إنتاج 121 سلالة والعمل على تحقيق الاكتفاء الغذائي

«إكبا» يوزع بذور الكينوا على 12 مزرعة في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف أحدث تقرير صادر من المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي «إكبا» أن عدد مزارعي الكينوا في دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد زيادة مطردة.

وذلك بفضل برنامج محوري يقوده المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بالتعاون مع منظمات وطنية شريكة، وأشار التقرير إلى أنه ضمن برنامج المركز يتعاون علماء إكبا مع شركاء محليين منذ 2016 لاختيار بذور الكينوا وتوزيعها على 12 مزارعة رائدة في إمارات أبوظبي وعجمان والشارقة والفجيرة.

ففي الشارقة على سبيل المثال شرع المزارعون بزراعة الكينوا خلال فبراير 2018 بدعم من إكبا ودائرة شؤون البلديات والزراعة في حكومة الشارقة، حيث باتت المستويات المرتفعة من الملوحة (التي وصلت حتى 16ديسي سيمنز في المتر) وتدني مستويات المياه الجوفية التي أصبحت مشكلة تقلق المزارعين في هذه الإمارة.

كما يترقب المزارعون حصاد غلال تصل حتى2.2 طن من الحبوب في الهكتار، رغم تراوح معدل الملوحة في تلك المناطق من 2 حتى16 ديسي سيمنز/‏متر للتربة ومن ٦ حتى 18 ديسي سيمنز/‏متر للمياه الجوفية. أضف إلى ذلك الطبيعة الرملية للتربة في تلك المناطق وتدني خصوبتها، مع درجة حموضة (pH) بين 7 و8.5

جهود

ونوه التقرير إلى أنه في أعقاب سنوات عديدة من جهود البحوث والتنمية في الإمارات يعمل إكبا اليوم يداً بيد مع المزارعين على إدخال أصناف أثبتت خلال التجارب إنتاجية جيدة جداً ضمن الظروف المحلية، نظراً للتنوع الوراثي الملحوظ الذي يتسم به نبات الكينوا ومرونته وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، فإن زراعته ممكنة في التربة الملحية الفقيرة ذات الهطولات المطرية المتدنية جداً.

وإضافة إلى قيمته في السوق، يتمتع المحصول بتركيبة تغذية استثنائية، فهو غني بالمغذيات، وخالٍ من الغلوتين، فضلاً عن غناه بالأحماض الأمينية والفيتامينات الأساسية.

ولتقييم الأصول الوراثية للكينوا وانتخاب سلالات تناسب بالدرجة الفضلى مختلف الظروف البيئية الممتدة عبر شتى الأقاليم، يقوم إكبا منذ عام 2007 بإدارة برنامج عالمي خاص بالكينوا. إذ يجري المركز لسنوات عديدة تقييماً لما يربو على 121 سلالة كينوا، حيث قام بانتخاب السلالات الأفضل إنتاجية منها.

والتي تلائم بلدان كمصر وإثيوبيا والهند والأردن، وكذلك قيرغيزستان والمغرب وعمان، فضلاً عن باكستان وإسبانيا وطاجيكستان والإمارات وأوزبكستان واليمن.

وقال الدكتور يوان بابلو رودريغز كالي من «إكبا»: «نظراً لأن الدولة تستورد جلّ الأغذية لتلبية الطلب المحلي، فإن زيادة الإنتاج المحلي من شتى المحاصيل، بما في ذلك محصول الكينوا، من شأنه تحسين الاكتفاء الذاتي من الأغذية في البلد في نهاية المطاف والمساعدة على تعزيز الدخل لدى المزارعين».

وأضاف الدكتور عزيز هيريتش، خبير البستنة لدى «إكبا»: «إنه من أجل زيادة إنتاج الأغذية، لا سيما في البيئات الهامشية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى، يساعد إكبا المزارعين على إنتاج محاصيل مثل الكينوا والتي لا تقتصر مزاياها على استهلاك كمية أقل من المياه ونموها في ظروف شديدة الملوحة قياساً بالمحاصيل الأساسية فحسب، بل نراها تتسم بقيمة تغذية مرتفعة فضلاً عن قيمتها العالية في السوق».

Email