11.9 مليون مستفيد من مشاريع «مبادرات محمد بن راشد العالمية» للمساعدات الإنسانية 2018

المساعدات تسهم في تزويد المجتمعات بالمياه النظيفة الصالحة للشرب | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية أن 11.9 مليون شخص حول العالم استفادوا من مشاريعها وبرامجها للمساعدات الإنسانية والإغاثية في عام 2018، فيما بلغ إجمالي حجم الإنفاق خلال العام على المبادرات والبرامج والمشاريع الخاصة بهذا المجال نحو 271 مليون درهم.

ويعد محور المساعدات الإنسانية والإغاثية أحد المحاور الخمسة المنضوية تحت إشراف مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالإضافة إلى نشر التعليم والمعرفة، الرعاية الصحية ومكافحة المرض، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.

وتوزع المستفيدون من المبادرات والمشاريع والبرامج الخاصة بمحور المساعدات الإنسانية والإغاثية التي نفذتها الجهات المنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في 2018 على العديد من دول العالم، بواقع 8.2 ملايين شخص من مشروع سقيا الإمارات، بعد تنفيذ 216 مشروعاً للمياه تتضمن حفر وصيانة الآبار وشبكات توصيل المياه وغيرها، فيما بلغ عدد المستفيدين من مشاريع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية 619 ألف شخص، وسجل حجم المساعدات والمواد الإغاثية التي تم نقلها وتوزيعها في العديد من دول العالم بدعم من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية حوالي 2000 طن، واستفاد من المساعدات المقدمة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية 3 ملايين شخص، بينما بلغت الوجبات التي وزعها بنك الإمارات للطعام 74 ألف وجبة.

 

مجتمعات متماسكة

وقال سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «إن رسالة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تبلورت منذ انطلاقتها حول العمل الإنساني، بشقيه التنموي والإغاثي، كونه أساس بناء مجتمعات متماسكة، كما يحفظ كرامة الإنسانية ويُسهم في إعلاء قيم التعاضد والتآلف والتكاتف، تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله».

وأضاف العطر أنه في سياق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يشكل محور المساعدات الإنسانية والإغاثية المرتكز الرئيسي للعديد من سياسات وخطط معظم المؤسسات والمبادرات المنضوية تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الأم، من خلال برامج ومشاريع إقليمية وعالمية تهدف إلى تحسين حياة البشر أينما كانوا والتصدي لأبرز التحديات التي تعوق التنمية والتدخل العاجل والفعّال لإنقاذ المجتمعات المنكوبة تحت شتى الظروف.

 

برامج خيرية

من جانبه، قال المستشار إبراهيم بوملحة نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية أن ما تقدمه دولة الإمارات من برامج ومشاريع خيرية وإنسانية إنما يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، أثبت في كل مرة أن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً تتبنى المشروعات الخيرية من دون تردد بكل مكوناتها لتقدم الخير وتمد أياديها البيضاء إلى الجميع من دون استثناء، لأنها تؤمن بأن جميع البشر أخوة في الإنسانية.

وأكد بوملحة أن دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ـــ راعي المؤسسة ــ للعمل الخيري والإنساني جعل المؤسسات والجمعيات الخيرية الإماراتية تصل إلى مرتبة عالية من التميز والريادة في المجال الخيري والإنساني، وجعلها السند والعضد للفئات الضعيفة والمحتاجة في كثير من الدول الصديقة والشقيقة من خلال تلبية احتياجاتهم المختلفة، الأمر الذي ساهم في الارتقاء بمستوى حياتهم وشجعهم على القيام بدورهم الحيوي في نهضة وتنمية مجتمعاتهم.

 

سعادة المجتمعات

بدوره، قال سعيد محمد الطاير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «سقيا الإمارات»: «انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في «وثيقة الخمسين»، والتي تنص على أن «عمل الخير هو سر من أسرار سعادة المجتمعات وديمومة الخير والترقي الحضاري»، تواصل مؤسسة «سقيا الإمارات»، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، جهودها لتوفير المياه الصالحة للشرب للمجتمعات التي تعاني من ندرة وتلوث المياه، بالتعاون مع عدد من الهيئات والمنظمات المحلية والعالمية الرائدة، إضافة إلى مواصلة جهود البحث والتطوير لابتكار حلول مستدامة لتحلية وتنقية المياه باستخدام الطاقة الشمسية. ونلتزم في «سقيا الإمارات» بدعم أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أعلنتها الأمم المتحدة، وتنفيذ أحد أهم أهداف مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» ألا وهو مكافحة الفقر والأمراض».

