عايد المناع: خطاب التحريض ظاهرة تهدد المجتمعات العربية وسبب رئيس للإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرض الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع في جلسة بعنوان «خطاب التحريض»، الأشكال المتعددة لهذه الظاهرة التي وصفها بالخطيرة بما في ذلك التحريض السياسي والديني والعرقي التي يستخدمها البعض وبشكل خاص المتطرفون لتحقيق أغراض وأهداف خاصة مشبوهة تخدم مصالحهم الذاتية أو تروّج أجندات خاصة بغايات خبيثة لا تهدف إلا للدمار والخراب.

واعتبر الدكتور المناع - خلال الجلسات الصباحية لليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي - أن ظاهرة التحريض باتت تمثل تهديدا حقيقيا وخطورة شديدة ومؤرقة على المجتمعات العربية، مشيرا إلى أن خطاب التحريض والكراهية اتّسع وتشعّب وانتشر بشكل كبير، وأصبح سببا رئيسا للعديد من العمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية التي يروح ضحيتها عشرات الأبرياء بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.

انتشار العنف

وفي حديثه أمام لفيف من قيادات العمل الإعلامي العربي والعالمي، قال المناع إن التحريض هو الأساس لخطاب الكراهية، وعرّف التحريض بأنه الحث على القيام بقول أو فعل مضاد للآخر، ويكون موجهاً ضد مجموعة أو طائفة معينة للنيل منها وإضعافها، مضيفاً أن هناك نوعين رئيسين من التحريض، خاص وعام. أما الخاص فهو الموجه ضد فرد أو مجموعة، في حين أن التحريض العام فهو الموجه ضد الأمة والمجتمع بشكل عام.

وأكد المناع أن التحريض بكل أنواعه سواء السياسي والعرقي والديني يؤدي إلى انتشار العنف بجميع أشكاله في المجتمع ضد مجموعة بعينها، موضحا أن ما حدث مؤخرا في الاعتداء الإرهابي الغاشم المتمثل في مذبحة المسجدين في نيوزيلندا هو أوضح مثال على النتائج المدمرة لخطاب التحريض والكراهية.

وتطرق المتحدّث إلى الموقف المشرّف لرئيسة وزراء نيوزيلندا عقب الحادث الأليم، حيث أشاد بتعاملها الراقي مع أقارب الضحايا وتطمينهم وتهدئة مخاوفهم، علاوة على ما قدمته من رسائل تعاطف مع الضحايا وتأكيد على أن بلادها تنبذ العنف بكافة أشكاله، فضلا عن تضامن غالبية المجتمع النيوزيلندي مع المهاجرين من المسلمين، وحرصهم على تعبيرهم عن ذلك التضامن بشتى الصور، واصفا خطاب رئيسة الوزراء هناك بأنه جاء مناهضا لخطاب التحريض والكراهية الذي ساد بعض المجتمعات الغربية ضد المسلمين.

Email