إعلاميون وخبراء: الإمارات سبّاقة عالمياً في مكافحة خطاب الكراهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد إعلاميون وخبراء أن مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف والإرهاب والتمييز مسؤولية مشتركة للحكومات والمجتمعات والمنظمات الدولية، مشيدين بنهج التسامح في دولة الإمارات، الذي يعد «أسلوب حياة وثقافة شعب» منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مشيرين إلى أن هذا النهج المتحضر والإنساني تعكسه التشريعات والقوانين والمبادرات المتواصلة للقيادة الرشيدة للدولة، داعين إلى تعميم هذا النهج على المستويين العربي والعالمي.

جاء ذلك في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «خطاب الكراهية»، ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي.

وأكد الإعلاميون والخبراء المشاركون في الجلسة أن دولة الإمارات كانت سبّاقة عالمياً في مكافحة خطاب التطرف والكراهية من خلال وضع منظومة تعليمية متطورة تحثّ على التعايش والحوار، وقوانين تنشر قيمة التسامح وتجرّم التمييز والتطرف، إضافة إلى إنشاء مؤسسات ومعاهد ومراكز تعزز هذا المفهوم في المجتمع وتدعو له عالمياً، مشددين على الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام في مكافحة هذه الظاهرة ذات التأثيرات السلبية من خلال التحلي بالموضوعية ونشر القيم الإنسانية.

شارك في الجلسة الدكتور علي النعيمي، رئيس بوابة العين الإخبارية، والدكتور فهد الشليمي، رئيس منتدى الخليج للأمن والسلام، ومحمد الملا، مقدم برنامج «ديوان الملا»، وأدارها الإعلامي والكاتب السياسي نديم قطيش، حيث ناقشت الجلسة موضوع صناعة الكراهية التي أصبحت واحدة من الأدوات المؤثرة في زعزعة السلام الاجتماعي للدول، من خلال التأثير في آراء وسلوك المجتمعات المستهدفة.

وقال الدكتور فهد الشليمي إنه رغم عدم وجود تعريف محدد لخطاب الكراهية، فإنه يعني التحريض بالقول أو بالكتابة أو بالإيحاء بالرسم الكاريكاتوري ضد فئة معينة سياسية أو مذهبية أودينية أو عرقية، مؤكداً أنه لا يجب استغلال المرونة القانونية لحرية التعبير للتحريض على الأشخاص أو الفئات المجتمعية.

وأشار إلى التأثير الذي تحدثه محتويات بعض حسابات التواصل الاجتماعي على «تويتر» في التحريض وبث الكراهية، مشيراً إلى أن 94% من مستخدمي تويتر هم من العامة، و4% من السياسيين، و2% من رجال الدين، لكن فئة السياسيين ورجال الدين التي تشكل 6% من المستخدمين تؤثر في العامة الذين يشكلون 94%، ويمكن لبعضهم أن يروجوا لخطاب الكراهية عبر رسائل تحريضية.

أفكار متطرفة

وحذّر محمد الملا من تنامي خطاب الكراهية في الغرب، قائلاً إنه انتقل من الولايات المتحدة إلى أوروبا ونيوزيلندا وأسفر عن الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته نحو 50 شخصاً مسلماً وإصابة العشرات غيرهم، وقال إن من قام بهذا العمل الإرهابي سعى لنشر أفكاره المتطرفة بين الكثيرين، ولو كانت هناك متابعة لما ينشره لتمكّن العالم من الحد من تأثيرات هذه الخطابات التي تحض على العنف والإرهاب.

مسؤولية

وتحدث الدكتور علي النعيمي عن مسؤولية مواجهة خطاب الكراهية لدى البعض الذين يستفزون غيرهم من أصحاب العرقيات والديانات والطوائف والانتماءات محاولين إقصاءهم، مؤكداً أننا بحاجة ماسة لمواجهة خطاب الكراهية ليعيش الإنسان في أمان، وأن هذه المسؤولية هي مسؤولية الجميع، من حكومات ومنظمات دولية وإعلام ومجتمع دولي.

وأكد أن الإمارات كان لها الكثير من المبادرات الرائدة والسبّاقة لمواجهة خطاب الكراهية منذ وقت طويل، عكستها التشريعات والقوانين الإماراتية والمنظومة التعليمية المتطورة التي تحث على التسامح ونبذ العنف والتمييز والكراهية، وإعلاء القيم الإنسانية.

جوانب إنسانية

وأكد الدكتور فهد الشليمي دور الإعلام في مكافحة هذه الظاهرة بأن يسلط الضوء على جوانب إنسانية لضحايا العنف والإرهاب والتطرف وإفراد المساحات لهم في التغطيات الإعلامية بدلاً من التركيز أكثر على الإرهابي المتطرف، مشدداً على ضرورة انتقاء المفردات في اللغة الإعلامية بعالمنا العربي والإسلامي، لأن الكثير منها تتم ترجمته للغات أخرى وتحويل بعضها إلى سهام ضدنا، متفقاً مع الدكتور علي النعيمي على حاجتنا في المنطقة العربية إلى منهج تعليمي ينشر التسامح وينبذ العنف والكراهية.

وانتقد المشاركون في الجلسة النقاشية خطاب الكراهية الذي أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب الحادث الإرهابي في نيوزيلندا مؤخراً، حينما قال «إن الأستراليين المعادين للمسلمين الذين يزورون بلاده سيعودون إلى بلادهم في نعوش مثل أجدادهم»، عكس اللغة التي استخدمها كل قادة العالم الذين وجهوا رسائل تسامح في خطاباتهم وتصريحاتهم، وأكد المشاركون في الجلسة أن هذه التصريحات السلبية من جانب الرئيس التركي تضرّ بصورة الإسلام.

«العين الإخبارية» تطلق 4 مكاتب حول العالم

أطلقت «العين الإخبارية» خلال مؤتمر صحافي عقد في منتدى الإعلام العربي، 4 مكاتب عالمية جديدة تغطي عبرها عواصم عدد من الدول الأوروبية والأفريقية، فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية ودبي.

وتسعى «العين الإخبارية» بمكاتبها العالمية الجديدة في دبي وواشنطن ولندن وأديس أبابا إلى توسيع انتشارها الإعلامي واستهداف شرائح جديدة من القراء في مختلف القارات، خصوصاً القارئ الأفريقي والأوروبي والأمريكي، مما سيعزز من قدراتها على الوصول بمحتواها الإعلامي العربي إلى آفاق أكثر رحابة.

وأكد الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس تحرير «العين الإخبارية»، أن المكاتب العالمية الجديدة تأتي امتداداً لجهود وخطط البوابة الرامية إلى توسيع العمل الإعلامي محلياً وأوروبياً وأفريقياً وصولاً إلى القارة الأمريكية، وتمكين طواقم «العين الإخبارية» من بلوغ الأحداث والفعاليات فور وقوعها في مختلف مراكز صنع القرار العالمية، مع تقديم محتوى نوعي غني للقارئ حول العالم.

Email