جـودة تخترق الحمائية

«البيان الاقتصادي» يفوز للمرة الثانية و«ألمنيوم الإمارات» تهنئ

ت + ت - الحجم الطبيعي

تميز ملحق «البيان الاقتصادي» على المستوى العربي بفوزه، أمس، بجائزة الصحافة العربية في فئة الصحافة الاقتصادية للمرة الثانية، بعد تتويج الزميل عبد الحي محمد بالجائزة، في حفل توزيع الجائزة في ختام منتدى الإعلام العربي بدورته الثامنة عشرة، في دبي أمس عن ملف أعده بعنوان «ألمنيوم الإمارات.. جودة تخترق الحمائية». وكان «البيان الاقتصادي» فاز بجائزة الفئة نفسها في الدورة العاشرة 2011 عن موضوع «استراتيجية دبي في إدارة الديون» للزميل الراحل مجدي عبيد.

وبهذه المناسبة، تلقّى «البيان الاقتصادي» تهنئة خاصة من شركة الإمارات للألمنيوم. وقال عبد الله جاسم بن كلبان، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في الشركة: «نهنئ البيان بحصولها على الجائزة عن ملفها المتميز حول صناعة الألمنيوم في الإمارات ونموها على مدى العقود الأربعة الماضية». وأضاف أن «الملف دليل حقيقي على قصة نجاح الإمارات ووصولها إلى العالمية، وأنه لشرف عظيم لنا أن نكون محور ملف كرّمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله».

وللمرة الثانية تفوز «البيان» عن فئة الصحافة الاقتصادية عن ملف «ألمنيوم الإمارات.. جودة تخترق الحمائية» للزميل عبدالحي محمد، حيث تم تدعيم الملف ببيانات منوعة ودقيقة سواء من أرقام وإحصاءات ورسوم بيانية سهلة المطالعة.

كذلك تضمن مقابلات ولقاءات مع مسؤولين وخبراء في مجال الصناعة شكّلت إجاباتهم إحاطة كاملة بالموضوع.

يُذكر أن هذه هي المرة الثانية في تاريخ جائزة الصحافة العربية التي تحصل فيها «البيان» على جائزة الصحافة الاقتصادية، وقد نالها الزميل الراحل مجدي عبيد في عام 2011 عن موضوع استراتيجية دبي في إدارة الديون.

وقد شهد الملحق الاقتصادي تطورات كبيرة على مستوى الشكل والمضمون في الفترة الماضية تجسّد باستحداث زوايا وملفات تنشر بشكل دوري.

وفيما يلي ملخص الموضوع الفائز:

 

ينفذ اليوم ألمنيوم الإمارات إلى أكثر من 60 سوقاً عالمياً يتوزع على قارات العالم الست بسبب جودته العالية وقيمته المضافة، مما ممكنه في الماضي وسيمكنه في المستقبل من اختراق أي رسوم أو حواجز أو عوائق أمامه.

فالرسوم الجمركية التي تفرضها الدول ليست جديدة على شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، فسابقاً فرضت دول أوروبا رسوماً بنسبة 6% على منتجات الشركة الإماراتية، إلا أن ما حدث على أرض الواقع هو تضاعف صادرات الشركة لأوروبا 4 مرات لتشكّل 24% من إنتاجها البالغ 2.6 مليون طن. وتملك «الإمارات العالمية للألمنيوم» خبرات كبيرة للتعامل مع أي رسوم أو قيود اكتسبتها عبر السنين، متنتها بعلاقات استراتيجية وثيقة مع أكثر من 350 عميلاً في العالم عبر مكاتبها الدائمة ومندوبيها المنتشرين في قارات العالم.

ولم تعد «الإمارات العالمية للألمنيوم»، المملوكة لحكومتي أبوظبي ودبي، شركة صغيرة، بل باتت تحتل اليوم بجدارة مكانة كأكبر شركة منتجة للألمنيوم الأولي عالي الجودة في العالم، وفقاً لتصنيفات كبريات معاهد ومؤسسات صناعة الألمنيوم في العالم، وعلى رأسها المعهد الدولي للألمنيوم.

كما قفزت العام الماضي لتحتل مرتبة ثالث أكبر شركة للألمنيوم في العالم خارج الصين بعد أن رفعت إنتاجها إلى 2.6 مليون طن من منتجات الألمنيوم التي تشمل سبائك الخلائط وأسطوانات الألمنيوم وسبائك عالية النقاء وسبائك الدرفلة، وهي منتجات ذات قيمة مضافة يتزايد عليها الطلب من 4 قطاعات في العالم تشهد نمواً غير مسبوق، وهي: قطاعات الطيران والإلكترونيات والسيارات والبناء والعلب والتغليف. وتعد كلمة السر الحقيقية في نجاح الشركة وتميزها هي «الجودة والابتكار»، كما يؤكد دائماً عبد الله بن كلبان، الرئيس التنفيذي للشركة، إذ قال: «هذه الجودة ليست وليدة اليوم، بل نمت عبر عشرات السنين، ابتكرت فيها الشركة تقنيات فريدة مكّنتها من أن تكون أول شركة صناعية في الإمارات ترخص تقنياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي».

