المشاركون بندوة «وثيقة الأخوة الإنسانيّة» في بيروت:

الإمارات نموذج للتعايش الكريم الآمن والحرية الدينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت سفارة الدولة في بيروت ممثلة بالملحق الدبلوماسي حمدان الهاشمي في ندوة تناولت «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تم توقيعها في أبوظبي فبراير الماضي، وأكد المتحدثون في الندوة أن الوثيقة تتويج لمسيرة حوارية طويلة في مواجهة موجات التعصب والتطرف والإقصاء والتسلط واستخدام الدين زوراً لتبرير الكراهية والعنف، وأن الوثيقة غنية بمضمونها المؤصل والمستند إلى رسالة الدين الحقيقية.. ولبناء مجتمع التسامح والسلام، وثمنوا دور الإمارات التي تحتضن نهج التسامح ليس فقط في عام التسامح الذي أعلنته قيادتها الحكيمة، بل إنها تقدم للشرق الأوسط وللعالم بأسره أرقى نموذج للتعايش الكريم الآمن وللحرية الدينية والأخوة الإنسانية.

وأقيمت الندوة في قاعة مكتبة بعقلين الوطنية ونظمتها اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ومؤسسة «أديان» بحضور ممثل شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ سامي أبي المنى وممثل النائب تيمور جنبلاط ناصر زيدان والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسينيور ايفان سانتوس وممثل عن سفارة السعودية في لبنان وحشد من رجال الدين والعلماء والقضاة من مختلف الطوائف وأعضاء من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، ومن مؤسسة «أديان» ومؤسسة العرفان التوحيدية ومهتمون بشؤون الثقافة والحوار.

محبة

وقال رئيس اللجنة الثقافية الشيخ أبي المنى في كلمته الافتتاحية، إن تنظيم الندوة حول وثيقة الأخوة الإنسانيّة بالتعاون مع مؤسسة أديان وبمشاركة سفارتي الإمارات والفاتيكان جزء لا يتجزأ من تلك الرسالة التي نحملها معاً ونناضل معاً من أجل نشرها وتعميمها وتحويلها إلى مناهج وبرامج تربوية وإعلامية واجتماعية قائمة على المحبة والأخوة.

واعتبر ممثل سفارة الدولة حمدان الهاشمي أن هذا اللقاء مختلف وله طابعه الخاص، وأن الحديث عن السلام هو من أسمى الرسائل التي يمكن للإنسان التطرق إليها.. منوها أن صناعة السلم في العالم قد لا تتوج دائماً بنتائج نهائية، لكن الساعي إلى الخير كفاعله ونحن في هذا المسار سنبذل كل جهد لإعلاء راية السلام والمحبة ولقاء قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر شيخ الأزهر ما هو إلا ترجمة عملية لمساعينا من أجل تعميم ثقافة السلام.

حرص

وقال الهاشمي«لا أشك أنكم لمستم حرص دولة الإمارات على أن تكون رسالة الأخوة الإنسانيّة واضحة المعالم لا يشوبها أي التباس وقد نصت الوثيقة على ضرورة أن تتحول بنودها إلى موضع بحث وتأمل للخروج بأفكار تطبيقية ومبادرات تتيح تنشئة الأجيال على الخير والسلام.

وبدوره رأى القائم بالأعمال البابوي المونسينيور إيفان سانتوس أن ما حصل في دولة الإمارات يمثل حاجة ملحة لكل إنسان اليوم لخلق أرض مشتركة تمكنه من سماع الآخر وتسمح بالانفتاح على تقديماته.. وتابع أن وثيقة الأخوة الإنسانية تدعو للحفاظ على ما هو مشترك بين الأديان وهو الكرامة الإنسانيّة والحوار لم يعد نوعاً من الجدل والمفاوضات للوصول إلى تفاهم وللبحث عن نقاط تلاقٍ ولا محاولة لإزالة الفروقات، بل إنه الحضور للتكلم وتوليد الأمل وهذا لا يمكن إلا بالأخوة.

وتحدث رئيس مؤسسة "أديان" الأب فادي ضو عن أهمية الوثيقة وبنودها، مثنياً على دور دولة الإمارات، ومؤكداً أهمية تجسيد مبادئ الأخوة الإنسانية واقعاً ملموساً ومناهج وبرامج عمل.. معتبراً أن الوثيقة تعكس روحية هذا الجبل وصورته المبنية على المحبة والأخوة والعيش الكريم معاً.

‏بدوره اعتبر رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط أن وثيقة الإخوة الإنسانيّة دليلٌ للأجيال القادمة لتأخذ بهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل والحوار الموضوعي الذي يصنع السلام والغد المشرق ليبني الإنسان في ظل الاعتراف بالتنوّع والتعدد بين أبناء الوطن الواحد وبين الأمم والشعوب.

Email