إليزابيت بورن الوزيرة الفرنسية المكلّفة بالنقل لـ«البيان»:

شراكتنا مع الإمارات استراتيجية ونتطلع إلى تطويرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت إليزابيت بورن، الوزيرة الفرنسية المكلّفة بالنقل في مقابلة حصرية مع «البيان» أن الشراكة بين فرنسا ودولة الإمارات استراتيجية، وأن التعاون الاقتصادي يمثل الركيزة الأساسية في هذه الشراكة، مشيرة في هذا المجال إلى تميز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.

وقالت الوزيرة إن الإمارات تعد الشريك التجاري الثاني لفرنسا في الخليج، كما تحتضن فروعاً لأكثر من 600 شركة فرنسية، لافتة إلى أن فرنسا تريد أن تكون جزءاً من الحدث العالمي إكسبو دبي 2020، وأنها ستقوم خلال زيارتها للدولة بإطلاق الأعمال الإنشائية في الجناح الفرنسي بالمعرض، وسيكون الأكثر استدامة وبتصميم متقدم جداً، كما لفتت إلى الرؤية المشتركة لمستقبل التنقل الحضري في البلدين.

وأعربت إليزابيت بورن عن سعادتها بأول زيارة رسمية لها للإمارات، بعد أسابيع قليلة من زيارة برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، وبعد خمسة أشهر من اللقاء الناجح الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس إيمانويل ماكرون في باريس في نوفمبر الماضي.

وقالت بورن: «كما تعلمون، فإن العلاقة بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة متميزة في جميع المجالات، ونحن نعمل على جميع المستويات لتعزيز تعاوننا الاقتصادي الذي يشمل تركيزاً على تحديث واستدامة مدننا ووسائل التنقل. وتطمح دبي لأن تكون مركزاً عالمياً ودبي إكسبو 2020 يندرج في صميم هذه الاستراتيجية. وفرنسا تريد أن تكون جزءاً من هذا الحدث العالمي. لذلك، فإن الغرض الأول من زيارتي هو الإعلان عن وضع حجر الأساس للجناح الفرنسي».

وحول أسباب الزيارة أكدت أن وجودها في الإمارات لتبادل النقاش مع قيادة الدولة حول نقل العديد من الفرص للتعاون الفرنسي-الإماراتي في هذا المجال.

وقالت الوزيرة: «سألتقي سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، للتأكيد على شراكتنا في قطاع الطيران ومطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، إذ إن لبلدينا رؤية مشتركة لمستقبل التنقل الحضري».

وأضافت: «السبب الثالث لزيارتي هو تأكيد الدعم الكامل من الحكومة الفرنسية للشركات الفرنسية العديدة، الكبيرة منها والصغيرة، التي تنشط في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب غرف الأعمال الفرنسية. وسأكون حاضرة الليلة، إلى جانب معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في حفل العشاء السنوي لمجلس الأعمال الفرنسي في دبي والذي ستتم خلاله مكافأة أفضل الشركات الناشئة والمبتكرة الفرنسية».

تاريخ طويل

كما أشارت إليزابيت بورن إلى تميز المشاركة الفرنسية في معرض إكسبو 2020 قائلة: «أولاً وقبل كل شيء، تتمتع فرنسا بتاريخ طويل من المشاركة في المعارض العالمية. اسمحوا لي أن أذكركم بأن ستة معارض عالمية قد أقيمت في فرنسا وغالباً ما ارتبطت ببعض المعالم البارزة: تم إنشاء برج إيفل بمناسبة معرض 1889 وتم افتتاح أول خط مترو في باريس وأول سلالم متحركة في عام 1900، أيضاً بمناسبة معرض عالمي. ولقد ساهم هذا التراث التاريخي بقوة في تعزيز الخبرة الفرنسية في إنشاء الأجنحة».

الجناح الفرنسي

كما ذكرت أن خلال زيارتها للدولة سيتم إطلاق إنشاء الجناح الفرنسي في موقع دبي إكسبو 2020 الذي تم رفع النقاب عنه قبل أسابيع قليلة في باريس. تحت شعار «نور الأنوار»، ويتميز الجناح الفرنسي الذي صممته «أتيليه دوبرادو إنجينيرنغ» و«سلينكيه آند غرابلي» بموضوع الضوء باعتباره أحد مصادر الإلهام الرئيسية.. هدفه هو إبداء وتجسيد رؤية جريئة ومبتكرة للمدن والأقاليم المتصلة والمستدامة.

وتابعت: «يتمركز الجناح الفرنسي في المنطقة المخصصة للتنقل، ويهدف إلى تسليط الضوء على كيف يمكننا أن نتنقل بأسرع طريقة ممكنة، ولكن أيضاً لتجسيد «الأنوار»، وهي مدرسة فكرية حكيمة من القرن الثامن عشر. سيقوم الجناح بتعزيز النموذج الفرنسي للابتكار، والذي يجعل من الممكن التوفيق بين التنمية المستدامة والقدرة التنافسية التجارية الدولية للمدن والأقاليم المتصلة والمستدامة، وخدمة المواطن والصالح العام».

