إعلاميون وأكاديميون: على وسائل الإعلام تبنّي قيم التسامح

منذر المزكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبرت نخب إعلامية وأكاديمية أن وسائل الإعلام شريك استراتيجي في نشر وبث روح التسامح والإخاء، مطالبين في الوقت ذاته بتعظيم المنجزات الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء والتشجيع على تبني قيم التسامح والمحبة والتعاون وبناء عقلية الإنسان الواعي، وقالوا: إن نشر ثقافة التسامح في المجتمعات بات ضرورة ملحّة معبرين عن تقديرهم لاعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2019 عاماً للتسامح.

وأجمع إعلاميون خلال مشاركتهم في فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمنتدى الإعلام العربي على ضرورة وضع حد لقنوات الكراهية بما فيها الإعلام الرقمي الذي أصبح بعضها طرفاً أساسياً في الترويج للخطابات المنبوذة باعتبار ذلك أكبر ضمانة لحماية قيم التسامح.

مواجهة

ودعا الدكتور علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام في المملكة البحرينية إلى مجابهة خطابات الكراهية لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعدّ أبرز التحديات الراهنة على مستوى العالم، وذكر أن المنتدى فرصة للاستفادة من التجارب نظراً لوجود عدد كبير من المسؤولين العاملين في المجال، حيث يتيح الحدث لهم الفرصة لتبادل وجهات النظر المختلفة، وإيجاد تكتلات تحارب خطابات الكراهية المنتشرة.

جيلٍ واعٍ

من جانبه اعتبر منذر المزكي، إعلامي إماراتي، وأحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أن منتدى الإعلام العربي ساهم على مدار سنوات في خلق جيل إعلامي واعِ بالمخاطر التي تحدق به، وبالآلات الإعلامية التي تتربص بمكتسبات الدولة، مشيراً إلى لقائهم مع كبار الإعلاميين والاستماع اليهم وتعلم كيفية إيصال الخبر بشكل سريع ودقيق.

وذكر أن المنظومات الإعلامية تمتلك وسائل التأثير على المجتمع ما يجعلها مسؤولة بشكل كبير في نشر رسالة التسامح باعتبارها قيمة إنسانية عليا تجمع الكل على كلمة واحدة ملؤها المحبة.

 

إعلام مؤثر

وأكدت إكرام عمر ياسين إعلامية مشاركة من السودان أن الوطن العربي بحاجة إلى إعلام قوي ومؤثر يسلط الضوء على قيم إنسانية محضة قوامها التسامح والمحبة، لافتة إلى أهمية توحيد الخطاب الإعلامي بحيث يتسم بالواقعية، مشيرة إلى أن مسؤولية الإعلام كبيرة في الترويج لمفاهيم ومبادئ التسامح والحق في الاختلاف، كما تحدثت عن أهمية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي الاستغلال الأمثل في دعم وإثراء مبادئ التسامح والحوار والتعايش بين الشعوب.

 

منصة فاعلة

من جانبها قالت الدكتورة نهى إمام الدين من السودان: إن منتدى الإعلام العربي منصة يلتقي من خلالها المشتغلون والمهتمون لتباحث واقع الإعلام وكيفية انحراف بعضها عن المسار باتخاذ دور محرك الأحداث وليس ناقلها، مؤكدة أن مثل هذه التظاهرات الإعلامية تساعد في توحيد الخطاب الإعلامي بحيث يتحول الى خطاب إيجابي مؤثر.

وأضافت: يجب أن يقوم الإعلام بدوره في بناء تيسير الحوار والنقاش بصورة حرة ومفتوحة، وفي نشر قيم التسامح، والسعي إلى توعية المجتمع والتشديد على مخاطر عدم التسامح مقترحة خطاباً إعلامياً يتجاوز ويعلو على الاختلافات ويؤسس رؤية معرفية شاملة، ويرتكز على الانفتاح وتقبل الآخر بعيداً عن لغة الإقصاء.

ثقافة الحوار

من ناحيتها شددت ملاك الخوري مذيعة في التلفزيون الأردني على أهمية التركيز على مفهوم «ثقافة الحوار»، والسعي لصناعة إعلام قوي يقوم على فتح قنوات الحوار والتعايش مع الآخر، معتبرة الإعلام الإيجابي بوابة لنشر قيم التسامح بين المجتمعات، مقترحة تنفيذ حملات توعوية تستهدف على وجه الخصوص الفئات الشابة وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة.

ويرى إبراهيم أبو مصطفى، إعلامي من فلسطين، أن هناك ضرورة لزيادة الوعي ومقاومة التطرف والغلو لأن تنامي الخطابات المعادية وتغذيتها خطر على الأمة والأجيال المقبلة. وأضاف يجب على الإعلام ترسيخ قيم التقارب وتحقيق الوئام الإنساني، ودعا إلى إحكام الرقابة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات وتجريم خطاب الكراهية وتحكيم لغة المحبة ونبذ لغة التطرف والعنف باعتبار ذلك أكبر ضمانة لحماية قيم التسامح.

Email