عكفوا عليه 4 سنوات وعرفوا السحب وأنواعها

3 هواة مواطنون يبتكرون " أمطار الخير" بهدف نشر الرقعة الخضراء بالإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقلبات الجوية وتغير الطقس اكثر ما يشغل فكر الانسان قديما وحديثا لما فيه من آثار مباشرة على  حياته اليومية ، فمن منا لم تشد انتباهه حالة جوية محاولا معرفة بعض خفاياها ،  و كيفية تشكل السحب وأنواعها مثل السحب المنخفضة و المتوسطة والطبقية وسحب الركام المزني ، ومن أولئك 3 هواة مواطنين من أم القيوين ، وهم سلمان ابراهيم الجسمي وفيصل سعيد الحمادي وراشد بن محمد الحميدي  عكفوا ولمدة 4 اعوام  على ابتكار (  امطار الخير )  والذي يعمل على استغلال أشعة الشمس الحارة وتحويلها الى سحب ركامية غزيرة الأمطار، ما يحول الصحراء الى جنان خضراء ، وبالتالي اكمال مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد – طيب الله ثراه – الذي اهتم بالبيئة ونشر الرقعة الخضراء في كافة امارات الدولة ، حيث اكدوا ل "البيان "  أن المشروع عبارة عن عملية تبخر مياه البحر بشكل قوي عن طريق تركيز أشعة الشمس الحارة باستخدام مرايا مقعرة كبيرة الحجم لتصل درجة حرارة الشمس المركزة الى 200 درجة مئوية ، فيتم نشر المرايا على مساحة 10 كيلومترات مربعة ويتم تزويدها بأجهزة خاصة لرش نويات التكاثف الدقيقة القابلة للصعود مع تيار الحمل الحراري المشبع ببخار الماء والذي من شأنه أن يكون السحب وزيادة نسبة هطول الامطار .

تسخين البحر
يقول سلمان الحمادي ان مشروع ( أمطار الخير ) يعتمد على تسخين مياه البحر بطريقة سريعة من خلال استخدام المرايا المقعرة كبيرة الحجم ، الواحدة منها بطول 10 أمتار الأمر الذي يخلق نقطة التقاء اشعة الشمس ما يؤدي الى تكوين درجة حرارة تصل الى 800 درجة سيليزية أي 8 اضعاف درجة غليان الماء ، ما يتسبب في ضغط جوي منخفض يمكنه رفع الهواء الى أعلى بصورة سريعة ، ما يؤدي الى تكوين السحب الركامية المنخفضة غزيرة الامطار ، كما أنه يمكن ضبط أجهزة تتبع أشعة الشمس على المرايا لتوجيهها بزاوية معينة حتى يتم استغلال أكبر قدر من أشعة الشمس الحارة لزيادة عملية تبخر المياه ، فكلما زادت حرارة الطقس زادت نسبة التبخر ، لافتا الى أن المشروع يعد الأول من نوعه في المنطقة ، وسوف يكون في مراحله الأولى على مساحة 10 كيلومترات مربعة قابلة للزيادة .


10 ساعات

واضاف أن المشروع تتوافر فيه كافة الشروط  لتطبيقه ، والتي ابرزها توفر تيارات حملية صاعدة دافئة ومشبعة ببخار الماء الذي يصل الى 30 درجة حرارة مئوية ، وذلك من خلال الحوض الذي يبلغ طوله10 كم مربعة ، وتوفر نويات التكاثف عبر جهاز خاص لنشر النويات ، اضافة الى معدل تناقص الحرارة البيئي الذي يؤدي الى تصاعد جزئيات الهواء الدافئ في الطبقات العليا ما يمكنها من الاستمرار في الصعود نتيجة لخفة وزنها ، كما ان تلك العملية تتم منذ شروق الشمس حتى غروبها ، أي قرابة 10 ساعات متواصلة من الحرارة الشديدة لتبخير اكبر قدر ممكن من المياه ، مبينا أن المشروع يمكن تطبيقه في 3 أماكن ، الأول في المناطق الجافة نتيجة لحرارة الجو الذي يساعد على عملية التبخر ، والثاني في البحار ، فيكون الجو مشبعا ببخار الماء ، والمكان الثالث السواحل القريبة من البحر ، حيث يمكن التحكم في مستوى الماء والعدسات بمرونة .

تنشيط السياحة

و يقول فيصل الحمادي ان مشروع ( أمطار الخير ) في حال تطبيقه على أرض الواقع سوف يحقق ايجابيات عديدة – خصوصا – وأنه يصب في اتجاه استراتيجية الدولة والتي تعمل على تعزيز ملف الامن الغذائي ، كما أن من أبرز ايجابياته اعتدال المناخ في الدولة وزيادة منسوب المياه الجوفية بسبب كثرة الامطار وانتشار الزراعة والري وزيادة نسبة الأكسجين في الجو نسبة لانتشار الزراعة والقضاء على التصحر وسهولة انشاء المشروع وامكانية تطبيقه في كافة ارجاء الدولة ، اضافة الى أنه يعد تقنية دائمة لأنها تستمد من الشمس ، وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية من خلال توافد السياح بسبب اعتدال الجو ، كما أن الاحصاءات اثبتت أن 80 % من مساحة الامارات بيئة صحراوية ، وأن هذا المشروع في حال التطبيق سوف يحول الصحراء الى جنان ، مبينا أن تكلفة المشروع التي رصدت تتجاوز 30 مليون درهم بهدف تجهيز المرايا ونشرها على مساحات واسعة وخلافها من الاجهزة التي سوف يتم استخدامها .
وأوضح ان المشروع يعد من المشاريع الضخمة ، وأنه في حال التطبيق سوف تشهد الامارات أمطارا غزية على مدار العام ، ما يحول صحراءها الى أراض خضراء على مد البصر ، كما سوف تمتلئ السدود والآبار الجوفية ، كما أن المشروع يعد الاول من نوعه عالميا .


مسببات اساسية

و يقول راشد الحميدي أن مشروع ( أمطار الخير ) موجود في الطبيعة وبالذات في المناطق الاستوائية ، حيث ان الشمس تتعامد على هذه المناطق في ساعات الظهيرة ، وأن وجه الاختلاف بين المناخ الاستوائي ومشروعنا ، أن المشروع سوف يوفر المسببات الاساسية لتكون هذه الظاهرة ، كما ان نظام الامطار هذا يرتبط  بالنظام اليومي لدرجة الحرارة وما يترتب عليه من نشاط في صعود التيارات الهوائية ، فقبل شروق الشمس مباشرة تأخذ درجة الحرارة في الارتفاع بسرعة فيتبع ذلك تزايد في نشاط التيارات الهوائية الصاعدة وخلال الظهيرة يكون النشاط بلغ أشده ويتبعه تكون سحب ركامية سميكة، ثم تنهمر الامطار بغزارة وعند الغروب تصفو السماء من جديد حتى الصباح ، مبينا ان تلك الامطار كفيلة بالحد من مشكلة التصحر في الدولة .

Email