم نفسها في دور الوسيط، خاصة في ضوء الجهود الكبيرة للدبلوماسية الإماراتية في حل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، الممتدة من السودان وليبيا إلى سوريا واليمن وغيرها من مناطق النزاعات بالمنطقة، وبالتالي يمكن لهذه الزيارة أن تسهم في إيجاد حلول لقضايا المنطقة الملحة عبر الشراكة القوية بين الإمارات وألمانيا.

دبلوماسية ناعمة وهادئة

وأضاف العرابي أنه ليس جديداً على الإمارات دعم المصالحات واحتواء حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن دبلوماسية الإمارات الناعمة والهادئة سبق وأنهت 20 عاماً من الصراع الإثيوبي الإريتري، هذا بالإضافة إلى الجهود الإماراتية الحالية في دعم استقرار ليبيا والسودان وسوريا وغيرها من الدول.

وأوضح أن ما يعطي الدبلوماسية الإماراتية أهمية خاصة في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر، أنها تنطلق من أساس ثابت وهو دعم خيارات الشعوب وإرادتها ومساندة الاستقرار في المنطقة، وقد بدا هذا واضحاً في الأزمات الراهنة بالمنطقة، وهي مواقف ثابتة للإمارات محرّكها الرئيسي دعم الإرادة الشعبية وخيارات الشعوب في ضوء تطورات الأوضاع السياسية وعلى الأرض.

وأشار وزير خارجية مصر الأسبق إلى أن الإمارات تستحق أن تنال تلك المكانة العظيمة التي هي عليها الآن إقليمياً ودولياً، وذلك يرجع إلى سياسات وفكر قادتها في المقام الأول، حيث تتبنى القيادة الرشيدة بالدولة سياسة خارجية ناجحة ونشطة قوامها التوازن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالإضافة إلى انتهاج الطرق السلمية والحوار في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة.

ثقل إقليمي ودولي

خبير العلاقات الدولية د. سعيد اللاوندي أكد بدوره على تعاظم الدور السياسي والدبلوماسي للإمارات بشكل لافت على الصعد العربية والإقليمية والدولية كافة، موضحاً أن الإمارات أصبحت «رمانة الميزان» في إحلال السلام وتحقيق التنمية والاستقرار للشعوب في المنطقة العربية، ومنطقة القرن الأفريقي بشكل خاص.

وأشار اللاوندي في تصريحات لـ «البيان» إلى أن العالم كله يعترف الآن بالدور والثقل الإماراتي في المنطقة، وأحدث دليل على ذلك الزيارات المتبادلة بين حكام الدولة وقادة العالم، وأحدثها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى ألمانيا، معتبراً أن هذه الزيارة تعكس هذا الاعتراف والتقدير العالمي للإمارات ودورها الكبير في تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة والعالم.

دولة الأمان

وأضاف أن الإمارات ليست دولة حروب ولكنها دولة أمان لشعبها وشعوب المنطقة والعالم كله، وبشكل خاص شعوب أفريقيا، مؤكداً في هذا الصدد أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في الدفع بالعلاقات الإريترية الإثيوبية نحو المصالحة، والتي جاءت تتويجاً للجهود الدبلوماسية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي نجح في إذابة أحد أهم النزاعات في القرن الأفريقي، بعد قطيعة ونزاع دام نحو 20 عاماً، إضافة إلى جملة مواقفها الدبلوماسية والإنسانية البارزة في عدد من البلدان العربية التي تمر بأزمات حادة، على غرار الدور الذي تقوم به في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر في اليمن والسودان وليبيا بهدف تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بهذه الدول.

وأضاف اللاوندي: «الدور الإماراتي في حل هذا النزاعات القائمة بالمنطقة دليل قوي على حرص القيادة الإماراتية على القيام بأدوار أكبر في تحقيق الاستقرار والسلام»، موضحاً أن ذلك يأتي انطلاقاً من رؤية حكيمة للقيادة الرشيدة، تقوم على سد الثغرات أمام الدول التي تعبث بالأمن القومي العربي، وتستغل مساحات سياسية فارغة للنفاذ منها.

وأعرب خبير الشؤون الدولية عن تفاؤله بالدور الإماراتي في المنطقة والعالم خلال الفترة المقبلة، بامتلاك الإمارات مقومات الوساطة الناجحة، وعلى رأسها الرصيد الذي تمتلكه من الثقة والقبول والاحترام الإقليمي والدولي، بفضل سياساتها الحكيمة والمعتدلة، بالإضافة إلى القوة الاقتصادية والخبرة التي تمتلكها الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة لشعوب المنطقة والعالم.

Email