جودة

وتبدأ جودة ألمنيوم الإمارات من اختيار المواد الخام للمنتج النهائي، وتحرص «الإمارات العالمية للألمنيوم» على استيراد أجود أنواع الألومينا في العالم حتى يكون منتجها النهائي متميزاً.

ومنذ اندماج شركتي «دوبال» و«إيمال» عام 2014 تحت اسم «الإمارات العالمية للألمنيوم»، تم إقرار استراتيجية عمل جديدة للشركة، بحيث لا تركز على عمليات إنتاج الألمنيوم الأولى من مصهري دوبال في بدبي والطويلة في أبوظبي، بل امتلاك القدرة على التحكم بأجزاء رئيسة من سلسلة الإنتاج والتوريد الخاصة بها عالمياً.

ويقول عبد الله بن كلبان: «نركز جهودنا بشكل مكثف على مشروعين لنا، أولهما: استكمال بناء مصفاة الطويلة التي تعد أكبر مصفاة للألمنيوم في المنطقة بحجم استثمار يتجاوز 3 مليارات دولار.

أما المشروع الثاني فهو منجم البوكسيت الذي تملكه الشركة في غينيا باستثمارات تصل إلى 1.4 مليار دولار، وهذا المنجم يحتوي على أكثر من مليار و400 ألف طن من خام البوكسيت العالي الجودة، وسيلبي الخام المستخرج من المنجم 40% من احتياجات «الإمارات العالمية للألمنيوم» من «الألومينا».

وتظهر جودة ألمنيوم الإمارات بشكل جلي في التقنية الفريدة التي ابتكرتها الشركة وصدّرتها لدول وشركات أبرزها شركة «ألبا» البحرينية، وهذه التقنية وليدة ابتكارات مستمرة منذ عام 1990. وركزت «الإمارات العالمية للألمنيوم» على الابتكار عقوداً مضت، ما أسفر عن التطوير الداخلي لتقنيات اختزال الألمنيوم المتطورة، وتقنية الشركة من طراز «DX وDX Ultra» التي تحتل مكانة مرموقة بين قائمة أكثر تقنيات خلايا اختزال الألمنيوم كفاءة في العالم، مقارنة مع التقنيات المشابهة، حيث تقوم بكفاءة وفاعلية بإنتاج المزيد من معدن الألمنيوم باستخدام طاقة أقل وبانبعاثات بيئية منخفضة، كما تتمتع تقنيتها الحديثة من طراز DX Ultra بطاقة إنتاجية مضاعفة لكل بوتقة صهر مقارنة مع تقنيتها من طراز D18 التي تم تطويرها في الثمانينيات، حيث تمثل الطاقة الإنتاجية الأعلى لكل منطقة إنتاج ميزة كبرى لأي مستثمر، وقد بدأت عملية التطوير الداخلي للتقنية منذ مشروع التوسعة الأول في التسعينيات.

وقال بن كلبان: «نحن أول شركة صناعية إماراتية تمنح ترخيصاً خاصاً بتقنياتها الصناعية الأساسية على المستوى الدولي، واكتسبت استثماراتنا في التكنولوجيا مزايا تنافسية كبيرة على صعيد التكلفة مقارنة بمنافسينا، كما قمنا ببناء وترسيخ ثقافة التحسين المستمر على مدى أكثر من 40 سنة، ونجحنا في تأمين احتياجاتنا من الطاقة خاصة الغاز من شركة أدنوك، حيث تربطنا بها اتفاقيات طويلة الأمد إلى 2039 لتوريد الغاز لمصانعنا، كما طورنا منتجاتنا لتصل إلى 76 منتجاً متميزاً للغاية، كما تشهد مشاريع أنشطة الاستخراج والإمداد الاستراتيجية بالشركة نمواً ملحوظاً، ووقعت أخيراً مذكرة تفاهم مع موانئ أبوظبي لتطوير الموانئ والمرافق البحرية التي نستخدمها، وهو الأمر الذي سيسهم في خفض تكاليف الشحن البحري.