وأضاف الطاير: «تعمل «سقيا الإمارات» على توفير المياه الآمنة والنظيفة للمجتمعات التي تعاني من ندرة المياه والمساهمة في تحسين حياة الملايين حول العالم وإحداث تغييرات إيجابية على الصعيد العالمي انطلاقاً من دولة الإمارات العربية المتحدة، أرض السلام والسعادة والإيجابية وبلد التسامح والخير والعطاء. وأطلقت «سقيا الإمارات» خلال عام زايد 2018 مشروعات ومبادرات مجتمعية عكست جميعها القيم والمبادئ السامية التي غرسها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبناء دولة الإمارات؛ وفي مقدمتها بناء الإنسان، والاستدامة والحكمة والخير والعطاء. وانسجمت مبادراتنا خلال عام زايد مع استراتيجيتنا وهويتنا التي استلهمناها من الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي تسير على نهج زايد الخير، بمد يد العون لكل محتاج في أي مكان في العالم».

تخفيف المعاناة

ويشمل محور المساعدات الإنسانية والإغاثية الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية والأزمات، لتخفيف المعاناة عن الملايين من الأشخاص حول العالم، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الاجتماعية والتنموية وتنفيذ المشاريع الإنمائية ذات الأهداف المستدامة، لاسيما في المجتمعات التي ترزح تحت وطأة الحاجة والحرمان خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، حيث تسعى مختلف المبادرات والمؤسسات التي تعمل ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى تطوير برامج ومشاريع وحملات إنسانية وخيرية وتنموية، بحيث تستثمر كل الموارد المتاحة لتحقيق فرق إيجابي في حياة الناس والمجتمعات المعنية على نحو يسهم بصورة فعّالة في تحسين شروط الحياة اليومية وبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة.

وفي ظل الأزمات والمآسي التي يشهدها العالم، برزت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية كمركز إغاثي حيوي ومحطة إنقاذ على أهبة الاستعداد للمجتمعات في حالات الكوارث والأزمات. وتعتبر المدينة، التي تدير أنشطتها تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أكبر تجمع للخدمات الإنسانية في العالم، حيث تجمع أكثر من 80 شركة ومنظمة وهيئة ووكالة دولية وأممية، ترتكز أعمالها على دعم الجهود الدولية للعمل الإنساني في الاستجابة لإغاثة المجتمعات المتضررة جراء الكوارث الطبيعية والحروب والنزاعات. وتتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي في دبي، ممّا يسمح بالوصول إلى ثلثي سكان العالم في غضون ثماني ساعات، وهي تقع على بعد 18 كيلومتراً من مطار آل مكتوم الدولي و21 كيلومتراً من ميناء جبل علي، ممّا يتيح لأعضائها القدرة على نقل الشحنات من البحر إلى الجوّ في أقل من 10 دقائق.

واستكملت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية خلال العام 2018 رسالتها ومهامها في إيصال المساعدات من مستلزمات طبية ومواد غذائية وغير غذائية عبر تنظيم جسور جوية لإرسال مساعدات إغاثية للدول المنكوبة حول العالم، حيث قامت بتسيير 20 شحنة لنقل أكثر من 2.000 طن من المساعدات وموّاد الإغاثة إلى 10 بلدان، كما بلغت قيمة المساعدات المرسلة من قِبل أعضاء المدينة ضمن أكثر من 1.200 شحنة إغاثة نحو 257 مليون درهم وُزِّعت في 89 دولة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وواصلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية دعمها للاجئين من مسلمي الروهينجا في مخيمات اللجوء في بنغلاديش من خلال تسيير الرحلات الجوية الإغاثية، حيث بلغ عدد المستفيدين من المساعدات المرسَلة إلى كل من العاصمة دكا ومدينة شيتاغونغ أكثر من 344 ألف شخص. كما أُرسلت عبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في نوفمبر 2018 شحنتا إغاثة إلى إثيوبيا استفاد منها حوالي 45.000 شخص، بالإضافة إلى إرسال مساعدات إنسانية إلى بابوا غينيا الجديدة لإغاثة المتضررين جراء سلسلة الهزات والزلازل التي تعرضت لها البلاد، استفاد منها 60.690 شخصاً، وإلى أنغولا حيث تم تسيير طائرة محمَّلة بالأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية واللوجستية.