وأوضحت: «تماشياً مع طموح فرنسا البيئي، خاصة من خلال «قمة الكوكب الواحد»، فإن هذا الجناح سوف يكون الأكثر استدامة على الإطلاق، لأنه يمكن تفكيكه وإعادة استخدامه. وسوف يتم تصميمه وتنفيذه بأسلوب متقدم جداً يراعي ركائز المناخ الحيوي الثلاث: الطاقة المتجددة والنظيفة والتحكم بها والمواد المستدامة والاقتصاد الدائري في العمل. كما يعد الجناح أداة لتعزيز فرنسا وجاذبيتها: فهو بمثابة استعراض لا يضاهى لمعارف وابتكارات الشركات الفرنسية فضلاً عن منصة لتسريع التطوير الدولي للعرض الفرنسي».

شراكة اقتصادية

وحول نقاط القوة والتحديات للشراكة الاقتصادية الفرنسية الإماراتية، أكدت أن التعاون الاقتصادي ركيزة أساسية للشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والإمارات، وقالت: «حجم تجارة ثنائية بقيمة 4.44 مليارات يورو «4.97 مليارات دولار» في عام 2018، وتعد الإمارات الشريك التجاري الثاني لفرنسا في الخليج. دولة الإمارات العربية المتحدة هي كذلك موطن لأكثر من 600 فرع تابع للشركات الفرنسية، وأكثر من 75% من الشركات الفرنسية المسجلة في البورصة (كاك 40) موجودة في الدولة. وتعمل هذه الشركات في جميع المجالات من النفط والغاز إلى الطاقة والبيئة والخدمات المصرفية والضيافة وتجارة التجزئة والدفاع والسلع الراقية وبالتأكيد النقل».

وأضافت: «من أجل تعزيز هذا التعاون، أطلقنا أول منتدى للأعمال بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة زيارة الرئيس ماكرون لدولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2017. وتم إطلاق نسختين ناجحتين من منصة التبادل الجديدة هذه بين مجتمعات الأعمال، الأول في دبي والثاني في باريس في أكتوبر الماضي. وستكون هناك نسخة ثالثة من المنتدى إلى الإمارات في الخريف المقبل. ومع ذلك، أدرك أنه في عصر العولمة، تتسم بيئة الأعمال بالتنافسية العالية. هذا هو السبب في أن الشركات الفرنسية تحاول باستمرار تطوير حلول جديدة وعالية التقنية. كمثال على ذلك، لقد أذهلتني سيارات الأجرة «Seabubbles» التي تطير على ارتفاع بضعة سنتيمترات فقط فوق الماء دون أدنى ضجيج أو موجة أو انبعاثات كربونية».

 

تعاون مثمر في قطاعات الطيران والنقل والذكاء الاصطناعي

قالت إليزابيت بورن الوزيرة الفرنسية المكلّفة بالنقل: إن تعاوننا مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي أكثر من ممتاز وأنا أتطلع بشدة للقاء مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي. ففي فبراير الماضي، لاقت قمة الأعمال السنوية مشاركة الأعمال بين فرنسا وهيئة الطرق والمواصلات نجاحاً كبيراً وسمحت لأوساط أعمالنا بمناقشة الفرص الحالية في قطاع النقل ولكن أيضاً التفكير فيما سيكون مستقبل التنقل.

وأضافت: «يوفر تمديد شبكة النقل العام في دبي فرص تعاون كبيرة للشركات الفرنسية، مثل تاليس أو الستوم، التي تعمل حالياً على مشروع تمديد مترو دبي للوصول إلى موقع إكسبو دبي 2020».

كما أوضحت الوزيرة: «بالنسبة لقطاع الطيران، اسمحوا لي أن أؤكد أيضاً تميز شراكتنا. ويسعدني أن ألتقي سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم. تحتاج دولة الإمارات العربية المتحدة إلى شركاء قويين وموثوق بهم. هذا هو بالضبط نوع الشراكة التي طورتها إيرباص مع شركات الطيران الرئيسية في دولة الإمارات. ويمكننا أن نفخر بما تم تحقيقه وننظر بشكل إيجابي نحو المستقبل».

شركات

وعن الدور الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في الشراكة الفرنسية-الإماراتية، أكدت الوزيرة: «بدعم من وكالة بيزنس فرانس وغرف الأعمال الفرنسية، تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة دوراً رئيسياً في الشراكة الفرنسية الإماراتية. ففي كل عام، تقوم الوكالة الوطنية بيزنس فرانس بتنسيق مع فريق التصدير الفرنسي بتنظيم أكثر من 20 جناحاً فرنسياً في المعارض التجارية الكبرى في البلاد، مثل جيتكس والصحة العربية وجلفود و الجمال- الشرق الأوسط مع حوالي 1000 شركة سنوياً».

وقالت إليزابيت بورن: «وجد العديد من رواد الأعمال الفرنسيين في الإمارات مكاناً مثالياً للتعبير عن مهاراتهم الإبداعية والمبتكرة. والليلة بمناسبة انتظام حفل مجلس الأعمال الفرنسي، سنقوم بمكافأة أفضل قصص النجاح لهذا العام. واسمحوا لي أن أؤكد أيضاً حقيقة أن الشركات الناشئة لها مكانة في صميم استراتيجيتنا المشتركة الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي. فقبل أسبوعين، انضمت فرنسا إلى «Country in Residence Program» في «منطقة 2071»، مما يعني أن فريق المركز التقني الفرنسي أصبح لديه الآن مكتبه الخاص في دبي، فضلاً عن دعم مؤسسة دبي للمستقبل: الأمر الذي من شأنه أن يمنح دفعة قوية للشركات الفرنسية الناشئة في دولة الإمارات العربية المتحدة».

Email