مواطنة تعود جدة بعد 30 عاماً من غيبوبتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال تتكاتف جهود عائلة الجدة الإماراتية منيرة عمر عبدالله التي تبلغ من العمر 60 عاماً في تشجيعها للعودة إلى حياتها الطبيعية، خاصة بعد أن أفاقت من غيبوبتها التي استمرت 30 عاماً، لم تفقد من خلالها العائلة الأمل بالله تعالى وحُسن الظن به، مُتشبثين وبلا حدود بالإرادة والعزيمة على مواصلة علاج الأم وعدم التوقف، وقهر غيبوبتها، وتقديم الدعم المعنوي، يقيناً منهم بأنها سترجع إليهم، وستعود ألوان البهجة لحياتهم بعد غياب طويل في غيبوبة آن لها الرحيل. نعم، عادت إليهم، وهي ترى ابنها البكر شاباً يبلغ من العمر 32 عاماً، وابنتين شابتين طالما انتظرتا هذا اليوم الذي أشبه ما يكون بالمعجزة.  

وبدموع الفرحة والحمد لله على فضله قال ابنها عمر أحمد، 32 عاماً في حديثه لـ "البيان": " نعم، أفاقت والدتي من غيبوبتها في أحد المستشفيات المتخصصة في علاجها بألمانيا، وتحديداً أثناء استعدادنا للعودة إلى دولة الإمارات، حيث كنت مرافقاً لها طيلة فترة علاجها وبدأت في الوعي والكلام ونادتني باسمي.
 أعجز عن الحديث عن والدتي التي أكرمها الله تعالى بالحياة بعد غيوبة استمرت 30 عاماً تقريباً إثر ضربة مباشرة للدماغ تعرضت لها إثر حادث أليم في عام 1991  في مدينة العين.

فقبل الحادث الذي كانت تبلغ فيه من العمر 30 عاماً كانت تحرص على ختم القرآن الكريم حفظاً، إلى جانب الحرص على تحفيظ سور القرآن الكريم لقريناتها وتشجيعهن على ختم كتاب الله قراءة وحفظاً.

إضافة إلى إكمالها لدراستها في مرحلة الثانوية العامة، فقد كانت آنذاك صاحبة طموح جميل لا تهدأ جذوته. وكونها أُماً تؤدي مهامها بكل حب اتجاه زوجها وأبنائها، ترعاهم وتهتم بهم.

ولن أنسى أنها طلبت من عمي في يوم الحادث أن يوصلها إلى الروضة التي أدرس بها لتعيدني للمنزل بعد انتهاء الدوام المدرسي، وفي طريق العودة تعرضنا لصدمة حافلة وللأسف الشديد تعرضت هي لنسبة كبيرة من الضرر، إلا أن الحادث الذي جاء قضاء وقدراً غيّر الكثير من تفاصيل ومجريات حياة والدتي التي تم نقلها لتلقي العلاج اللازم في مستشفى توام، ومكثت فيه لفترة 6 أشهر، وبعد ذلك سافرت مع والدي لتلقي العلاج أيضاً إلى لندن ومكثت فترة 6 أشهر، وهناك تمت عملية شفط السوائل من المخ، وخضوعها لجلسات علاج طبيعي، ووضع أنبوب في معدتها لتغذيتها. وبعودتها من لندن مكثت في المنزل لفترة بسيطة إلا أنها سرعان ما تعرضت لالتهابات أثرت على صحتها سلباً، وتم نقلها إلى مستشفى الساد للأمراض العقلية لتمكث فيه مدة 15 عاماً، ثم إلى مستشفى العين، وبعدها إلى ألمانيا لفترة 9 أشهر وهناك وجدنا فارقاً كبيراً في مستوى التشخيص والعلاج المقدم.

كما تلقت قبل ذلك علاجاً متخصصاً ومؤهلاً في مركز متخصص لإعادة التأهيل في العاصمة أبوظبي، وهي لا تزال تتلقى علاجاً تأهيلياً إلى الآن، حيث إنها لا تستطيع الحركة إلا بصورة بطيئة نتيجة تشوه الأطراف والعضلات بسبب طول مكوثها في الفراش من دون حركة.

وأحاول التوفيق قدر الإمكان بين وظيفتي ووجودي مع والدتي التي لن أتخلى عنها ولن أتركها ما حييت، حتى أن والدي طلب مني ملازمة والدتي في أبوظبي وعدم تركها.

منوهاً إلى أن غيبوبة والدته وتردي وضعها الصحي علمه الكثير، كيف يغلب الأمل والتفاؤل على هزيمة المرض مهما كانت قوته.

ولفت إلى أنه لن ينسى حينما سقطت والدته في الطائرة وهي في إحدى رحلات العلاج فقط لأن الكادر الطبي غفل عنها لثوانٍ.

وأضاف : "فأنا وإخوتي لم نهمل علاج والدتي، ولا حتى الاستسلام لغيبوبتها واليأس، لأن هذا قد يؤثر تأثيراً سلبياً في تأخر علاجها، وسنسعى بإذن الله إلى تشجيعها إلى عودتها لحياتها الطبيعية خلال وجودها حالياً في العاصمة أبوظبي، وحتى بعد عودتها لمنزلنا في منطقة العين بعد الانتهاء من تلقيها العلاج اللازم في المركز المتخصص لإعادة التأهيل، لاسيما أنها تدرك تماماً أنها كانت في غيبوبة، وهي تسعد تماماً برؤية أبنائها وأحفادها بين حين وآخر".

ووجهت عائلة الجدة منيرة عمر عبدالله أسمى معاني الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دعمه المستمر والمتواصل لكل المواطنين، لا سيما أن ديوان سموه أمر بسفر والدته إلى ألمانيا للعلاج، وتحمل كل نفقات العلاج والإقامة بمجرد علمهم بحالتها.

 

 

كلمات دالة:
  • العين،
  • العزيمة ،
  • الجدة منيرة،
  • ألمانيا،
  • المعجزة
Email