شريك في ربط الأسواق عبر «الحزام والطريق»

الدولة تتجاوز الأدوار التقليدية إلى دور محوري عالمي

«جافزا» نقطة انطلاق واعدة للسلع الصينية إلى أسواق العالم | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت فعاليات اقتصادية أهمية الإمارات كنقطة وصل رئيسية لمبادرة «الحزام والطريق»، في ضوء الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها ودورها الإيجابي على كافة الأصعدة باعتبارها واحدة من أهم الشركاء للصين في الشرق الأوسط فيما تمنح الإمكانيات الكبيرة للدولة ومبادراتها النوعية والابتكارية العالمية مكانة مميزة لتتجاوز الإمارات الأدوار التقليدية إلى أدوار عالمية محورية.

وأوضحت أن توقيع اتفاقيتين بين الإمارات والصين باستثمارات 3.45 مليارات دولار ضمن مبادرة "الحزام والطريق" يطلق افاقاً واسعة للتعاون ويؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة حيث تتضمن الاتفاقية الأولى مع شركة "ايوو" باستثمارات 2.45 مليار دولار حيث تقوم "تشايناكوميديتيز سيتي جروب المحدودة" باستخدام سوق التجار لتخزين وشحن البضائع الصينية إلى دول العالم عبر المنطقة الحرة بجبل علي فيما تتعلق الاتفاقية الثانية مع صندوق الاستثمار العربي الصيني بتشييد مخازن ضخمة في دبي ضمن مشروع سلة الخضروات باستثمارات مليار دولار.

الشريك الأول

وأكد المهندس محمد الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية أن العلاقات الإماراتية الصينية علاقات قائمة على شراكة اقتصادية وتنموية شاملة مدعومة بالرغبة المتبادلة من قبل الجانبين في مواصلة الارتقاء بحجم العلاقات الثنائية، وهو ما يؤكده تبادل الزيارات رفيعة المستوى لقيادات البلدين فضلاً عن النمو المتواصل لحجم العلاقات الاقتصادية والتجارية، إذ تمثل الصين الشريك التجاري الأول للدولة فيما تعد الإمارات البوابة لعبور أكثر من ثلثي الصادرات الصينية إلى المنطقة، كما يرتبط البلدان بالعديد من اتفاقيات التعاون التي تخدم استدامة نمو هذه الشراكة المتميزة ويحقق المنفعة المشتركة.

وتابع، إن ترؤس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لوفد دولة الإمارات إلى «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» في بكين، يؤكد الدور الرئيسي الذي تلعبه دولة الإمارات في هذه المبادرة التنموية العالمية.

 

فرص مجزية

وشدد عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية على الأهمية الكبيرة للاستثمارات التي ستضخها الصين في دبي الفترة المقبلة، موضحاً أن هذه الاستثمارات تؤكد من جديد على البيئة الاستثمارية الجاذبة لدولة الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص، كما تؤكد المكانة الدولية الكبيرة التي تحظى بها الإمارات في الاقتصاد العالمية وتجدد للعالم أجمع الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تنعم به الإمارات.

ونوه إلى أن الإمارات تقدم فرصاً استثمارية مجزية للغاية في كل القطاعات الاستثمارية ولكل الدول موضحاً أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للصين تعزز العلاقات الاقتصادية والسياسية الوثيقة بين البلدين، كما تؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه في مبادرة الحزام والطريق.

 

مبادرات الشراكة

ويؤكد جمعة الكيت الوكيل المساعد لوزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية على الأهمية الكبيرة لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للصين والمشاريع الاستثمارية التي تم إعلانها، مشيراً إلى أن نهج الإمارات في ضوء توجيهات قيادتها تجاه تعزيز دورها في منظومة مبادرات الشراكة والتحالفات العالمية ينطلق دوماً من ثوابتها الراسخة.

 

حلقة وصل

وقال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، إن إطلاق مجمع «سوق التجّار» يعزز مكانة الإمارات كحلقة وصل محورية لحركة التجارة على الصعيدين الإقليمي والدولي في ظل ما تتمتع من موقع جغرافي متميز وتقدم كبير في النقل، وتوافر الموانئ العالمية والبنى التحتية الممتازة وتنوع واسع في بيئة الأعمال.

وأضاف أن الإمارات باعتبارها مركزاً مالياً ولوجستياً وتجارياً لتسهيل التجارة والتدفقات الاستثمارية تعتبر بوابة الفرص أمام الصين للدخول إلى أسواق الشرق الأوسط، علاوة على استخدام موانئ الدولة لمرور بضائعها إلى دول أخرى في أفريقيا.

وأكد أحمد بن سليم أن الصين، وآسيا بصورة عامة، غيّرت ميزان القوة في التجارة العالمية منذ الأزمة المالية في 2008، وقاد إلى هذا التغيير اقتصاد متنامٍ مصحوب بزيادة في عدد السكان ومستوى الدخل، ومنذ نحو عقدين من الزمان، صدَّر الشرق الأوسط نحو 60% من صادراته غير النفطية إلى الاتحاد الأوروبي، وذهب أقل من 20% إلى آسيا، أما الآن، فأقل من 40% يذهب إلى الاتحاد الأوروبي وأكثر من 40% يذهب إلى آسيا.

حجر أساس

وقال أحمد المطروشي العضو المنتدب لشركة إعمار العقارية إن مشروع سوق التجار حجر أساس في الشراكة العالمية لدولة الإمارات وركن محوري بالغ الأهمية في مبادرة الحزام والطريق، موضحاً أن المشروع تتويج جديد لدبي بوصفها الحاضنة المثالية للمنصات التجارية التي تجمع أسواق العالم.