مبادرات متنوعة

وتجسد مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية المنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية رسالة الإمارات للعطاء والإنسانية، وتسعى من خلال مبادراتها وبرامجها الإنسانية والخيرية والإغاثية إلى رفع المعاناة وتقديم المساعدة اللازمة لمن هم بأمس الحاجة إليها داخل دولة الإمارات وخارجها.

وخلال العام 2018، كثّفت مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية مشاريعها محلياً ودولياً، حيث استفاد من برامجها 3 ملايين شخص في مناطق مختلفة حول العالم مقارنة بـ 1.6 مليون شخص عام 2017.

وضمن مشاريعها الخيرية العالمية، توزع مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية الحقيبة المدرسية الشاملة في بداية كل عام دراسي للآلاف من طلاب المدارس، حيث تشمل الحقيبة الزي المدرسي والكتب وجميع المواد المدرسية.

100 مشروع مياه

وضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، تعنى مؤسسة سقيا الإمارات بقضايا شح المياه عالمياً، وتسهم في رفد المجتمعات والقرى النائية حول العالم بالمياه النظيفة الصالحة للشرب، وذلك بما ينسجم مع رسالتها بأن الحصول على مياه شرب نظيفة حق إنساني للجميع. وقد تعاونت المؤسسة خلال العام 2018 مع العديد من المؤسسات في تنظيم مبادرات محلية ودولية، ليصل عدد المستفيدين من مشاريعها حول العالم حوالي 8.2 ملايين شخص.

تعزيز روح التكاتف

واستمر بنك الإمارات للطعام ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في تأدية مهامه في جمع فائض الطعام من الجهات المعنية بقطاع الضيافة وصناعة الأغذية في الدولة لتوزيعها على المحتاجين داخل دولة الإمارات وخارجها بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، لتعزيز قيم التكافل والتآزر المجتمعي، وتقليل الهدر في الطعام.

حقيبة مدرسية

توزع مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية الحقيبة المدرسية الشاملة في بداية كل عام دراسي للآلاف من طلاب المدارس، حيث تشمل الحقيبة الزي المدرسي والكتب وجميع المواد المدرسية. ونفَّذت المؤسسة هذه المبادرة في 13 دولة حول العالم خلال عام 2018، وزعت من خلالها 3.000 حقيبة في كازاخستان و45 ألف حقيبة في الفلبين. وبلغ عدد الطلاب المستفيدين في مختلف الدول 100 ألف طالب.

 

نماذج ملهمة من المستفيدين

دوميانا، الزوجة والأم البالغة من العمر 32 عاماً، لا فرق بين يوم وآخر؛ فهي تبدأ نهارها بالخروج لإحضار الماء اللازم لعائلتها صباحاً، ليغتسل ولداها وينطلقا إلى المدرسة. ومن ثم تضطر دوميانا للخروج ثانية لجمع المياه مجدداً لأعمال الزراعة والاهتمام بالحيوانات، فينتهي يومها وهي تجري من مكان لآخر تحاول تأمين المياه لعائلتها.

وتعتبر عائلة دوميانا واحدة من بين 50 عائلة أخرى، في قرية الحجر في محافظة الأقصر في صعيد مصر التي لا تتوفر في منازلها المياه النظيفة، حيث يقضي أهلها ساعات كل يوم في المشي للوصول إلى المياه وإحضارها لقضاء احتياجات الأسرة.

وتمكنت سقيا الإمارات بالتعاون مع عدد من الجهات الخيّرة بتركيب شبكة توزيع المياه في القرية، لتصل المياه مباشرة إلى منزل دوميانا والمنازل الأخرى، ما يسمح للعائلات بقضاء وقت أكثر في أعمال أكثر إنتاجية، كالتعليم والعمل لمحاربة الفقر والبطالة في هذه القرى.

بالنسبة لدوميانا، فإن هذا المشروع أحدث تحولاً كبيراً في حياتها وحياة أسرتها الصغيرة. وباتت تنتظر صباح كل يوم بوصفه موعداً متجدداً مع الأمل.

Email