ومنذ نحو ثلاث سنوات يشهد الطلب العالمي على الألمنيوم تزايداً مطرداً، كما تغيرت مكانة المنتجين الرئيسين فيه، وتشير دراسات المعهد الدولي للألمنيوم والمجلس الخليجي للألمنيوم إلى النمو العالمي لمنتجات الألمنيوم تتزايد خلال الفترة من 2016 إلى 2022 بنسب تتراوح بين 5% إلى 10%، وتتوسع كبريات الشركات المنتجة في إنتاجها، وقفز إنتاج العالم من الألمنيوم من 53 مليوناً و927 ألف طن عام 2014 إلى 63 مليوناً و403 أطنان عام 2017.

وتشير الإحصاءات والتقارير إلى وجود تغيير كبير في خريطة كبار المنتجين، فقد قفزت «الإمارات العالمية للألمنيوم» من الترتيب الرابع إلى الترتيب الثالث عالمياً خارج الصين بحصة تصل إلى 9% من إنتاج العالم وبطاقة إنتاجية 2.6 مليون طن، تسبقها في ذلك شركتا روسال الروسية (3.6 ملايين طن) وشركة «ريو تينتو ألكان» الأسترالية (3. 2 مليون طن). وخلال السنوات الثلاث الماضية جاءت الزيادة الكبيرة في إنتاج العالم من شركات الصين، إذ رفعت إنتاجها من 28.3 مليون طن إلى 32.2 مليون طن وشركات أمريكا الشمالية من 1.5 مليون طن إلى 3.9 ملايين طن، ومنطقة الخليج من 4.8 ملايين طن إلى 5.1 ملايين طن، وترجع هذه الزيادة إلى زيادة إنتاج «الإمارات العالمية للألمنيوم»، حيث تستحوذ اليوم على 52% من إنتاج دول الخليج، بعد أن كانت تمثل 49% في عام 2014.

وأكد عبد الله بن كلبان أن الطلب على الألمنيوم عالمياً يتزايد، وهو ما دفع كبار المنتجين إلى زيادة إنتاجهم، وهذا الطلب يتزايد بسبب دخول منتجات الألمنيوم بشكل كبير في صناعات الطيران والإلكترونيات والسيارات والإنشاءات والتغليف والتعبئة، وهناك تفاؤل كبير بزيادة نمو الاقتصاد العالمي إلى أكثر من 3%.

وقال عبد الله بن كلبان: «السوق الأميركي مهم لنا، ونصدر له 450 ألف طن سنوياً تشكّل 18% من إنتاج الشركة، ولدينا مكتب كبير للمبيعات وعلاقات استراتيجية مع عملائنا هناك، ولدينا 51 عميلاً في 20 ولاية في أميركا تربطنا بينهم علاقات قديمة قوية، وأعتقد أننا مستعدون جداً لأي قرارات، علماً بأن لنا خبرة سابقة في التعامل مع الرسوم الجمركية، حيث فرضت علينا دول أوروبية رسوماً منذ عام 1999 بنحو 6%، ويومها كنا نبيع 150 ألف طن، واليوم نبيع 720 ألف طن تشكّل 24% من إنتاجنا، أي أن صادراتنا تضاعفت نحو 4 مرات بعد تطبيق الرسوم، ونتعامل مع كل حالة بدقة وندرس الأسواق وخطتنا أن نتوسع في كل أنحاء العالم وسنركز على أسواق شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية خاصة البرازيل والأرجنتين تشيلي وتوجو، وعندنا بدائل كثيرة وأسواقنا واعدة جداً ومنتجاتنا عالية الجودة وأكثر من 75% من عملائنا دائمون وأسعارنا منافسة».

مكاسب

وأكد المهندس جمال سالم الظاهري، رئيس مجلس إدارة «دوكاب»، الرئيس التنفيذي لشركة «صناعات»، الحاجة الشديدة إلى تطبيق المعاملة بالمثل مع الدول التي تفرض رسوماً جمركية على صادرات الإمارات. وقال إن هناك دولاً تفرض رسوماً تزيد على 20% لحماية أسواقها وصناعاتها، ونحن في الإمارات في أمسّ الحاجة إلى معاملة هذه الدول بالمثل.

ورأى جمعة الكيت، وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية، أن فرض الرسوم الجمركية يقيد حرية التجارة العالمية، مما يسبب ضرراً لها. وغالبية دول العالم تطبقها رسوماً بنسبة 5% لحماية صناعاتها مثل الإمارات، وهذه النسبة تقل عن السقف المربوط بنحو 10% الذي يصل لدي غالبية دول العالم إلى 15%، لكن دول العالم لا تلجأ إلى هذا السقف المربط النهائي، وبلا شك فإن قرار الرئيس الأميركي زاد على ذلك.

Email