العلماء الضيوف: الصوم تزكية للنفوس وتهذيبها

خلال إحدى المحاضرات | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاضر العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في رمضان خلال 33 فعالية شملت دروس المساجد ومجالس شعبية ومؤسسات حكومية وخاصة، وركز العلماء حديثهم حول موضوع «الصيام تهذيب للنفس» موضحين أن من محاسن الإسلام العظيمة أنه دين شامل لكل نواحي الحياة، فلا انفصال فيه بين العبادة والسلوك، ولا بين العلم والعمل، ومما لا شك فيه أن من أعظم غايات العبادات التي شرعها الإسلام وجوباً أو استحباباً تزكية النفوس وتهذيبها، والترقي بها نحو محاسن الأخلاق ومكارمها، بحيث يصير المسلم المقيم لفرائض الله تعالى من أحسن الناس أخلاقاً وأنبلهم سلوكاً وأكرمهم شيماً.

وأشاروا إلى أن هذه الغاية نلمسها في كل شعيرة من شعائر الإسلام وكل ركن من أركانه وتهذيب النفس وتزكيتها أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، وقد بعث الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم لتزكية النفوس.

وأكد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، أنه ليس الهدف من الصيام الامتناع عن الملذات والأطعمة والمشروبات فقط، بل هو الامتناع عن كل مساوئ الأخلاق والتحلي بالإيجابية التي تجعل المسلم في شهر رمضان صائماً حقيقياً تتألق قيمه الفاضلة في نفسه وفي من حوله في العمل وفي الأسرة وفي الطريق والأسواق، إذ قرن العلماء مفهوم قوله تعالى «لعلكم تتقون» وهو المقصد الأسمى من الصوم بمفردات التقوى من بذل وعطاء وتبادل الخيرات إلى المسارعة في دعم ذلك كله بالتواصل الإيجابي والتناصح والتخفيف من الحدة والغضب والغيبة والنميمة وكل ما يجرح نقاء هذه العبادة الربانية من صغائر الذنوب وكبائرها امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم» أي إن روحانية الصيام يجب أن تعم الجميع مهما كانت تحديات الحياة الاجتماعية وتقلبات الأمزجة، فالإيمان ومكانة الصيام وانشغال النفس بتلاوة القرآن وآدابه هي الأجواء الإيجابية المثالية للسعادة والإسعاد في التربية الرمضانية التي يرجى منها أن تزود النفوس البشرية بقيم ثابتة فاضلة يتعايش بها الناس، والله سبحانه وتعالى يحثنا بتهذيب النفس وتطويعها بالعبادة.

وكما استعرض العلماء نماذج من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين في تزكية النفس، وأن خير نموذج على ذلك هو نموذج النبي صلى الله عليه وسلم حين كانَ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فيقول «أفلا أحب أن أكون عبداً شكورا».

Email