خبراء لـ«البيان»: الإمارات شريك استراتيجي بمشروع الحزام الدولي

عبدالله المغلوث

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجمع خبراء اقتصاديون وسياسيون على أن دولة الإمارات تشكل أهمية قصوى في التوجهات الاقتصادية الصينية، باعتبارها أحد أهم المعابر التجارية إلى منطقة الشرق الأوسط التي تتجه إليها 46% من صادرات الصين، في مقابل واردات صينية ضخمة من نفط المنطقة.

وأضافوا في تصريحات لـ«البيان» على أن الصين أكدت أهمية الدور الإماراتي في توجهاتها الاقتصادية المتمثلة في طريق الحرير الذي تعتزم الصين إنشاءه ويربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بتكلفة تبلغ 47 مليار دولار، وذلك من خلال توقيعها مع الدولة على إطلاق مجمع «سوق التجار»، الذي سيتم إنشاؤه في دبي على امتداد شارع الشيخ محمد بن زايد مقابل منطقة «إكسبو».

وقال الخبير الاقتصادي السعودي، الدكتور عبدالله المغلوث، عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة تجارة الرياض، إن دور الإمارات سيكون استراتيجياً في مشروع طريق الحرير الذي يشمل أكثر من 60 دولة على مساحة 40 مليون كيلومتر، ويخدم نحو 4.5 مليارات نسمة من سكان العالم، مشيراً إلى أن الإمارات تتمتع بموقع جغرافي مهم، وتعد نقطة تقاطع آسيا بأوروبا وحتى القارة الإفريقية الواعدة، ما يجعلها من أهم الدول في نطاق طريق الحرير الاقتصادي، فضلاً عن كونها أحد أكبر الشركاء التجاريين للصين بحجم تبادل تجاري سنوي يبلغ أكثر من 50 مليار دولار.


وأضاف المغلوث أن إطلاق مجمع «سوق التجار» الذي سيضم مستودعات لوجستية ضخمة، ومنافذ تجارية للبيع بالجملة، ستدعم حركة التجارة على المستويين الإقليمي والعالمي وكذلك بين البلدين، مشيراً في هذا الصدد إلى بيانات تشير إلى وجود أكثر من 300 ألف مواطن صيني يعملون في الدولة إلى جانب وجود أكثر من 4000 شركة صينية بما فيها شركات المناطق الحرة إضافة إلى ما يقرب من 300 وكالة تجارية و 5000 علامة تجارية.


مصالح استراتيجية


من جهته، اعتبر الخبير الاستراتيجي اللواء متقاعد د. أنور ماجد عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية أن التوقيع على اتفاقيات لإطلاق مشروعي «مجمع سوق التجار» ومشروع «سلة الخضراوات» الذي يضم مجمعات ضخمة ومخازن مبردة لمعالجة وتغليف وتخزين وإعادة تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية إلى العالم، يحققان مصالح استراتيجية للإمارات في إطار مشروع طريق الحرير الذي يصنف كأضخم مشروع اقتصادي على مستوى العالم أجمع.


وأضاف عشقي أن الصين والإمارات بتعاونهما في طريق الحرير سيغيران المشهد الجيو اقتصادي وكذلك المشهد الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط عبر انضمام الإمارات إلى هذا المشروع الاقتصادي الأكبر من نوعه في العالم، في إطار استراتيجيتها الذكية بالتركيز على قوى آسيوية باتت تتصدر الاقتصاد العالمي، ما يساعد الإمارات على تنويع علاقاتها وتحالفاتها الدولية.


بوابة الانطلاق


أما عضو مجلس الشورى السعودي د. هيفاء بنت فهد العجلان، فقد رأت أن الصين تعلم الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تعتبر الإمارات بوابة يمكن الانطلاق من خلالها على طريق الحرير باتجاه الدول الغربية وكذلك الإفريقية، فضلاً عن كون الإمارات أكبر سوق للتصدير في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حتى أصبحت سوقاً رئيسية للمنتجات الصينية وبالتالي تستطيع الإمارات أن تعزز دورها في الربط بين الصين ودول الشرق الأوسط.


خطوة حيوية


في السياق، يرى رئيس الجمعية الوطنية السورية والاقتصادي محمد برمو، أن إطلاق مجمع «سوق التجار»، خطوة حيوية واستراتيجية تشير إلى الثقة التي تتمتع بها الإمارات على مستوى الشرق والغرب.

وأضاف برمو أن دولة الإمارات اليوم باتت محطة اقتصادية مهمة وذات موقع استراتيجي، ذلك أن دبي تشكل نقطة تجارية ومحطة بالغة الأهمية في طريق الحرير، معتبراً أن دور الإمارات سيساهم في تعزيز التجارة الدولية والإقليمية.

وقال إن البنية التحتية لمدينة دبي على سبيل المثال تؤهلها لتكون نقطة استراتيجية على طريق التجارة الدولية وخصوصاً في الشرق، مبيناً أن ذلك يعود للجهود التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، طوال السنوات الماضية.

 


 أما الباحث الاقتصادي أسامة قاضي، فقال إن الإمارات أصبحت طرفاً مؤثراً في ميزان التجارة الدولي لما لها من أهمية اقتصادية وسياسية معتبرة، لافتاً إلى أن مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في منتدى الحزام والطريق، أمر يعكس قيمة الإمارات وأهميتها في سوق الاقتصاد الدولي.

وأضاف قاضي أن الإمارات شريك استراتيجي في الحزام والطريق، لافتاً إلى العلاقات الصينية الإماراتية على المستوى الاقتصادي لها تاريخ طويل فضلاً عن الثقة المتبادلة بين الطرفين.

Email