وأضاف أنه في خطوة تهدف إلى تفعيل التواصل مع السوق الصينية، أعلنت «إعمار» أيضاً أنها ستفتتح 3 مكاتب متخصصة في كل من بكين وشنغهاي وغوانغجو. وستعمل المكاتب الثلاثة على الترويج للسياحة والتعليم والتجارة والاستثمار بين الإمارات والصين.

ويشير حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي إلى أن تعزيز حكومة الإمارات وحكومة دبي للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع الصين خطوة موفقة جداً وسباقة خاصة في إطار تنفيذ مبادرة طرق الحرير الصينية التي ستغير خريطة التجارة العالمية والاقتصاد العالمي.

خطط شاملة

وأكد أحمد حسين رئيس تنفيذي مجموعة بوهليبة أن حكومة الامارات تؤمن بأن نجاحاً على صعيد واحد لا يكفي لتكون الدولة ناجحة وان النجاحات العديدة التي تحقق النجاح المحلي لا تكفي لتحقيق النجاح الإقليمي ولا النجاح الدولي ولهذا تتفوق دولة الامارات على غيرها بالتزامها بخطط شاملة ومتنوعة تدعم بعضها بعضا، ويمكن القول ان الدولة قد تجاوزت منذ زمن بعيد الأدوار العادية على الساحة الدولية وأصبحت على جميع الأصعدة شريكا دولياً هاماً في الاستثمار الصناعي والزراعي والاقتصادي بالتزامن مع برامج اخرى للتجارة الذكية والاستثمار في تكنولوجيا المستقبل والفضاء والبيئة وغيرها لان خطط التنمية لا يمكن ان تنفذ الا من خلال مسارات متعددة تصب كلها في رؤية واحدة شاملة.

وأضاف أحمد حسين أن حكومة دولة الامارات في الاتفاقات الأخيرة مع الصين تثبت كعهدها في رؤيتها وهمتها وبرامجها روحها المثابرة التي تمثلت في حكامها جيلا بعد جيل وأن التفوق الذي علمنا اياه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لا يأتي بمجرد النجاح بل باستمراره والمحافظة عليه.

شريك أساسي

وقال موفق القداح، رئيس مجلس إدارة مجموعة ماج القابضة إن بناء «سوق التجّار» ضمن المنطقة الحرة لجبل علي في منطقة جافزا جنوب بالقرب من موقع «إكسبو دبي 2020»، يعزّز من مكانة الإمارات كشريك تجاري أساسي لمبادرة «الحزام والطريق» ومركز عالمي للتجارة العالمية للخدمات اللوجستية وإعادة التصدير، وكذلك سيزيد بشكل كبير من حجم التجارة بين الصين، صاحبة أقوى اقتصاد في العالم على أساس تعادل القوة الشرائية والإمارات التي تعتبر أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط وبوابة صادرات الصين الأولى إلى القارة الأفريقية، مستفيدة من موقعها في منتصف ممرات التجارة العالمية.

وذكر خليفة المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار أن مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في أعمال «منتدى الحزام والطريق» تأتي في إطار تعزيز وتوثيق علاقات التعاون مع الصين في مختلف المجالات ومنها المجال الاقتصادي.

ويؤكد عمير الظاهرة، رئيس مجلس إدارة شركة مدائن، الأهمية الكبيرة للاستثمارات الصينية الجديدة في دبي، مشيراً إلى النجاح الكبير لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، للصين، والتي سعى عبرها إلى تعزيز مكانة الإمارات العالمية كوجهة استثمارية جاذبة للأعمال والمستثمرين ورؤوس الأموال، ما دفع بالعلاقات بين الإمارات والصين بقوة إلى الأمام وسيكون لها الأثر الإيجابي والخير الكبير للبلدين.

 

خطوات نوعية تعزز الاستدامة وتنوع الاقتصاد

أكد محمد علي مصبح النعيمي رئيس غرفة التجارة والصناعة برأس الخيمة، أن توقيع اتفاقيات مع الصين واحتضان دبي «سوق التّجار» تشكل خطوات نوعية تعزز مكانة دبي على المستويين الإقليمي والعالمي، ضمن حلقات التنافسية العالمية، التي جعلت من الإمارات شريكاً استراتيجياً في ميزان التجارة العالمي نظراً لموقعها كمحطة محورية بالغة الأهمية في دفع مسيرة تنمية الاقتصاد العالمي في مختلف المجالات موضحاً أنه يشكل خطوة نوعية تعزز استدامة وتنوع اقتصاد الإمارات.

مبادرات نوعية

وأكد الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة أن إنشاء سوق التجار في دبي يهدف إلى تعزيز مكانة الدولة إقليمياً وعالمياً كمنصة ذات كفاءة عالية لممارسة الأعمال في كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية على وجه العموم المنصة وفي مجال الخدمات اللوجستية على وجه الخصوص، ونأمل أن يتبع هذه الخطوة مبادرات نوعية عديدة أخرى في كافة مناطق الدولة من أجل الاستفادة من تعزيز العلاقات الاقتصادية المتنامية مع الصين.

وقال الدكتور عبدالحليم محيسن المستشار الاقتصادي بدائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة أن المبادرة تأتي ضمن استراتيجية الدولة في العمل على تنويع علاقاتها الاقتصادية ضمن رؤية استشرافية ذكية لطبيعة العلاقات الاقتصادية الدولية الحالية والمستقبلية.

Email