«التسابق فجراً» سلوك يعتمد على الفرصة وغياب الرقابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الفجريات» مصطلح دارج بين فئة من الشباب تعني بالنسبة لهم القيام بالتسابق والتفحيط في أوقات معينة تمتد ما بين الثالثة وحتى السادسة فجراً وفي أماكن بعيدة عن أعين دوريات المرور، دون مراعاة لحرمة الطريق أو الأخطار التي ستحيط بهم أو بجمهور المتفرجين ومستخدمي الطريق.

جمال العامري مدير عام جمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية والخبير المروري، أكد أن هذا السلوك يقع تحت نظرية «النشاط الروتيني» ونظرية (الفرصة) في علم الاجتماع التطبيقي، ومن خلال هذه النظرية يصبح هذا السلوك معتاداً في حال وجدت الفرصة من خلال توافر ثلاثة عناصر: أولها، (غياب الحراسة القادرة) .

الذي قد يكون وقت تغيير الدوريات أو انشغالها بأعمال أخرى أو أن يقوم المفحطون باختيار أماكن بعيدة عن مرأى الدوريات، أما العامل الثاني فهو (الجاني المحتمل) أي الأشخاص الذين يتشاركون في ارتكاب هذا السلوك المخالف ويشجعون بعضهم البعض، والعنصر الثالث هو (الهدف السهل) وتعني ممارسة المخالفة بأريحية.

ودعا العامري جهات الاختصاص ومنها الجهات البحثية مثل الجامعات أو المعاهد البحثية المتخصصة ووزارة الداخلية إلى دراسة هذا السلوك الإنساني للأشخاص الذي تنتهجه فئة عمرية معينة ما بين 18 إلى 25 سنة، وفي أوقات محددة (في ساعات الفجر) وعدم النظر إلى الموضوع من الظاهر الذي يتشكل في هذه الممارسات، وإنما التعمق في دراسة بحثية ميدانية عن أسباب هذا السلوك الخطير والمتكرر من فئة من شبابنا الذي لا تأبه بالعقوبة، وإنما قد تعاود الكرة لممارسة هذه المخالفات كلما سنحت لها الفرصة.

بحث

وقال العامري: علينا البحث في المسألة من جانب علمي في موضوع التسابق والتفحيط وقت الفجر، لدراسة سلوكيات هؤلاء الشباب، وتوفير بدائل عملية لهم لممارسة هواياتهم والإفراج عن طاقاتهم من خلال فتح المجال لهم للتفحيط في أماكن مخصصة، مشيراً إلى أن الدولة أنشأت مثل هذا النوع من الحلبات.

ولكن ممارسة هذه الأنشطة فيها محددة بأوقات معينة، ولذا يجب دراسة الحلول التي يمكن أن تثني الشباب عن ممارسة هواياتهم الخطرة في الطريق العام ونقلها إلى هذه الأماكن المخصصة والتي تتوفر فيها شروط الأمن والسلامة.

وأكد أن هذه الممارسات لا تعتبر ممارسات فوضوية في حينها، وإنما ترجع إلى نظرية النشاط الروتيني ونظرية الفرصة، حيث تحدث كلما وجدت هذه الفئة الفرصة مناسبة لممارستها دون الاكتراث بالمخاطر الناجمة عنها، والتي ذهب ضحيتها العديد من الشباب خلال الأعوام الماضية.

كما أوضح العامري، أن هذه الفئة من الشباب تجد المتعة في أن تمارس المخالفة دون أن يتمكن أحد من رصد هذه المخالفة، وهو أمر في غاية الخطورة ينبغي دراسته بتعمق من خلال المراكز البحثية المتخصصة، وإيجاد الحلول العملية لهذه الظاهرة التي يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر، وتعرض حياة مستخدمي الطريق لأخطار يصعب تفاديها.

تحذير

من جانبها، حذّرت شرطة أبوظبي وعبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، الشباب من المشاركة في سباقات خطرة وقيادة المركبات بطيش وتهور على الطرق، وشددت على أنه لن يكون هناك أي تهاون في تطبيق القانون على «المتهورين» الذين يعرّضون حياتهم، وحياة الآخرين للخطر، بإيقافهم وحجز مركباتهم وتحويلهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

 

Email